تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 12-10-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
من يستعجل الحصاد: أميركا وإسرائيل أم «الأزلام» في الداخل؟
الغرب مع إحياء سلطة الـ 2006 يكون المسيحيون فيها مجرّد «متمّم غذائي»
ابراهيم الأمين
من يستعجل الحصاد السياسي للعدوان. الأمر يحتاج فعلاً إلى تدقيق. هل هي الأطراف الداخلية التي تعتقد بأنها اللحظة المناسبة لتغيير سياسي داخلي شامل، أم هي إسرائيل نفسها التي تحتاج إلى هذا الحراك لدعم حربها، أم الولايات المتحدة والعاملون معها من دول عربية تشعر بالحاجة إلى اندفاعة داخلية لمواكبة العدوان وتعزيز الضغط الداخلي لدفع المقاومة إلى الاستسلام؟
في أي حساب دقيق، يمكن الجزم بأنه لا يوجد في كيان الاحتلال من يتوهّم أن هناك قوة قادرة على تقديم العون المباشر في الحرب. والعمليات التي قام بها العدو حتى الآن تؤكد المعروف بأنه يتكل على نفسه في ما خصّ أمنه. صحيح أنه يستفيد من مناخ يعزّز قدرته على التجسس والإحاطة المعلوماتية، لكنه عدوّ بات متمرّساً بالساحة اللبنانية، وعلّمته التجارب أن كل من يتطوّع لخدمته، لم يكن في الحقيقة سوى جهة تسعى إلى مكاسب على ظهر الحرب. لكن ذلك لا يلغي حقيقة أن العدو يتكل على آخرين موجودين في لبنان، كالأميركيين والأوروبيين وحلفائهم من العرب. واتكاله ليس على دور مباشر، بل على خلق بيئة حاضنة للعدوان، وهي البيئة التي يراد أن تكون في مواجهة البيئة الحاضنة للمقاومة.
والبيئة الحاضنة للعدوان لا قواعد ثابتة فيها، إذ كما يجري اكتشاف جواسيس لا يعرفون فعلياً أنهم يقدّمون العون للعدو من خلال أعمال يقومون بها، هناك قوى سياسية تعتقد بأنّ ما تقوم به يخدم مصالحها، حتى ولو صارت شريكاً للعدو. وبات واضحاً أن الانقسامات السياسية التي قامت وتستمر منذ عقود بين الجماعات اللبنانية، تحوّلت إلى حجة عند البعض لكي يعتبر أن العدو أقرب إليه من أي جماعة لبنانية أخرى. وإلا كيف تحوّل الفلسطيني والسوري والإيراني إلى أعداء يُشهّر بهم كل الوقت، وكيف لهؤلاء أن يقدّموا سردية تقول إن المقاومة هي السبب، ولا يجدون المشكلة في الاحتلال، خلافاً لكل قانون تاريخي يعرف أن الاحتلال هو سبب وجود أي مقاومة في العالم؟
مع ذلك، فالأمر لا يرتبط بالنوايا فقط، لأن القوى الداخلية المتحمّسة للاندفاعة، تحتاج إلى أن تثبت للأميركي أولاً أنها قادرة على القيام بالمهمة. وفي هذه الحالة، لا يمكن لهؤلاء الكذب على العدو نفسه. وإذا كان صحيحاً أن العدو مجبول بالجنون والجبروت، إلا أنه ليس غبياً إلى هذا الحد. وهو قال لنا من خلال ضرباته الأمنية القاسية ضد المقاومة إنه يعرف الكثير، ليس عن المقاومة فقط، إنما عن كل لبنان، وبالتالي، من يكون مجتهداً وناجحاً بدرجة جيد جداً في عملياته الأمنية، لن يرسب في تقديره لطبيعة القوى اللبنانية، حتى ولو كان غير معنيّ بما يحصل لها إن دخلت أتون المغامرة. ومع ذلك، فالتاريخ علّمنا أن هذه القاعدة تسقط في حالة واحدة، خصوصاً عندما يصبح العدو محتاجاً إلى هذا الحراك، لأنه أخطأ التقدير حيال توقّعاته لنتائج ضرباته الأمنية خلال الفترة الماضية. كما أن ما يجري سياسياً يفرض سؤالاً آخر متعلقاً بخطط العدو للمرحلة المقبلة. وإذا كان برنامجه يستند بصورة رئيسية إلى العمل الاستخباراتي – التقني، فهذا يعني، أن قدرته على تحمّل حرب استنزاف طويلة في المواجهة العسكرية الصاروخية والبرية ستكون محل اختبار جدّي، وهو اختبار قريب جداً، سيما أن المقاومة، أعادت تنظيم الكثير من أمورها بما يتناسب وطبيعة المعركة. وحيث توجد مؤشرات كثيرة إلى وجود قدرات على تحقيق الكثير في المواجهة التي دخلت مرحلة مختلفة عما شهدناه العام الماضي.
انتقلت الولايات المتحدة إلى مستوى جديد من الضغط على بري وميقاتي وجنبلاط أملاً بعزل المقاومة سياسياً
وعليه، فإن محاولة فهم التدخل الخارجي الحثيث من أجل فرض وقائع سياسية جديدة في لبنان سريعاً مرتبطة بأن رعاة العدو يستعجلون فعلياً الحصول على مكاسب. ولذلك، يمكن ملاحظة مستوى جديد من الضغط، لا يقتصر على الحملات السياسية والإعلامية الداعية إلى «مراضاة الوحش الذي لا يمكننا مقاومته»، بل هو ضغط يستهدف مواقع سياسية بارزة في لبنان من أجل تغيير مواقفها الحالية. وفي هذا الإطار، فإن الحديث لا يدور عن «صيصان السفارات” و”صبية الزمن الجميل”، بل عن ضغط يتركّز على من تعتقد أميركا بأنهم يوفرون اليوم مظلة حماية سياسية للمقاومة. والمقصود فعلياً هم أقطاب لقاء عين التينة، الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط. ويترافق ذلك مع ضغط وابتزاز مالي أكبر لمؤسسات عسكرية وأمنية تقتات هذه الفترة من الدعم الأميركي والخليجي.
أما هدف هذه الضغوط فليس جعل هذه الأطراف والمؤسسات تركض إلى معراب كما يفترض سمير جعجع وربعه، بل لأن من يريدون تغيير الوقائع في لبنان، أو من بيدهم الأمر، يأخذون الأمور من زاوية التركيبة الطائفية وتمركز القوى الفعليّ في البلاد. وبكلام أدق، سنجد أن دولة الإمارات العربية المتحدة (بوصفها الممثل الشرعي للمشروع الإبراهيمي) هي الاكثر صراحة في الدعوة إلى سحب الغطاء الإسلامي عن المقاومة، ودفع التركيبة السياسية صوب مرحلة تشبه ما كانت عليه الأمور صيف عام 2006. وقد أبلغ الإماراتيون الأميركيين والإسرائيليين وآخرين بأن الحل يكون بإعادة الاعتبار إلى التركيبة التي قامت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وخروج سوريا من لبنان. والحل وفق تصوّر أبو ظبي يعتبر حضور القوى المسيحية بمثابة “متمّم غذائي” لتركيبة يكون المسلمون أساسها. وفي ظن أصحاب هذه الوجهة (المدعومة فرنسياً وبريطانياً) أنه يمكن إعادة صياغة الحكم وفق قاعدة تجعل الشريك الشيعي في الحكم غير مستند إلى قوة تمثيلية. ولذلك، بدأ هؤلاء يفكرون باستعادة الحريرية السياسية كخيار أمثل.
لكن، بمعزل عن واقعية هذه الطروحات، فإن هذه الوصفة تتطلب رأي العروس في النهاية. ويبدو أن الرئيس سعد الحريري ليس في وارد العودة إلى الحياة السياسية من هذه البوابة. صحيح أنه لا يريد البقاء بعيداً، لكنه يريد، بقوة، غطاء سعودياً وأميركياً، عدا أنه مرتاب من كل ما يحصل الآن، وهو أبلغ من يهمّه الأمر، في لبنان وخارجه، أنه لا يقبل أن يعاد الاعتبار إلى دوره على ظهر فتنة طائفية في لبنان. كما صارح قيادة فريقه في لبنان بأن عليها العمل إلى جانب النازحين من جهة، والابتعاد عن التيار التقسيمي، وعدم التورط في خيارات سياسية “تخالف وصايا الرئيس رفيق الحريري بعدم الدخول في أي فتنة من أي نوع، ومع أي فئة في لبنان».
طبعاً، لا يمكن اللجوء إلى ميشال حايك وليلى عبد اللطيف لمعرفة ما ستؤول إليه نتائج الضغوط الغربية والخليجية المستجدّة. لكن ما يجب اللجوء إليه لمعرفة آفاق المرحلة المقبلة، هو من يقف جهاراً نهاراً في وجه المشروع الأميركي – الإسرائيلي – الخليجي، الجارية إقامته على أنقاض اللبنانيين ودمائهم. ومرة جديدة، على المتذاكين مراجعة ما حصل في الأسبوعين الأوليْن من حرب تموز عام 2006، عندما كان التحالف المعادي للمقاومة واسع الطيف محلياً وإقليمياً ودولياً، وأوسع تمثيلاً وأكثر قوة وتأثيراً. لكنّ المقاومة التي صبرت يومها وانتصرت، تعرف اليوم أنها أمام حرب من نوع مختلف. وفي حسابات المقاومين وقيادتهم أنها حرب تستمر لعام وربما أكثر. وهو ما يلزم المقاومة ببرنامج عمل، لا يقوم بالطبع وفق ما يريد المشاهدون.
في الخلاصة، الحرب جارية من دون توقف، والعدو يستعد لعمليات إضافية في قلب لبنان، كما يستعد لتنفيذ غزو بري يتوسّع إلى حيث يمكنه الوصول. وهو عدو كـ»الجحش الفالت بلا رسن”، يريد ضرب سوريا وإيران والعراق واليمن، وهو مقتنع بأن العالم لن يتركه وحيداً. ومع ذلك، فإن قواعد الحرب ليست بيده وحده. وطالما ارتضينا بما أوصانا به شهيدنا الكبير، فليس ما نقول للعدو وحلفائه، وللحالمين بقلب الوقائع من حولنا، إلا أنّه بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان!
جنبلاط يقطع طريق «الزعامة» على جعجع
العارفون في السياسة يُدركون أن البلاد مُقبِلة على هاوية كبيرة، وأن المرحلة الآتية ستكون مختلفة جداً عن كل ما مرّ به لبنان، خصوصاً أن الحرب الحالية تتصل بتغيير هوية البلد وصياغة عقده الجديد وفقَ التوازنات التي سيرسو عليها المسار العسكري.
وليد جنبلاط واحد من هؤلاء العارفين، ويُمكن القول إنه كانَ مِن أكثر العارفين بأن «طوفان الأقصى» سيُغيّر معالم المنطقة والعالم على مستويات عدة.
ورغمَ الضغط الكبير الذي تعرّض له في شارعه وداخل الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة اللقاء الديمقراطي النيابية، والخلاف في الرؤية مع نجله تيمور، بقي الرجل متمسّكاً بموقفه الداعم لغزة وجبهة الإسناد في الجنوب.
صحيح أن جنبلاط أوحى أخيراً بأنه يستعدّ لاستدارة جديدة في الاتجاه المعاكس حينَ تحدّث عن «تطبيق القرار ١٥٥٩» وردّ على وزير الخارجية الإيراني، لكنه متنبّه أيضاً إلى المشاريع الانعزالية قيد التحضير، وهو «حرّيف» في التعامل معها. وعليه، ردّ الرجل على كل من ضرب لنفسه موعداً مع انقلاب جنبلاطي جديد يُغطي الحملة السياسية التي بدأت في البلد بعنوان «ما بعد حزب الله»، باتخاذ قرار مقاطعة مؤتمر «معراب» الذي دعا إليه حزب «القوات» اليوم تحت عنوان «دفاعاً عن لبنان لرسم خريطة طريق إنقاذ للبنان».
وعلمت «الأخبار» أن الحزب الاشتراكي «ناقشَ على مدى اليومين الماضييْن التطورات في البلد، والجو السياسي الذي تُحاول بعض القوى إشاعته عن انتهاء حزب الله والتحضير لمرحلة ما بعده، ودعوة القوات للمؤتمر».
ومع أن بعض المحيطين به لا ينفك يروّج للعلاقة مع سمير جعجع، لكنّ جنبلاط لا يبدو في وارد الانضمام إلى أي جبهة تحمل مشروعاً فتنوياً، كما قالت مصادر قريبة.
ولفتت المصادر إلى أن «الحزب الاشتراكي قرّر عدم الحضور وعدم إرسال ممثّل عنه»، مشيرة إلى أن «جنبلاط لن يقبل بأن يكون جزءاً من مشروع عزل أو كسر موقع لأي طائفة كانت، وهو جزء من اللقاء الثلاثي في عين التينة الذي كانَ لديه موقف واضح يؤكد على وقف إطلاق النار وتطبيق القرار ١٧٠١».
يعلم جنبلاط أن حزب الله تلقّى ضربات قوية، لكنه ليس هاوياً ولا مبتدئاً إلى الحد الذي يعتقد فيه بأن الحزب صار خارج الصورة أو المعادلة. كما أنه يدرك أن المعركة لا تزال في بدايتها، وأن إسرائيل وأميركا لا تعملان في خدمة اللبنانيين أياً كانوا، فضلاً عن حسابات كثيرة تتصل بالجبل وناسه في أي فتنة داخلية أو اجتياح إسرائيلي.
كذلك فإن جنبلاط ومعه كثيرون يعرفون صورة جعجع العصية على التغيير، وقد «خبزوه» وجرّبوه واختبروه، وليس فيهم من يريد أن يُعطيه صورة الزعامة. وهم لن يسمحوا له بقطف الجهود السياسية ضد المقاومة واستثمارها في سبيل مصالحه الشخصية والحزبية. وكلهم يعرفون أن جعجع يريد حسم المعركة بالمعنى السياسي حتى الآن، لكنه سيكون جاهزاً لمواكبة العدوان العسكري بمساندة داخلية متى انزلقت الأوضاع برمّتها نحو اشتباك مسلح يسعى إليه.
ومهما استفاض جعجع في تأكيد نظريته حول انتهاء الحزب والتزم بما هو مطلوب منه لجهة تحضير الأرضية الداخلية للانقلاب على المقاومة وبيئتها، فإنه يواجه معارضة من داخل فريق المعارضة من كل الطوائف. بينما تكفّل جنبلاط مرة جديدة بسحب الغطاء الدرزي بالكامل عنه.
وفيما طلب جنبلاط من النواب والمسؤولين في الحزب عدم التعليق على المؤتمر مهما كان سقف الخطاب، علمت «الأخبار» أن رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل كانَ ينوي المشاركة شخصياً، لكنه تراجع عن ذلك بضغط من الرئيس السابق أمين الجميل الذي أصر على أن يكون هناك تمثيلاً متواضعاً عن الحزب.
عرض أميركا الوحيد: الاستسلام الكامل للشروط الدولية
رغم كل المواقف العربية والأوروبية «المتعاطفة»، يُدرك الجميع أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد المعنيّ بوقف إطلاق النار في لبنان والقادر على لجم إسرائيل، فيما هي في الواقع لم تُقدّم سوى عرض واحد بالاستسلام الكامل للشروط الدولية، بما فيها انتخاب رئيس للجمهورية ولو على عكس رغبة غالبية اللبنانيين، والانقلاب على القرار ١٧٠١ والعودة إلى القرار ١٥٥٩.
ووفقاً لذلك، تسارعت وتيرة الاتصالات من بعض الدول التي نقلت رسائل حول وجوب إعلان لبنان وقفاً لإطلاق النار والاستعداد للالتزام بالقرار 1701 وتطبيقه كاملاً، مع الاستعداد لانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تشكيل السلطة. وازدادت الضغوط لفرض انتخاب الرئيس على قاعدة التغيير الذي طاول موازين القوى العسكرية.
وتُوّج هذا الضغط أمس بتفعيل الأميركيين نشاطهم على مسارين: الأول سياسي، يتولاه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن (تسلّمت وزارة الخارجية إدارة الملف السياسي برمّته في لبنان)، والثاني أمني – عسكري لا يزال يتولاه المبعوث الأميركي الرئاسي عاموس هوكشتين. وللمرة الأولى منذ أسبوعين، عادت الاتصالات الجدية مع المسؤولين اللبنانيين، فتلقّى كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري اتصاليْن من بلينكن، علمت «الأخبار» أنه ركّز خلالهما على «ملف الانتخابات الرئاسية وطالب بفتح أبواب مجلس النواب في أقرب وقت لانتخاب رئيس».
ويأتي اتصال بلينكن بعد كلام لبري عن أن «الأميركيين يتواصلون معنا ويقولون إنهم مع الحل في لبنان، إلا أن الكلام كثير والفعل قليل». وفي الاتصال الذي استمر لنحو ٤٠ دقيقة مع رئيس المجلس «تطرّق بلينكن إلى موضوع القرار ١٧٠١ والحرب مع لبنان بشكل عام»، كما قالت مصادر مطّلعة، إذ إن «هذا الملف لا يزال في عهدة هوكشتين الذي لا يزال يتحدّث بالقرار ١٧٠١ لكن مع شروط إضافية»، لافتة إلى أن «برّي أبدى تمسكه بوقف إطلاق النار فوراً».
وفيما تزامن الاتصال بين بلينكن وبرّي مع اتصال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت طالباً منه «ضرورة الانتقال من العمليات العسكرية إلى المسار الدبلوماسي بسرعة»، قال هوكشتين لـ mtv إن «الولايات المتحدة لم تعطِ أي ضوء أخضر لأي عملية برية في لبنان».
وأضاف: «علينا التركيز على أن يكون المجتمع الدولي قادراً على جمع حكومتي لبنان وإسرائيل والتوصّل إلى تطبيق الـ1701 ولكن هذا لا يحصل بين ليلة وضحاها، ورأينا جهود ميقاتي باستعداد الجيش للانتقال إلى الجنوب» وأضاف: «ننسّق مع الكثير من الدول في الشرق الأوسط ويمكنها أن تقدّم دعماً اقتصادياً كي نعيد لبنان إلى الازدهار». وحول الاستحقاق الرئاسي قال هوكشتين: «الرئيس اللبناني يجب أن يكون شخصية جامعة للبنانيين وفي هذه الظروف يجب أن يتمّ الاستحقاق الرئاسي سريعاً».
أميركا مقتنعة بأن إسرائيل لم تعد لديها أهداف وأن الدخول البري إلى الجنوب ليس في صالحها
وفي حديث آخر لمحطة lbc ادّعى هوكشتين بـ«أننا على تواصل مستمر مع الحكومة اللبنانية وقد تحدّث بلينكن مع الرئيسين بري وميقاتي وأنا أتحدّث مع القادة اللبنانيين بشكل يومي تقريباً».
واعتبر أن «القرار 1701 أنهى حرب تموز لكنه لم يُنفذ بشكل جيد والانتهاكات أدّت إلى ما وصلنا إليه ونحن بحاجة إلى التركيز على حل يؤدي إلى التنفيذ الكامل للقرار»، قائلاً إن «الشيء الوحيد الذي طلب منا الرئيس بايدن التفكير فيه هو كيفية تقليل معاناة المدنيين وإنهاء هذا الصراع والوصول إلى حل دائم ومستدام. وأؤكد أن بايدن يركّز على محاولة التوصّل إلى هدنة».
وتعليقاً على كلام المبعوث الأميركي، قالت مصادر مطّلعة إن «إدارته لا تسعى إلى أي حل عادل، بل إلى فرض واقع أمني على طول الحدود في أقرب وقت خوفاً من أن تقوم المقاومة بقلب الوقائع لصالحها من جديد»، خصوصاً أن «أميركا مقتنعة بأن إسرائيل لم تعد لديها أهداف وأن الدخول البري إلى الجنوب ليس في صالحها».
ولفتت المصادر إلى أن «الأميركيين يضغطون على كل المستويات، ويطلبون تنفيذ بعض الأمور ولا يتفاوضون، وهم يتصرّفون وكأن لا يوجد شيء اسمه القرار ١٧٠١ بل يتحدّثون عن القرار ١٥٥٩ فقط».
وفي السياق، أكّد ميقاتي أمس «أننا في كل المحافل الدولية والاجتماعات التي عقدناها مع موفدين رئاسيين ومسؤولين دوليين، قلنا إن لبنان ملتزم ومصرّ على تطبيق القرار 1701 بحذافيره، وإن على المجتمع الدولي أن يلزم العدو الإسرائيلي بالتقيّد بمضمون القرار والالتزام به، تحقيقاً للأهداف التي من أجلها صدر هذا القرار».
وكشف «أننا طلبنا من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب إلى مجلس الأمن ندعوه فيه إلى اتخاذ قرار بالوقف التام والفوري لإطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، ولا سيما في شقّه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار».
إلى ذلك، يزور رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف بيروت اليوم ويلتقي الرئيسين بري وميقاتي.
«الخماسية» تتبنّى عون
بينما صارَ الكلام عن انتخاب قائد الجيش جوزف عون رئيساً للجمهورية صريحاً على لسان المسؤولين الخارجيين، قالت مصادر مطّلعة إن «اللجنة الخماسية» قفزت فوق كل بياناتها التي أشارت فيها سابقاً إلى أنها «لا تتدخّل في أسماء بل تضع مبادئ عامة»، إذ إن «سفراء أميركا وفرنسا والسعودية يطالبون علناً باسم عون، بينما لا يزال الموقف المصري والقطري مراعياً للانقسام الداخلي».
وعلمت «الأخبار» أن «هناك انزعاجاً واضحاً عند كل من يطرحون أنفسهم مرشّحين للرئاسة وفيهم نواب أعلنوا تأييدهم لانتخاب عون، وهم لم يفعلوا ذلك سوى بهدف قطع الطريق على رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي يطرح نفسه كمرشح، ويعتبر أن الظروف مؤاتية لانتخابه».
ولفتت إلى أن «موقف جعجع من انتخاب قائد الجيش لم يتضح حتى الآن، فهو لم يوافق ولم يرفض، لكنه يشترط بأنّ على أي رئيس مقبل أن يلتزم تطبيق القرار ١٥٥٩».
المقاومة تستهدف تل أبيب بالمُسيّرات: نحو معادلة تحمي بيروت
فيما يؤكد جميع المعنيين أن الاتصالات السياسية متوقّفة، يبدو أن العدو يلجأ إلى التسريبات الإعلامية في إطار مفاوضات غير مباشرة. فقد نقل مراسلون إسرائيليون معلومات عن مصادر إسرائيلية، بأن تل أبيب تعرض مبادرة مفادها وقف قصف العاصمة بيروت، مقابل وقف حزب الله قصف مدينة حيفا وخليجها. ورغم أن حزب الله لم يطلق أيّ موقف حيال وقائع المواجهة القائمة، إلا أنه سبق لوسطاء أن سمعوا من مسؤولين لبنانيين أن حزب الله يربط قصف حيفا بالاعتداءات على الضاحية الجنوبية، فقط. ومساء أمس، دوّت انفجارات في منطقة تل أبيب، وشوهدت صواريخ منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية وهي تنطلق محاولة التصدّي لمُسيّرات وصلت إلى سماء عاصمة الكيان. وبعد وقت قصير، تبيّن أن مُسيّرتين انطلقتا من لبنان، وقطعتا مسافة تجاوزت 100 كلم، قبل أن تتمكّن الدفاعات الإسرائيلية من إسقاط إحداهما، فيما انفجرت الثانية في هدفها، ما أدى الى انقطاع التيار الكهربائي عن منطقة هرتسيليا شمال تل أبيب. وفي بداية الأمر، اعتُقد أن الطائرة المُسيّرة أصابت مبنىً في المدينة، لكن تبيّن أنه صاروخ اعتراضي. فيما شوهدت أعمدة دخان تتصاعد من منشأة قريبة لتوليد الكهرباء.
استهداف تل أبيب يعطي إشارات حول دخول المقاومة مرحلة جديدة من استهداف العمق الإسرائيلي، وأن قصف العدو العاصمة بيروت، سيقابله قصف تل أبيب. فيما كانت المقاومة أطلقت نحو 100 صاروخ، دفعة واحدة، على منطقة حيفا، وتحديداً شمالها وخليجها، وشوهدت عشرات الصواريخ وهي تسقط في المنطقة من دون أن ينجح العدو في اعتراضها. وأعلنت المقاومة قصفها تجمّعات لقوات العدو الإسرائيلي في منطقة زوفولون شمال حيفا.
كما استهدفت مستعمرة كريات شمونة ومدينة صفد المحتلة بصليتين صاروخيتين كبيرتين. كما واصلت المقاومة استهداف المواقع والثكنات العسكرية في الجليل الأعلى، ومواقع تجمّع قوات العدو، بصليات صاروخية وقذائف المدفعية.
وشنّت هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إيلعيزر في حيفا.
وفي الميدان، تابع المقاومون التصدي لقوات العدو، حتى قبل دخولهم الأراضي اللبنانية.
واستهدفوا تحركات لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة بقذائف المدفعية، وأخرى في أطراف بلدتي بليدا ويارون الحدوديتين.
وفي بيان صادر عن «غرفة عمليات المقاومة الإسلامية» شرحت المقاومة تفاصيل محاولات العدو التوغّل في القطاع الغربي، قرب الناقورة، بعد فشله في تحقيق تقدّم في القطاع الشرقي.
وقالت إن العدو حاول التقدّم، الثلاثاء، من رأس الناقورة باتجاه منطقة اللبونة الحدودية بهدف الوصول إلى مركز قوات «اليونيفل» في اللبّونة والتمركز فيه، فتصدى له المقاومون وأجبروا قواته على التراجع.
وعاود جيش العدو، الأربعاء، ثلاث محاولات للتقدم باتجاه اللبونة، ثم المشيرفة، فتكبّد خسائر فادحة بسبب ضربات المقاومة ثم انسحب.
ويوم الخميس، حاولت مجموعة من جنود العدو، بمواكبة وحماية دبابة «ميركافا»، التقدم باتجاه منطقة اللبونة من رأس الناقورة، فاستهدفها المقاومون بصاروخ موجّه، ما أسفر عن تدميرها واشتعالها ومقتل طاقمها وإصابة الجنود المحتمين خلفها، وفشل العدو في أربع محاولات، ولمدة ساعات، في التقدم لسحب الإصابات.
وأشارت «غرفة عمليات المقاومة»، إلى أن العدو، فشل في السيطرة على أيّ من التلال الحاكمة التي يحاول التقدّم إليها، وهو يكتفي بالوصول إلى بعض المنازل على أطراف بعض القرى الحدودية بهدف أخذ الصور وتنظيم زيارات إعلامية.
وأشارت إلى أن جيش العدو، يتّخذ من منازل المستوطنين في بعض مستوطنات الشمال مراكز تجمع لضباطه وجنوده وتتواجد قواعده العسكرية داخل أحياء استيطانية في المدن المحتلة الكبرى كحيفا وطبريا وعكا وغيرها، واعتبرت أن «هذه المنازل والقواعد العسكرية هي أهداف للقوة الصاروخية والجوية في المقاومة الإسلامية، وعليه نحذّر المستوطنين من التواجد قرب هذه التجمعات العسكرية حفاظاً على حياتهم وحتى إشعار آخر».
كما جدّدت المقاومة عهدها للأمين العام لحزب الله، الشهيد السيد حسن نصرالله، بأن «مستوطنات شمال فلسطين المحتلة ستبقى خالية من المستوطنين حتى وقف الحرب على غزة ولبنان”.
ومرة أخرى، وفي محاولات الضغط على «الأمم المتحدة»، عاودت قوات العدو، أمس، استهداف موقع للقوات الدولية في الجنوب، وآخر للجيش اللبناني، ما أدّى إلى استشهاد عسكريين، وإصابة آخرين.
وتدفع إسرائيل باتجاه إجبار قوات «اليونيفل» على الانسحاب 5 كم إلى عمق الأراضي اللبنانية، بدلاً من الانتشار على الحدود. وهي لا تكتفي بالاعتداء المتكرّر على مواقع هذه القوات، بل أيضاً تستغل هذه المواقع للاحتماء من نيران المقاومة.
حزب الله: المقاومة بخير و«بكّير» على الاستثمار السياسي
أكّد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف أن «المقاومة بخير» و» مخزونها الاستراتيجي بخير»، و»تدير حقل رمايتها وتوقيت صلياتها بما يتناسب مع قراءتها للميدان وظروفه»، مشيراً إلى أن «الآلاف من المقاتلين في ذروة الاستعداد وجاهزون للقتال ثأراً لدم شهيدنا الأقدس. والعدو عاجز حتى الآن عن التقدم براً».
وأشار إلى أن «ما حصل في الأيام الماضية في حيفا وفي جوارها يؤكد أننا ما زلنا في البداية، وإلى العدو أقول: لم ترَ بعد إلا القليل من ضرباتنا». وشدّد على أن «المعركة لا تزال في بداياتها الأولى، وبكير بكير بكير كتير الحديث عن الاستثمار السياسي. فلا تستعجلوا ولا تحرقوا أصابعكم، أو أنكم لم تتعلموا أبداً دروس الماضي؟».
وفي لقاء صحافي عقده أمام مبنى دمّره العدو على طريق المطار، انتقد عفيف «الساحة الإعلامية المفتوحة للهواء الإسرائيلي السام من دون قيود»، و»أداء المؤسسات الإعلامية والإعلاميين اللبنانيين وبعض من يسمون زوراً ناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي»، وقارن بين الرقابة العسكرية الإسرائيلية على وسائل الإعلام في كيان العدو و»بعض وسائل إعلامنا التي تنقل الخبر الإسرائيلي من دون تدقيق، وتبث تهديدات رئيس أركان العدو أو الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال في إطار الحرب النفسية للعدو ضد المقاومة وضد لبنان فضلاً عن التحريض المتواصل ضد المقاومة وأبنائها وحلفائها».
وانتقد الحكومة ووزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام، «الذين لا يتحركون بذريعة حرية الإعلام». وسأل: «هل الحرية في نشر أسماء قرى معينة وتحريض العدو على قصفها، وعلى قصف المستشفيات وفرق الإغاثة وسيارات الإسعاف؟».
وشدّد على «أننا لسنا في عام 1982 عندما وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى بيروت وغيّرت المعادلات السياسية، بل كأننا في الأيام الأولى من حرب تموز عندما استعجل القوم إياهم إطلاق الأحكام النهائية عن هزيمة حزب الله قبل أن يتبيّن لهم خطؤهم».
وقال: «أولويتنا الآن هي إلحاق الهزيمة بالعدو وإجباره بالقوة على وقف العدوان، ومع ذلك فإن أي جهد سياسي داخلي أو خارجي لتحقيق هذا الهدف مشكور ما دام متوافقاً مع رؤيتنا الشاملة للمعركة وظروفها ونتائجها».
وتوجّه إلى النازحين بالقول: «أنتم أمانة سيدنا وشهيدنا الأسمى، فإن قصّرنا فعذراً منكم وإنّا عازمون على بذل أقصى ما نستطيع. وستعودون قريباً إلى الضاحية وإلى بيوتكم في الجنوب والبقاع، ووعد السيد الشهيد لكم أننا سنعيدها أجمل مما كانت حاضرٌ في قلوبنا وعقولنا».
اللواء:
«دبلوماسية الهاتف»: لتحييد بيروت وحيفا.. وبلينكن يسأل عن الرئيس
تنديد أوروبي باستهداف اليونيفيل.. وشهيدان للجيش والأباتشي تقصف إسرائيل
أسبوعان من بدء اسرائيل ضرباتها القوية ضد لبنان، من الجنوب إلى الضاحية الجنوبية والبقاع وبعض قرى جبل لبنان، وسط خسائر ترتفع مع كل غارة أو استهداف، وتحصد الأبرياء من الأطفال والنساء والمسنين، على نحو ما هو حاصل في قطاع غزة، حيث يرتفع عدد الضحايا الى ما يقرب من خمسين ألف شهيد و100 ألف مصاب وجريح.
ولئن كانت وقائع المواجهات الجارية في الميدان من محور الناقورة (غرباً الى مارون الراس والقرى المحيطة بها في الوسط الى ميس الجبل وبليدا والعديسة وكفركلا والخيام غرباً، تثبت قوة صمود المقاومة وعنف الضربات المعادية، بالطائرات والمدفعية والصواريخ والمسيرات، فإن الكابينت الحربي الاسرائيلي أعطى التفويض المتجدّد لبنيامين نتنياهو للمضي قدماً في حرب لبنان، بدءاً من المحاور الجنوبية الى خارطة الاستهدافات العسكرية التي تتوسع يوماً بعد يوم.
قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ما من تقدم في ملف الاتصالات الهادفة إلى وقف إطلاق النار في لبنان، على أنه بالنسبة إلى التحرك الرسمي فإن الجهد يتواصل من أجل هذه الغاية. ورأت أن ما من آلية معينة جاهزة ولكن هذا لا يعني ان المسألة لن تتم متابعتها.
إلى ذلك، رأت هذه المصادر أن خارطة الطريق التي تصدر اليوم عن اللقاء الذي تستضيفه معراب تحت عنوان «دفاعا عن لبنان» من شأنها إبراز موقف المعارضة المنسجم مع مبادئها بشأن الحرب وتداعياتها والتحذيرات التي أطلقت مرارا وتكرارا بشأن عدم جر لبنان إليها، متوقعة صدور نقاط بشأن المقاربة المقبلة والسعي إلى انتخاب رئيس الجمهورية ووقف إطلاق النار والالتزام بالقرارات الدولية، معتبرة أن هذا اللقاء ليس موجها ضد أحد إنما غايته التأكيد على هذه المقاربة الانقاذية والعمل على تنفيذها من دون تأخير.
على ان البارز دبلوماسياً، دخول وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن على الخط عبر ما يمكن تسميته بـ «دبلوماسية الهاتف» فأجرى اتصالا م الرئيس نجيب ميقاتي، ثم اتصالا مع الرئيس نبيه بري استمر 40 دقيقة.
وحسب ما عمّم جرى خلال الاتصال البحث بالاوضاع الراهنة في لبنان.
وفي المعلومات ان الاتصال تناول احتمالات المرحلة المقبلة، وان الرئيس بري اكد التمسك بوقف اطلاق النار فوراً.
وتعليقاً على إمعان إسرائيل إستهدافها للمدنيين وقوات حفظ السلام (اليونيفيل) والجيش اللبناني في بلدة كفرا. قال الرئيس بري: أحر التعازي الى اللبنانيين كل اللبنانيين، لذوي الشهداء الذين سفكت دماؤهم على إمتداد الجنوب وفي الضاحية والبقاع والعاصمة بيروت وجبل لبنان، والتعازي أيضاً موصولة للجيش اللبناني الذي قدم اليوم المزيد من القرابين شهداء وجرحى في مسيرة التضحية والوفاء من اجل سيادة لبنان.
واضاف الرئيس بري: إن ما حصل أمس واليوم من استهداف لقوات اليونيفيل ولجنود الجيش اللبناني من قبل إسرائيل وآلتها العدوانية، هو جريمة وليس محط إدانة واستنكار فحسب، بل هو أيضاً وقبل أي شيء آخر هو عدوان ومحاولة اغتيال واضحة وموصوفة للقرار الأممي 1701.
وحسب المعلومات التي رشحت عن الاتصالات الهاتفية الأميركية تجزئة وقف النار، عبر احياء معادلة «بيروت- حيفا»، بمعنى وقف استهداف اسرائيل لبيروت مقابل وقف قصف المقاومة لحيفا، وكانت قناة «سكاي نيوز» نقلت عن مصادر لم تحددها ان المحاولات الأميركية تسير بهذا الاتجاه.
وكشف الرئيس ميقاتي ان مجلس الوزراء اتخذ القرار الآتي: الطلب من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب الى مجلس الامن الدولي تدعوه فيه الى اتخاذ قرار بالوقف التام والفوري لاطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة لا سيما في شقه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار.
وما بقي منه قال الرئيس ميقاتي:»يبقى الحل الديبلوماسي مطروحا على الطاولة من خلال القرار1701 الذي لا يزال صالحا. حزب الله موافق ايضا، وهو شريك في هذه الحكومة، ووافق اليوم على هذا الموضوع ولا اعتقد انه يوجد أي تردد.
وتابع : نتيجة المساعي خفت حدة الغارات على الضاحية الجنوبية، وخفت وتيرة التصعيد، وسنواصل ملاحقة هذا الموضوع»، ان ضرب المدنيين بهذه الطريقة، والحاق الاذى بهم وسقوط المزيد من الشهداء امر لا يجوز بتاتا، فهذا حرام، فهل تخلينا عن انسانيتنا؟.
وعما اذا كان لبنان لا يزال مرتبطا بغزة، اجاب: «اولويتنا اليوم الا نكون مع أحد او ضد أحد، أولويتنا هي السلامة والامن في بلدنا، وهذا ما نعمل عليه».
وفي اطلالات تلفزيونية أعلن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إننا:
– نعمل ليلاً نهاراً من أجل مسألة وقف إطلاق النار في لبنان والوصول إليه في أسرع وقت. وكشف عن ان التنسيق مستمرّ مع الحكومة اللبنانيّة ورئيسها وقائد الجيش والأمر يتعلّق بمستقبل لبنان من أجل الوصول إلى ما يريده الشعب اللبناني عبر انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.
ووصف الهجوم أمس على وسط بيروت كان مدمّراً ونسعى لوقف العمليّات العسكرية والولايات المتحدة لم تعطِ أي ضوء أخضر لأي عملية برية في لبنان.
واعتبر ان الرئيس اللبناني يجب أن يختاره اللبنانيون بأنفسهم وليس علينا ان نختاره نحن لهم.
واشار الى ان القرار 1701 انهى حرب تموز، لكنه لم ينفذ بشكل جيد، والآن يجب تنفيذه.
واشار الى انني اتواصل مع الرئيس بري، ونحن نريد العمل مع مؤسسات الحكومة بما في ذلك الجيش للوصول الى نهاية لهذا الصراع، وهذا يعني التفكير في القرار 1701، والعمل على التوصل الى اتفاق شامل يجلب الاستقرار.
ونفى ان تكون الولايات المتحدة او هو اعطيا الضوء الاخظر لاي عمليات عسكرية في لبنان، خلال فترة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة، وكان الرئيس جو بايدن يعمل جاهدا على محاولة تحقيق وقف اطلاق النار.
الحدث الخطير استهداف اليونيفيل
وتفاعلت قضية استهداف القوة الدولية في الناقورة لليوم الثاني، وبعد رفضها طلبات الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي وبقائها في مواقعها، تعرّضت قوات «اليونيفيل» في الجنوب لاستهداف جديد، إذ أطلقت القوات الإسرائيلية قذيفة مدفعية مستهدفة المدخل الأساسي لمركز قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. واستهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية أحد أبراج «اليونيفيل» في الناقورة، الواقع على الخط العام الذي يربط صور بالناقورة امام حاجز الجيش اللبناني، ممّا أدّى إلى إصابة جنديين من الكتيبة السريلانكية بجروح.
واعتبرت «اليونيفيل» في موقف لها ان ما حدث يشكل تطورا خطيرا.
ودعت الى ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، واكدت إن ما حدث يشكل تطوراً خطيراً، «وتؤكد اليونيفيل على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. كما ان أي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701 (2006)».
وكان استهداف اليونيفيل شكل موضع ادانة دولية، فندد الامين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش بالاعتداء على قوات الطوارئ، وثله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، معتبرا إطلاق النار على اليونيفيل «غير مقبول».
وتفاعلت القضية دولياً، فأصدر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني ورئيسة وزراء اسبانيا بيدرو سانتشيت التنديد باستهداف الجيش الاسرائيلي لقوة الامم المتحدة في الجنوب، وقالوا في بيان مشترك: مثل هذه الهجمات غير مبررة، ويجب ان تنتهي على الفور.
وطلب وزير الدفاع لويد اوستن من نظيره الاسرائيلي يوآف غالانت خلال اتصال هاتفي بينهما على ضمان سلامة قوات اليونيفيل.
ولم توفر آلة الحرب المعادية الجيش اللبناني فاستهدف موقع للجيش في بلدة كفرا الحدودية، مما ادى الى استشهاد جنديين وجرح 3 آخرين بجروح.
جولة «التشاوري المستقل»
اما في الحراك السياسي الداخلي، واصل نواب «اللقاء التشاوري المستقل» زيارات الكتل النيابية، للبحث في سبل وقف العدوان والاستحقاق الرئاسي مع اللقاء الديموقراطي والتغييريين، والتقى وفد من اللقاء ضم النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا ونعمة افرام وميشال ضاهر وجميل نواب «اللقاء الديموقراطي»: وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن وراجي السعد وفيصل الصايغ.
وقال عون بعد اللقاء: كان البحث بداية بالملف الساخن المتمثل بالحرب الدائرة وبكيفية توسيع المساحة الوطنية التي تطالب بتطبيق القرار ١٧٠١ وتتبناه. اضافة الى دعم موقف لبنان الرسمي بما يخص وقف اطلاق النار والموافقة على الاقتراح الدولي المرتبط بالهدنة.
لقاء معراب
وفي معراب يعقد اليوم اللقاء الوطني، بعنوان «دفاعا عن لبنان» بمشاركة نواب وشخصيات تمثل المعارضة.
وعشية اللقاء استقبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب النائب نعمة افرام، الذي قال بعد اللقاء: «تبادلت وجعجع المعلومات والقراءات في ما يخصّ وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس والخروج من الأزمة الحاليّة وحول كيفيّة تقريب وجهات النظر بين النوّاب للخروج من الأزمة التي لا يجب أن تتكرر».
وأكد افرام ان «الأولويّات الأساسيّة لرئيس الجمهوريّة القادم تطبيق القرارات الدوليّة وخصوصاً 1701 ووجود رئيس يسهّل وقف إطلاق النار ونؤكّد أنّ المساحة المشتركة في لبنان هي الضمانة».
وأشار الى ان النازحين إخوتنا وبناء المستقبل مسؤوليّتنا وما نعيشه اليوم «شغل إيدينا» وعلينا تغيير هذا الواقع».
كما زار النائب المستقل الدكتور غسّان سكاف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وعرض معه لآخر التطوّرات السياسيّة اللبنانيّة، في حضور عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم.
ولا يشارك التيار الوطني الحر في اللقاء، بل سيحي الذكرى الرابعة والثلاثين للثالث عشر من ت1 بقداس في كنيسة مار الياس في انطلياس عند الخامسة من عصر اليوم، على ان يتحدث عند السادسة والنصف رئيس التيار جبران باسيل بكلمة عن التطورات الراهنة وتحرك التيار الوطني الحر من اجل ايجاد مساحة مشتركة للخروج من الوضع الخطير الذي يعيشه لبنان.
القمة الروحية
وعلى صعيد القمة الروحية، اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على عقد القمة الروحية الاربعاء المقبل (وفقا لما اشارت اليه اللواء امس).
وكان الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى من بطريرك الارثوذكس يوحنا اليازجي، تطرق الى القمة الروحية.
انتقادات عفيف
وانتقد مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله محمد عفيف الحكومة ووزارة الاعلام، وسأل اين هي وزارة العدل، ولم يوفر المجلس الوطني للاعلام من انتقاداته.
وقال عفيف خلال مؤتمر صحف قيل انه عقد في مكان الانفجار في النويري ان الاولوية لالحاق الهزيمة باسرائيل، وخاطب العدو بالقول: «لم تر بعد بعد الا القليل»، مؤكدا ان المقاومة بخير وتدير حقل رماتها بما يتناسب مع الميدان وظروفه.
الميدان
وبعد استهداف الاحتلال الاسرائيلي لبيروت ومناطق واسعة في الجنوب والبقاع امس الاول وامس، ردت المقاومة بعمليات قصف للكيان الاسرائيلي تجاه حيفا ومناطق اخرى.
واعلنت المقاومة انها استهدفت صباحاً تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة «زوفولون» شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية. كما شنت في الوقت ذاته، هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إليعازر في حيفا.
وقاعدة قيادة الدفاع الجوي بـ«كريات إيلعيزر» كانت من المواقع العسكرية التي صورت ضمن جولة «الهدهد» الاخيرة.
واكدت وسائل إعلام إسرائيلية: إطلاق 20 صاروخاً من لبنان باتجاه خليج حيفا ومطقة «الكريوت». واصابة مباشرة لمبنى بسقوط صاروخ في المنطقة الصناعية في «كريات بياليك».
وواصلت المقاومة في لبنان بعد ظهر امس، استهداف الكيان الاسرائيلي المحتل، واعلنت في بيانات، انه ودفاعًا عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، عند الساعة 05:30 من بعد ظهر اليوم الجمعة، تجمعات لقوات العدو الإسرائيلي في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة.
واكدت وسائل إعلام إسرائيلية: إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان تجاه الجليل الغربي والجليل الأوسط.هبوط مروحية عسكرية إسرائيلية في مستشفى رمبام في حيفا. سقوط 4 إصابات جراء القصف الأخير من لبنان تجاه الشمال.
وسقطت طائرة تجسس اسرائيلية عند أطراف بلدة عبا عمد الجيش الاسرائيلي الى تفجيرها تلقائيا.
وكشف مراسل موقع قناة 12 العبرية شاي ليفانان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اصطحب الصحافيين الإسرائيليين الى المنطقة الحدودية حيث دخلوا بضعة أمتار إلى جنوب لبنان.والهدف من التصوير هو خدمة «البروبغندا» الإعلامية للجيش الإسرائيلي. لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي استبعدني من الجولة لأنه لا يريد سماع الأسئلة الصعبة.
اضاف: الجيش الإسرائيلي لن يخبركم عن الحدث التي اضطرت فيه مروحية «آباتشي» الى إلقاء ذخيرتها من الجو داخل «الأراضي الإسرائيلية».
15 موقوفاً على ذمة شبكة تجسس
كشفت مصادر عسكرية لبنانية امس، عن توقيف 15 شخصا للتحقيق معهم في الاشتباه بتعاملهم مع إسرائيل.
وبحسب المصادر تدور الشبهات بشأن إقدام الموقوفين على تصوير أماكن استهدفت بغارات إسرائيلية، أو تصوير ما بعد استهدافها من الجانب الإسرائيلي.
كما أشارت المصادر إلى أن اثنين من الموقوفين، وهما من الجالية السورية بلبنان، تبين تجنيدهما من قبل الموساد الإسرائيلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان بيان للجيش اللبناني قد أشار إلى أنه نتيجة عمليات رصد ومتابعة لشبكات التجسّس الإسرائيلية، أوقفت دورية من مديرية المخابرات السوريَّين (م.ا.) و(ب.ع.) لإقدامهما على تصوير أماكن ونقاط مختلفة، إضافة إلى توثيق آثار الغارات الجوية ومتابعة عمليات البحث والإنقاذ وانتشال الجثامين للتحقق من نتائجها.
البناء:
طائرتان مسيرتان من لبنان تقطعان كهرباء تل أبيب.. رداً على قصف بيروت
بلينكن يكشف حجم الفشل في الحرب على المقاومة بمقايضة وقف النار بالرئاسة
عفيف: لا زالت الحرب في أوّلها ويد المقاومة هي العليا فلا تستعجلوا الاستثمار
كتب المحرّر السياسيّ
في ظل ثبات أسطوريّ لمواقع المقاومة على طول الجبهة الحدودية الممتدة بطول 120 كلم، والفشل المتمادي لجيش الاحتلال في إحداث أي اختراق، وكان آخرها ما نشرته غرفة عمليات المقاومة عن جبهة الناقورة اللبّونة، ومع تساقط صواريخ المقاومة على مساحة تقارب خمسة آلاف كلم مربع من حدود لبنان شمالاً الى تل أبيب جنوباً، وبدء ظهور علامات التعب على جيش الاحتلال ومستوطني الكيان والتساؤل عن موعد توقف الصواريخ وعودة المهجّرين، وهو ما بدت أجوبة رئيس أركان جيش الاحتلال هتسي هاليفي عن تحقيقه قبل الأعياد اليهوديّة، خلال أسبوعين، غير مقنعة في ظل تصاعد استهدافات المقاومة عمق الكيان، التي توّجها وصول طائرتين مسيّرتين إلى منطقة غوش دان وهرتسليا تحديداً شمال تل أبيب، والتسبّب بقطع التيار الكهربائي، بصورة بدت رداً على استهداف بيروت أول أمس، لتكريس معادلة تل أبيب مقابل بيروت، رداً على تلميحات وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بوضع بيروت مقابل حيفا واعتبار تحييد تل أبيب تحصيل حاصل بفرضية العجز عن استهدافها، بينما تؤكد بيانات المقاومة على أن حيفا مثل صفد ونهاريا وطبريا وسواها، تُستهدف رداً على استباحة همجية للمدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والجنوب.
بلينكن الذي تحدّث رسمياً إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تحدّث إلى عدد من جماعة واشنطن من السياسيين اللبنانيين، لتسويق نظريته عن مقايضة وقف إطلاق النار بانتخاب رئيس ترضى به واشنطن وتُعطل جماعتُها التداول باسم من خارج نادي المقبولين أميركياً للرئاسة، وهو ما تولى الردّ عليه مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي عقده في الضاحية الجنوبية، قال فيه إن «العدو عاجز حتى الآن برغم استقدام المزيد من الفرق والألوية ومن بينها قوات النخبة عن التقدّم برًا إلا في حالات محددة، ولا تزال دباباته تتموضع في الخلف ولا تجرؤ على التقدّم».
وأضاف «إذا سمعتم أو شاهدتم بعض جنود العدو في هذه القرية أو تلك أو صوراً قديمة أو جديدة عن هذا النفق أو ذاك فلا تقلقوا ولا تضعف معنوياتكم، ذلك أن المقاومة لن تخوض دفاعاً موضعياً ثابتاً بل دفاع مرن متوافق مع متطلبات الجبهة، ومع ظروف كل بقعة فيها، تنصب له الكمائن وتشرك العبوات وتنفذ الالتفافات وتتنقل بمرونة عالية من الدفاع إلى الهجوم وتلحق به أفدح الخسائر».
وقال «لقد بدأ العدو بالاعتراف بفشله وخسائره تدريجياً ما دفعه مراراً وتكراراً إلى الانكفاء وإعادة تقييم وضع الجبهة الذي خالف حساباته وتقديراته.
ومع ذلك أحب أن أقول لكم إن المقاومين يرفضون الانسحاب من المواقع التي نعتبرها ساقطة عسكريًا ولا جدوى من الدفاع عنها».
وخلص للقول «في الوضع الميداني لا سيما على الجبهة الجنوبية فإن المقاومة بخير، وتدير حقل رمايتها وتوقيت صلياتها بما يتناسب مع قراءتها للميدان وظروفه الموضوعيّة. مخزونها الاستراتيجي بخير. الآلاف من المقاتلين الاستشهاديين الكربلائيين في ذروة الجهوزية وأعلى درجات الاستعداد دفاعًا عن لبنان، وجاهزون للقتال الضروس ثأرًا لدم شهيدنا الأقدس»..
تحدث عفيف عن الوضع الإعلامي منتقداً ما وصفه بالظواهر السّامة وتلكؤ المؤسسات الرسمية الإعلامية والقضائية عن التحرّك لملاحقة الذين يحرّضون على قتل المسعفين وقصف البنية ومراكز إيواء النازحين، وعن السياسة ومشاريع الرئاسة واستعجال المناوئين للمقاومة على الاستثمار في الحرب عليها، قال عفيف، «نحن لسنا في العام 1982 عندما وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى بيروت وغيّرت المعادلات السياسية، ومزقت النسيج الاجتماعي اللبناني، بل نحن كأننا في الأيام الأولى من حرب تموز عندما استعجل القوم إياهم بإطلاق الأحكام النهائيّة عن هزيمة حزب الله قبل أن يتبين لهم خطأ ما ذهبوا إليه، ويعودوا مجدداً إلى رشدهم مع نهاية الحرب، ويخرج منها حزب الله منتصرًا».
في حين استمرت عمليات رفع الأنقاض والبحث عن مفقودين في منطقة النويري التي تعرّضت لعدوان إسرائيلي وحشي ما أدّى إلى مجزرة مروّعة حصدت عشرات الشهداء والجرحى، خيّم هدوء حذر على بيروت، إلا أن الطيران الحربي الاستطلاعي الاسرائيلي لم يغِب عن سماء العاصمة طيلة يوم أمس وحلق بشكل مكثّف وعلى علو منخفض.
وحذرت مصادر سياسية وقانونية من «استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المباني السكنية والمأهولة بالسكان والنازحين ومراكز إيواء المهجرين والمسعفين والصليب الأحمر والدفاع المدني والهيئة الصحية والطواق الطبية والمستشفيات تحت ذريعة وجود قيادات من حزب الله»، مشيرة لـ»البناء» الى أن «جيش الاحتلال يتذرّع بوجود مسؤولين في الحزب في شقق سكنية لتبرير الاستهداف المقصود للمدنيين لتحقيق عدة أهداف: إرهاب العاصمة بيروت وترويع وترهيب المواطنين وتأليب الأهالي على النازحين وخلق مناخ شعبيّ عام ضاغط على حزب الله والحكومة رافضاً لاستمرار الحرب لدفعهم للتنازل للشروط الإسرائيلية والمطالب الأميركية، إضافة إلى مطاردة النازحين والقول لهم إن لا مكان آمناً لكم ما يدفع الى موجات نزوح إضافية باتجاه القسم الشرقي من بيروت العاصمة».
ووصفت المصادر العدوان الإسرائيلي بالإرهاب الموصوف وجرائم الحرب والإبادة وانتهاك حقوق الإنسان، ما يناقض كل المواثيق والقوانين الدولية وقوانين الحرب والقانون الإنساني.
ولفتت الى أن «إسرائيل» تهدّد السلم والأمن الإقليمي بتوسيع عدوانها من غزة والضفة الغربية إلى لبنان وسورية واليمن وصولاً الى إيران وبالتالي تزيد مخاطر اندلاع حرب إقليمية تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وفي سياق متصل، كشفت منظمة العفو الدولية، في أبحاثها الأخيرة، أنّ التحذيرات الموجّهة من «الجيش» الإسرائيلي إلى سكان الضاحية الجنوبية في بيروت والجنوب لإخلاء منازلهم، «غير مجدية، لا بل مضلّلة».
وفي بحث نشرته عبر موقعها، قالت المنظمة إنّه «كي يُعدّ التحذير فعّالًا، يجب أن يُمنح المدنيون وقتًا كافيًا للإخلاء، ومعلومات دقيقة عن الطرقات والوجهات الآمنة».
وفي تطوّر لافت، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، مساء أمس، عن «دوي انفجار في تل أبيب الكبرى».
وأعلن الجيش الإسرائيلي «رصد إطلاق مسيرتين من لبنان والدفاعات الجوية نجحت في اعتراض إحداهما»، مشيراً الى أن «في هذه المرحلة لحقت أضرار بمبنى في هرتسيليا».
وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية، «انقطاع التيار الكهربائي في هرتسيليا بعد تفعيل صفارات الإنذار والاشتباه بتسلل مسيرة».
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، «انفجار طائرة مسيّرة قادمة من سورية في مرتفعات الجولان الشّماليّة».
وأشارت غرفة عمليّات «حزب الله»، إلى أنّ «بعد الفشل المدوّي والتصدّي البطولي الذي واجهه ويواجهه جيش العدو الإسرائيلي في محاولات تقدّمه باتجاه القرى الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة في القطاع الشرقي، حاول في اليومين الماضيين استحداث محاور تقدم جديدة في القطاع الغربي، من اتجاه موقعي رأس الناقورة وجل العلام باتجاه المشيرفة واللبونة، محاولًا الاستفادة من التضاريس التي يعتقد أنها ستساعده».
وأوضحت في بيان، أنّ «قبل محاولة تقدّمه على المحاور الجديدة، شن سلاح الجو الإسرائيلي عشرات الغارات، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف من البر والبحر على بلدات الضهيرة وعلما الشعب والناقورة»، لافتةً إلى أنّ «فجر الثلثاء الماضي، حاولت قوة من جيش العدو الإسرائيلي التقدم من رأس الناقورة باتجاه منطقة اللبونة الحدودية، بهدف الوصول إلى مركز قوات «اليونيفيل» في اللبونة والتمركز فيه، فتصدّى لها مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة وأجبروها على التراجع».
وذكرت الغرفة أنّ «جيش العدو الإسرائيلي عاود الأربعاء، من خلال ثلاث محاولات متكررة، التقدم باتجاه اللبونة، فتصدّى له المجاهدون في كل محاولة بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية والصواريخ الموجهة، وأجبروه على التراجع متكبدًا خسائر فادحة في صفوف جنوده»، مبيّنةً أنّ «مجاهدي المقاومة رصدوا يوم الأربعاء، محاولة تسلل لقوة من جيش العدو الإسرائيلي من رأس الناقورة باتجاه منطقة المشيرفة، فاستهدفوها بمحلّقة انقضاضية انفجرت بين عناصر القوة المتسللة، ما أسفر عن مقتل وجرح معظم أفرادها».
وكشفت أنّ «مجموعة من جنود العدو الإسرائيلي حاولت يوم الخميس، وبمواكبة وحماية دبابة «ميركافا»، التقدم باتجاه منطقة اللبونة من رأس الناقورة.
وما أن أصبحت الدبابة في مرمى النار، استهدفها مجاهدو المقاومة بصاروخ موجه أصابها مباشرة، ما أسفر عن تدميرها واشتعالها ومقتل طاقمها وإصابة الجنود المحتمين خلفها. وفشل العدو في أربع محاولات، ولمدة ساعات، من التقدم لسحب الإصابات، حيث تصدّى له المجاهدون في كل مرة بالأسلحة المناسبة؛ وأجبروه على الانسحاب».
كما أكّدت أنّ «بالتزامن مع المواجهات البطولية التي يخوضها مجاهدو المقاومة الإسلامية مع ضباط وجنود العدو الإسرائيلي، تواصل مجموعات الإسناد الناري استهداف تحشدات وتموضعات وخطوط دعم جيش العدو الإسرائيلي في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحافة الأمامية، وداخل المستوطنات الحدودية داخل الأراضي المحتلة، وتحقق إصابات مؤكدة».
وشدّدت الغرفة على أنّ «القوة الصاروخية والقوة الجوية في المقاومة الإسلامية، تواصلان استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات في عمق شمال فلسطين المحتلة، بتدرّج يتصاعد يومًا بعد يوم»، موضحةً أنّ «كل ما سلف من عمليات عسكرية للمقاومة الإسلامية، تمّ بالتنسيق العالي والكامل واللحظوي بين قيادة المقاومة الإسلامية وغرفة العمليات، وصولًا للإخوة المرابطين على خطوط المواجهة الأمامية».
وذكرت أن «جيش العدو الإسرائيلي، وبعد أيام من إعلانه بدء ما أسماها المناورة البرية في جنوب لبنان، لا يستطيع أن يُظهِر دباباته وآلياته العسكرية للجانب اللبناني، خوفًا من استهدافها، ويموضعها في أماكن غير مكشوفة. ورغم ذلك، يتمّ استهدافها بالصواريخ وقذائف المدفعية ويتكبّد خسائر فادحة».
وأضافت: «فشِل العدو الإسرائيلي، حتى لحظة إعداد هذا البيان، في السيطرة على أي من التلال الحاكمة التي يحاول التقدم إليها، ويكتفي بالوصول إلى بعض المنازل على أطراف بعض القرى الحدودية، بهدف أخذ الصور وتنظيم زيارات إعلامية».
إلى ذلك، أشارت الغرفة إلى أنّ «جيش العدو الإسرائيلي يتخذ من منازل المستوطنين في بعض مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، مراكز تجمّع لضباطه وجنوده، وكذلك تتواجد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء استيطانية في المدن المحتلة الكبرى كحيفا وطبريا وعكا وغيرها. هذه المنازل والقواعد العسكرية هي أهداف للقوة الصاروخية والجوية في المقاومة الإسلامية، وعليه نحذّر المستوطنين من التواجد قرب هذه التجمعات العسكرية حفاظًا على حياتهم وحتى إشعار آخر».
وأعلنت أنّ «المقاومة الإسلامية على عهدها ووعدها لشهيدها الأسمى والأقدس الأمين العام السيد حسن نصر الله، بأن مستوطنات شمال فلسطين المحتلة ستبقى خالية من المستوطنين، حتى وقف الحرب على غزة ولبنان».
إلى ذلك واصلت المقاومة الإسلامية استهداف مواقع وتجمّعات وتقدم قوات العدو الى الجنوب، الى جانب إطلاق مئات الصواريخ الثقيلة على مختلف مستعمرات العدو في شمال فلسطين المحتلة رداً على المجازر الإسرائيلية في لبنان، حيث استهدف مجاهدو المقاومة تجمعات لجنود العدو «الإسرائيلي» في ثكنة «يفتاح» ومحيطها بصلية صاروخية كبيرة، وتجهيزات فنية موضوعة على رافعة في موقع العباد بصاروخ موجّه وأصابوها إصابة مباشرة، وتجمعات لجنود العدو «الإسرائيلي» في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية.
وشنّ مجاهدو المقاومة هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إيلعيزر في حيفا، واستهدفوا تجمعات لجنود العدو «الإسرائيلي» في مستعمرة كفرسولد بصلية صاروخيّة كبيرة، وقصفوا تجمعات العدو الإسرائيلي في رأس الناقورة بصلية صاروخية، وتجمعًا لقوات العدو «الإسرائيلي» في مستعمرة شوميرا بصلية صاروخية».
وزعم جيش الاحتلال «إطلاق نحو 80 صاروخاً من لبنان باتجاه شمال «إسرائيل» اعترضنا عدداً منها وسقط بعضها في مناطق مفتوحة».
وأكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي على طريق المطار قرب «الغولدن بلازا»، أن «المعركة مع العدو لا تزال في بداياتها الأولى «بكير بكير بكير كتير» الحديث عن الاستثمار السياسي، فلا تستعجلوا ولا تحرقوا أصابعكم أو أنكم لم تتعلّموا أبدًا دروس الماضي، وتذكروا دائمًا أن «الإسرائيلي» لا يعمل عندكم أبدًا بل يعمل لمصالحه وحدها».
وأضاف: «العدو عاجز حتى الآن برغم استقدامه للمزيد من الفرق والألوية ومن بينها قوات النخبة عن التقدم برًا إلا في حالات محددة، ولا تزال دباباته تتموضع في الخلف ولا تجرؤ على التقدّم، وإذا سمعتم أو شاهدتم بعض جنود العدو في هذه القرية أو تلك أو صورًا قديمة أو جديدة عن هذا النفق أو ذاك فلا تقلقوا ولا تضعف معنوياتكم، ذلك أن المقاومة لن تخوض دفاعًا موضعيًا ثابتًا بل دفاع مرن متوافق مع متطلبات الجبهة، ومع ظروف كل بقعة فيها، تنصب له الكمائن وتشرك العبوات وتنفذ الالتفافات وتتنقل بمرونة عالية من الدفاع إلى الهجوم وتلحق به أفدح الخسائر، وقد بدأ بالاعتراف بها تدريجيًا ودفعته مرارًا وتكرارًا إلى الانكفاء وإعادة تقييم وضع الجبهة الذي خالف حساباته وتقديراته. ومع ذلك أحبّ أن أقول لكم إن المقاومين يرفضون الانسحاب من المواقع التي نعتبرها ساقطة عسكريًا ولا جدوى من الدفاع عنها».
وكان حزب الله ردّ في بيان على التقرير الذي نشرته وكالة «رويترز» عما أسمته بالقيادة الجديدة للحرب البرية في حزب الله وعن تفاصيل متعلقة بطبيعة هذه الحرب وخططها وأسلحتها، مشيراً الى «أن هذا التقرير هو محض خيال كتّاب رويترز وصحافييها ومستشاريها الأمنيين ليس إلا، وبالتأكيد أن ما نسبته إلى قائد ميداني في حزب الله عار عن الصحة جملة وتفصيلاً، وأن سياستنا كما بات معلوماً وقد يكون من الضروري التأكيد عليها مجدداً، أنه لا توجد مصادر في حزب الله، فضلاً عن مصدر قائد ميداني يقدم مثل هذه المعلومات الخطيرة المنسوبة إليه».
إلى ذلك، أكدت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان «اليونيفيل» في بيان أن عدة جدران في أحد مواقعها «قرب الخط الأزرق في اللبونة انهارت عندما قصفت جرافة «إسرائيلية» محيط الموقع وتحركت دبابات «إسرائيلية» قرب موقع الأمم المتحدة».
واعتبرت أن «ما حدث يشكل تطوراً خطيراً»، مؤكدة «ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. كما أن أي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701 (2006)».
ونقلت أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي، أن «اليونيفيل رفضت طلب «إسرائيل» سحب قواتها مسافة 5 كيلومترات على الأقل من حدود لبنان». وأشار المتحدث باسم اليونيفيل لأكسيوس، الى أنه «تم اتخاذ قرار بقاء قوات اليونيفيل في مكانها بالتشاور مع الدول المساهمة فيها».
وفي السياق استدعت وزارة الخارجية الفرنسية، سفير «إسرائيل» بعد الهجمات على مواقع اليونيفيل في لبنان. فيما أشار السّكرتير الصّحافي لوزارة الدّفاع الأميركيّة (البنتاغون)، الجنرال باتريك رايدر، إلى أنّ «وزير الدّفاع لويد أوستن تحدّث مع وزير الدّفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، لمناقشة العمليّات الإسرائيليّة في لبنان. وأكّد أوستن مجدّدًا دعمه القوي لحقّ «إسرائيل» في الدّفاع عن نفسها، والتزام الولايات المتّحدة بترتيب دبلوماسي يعيد المدنيّين اللّبنانيّين والإسرائيليّين بأمان إلى منازلهم، على جانبَي الحدود». ولفت في بيان، إلى أنّ «أوستن شدّد أيضًا على أهميّة ضمان سلامة قوّات «اليونيفيل» في المنطقة».
في المواقف الدولية، لفتت وزارة الخارجية الأميركية إلى أنّ «وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن تحدّث مع رئيس مجلس النّواب اللّبناني نبيه بري، وشدّد على التزام الولايات المتّحدة بالتّوصّل إلى حلّ دبلوماسي دائم للصّراع عبر الخط الأزرق، ينفّذ قرار مجلس الأمن التّابع للأمم المتحدة رقم 1701».
وأشارت في بيان، إلى أنّ «الوزير شدّد على الدّور الرّئيسي الّذي ستلعبه مؤسّسات الدّولة في مرحلة ما بعد الصّراع، والحاجة لملء المنصب الرّئاسي الشّاغر من خلال وسائل ديمقراطيّة تعكس إرادة الشّعب اللّبناني، من أجل لبنان مستقر ومزدهر ومستقل».
بدورها، أشارت ممثلة بريطانيا في مجلس الأمن باربرا وودوارد أكدت أن «الحل السياسي المتوافق مع القرار 1701 هو السبيل الوحيد لاستعادة سيادة لبنان وسلامة أراضيه واستقراره.
وهذا يتطلّب وقف إطلاق نار فوري بين حزب الله و»إسرائيل» الآن، وإجراء مفاوضات فورية لإعادة إرساء الأمن والاستقرار للشعب الذي يعيش على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية. لقد دعا وزير خارجيتي مراراً وتكراراً إلى وقف إطلاق النار الفوري، وأنا أكرر هذه الدعوة اليوم».
في غضون ذلك، شنّ العدو الصهيوني غارات جديدة على القرى والمدن اللبنانية، فاستهدف الطيران الحربي صباح أمس بلدات: حلتا، وشبعا، والخيام، وبلاط، وشقرا، وحولا، وبرعشيت، والناقورة، وأطراف الزرارية، وكفرتبنيت، والجميجمة، وعيتا الشعب، والضهيرة. كما شنّ الطيران الصهيوني غارة استهدفت بلدة برج قلاويه. واستهدفت غارة صهيونية بلدة زبقين جنوب لبنان، وغارة استهدفت بلدة جبشيت.
كما شن العدو الصهيوني غارات على إقليم التفاح، وأطراف جباع، ومنطقة البريج، والمحمودية، وغارة استهدفت بلدة بوداي غربي قضاء بعلبك.
وكان الطيران المعادي خرق جدار الصوت على دفعتين في أجواء صور ومنطقتها، وصيدا، وفوق راشيا والبقاع الغربي، وقضاء مرجعيون. وخرق الطيران الحربي الصهيوني جدار الصوت على دفعتين فوق منطقة جزين وإقليم الخروب، على علو منخفض. كذلك خرق الطيران الحربي الصهيوني جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت، على علو منخفض.
سياسياً، بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، في المستجدّات السياسية والتطورات خلال لقائه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب السابق طلال أرسلان، بحضور الوزير السابق صالح الغريب والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل.
وشدد أرسلان على أننا «كلبنانيين، لا يجوز أن نضعف أو نستسلم أو نبيع ما تبقى من عزتنا وكرامتنا في هذا الوطن لأن الاستهداف «الإسرائيلي» ليس فقط للبنان، وكلنا يعرف أن المشروع «الإسرائيلي» وما يحصل الآن من محاولات للاجتياح البرّي وتفريغ الجنوب وضرب الأبنية السكنية وتدمير المئات منها، هذا إجرام، لذلك يجب ألا نصغّر الأمور ونعتبر أن المقصود فقط لبنان، بل البلد يُستعمل كأرض لتنفيذ مشروع أكبر منه ومن غزة». وتابع: «آن لنا أن نعي خطورة المشروع الذي لا يهدّد فقط الشيعة أو السنة أو المسيحيين أو الدروز، المقصود جميعنا بأن نفقد الهوية، المقصود الفتنة».
وكشف أن «دولة الرئيس بري يحاول العمل من أجل تطبيق القرار 1701»، وأضاف: «نحن مع تطبيقه بكل بنوده ومندرجاته، السؤال هل «إسرائيل» مع هذا الأمر؟ دعونا ننتظر ونحترم الهيئة السياسية التي تفاوض ونحترم دماء الناس، لا يجوز للبعض أن يصورنا كأننا المعتدون و»إسرائيل» «حمل وديع». فعلًا من يتعاطى بالسياسة لا يجوز له الوصول بالعمل السياسي إلى هذا المستوى».
المصدر: صحف