لم يكن مساءُ حيفا ونتانيا وتل ابيب اليوم، كغيرِ ليلِ بنيامينا وقواعدِها العسكريةِ بالامس.. فتَعدادُ عشراتِ الجنودِ والضباطِ القتلى والجرحى بالامس، رافقَه تعدادٌ مليونَي مستوطنٍ هُرعوا الى الملاجئِ خوفاً من الصواريخِ القادمةِ من الشمالِ اليوم..
انه لهيبُ الشمالِ الحقيقيُ فهل يَفهمُ مُشْعِلُ النارِ باجسادِ اطفالِنا اللبنانيين والفلسطينيين الرسالة؟ وهل يكتفي ومجانينَه وأسيادَه وأذنابَه بهذا القدْرِ من حِقدِهم الدامي؟
كانَ حادثُ ضربِ قاعدةِ غولاني العسكريةِ في بنيامينا وقتلِ وجرحِ نحوَ سبعينَ ضابطاً وجندياً صهيونياً الحدَثَ المؤلمَ والاصعبَ بحسَبِ رئيسِ الاركانِ الصهيوني “هرتسي هاليفي”، وباتت كلُّ ايامِهم صعبةً بحسَبِ ما يؤكدُ أداءُ المقاومينَ الذين يدافعون عن اهلِهم وبلدِهم وسيادتِهم، ويُدمرونَ من خلالِ قواعدِ العدوِ العسكريةِ ومدرعاتِه وآلياتِه كلَّ ابراجِ الاعتدادِ بالنفسِ الصهيونيةِ والسيناريوهاتِ التي بُنِيَت فوقَ مساحةِ المنطقةِ على انقاضِ ودماءِ اللبنانيينَ والفلسطينيين..
تل ابيب وحيفا ونتانيا تحتَ النار- بحسَبِ الاعلامِ العبريّ – الذي تحدثَ عن صواريخِ ارض ارض اُطلقت من لبنانَ اَنزلت مستوطِني اكثرَ من مئةٍ وتسعينَ بلدةً في الكيانِ الى الملاجئ ، فيما لم يَجِد جنودُ “بيت ليد” قربَ نتانيا و”ستيلا ماريس” البحريةِ غربَ حيفا، وكرمائيل وصفد من مكانٍ يلجأونَ اليه هرباً من صواريخِ المقاومة ..
ولم يَجِد جنودُهم المحاولونَ التقدمَ الى عيتا مَهرباً من رجالِ الله، فوقعوا تحتَ نيرانِهم وصواريخِهم التي دَمّرت ثلاث دبابات وآليةَ جُندٍ بمَن حمَلت، فيما حمَلَ اخوانُهم بمركبا على مجموعاتٍ تَسللت الى البلدة، فالتحموا معها موقعينَ في صفوفِها قتلى وجرحى، وكذلك كانَ الحالُ في اللبونة، وسيكونُ في كلِّ بلدةٍ او مِنطقةٍ عندَ الحدودِ يَلقَوْنَ فيها جنودَ العدو ..
وسيكونُ على الحكومةِ والجيشِ التواضعُ امامَ قُدُراتِ حزبِ اللهِ كما نصَحَهُم احدُ الجنرالاتِ الكبارِ السابقينَ “كوبي ماروم”، فانجازُ حزبِ الل لا يمكنُ الاستهانةُ به كما اَظهرَ في بنيامينا، والامرُ مقلقٌ جداً كما قالَ رئيسُ حكومتِهم السابقُ ايهود اولمرت، الذي يرى الخطرَ مُحدِقاً بهم معَ عدمِ وجودِ استراتيجيةٍ واضحةٍ لدى الحكومةِ في هذه الحرب..
ولن يُغيِّرَ باستراتيجيةِ المعركةِ كلُّ الغاراتِ والتدمير، ولن يُغيِّرُ بواقعِ الصمودِ والثباتِ مسلسلُ المجازرِ الصهيونيةِ المتنقلةِ على مساحةِ لبنان، وليسَ آخرَها مجزرةُ ايطو قربَ زغرتا التي ارتقى خلالَها أكثرُ من عشرينَ شهيداً مدنياً، ولا الاعتداءُ على قوافلِ المساعداتِ في العين البقاعيةِ وغيرِها..
المصدر: قناة المنار