في محاولة لترميم صورتها الارهابية قامت جبهة النصرة -بحسب ما رجحت تنسيقيات المسلحين- بقتل “مفخخ الاطفال” المدعو “ابو نمر” والذي ينتمي اليها وذلك بعدما تناقلت كل وسائل الاعلام وحشيته في ارسال الاطفال الى حتفهم مفخخين بعيدا عن كل مشاعر الانسانية، بل الى حد ارسال اطفاله بعيدا عن اي شعور انساني بحيث قام بتصوير عمله وتوثيقه وظهرت تلك الصورة البشعة امام العالم .
ورغم ظهور هذه الصورة امام كل العالم خاصة الدول التي تدعي الحرص على المدنيين والاطفال والانسانية في سوريا فإنها لم تحرك اي ساكن بل لم تطلق اي موقف امام هذه الصورة الموثقة ونراها بالمقابل يتباكى على جرائم مزعومة.
قتل ابو نمر جاء محاولة فاشلة لتلميع النصرة صورتها وهي التي لن تلمع ولن ترمم مهما حاولت، فكل الاحداث والوقائع تفضح جرائمها السابقة والمستمرة من قتل مدنيين وتعذيب وارهاب واعتداء وتنكيل.
تجهيز الإنتحاريين الأطفال وإرسالهم عمل ليس بجديد لكن كان يتم في السر، فيما مع حالة أبو نمر وصل الامر الى حد اقصى من الوقاحة واللاانسانية عبر اعلان ما قام به على الملأ.
بحسب المرصد السوري المعارض قتل المدعو “ابو نمر السوري” واسمه الحقيقي عبدالرحمن شداد بعد إطلاق مجهولين النار عليه في حي تشرين عند اطراف العاصمة السورية دمشق، وهو ما اكدته تنسيقيات المسلحين التي رجحت أن تكون جبهة النصرة أو فصيل آخر من قام بتصفية “أبو نمر” خصوصاً بعد ارسال ابنته (9 اعوام) لتنفيذ عملية انتحارية بعد تفخيخها، في مركز للشرطة السورية قبل 9 أيام.
في المعلومات عن هذا المجرم انه كان يعمل تحت حماية النصرة كـ “قيادي أمني”، بعد انفصاله عن حركة احرار الشام، وفي جرائمه بعمليات التفخيخ فقد سبق أن فجر شقيقه وزوجة شقيقته، خلال مداهمة للقوات السورية منزلهما في أحد مناطق دمشق في العام 2014. وكان النمر لا يخرح من منزله إلا ويرتدي حزاماً ناسفاً.
قرار النصرة بتصفيه ابو نمر، يأتي بعدما أثارت قضية ابو نمر سيلا من المواقف التي تبدي الاشمئزاز من هذا النوع من الارهاب ، وفي خضم مساعيها لدفع تهمة الإرهاب عنها، خصوصاً وأنهم كانوا يتباكون على الأطفال في مناطق أخرى، ليأتي هذا العمل ويكشف لا انسانيتهم في التعامل مع اطفالهم، فكيف مع أطفال الآخرين.
جبهة النصرة ليست الوحيدة التي استغلت الأطفال، فهناك حركة أحرار الشام والإرهابي السعودي عبد الله المحيسني، الذين جندوا الأطفال وأقاموا لهم معسكرات تدريبية، عرضوا بعضا من مشاهدها على مواقع التواصل الإجتماعي، بالإضافة إلى جبهة أنصار الدين وغيرها من الجماعات التي تنشط في الساحة السورية.
وتستغل الجماعات المسلحة الأطفال في الأعمال الأمنية بالتجسس على باقي الجماعات أو الجيش السوري، وإعلامياً من خلال تصوير العمليات الحربية، وأيضاً في المعارك، حيث لوحظ وجود الأطفال بقوة في معارك “كسر الحصار” عن حلب ومعارك المدينة الأخيرة، وحتى في العمليات الإنتحارية، حيث أنه ليست المرة الاولى التي ينفذ فيها طفل عملية انتحارية في سوريا، لكنها الأولى لفتاة صغيرة.
المصدر: الاعلام الحربي+موقع المنار