تطرح الكثير من الأسئلة عن توقيت ودلالات العدوان الإسرائيلي على سوريا ليل الاحد – الاثنين، والذي اوقع عدداً من الشهداء والجرحى، واحدث دماراً كبيراً. وبالنظر إلى حجم العدوان وكثافته، تطرح تساؤلات أيضاً عن نية الكيان في رفع حدة ودرجة الصراع، وأيضاً حول الدوافع لمثل هكذا خطوة غير مسبوقة في محاولات تمادي تل أبيب في المنطقة.
إذاً عدوان صهيوني ضرب مناطق من طرطوس وحماه في المناطق الساحلية والوسطى من سورية، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء وصل بحصيلة أخيرة إلى 16 شهيدا وأكثر من 32 جريحا، وما جاء من إعلان عن أضرار مادية كبيرة في ممتلكات المواطنين السوريين.
وللوقوف على الحدث الأبرز، استضاف موقع قناة المنار اللواء المتقاعد والباحث في الدراسات الاستراتيجية الدكتور حسن أحمد حسن، ليتحدث عن الموضوع من زاوية عسكرية، مستحضراُ أسباب العدوان ودوافع العدو، كما أشار في حديثه إلى ما يهدف إليه الكيان الصهيوني من خلال ما أقدم عليه ليلة أمس.
ورأى اللواء حسن أن عدوان أمس على سوريا يندرج ضمن ما يحدث في المنطقة، مشيراً إلى أنه ومن خلال درجة العدوان على مناطق في الساحل السوري والمناطق الوسطى أن هناك نوع من التصعيد المضبوط، لا يمكن إغفال درجة خطورته وما يمكن أن ينتج عنه.
غير أن ما يجري داخل الكيان من انقسامات، لا يمكن فصله عن سلوكه في المنطقة والاقليم، خصوصاً وأن الكيان يحترف تصدير أزماته إلى الخارج، ولا جديد في أسلوبه غير العدوان على دول المحيط وتحديداً دول المحور، والغاية تكمن في محالة إرضاء المستوطنين الغاضبين أصلا على نتنياهو، وهنا يشرح اللواء حسن حسن بوضوح هذه النقطة.
ثمة متغير جديد في أسلوب الكيان الصهيوني في عدوانه على الأراضي السورية، وهو ما تم من استهداف لسيارات إسعاف ومناطق المدنيين بشكل مباشر. لكن دائماً يظهر سؤال حول جدوى هذه العمليات من العدوان، وما علاقة هذا في ممارسات العدو الداخلية والخارجية. كما لا بد من التنويه بتهديدات العدو المتكررة بتوسيع رقعة الحرب وتوسيع جبهاتها، وكأنه قادر على ذلك فعلاً دون إدراكه بالنتائج والتداعيات عليه.
وعن طريقة العدوان الاسرائيلي، واستخدام المسيرات، اشار اللواء حسن أن لا تأكيدات حول هذا الأمر. غير أنه حاول الربط بين ما قيل انه استهداف بطاريات الدفاع الجوي السوري في العدوان الأخير، وبين ممارسات المجموعات الإرهابية سابقاً، في استهداف قواعد الدفاع الجوي السوري كخدمة للكيان الصهيوني.
وبالنسبة إلى تعزيز التواجد الأمريكي في المنطقة، اعتبر اللواء حسن أن تواجد البوارج الامريكية في المنطقة بهذه الكثافة، مرتبط بما يتم الحديث عنه من إمكانية اندلاع حرب إقليمية. غير ان هذه البوارج بحسب اللواء حسن هي جزء من الحرب على الوعي وليس الحرب بشكلها التي يتوقع البعض قيامها، مؤكداً أن الولايات المتحدة شريك أساسي في عدوان الإحتلال وليس مجرد اشراف.
المصدر: موقع المنار