لسهمِكم الآتي دروعاً لبنانيةً لن يَخترقَها مهما فعل، هي قلوبٌ كالحديدِ وعقولٌ لن تَحيد، تعرفُ تماماً ماذا تريد، تمشي على طريقِ القدس – طريقِ النصرِ المبين ..
هو سهمُ الشمالِ – كما اَسمى الصهاينةُ عمليتَهم الاجراميةَ على لبنان، لن يكونَ الا كاسماءٍ سَمَّيتُمُوها من قبل، منذُ عدوانِ تموزَ الالفينِ وستة وما قبلَ قبل، والمقبلُ اليكم بعدَ طولِ مخاضٍ فشلٌ جديدٌ مغمسٌ بالعار..
جنونٌ من عزمِ فشلِ احدَ عشرَ شهراً ، صبَّهُ الصهاينةُ بساعاتٍ على لبنانَ واهلِه، فاكتملَ مشهدُ مواساةِ اهلِ المقاومةِ لاهلِ غزة، وبقيَ اهلُ العزةِ من اللبنانيينَ عندَ موقفِهم، يُقدّمونَ المزيدَ من القرابين، يَحملونَ ما تبقّى من ابنائِهم فوقَ قلوبِهم، يقفونَ فوقَ بيوتِهم المهدمةِ، ويهتفون: لن نتركَ غزة..
ولن تَعودوا الى الشمالِ – قالَها اللبنانيون الذين يخوضون معركةَ الصمودِ بوجهِ حلقةٍ جديدةٍ من حربِ الابادةِ الصهيونيةِ في المنطقة، وبمنطقِ الحكمةِ والوعي، يضربُ ابناؤهم من المقاومينَ كلَّ ترَسَانةِ العدو في الشمالِ الفلسطينيِّ المحتل، والعزمُ دفاعاً عن لبنانَ وشعبِه واسناداً لغزةَ ومقاومتِها..
والصلياتُ اليومَ هي الاعنفُ والاضخمُ منذُ طوفانِ الاقصى في السابعِ من اوكتوبر كما اقرَ العدوُ الصهيوني، بزخمٍ هو اصدقُ ردٍّ على كلِّ ما فعلَ من تدميرٍ وقتلٍ للمدنيينَ بزعمِ القضاءِ على القدرةِ الصاروخيةِ لحزبِ الله. فكانَ مشهدُ الصواريخِ كالسهامِ الثاقبةِ من مستوطنات الحافة الى حيفا وصفد وعكا وصولاً الى ضاحيةِ تل ابيب الشرقية، ما يؤكدُ فشلَ كلِّ اداعاءاتِ الغاراتِ المكثفةِ على الجنوبِ والبقاعِ، والاعتداءِ على الضاحيةِ الجنوبية..
والمشاهدُ التي لَملمتها عدساتُ المستوطنينَ بعزِّ اطباقِ رقابتِهم الامنيةِ على الاعلام، لمنعِ اظهارِ حجمِ الخسائرِ والنكباتِ التي تَحِلُ داخلَ المعسكراتِ والثُكنات، فانَ هذه المشاهدَ معَ ألسنةِ النيرانِ واَعمدةِ الدخانِ، تؤكدُ مصداقَ الآيةِ الكريمة: إن تكونوا تألمونَ فانهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون..
المصدر: قناة المنار