الصواريخُ الفلسطينيةُ واللبنانيةُ، واليمنيةُ والعراقيةُ والايرانيةُ – في قلبِ تل ابيب وحيفا ويافا وكلِّ الارضِ المحتلةِ من فلسطين، والجنودُ الصهاينةُ ما زالوا أسرى بقبضةِ المقاومين، ومروحياتُ الجيشِ الموتورِ تواصلُ نقلَ قتلاهُ من ساحاتِ غزةَ وتخومِ القرى اللبنانيةِ الصامدةِ المدافعةِ عن اهلِها والمساندة لغزة بكلِّ ما اُوتِيَت من قوةٍ ويقين. ومستوطنوهُ الهاربونَ من الشمالِ لم يَعودوا، بل أعدادُهم بتزايدٍ كبير.
فماذا حققَ بنيامين نتنياهو وجو بايدن وحكومتاهُما المجنونتانِ على مدى عام، سوى القتلِ والتدميرِ والتجزير؟ ومتى كانَ اغتيالُ قادةِ المقاومةِ يوماً انجازاً كما يَعُدُّون؟ فالقتلُ لنا عادةٌ وكرامتُنا من اللهِ الشهادةُ، ومن يُرِدْ ما يريدونَ يُرخِصِ الاَنفُسَ والارواحَ في سبيلِ معركةِ الحقِّ التي يَحملون؟
بعدَ عامٍ على الطُوفانِ ورغمَ سيوفِ بنيامين نتنياهو الحديدية، اسرائيلُ عالقةٌ في المكانِ نفسِه. اجمعَ كبارُ الصهاينةِ من الخبراءِ والمحللين السياسيين والعسكريين، وكلُّ العملياتِ العسكريةِ لم تُعِدِ الاَسرى ولا السكانَ الى الشمال – كما يُضيفون..
والاضافةُ الحقيقيةُ لاهلِ الميدان، الذينَ يُذكِّرونَ المحتلَّ كلَّ يومٍ بايامِ الله، يَضربونَه بعزمِ الحقِّ الذي يَحملون، يَبطِشونَ بجنودِه المتقلّبينَ على صفيحٍ ساخنٍ بينَ الجبهاتِ وهُم يحاولون التقدمَ لايِّ ارضٍ ليُصوِّرُوْهُ اِنجازاً، فيُجهِزُ عَليهمُ المقاومونَ كما فَعلوا اليومَ في حديقةِ مارون الراس، حيثُ اَمطروا فِرقةً صهيونيةً تقدَّمت الى هناكَ بالصواريخِ المناسبة ..
وبالمناسبة، أجمعت فصائلُ المقاومةِ ومحورُها على وَحدةِ الموقفِ والثباتِ على طريقِ القدسِ حتى تحقيقِ الاهداف، والى مواقفِ حركتَي حماس والجهادِ الاسلامي وكلِّ الفصائلِ الفلسطينيةِ باستنزافِ العدوِ حتى وقفِ العدوان، كانَ تأكيدُ المقاومةِ الاسلاميةِ في لبنانَ على عهدِها بالدفاعِ عن اهلِها وبلدِها واسنادِ غزةَ رغمَ جزيلِ التضحيات، لانَّ المقاومةَ آمنت بانسانية هذه المعركة واخلاقيتها وشرعيتها كما أكد القائد العظيم الشهيد السيد حسن نصر الله..
ورغمَ كثيرِ الاعتدادِ الصهيوني بالنفسِ على وقعِ الاغتيالاتِ والتدميرِ وقصفِ المناطقِ اللبنانيةِ والتدميرِ بكلِّ انواعِ القذائفِ والصواريخِ والطائراتِ الاميركية، فانَ عهدَ المقاومينَ انَ الامورَ بخواتيمِها، وانَ الحربَ سجال، وما يسجلُه وسيُسجلُه رجالُ اللهِ في الجنوبِ، عبرَ الصواريخِ والمُسيّراتِ التي ما زالت تتساقطُ في العمقِ الصهيوني يُؤلمُ العدو، ويُراكمُ ازمتَه من جديد. وصراخُه من تلك الضرباتِ مسألةُ وقتٍ قليلٍ ليسَ الا، والعاقبةُ للمتقين..
المصدر: قناة المنار