طرحت أوساط صهيونية الكثير من الاسئلة حول خطط حكومة الاحتلال للمرحلة التالية من التصعيد في لبنان، معتبرة أن حكومة نتنياهو تسير من دون استراتيجية ، وقد تورط اسرائيل في معركة لا مخرج منها.
وبقى النقاش الصهيوني مركزا حول الاسئلة الكثيرة المطروحة امام قيادة العدو حول خطواتها المقبلة على الساحة الشمالية، رغم الضربات الاخيرة التي اقدمت عليها ضد حزب الله في لبنان.
هذه الاسئلة حملت في طياتها تحذيرات واضحة لقيادة الاحتلال من الخطأ في الحسابات مقابل حزب الله، الذي لا يزال يحتفظ بقوته والقادر على مواصلة القتال وخوض معركة طويلة تطال العمق الصهيوني، من دون ان يتمكن الاحتلال ان يفرض عليه شروطه او يجبره على التراجع.
وقال الون بن دفيد، محلل عسكري صهيوني “الامر المقلق انني لا ارى تخطيطا بعيد المدى في اسرائيل اذا كنا سنذهب الى معركة فكيف سننهيها وما هو الانجاز الذي سنخرج به ورغم ما تعرض له حزب الله من ضربات فإن المنظومات التي يمكن ان يستخدمها ضد اسرائيل من صواريخ ارض ارض والصواريخ الثقيلة هي منظومات كبيرة ولا تحتاج لوقت للاعداد ويمكن استخدامها في كل لحظة وحجم رد حزب الله الذي سيأتي بشكل مؤكد والسؤال الذي لا نملك اجابة عليه هو كيف سننهي هذه المعركة”.
وقال اور هيلر، مراسل عسكري صهيوني “لم يحسم القرار بعد على مستوى القيادة الاسرائيلية العليا بالذهاب الى العملية الواسعة وادخال فرق برية، فالموقف الاميركي وقضية الذخائر والارتباك هل هذا ما سيحل القضية يؤثر في هذا الامر، وهنا لا يوجد من يوهم نفسه فبعد هذه الحرب سيبقى حزب الله في لبنان كقوة كبيرة والحرب في لبنان ستنتهي باتفاق سياسي”.
وقال يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات في جيش الاحتلال سابقا “الحسم لا يمكن تحقيقه بالضربات الحالية ويجب ان نقول انه على الرغم من الضربة القاسية فإن حزب الله هو تنظيم منتشر وهذا لا يضرب ادائه في اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل لذا نحن سنبقى في حرب الاستنزاف وانا اشك ان يؤدي هذا الامر الى الحسم او فصل المسار عن غزة”.
اوساط صهيونية اتهمت نتنياهو بقيادة الاحتلال الى مواجهة في الشمال نتيجة سيطرت حساباته الشخصية وخضوعه لحلفائه في اليمين متجاهلا كل احتمالات الخروج بتوسية تبدأ في قطاع غزة وتنتهي بلبنان.
وقال موشيه يعالون، وزير حرب العدو سابقا “نصر الله قال لنا في الخطاب هذا الاسبوع اذا لم تنهوا الحرب في غزة فأنا سأواصل القتال وقد قال لنا الوسيط الاميركي هوكشتاين انكم اذا وجهتم ضربة وتقليتم ضربة بالمقابل ويسقط لديكم مئات القتلى ستصلون بالنهاية الى المسار السياسي الذي وضعته على الطاولة لذا يجب ان يكون لدينا حل سياسي قبل التباهي بالانجازات التكتيكية”.
وقال ميراف لبيدوت، مستشارة استراتيجية صهيونية “في اللحظة التي ننقل فيها المعركة من الجنوب الى الشمال تتطرح مجددا قضية الاسرى في غزة وماذا سيحل بهم في حال انتقل كل التركيز للشمال وهنا يجب ان نشدد ان الاتفاق حول تبادل الاسرى ستؤدي الى تسوية في كل الشرق الاوسط حزب الله وحماس ربطا بعضهما بالبعض في هذه الحرب وعندما نصل الى اتفاق فهذا الاتفاق سيرتب الامر في الشمال والجنوب واعادة الاسرى”.
معلقون صهاينة سألوا حكومة الاحتلال هل تدرك حكومة نتنياهو كل التداعيات التي تنظوي عليها الحرب في الشمال وانها من دون افق وانها تقود اسرائيل الى المستنقع اللبناني مجددا.
المصدر: المنار