أبناء السيد نصر الله في الميدان.. المقاومة منتصرة لا محالة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

أبناء السيد نصر الله في الميدان.. المقاومة منتصرة لا محالة

مناورة المقاومة الاسلامية - حزب الله - مشاهد الاعلام الحربي (13)
ذوالفقار ضاهر

شهد لبنان عاما حساسا ودقيقا على مستوى خوضه حربا من نوع آخر لمدة سنة كاملة منذ 8 تشرين الاول/اكتوبر 2023 وحتى الساعة، مع انطلاق الجبهة اللبنانية لإسناد لقطاع غزة وشعبه ومقاومته الذين يتعرضون لحرب إبادة إسرائيلية متوحشة بدعم ومشاركة أميركية وغربية واضحة بدون أي اعتبار لكل القوانين والمنظمات الدولية او اي احترام لحقوق الانسان والضرب بعرض الحائط كل الادعاءات والمزاعم التي ترفعها الدول والجمعيات الأممية حول هذه المسائل.

ولا شك ان العدوان على غزة أظهر حقائق الجميع في هذا العالم لا سيما الدول والانظمة سواء المحيطة بفلسطين او البعيدة عنها، فبعد انفضاح الدول الغربية والاوروبية بشكل لا مجال فيه للشك وظهورها بأنها كاذبة منافقة تبيع الناس مواقف مغشوشة حول الانسانية والانسان وحقوقهم، غابت الدول العربية والاسلامية عن تقديم أي دعم حقيقي وفعلي للشعب الفلسطيني باستثناء دول وفصائل جبهة المقاومة من إيران الى اليمن مرورا بالعراق وسوريا ولبنان.

عمليات المقاومةوبهذا السياق، كانت جبهة الإسناد اللبنانية فعّالة بالوقوف الى جانب الحق الواضح ضد الظلم البيّن المتمثل بالعدو الاسرائيلي وداعميه، ومن ثم شكلت هذه الجبهة حالة تُكَبِّدُ العدو الخسائر وتُساعد بتخفيف الضغط عن غزة ومقاومتها، وصولا الى إعلان العدو عن عدوانه الواسع ضد لبنان، بدءا بتوسيع القصف الجوي العنيف وصولا الى الإعلان عن بدء “عملية برية“، وانطلاقا من كل ذلك واصلت المقاومة الاسلامية عملياتها طوال هذا العام كجبهة إسناد بدون الذهاب الى استخدام كل ما لديها من أوراق قوة وأسلحة متنوعة وعملت بوتيرة هي تقرر مداها ومنسوبها بدون أن تسمح للعدو ان يأخذها الى حيث يريد، واستمرت المقاومة على قرارها على الرغم من الضربات القاسية التي تلقتها وصولا الى اغتيال قائدها وسيدها الشهيد السيد حسن نصر الله(قده).

وعلى الرغم من كل ذلك واصلت المقاومة عملها بنفس الاسلوب والوتيرة التي تقررها قيادتها، ولم تتأثر بكل الضربات التي نفذها العدو معتقدا انها ستزلزها او تفك من عضدها او تؤثر على منظومتها في التحكم والسيطرة، وقد أثبتت الوقائع ان عمل المقاوم لم يتغير ولم يتأثر بل ازداد من حيث الحجم والكمّ والنوع بحسب ما تتطلبه ظروف المعركة لا بحسب ما يريده العدو، وهذا يعتبر مؤشرا مهما بأن المقاومة التي استوعبت الضربات لم تفقد زمام المبادرة بل ما تعرّضت له جعلها تركز اكثر وتنطلق الى جدية وفعالية اكبر وصلابة أقوى في الميدان ينعكس بعجز العدو عن تحقيق أي تقدم بري في القرى الامامية الحدودية مع فلسطين المحتلة، بالاضافة الى ان العدو زاد من همجيته باستهداف المباني السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت والقرى والبلدات البقاعية والجنوبية التي سبق ان استهدفها بدون ان يكون هناك أي تأثير عسكري مباشر على سياق المعركة.

مجزرة الدبابات في سهل الخياموالحقيقة انه بعد عام من استنزاف العدو الاسرائيلي على الجبهة اللبنانية نجده غير قادر على تحقيق أي إنجاز واقعي في المعركة البرية وهو يعاني للتقدم باتجاه بعض القرى الملاصقة للحدود مثل كفركلا والعديسة ومارون الراس ويتكبد خسائر بشرية كبيرة هناك، وقد اعترف حتى الساعة بسقوط عشرات القتلى والجرحى، لتبقى الاسئلة ماذا سيحل بهذا الجيش الصهيوني لو توغل اكثر الى الداخل اللبناني او بقي لفترة زمنية هناك؟ هل يستطيع هذا الجيش المنهك حماية جنوده وضباطه؟ وماذا سيحل بالدبابات الاسرائيلية اذا ما دخلت الى الاراضي اللبنانية امام رجال السيد نصر الله المنغرسين في الارض ويطوقون شوقا الى لحظات الالتحام مع العدو لتحقيق وعد السيد الشهيد بالنصر الحاسم؟ وسبق للسيد نصر الله أن قال “إذا جاءت دباباتكم إلى جنوب لبنان لن تعانوا من نقص في الدبابات لأنه لن تبقى لكم دبابات..”.

وحتى الساعة كما قال مراسل قناة المنار في جنوب لبنان علي شعيب في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي ان “أكبر إنجاز عسكري حقّقه جيش الإحتلال الاسرائيلي حتى الآن هو رفع علم الكيان على أطراف حديقة مارون الراس المصممة على أنقاض آلياته ودباباته المدمرة في العام 2006 والتي تبعد عن الحدود مع مستعمرة افيفيم 700 متر فقط!!”، ولفت الى ان “المقاومة حتى الساعة: رفعت من وتيرة إطلاق الصليات الصاروخية باتجاه الكيان، استمرار التصدي للقوات الصهيونية المتسللة، استهداف التجمعات والمستوطنات ومرابض المدفعية والقواعد الرئيسية والمطارات العسكرية، منع مستوطني الشمال من العودة”، واكد ان “المقاومة التي اغتيل أمينها العام وعدد من قادتها وما زالت بهذا المستوى من الثبات والعزيمة والقدرة، هي مقاومة منتصرة لا محالة لأنها تنتصر لله أولا وآخِرا”.

الشيخ نعيم قاسمومن المفيد هنا الإشارة لما قاله نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمته يوم الثلاثاء 8-10-2024 حيث أكد ان “إمكاناتنا بخير ومقاومينا على الجبهة متماسكين والإدارة متماسكة وعلى كل حال الآثار ترونها، لاحظوا ماذا حصل خلال العشرة أيام، العمليات ازدادت والتأثير والألم على إسرائيل ازداد، لقد اثبت المجاهدون جدارتهم في الميدان هؤلاء أبناء السيد حسن نصر الله لا يمكن إلا أن يكونوا كذلك.. نحن أهل الميدان ولن نستجد حلا اعلموا أن هذه الحرب هي حرب من يصرخ اولا، نحن لن نصرخ سنستمر وسنضحي وسنقدم وإن شاء الله تسمعون صراخ العدو الإسرائيلي… نحن نثق بالنصر بثبات المقاومة وصبر اهلنا ومساندتهم…”.

المصدر: موقع المنار