شدّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أنّ العدو الصهيوني لديه أطماع حقيقة في كل فلسطين وفي المنطقة، والحرب التي يشنها على قطاع غزة وعلى الضفة الغربية هدفها الحقيقي والاستراتيجي هو تهجير من تبقى من الفلسطينيين، وإحكام السيطرة على كل فلسطين التاريخية.
وخلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة زينب (ع) في حارة حريك، قال إن المؤشرات السياسية التي تدل على الأطماع “الإسرائيلية” في فلسطين كثيرة أهمها، قرار الكنيست “الإسرائيلي” في شهر تموز الماضي بمعارضة إقامة دولة فلسطينية بذريعة أنها تشكل خطرًا وجوديًا على “إسرائيل”، والخريطة التي عرضها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل أيام للدفاع عن تمسكه بمحور فيلادلفيا، حيث أظهر فيها الضفة الغربية وكأنها جزء من “إسرائيل”، وأيضًا ما ذكره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أحد خطاباته الانتخابية مؤخرًا من أن مساحة “إسرائيل” تبدو صغيرة على الخارطة، ولطالما فكرت كيف يمكن توسيعها.
ورأى الشيخ دعموش أن كل هذه المؤشرات تدل على أن مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين إلى دولة يهودية وطرد أهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع، ولا يبدو أنه يريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بل هو يناور ويماطل ويفرض المزيد من الشروط لكسب الوقت.
ولفت الشيخ دعموش إلى أن الأميركي شريك مع نتنياهو في كل ما يجري في غزة والضفة، ولم يكن في أي يوم وسيطًا وجادًا في التوصل لوقف إطلاق النار، وكل ما يقال من أن الأميركي يحاول وضع صيغ لاتفاق يرضي الطرفين أو أنه يمارس ضغوطًا على نتنياهو، للقبول باتفاق لوقف إطلاق النار، هو محض كذب ونفاق وتضليل، والشيء الوحيد الذي يصدق فيه الأميركي، هو دعمه المطلق للعدوان “الإسرائيلي” على غزة ولبنان، والتزامه الراسخ بأمن “إسرائيل”، وهذه هي حقيقة الموقف الأميركي الذي يعلنه ويكرره كل يوم على مسامع العالم بشكل صريح وواضح، وكل ما عدا ذلك تضليل.
وأشار الشيخ دعموش إلى أنه طالما أن الإدارة الأميركية تغطي العدوان، وتقدم كل أشكال الدعم للكيان لمواصلة عدوانه على غزة، وتمنح نتنياهو المزيد من الوقت لتحقيق أطماعه ومشاريعه، فإن من المستبعد أن يرضخ لأي ضغوط داخلية أو خارجية، بل سيواصل عدوانه على غزة والضفة ولبنان، وليس أمامنا في فلسطين ولبنان ومحور المقاومة سوى مواصلة المعركة والصبر والصمود والتمسك بالأرض والحقوق ومواصلة جبهات الاسناد، لاستنزاف العدو والضغط عليه في الميدان، لأنه الطريق الوحيد لإيقاف عدوانه وإفشال مشاريعه، ونحن على ثقة ويقين بأننا على الحق، وبأن النصر سيكون حليفنا باذن الله تعالى.
نص الخطبة
في الاول من شهر بيع الاول كانت هجرة النبي(ص) من مكة الى المدينة، هذه الهجرة التي شكلت محطة كبرى في تاريخ الاسلام، ونقلت المسلمين من مرحلة الى مرحلة، من مرحلة الاضطهاد والحصار الى مرحلة الاستقرار وبنا الدولة، ومن مرحلة التضييق على حرية الدعوة الى مرحلة انتشار الدعوة والاسلامة في الافاق.
والهجرة كانت بداية التاريخ الاسلامي الهجري، حيث ان التأريخ الهجري بدأ من ربيع الاول وليس من محرم، والنبي(ص) هو الذي وضع هذا التاريخ، فهو أوّل من أرّخ بالهجرة، وأمر بان يكتب التاريخ الهجري في ربيع الأول كما تدل عليه الشواهد التاريخية الكثيرة، وليس الخليفة الثاني كما قد يتصور البعض، نعم ما فعله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب هو انه جعل مبدأ السنة الهجرية، شهر محرم بدلاً من ربيع الأوّل .
وفي كل الاحوال فقد مهّد النبي (ص) للهجرة إلى المدينة المنورة ببيعتين مع أهل المدينة، هما بيعتا العقبة الأولى والثانية. ويبدو أن النبي (ص) بعد إبرامه هاتين البيعتين سمح للمسلمين وخاصة أولئك الذين كانوا يتعرضون للتعذيب والاضطهاد من قبل قريش والمشركين بالهجرة إلى المدينة.
وقال لهم كما يروي المؤرخون:”إن الله عزّ وجل قد جعل لكم إخواناً وداراً تأمنون بها”. فراح المسلمون يتوافدون إلى المدينة المنورة أفراداً وجماعات تاركين وطنهم ومسقط رأسهم، وبيوتهم وعلاقاتهم. وكثير منهم ضحى بثرواته وممتلكاته ومكانته الاجتماعية في سبيل دينهم وعقيدتهم.
ويبدو أن خروج المسلمين من مكة إلى المدينة كان صعبا حيث ان قريش تصدت للمهاجرين وكانت تمنعهم من الهجرة. لانها شعرت ان هجرة هؤلاء والتحاقهم بالمسلمين من اهل المدينة ستشكل جبهة واحدة ضدهم وخطرا على مصالحهم ووجودهم المستقبلي، خاصة، أن تجارة قريش إلى الشام ذهابا وإياباً كانت تمر عبر طريق المدينة.
ولكن رغم كل إجراءات قريش تلك لمنع المسلمين من الهجرة لم تستطع تحقيق هدفها. بل تمكّن أكثر المسلمين من الهجرة الى المدينة
والاسباب التي دفعت بالمسلمين الى الخروج من مكة والهجرة الى المدينة هي ان النبي (ص) ومن معه من المسلمين، كان لا بد لهم من الخروج من مكة التي اضطهدوا فيها إلى مكان يبعدهم عن الضغوط والاضطهاد، ويملكون فيه حرية ممارسة عباداتهم ، ويعلنون فيه عن إسلامهم ويمارسون شعائرهم الدينية بحرية بعيدا عن المضايقات والاذى، والاهم هو التوجه نحو بناء المجتمع الاسلامي والدولة الإسلامية التي يكون فيها النبي (ص) قادراً على القيام باقامة الحكم الاسلامي وتطبيق الاحكام والتشريعات الاسلامية وتقديم التجربة الالهية في الحكم وادارة شوؤن الناس وتأمين مصالحهم. فكانت الهجرة إلى المدينة المنورة من أجل كل هذه الأهداف.
والسبب في إختيار النبي (ص) المدينة المنورة بالتحديد يعود الى ان المدينة قريبة من مكة ويمكنها ان تمارس على مكة والمشركين ضغوطا اقتصادية ، كون المدينة تقع على طريق القوافل التجارية، وضغوطا سياسية وعسكرية تمكن النبي (ص) من السيطرة عليها، والعودة اليها والقضاء على الشرك والوثنية فيها، ويحقق أحد أهم أهداف الإسلام.هذا اولا.
والسبب الثاني : هو أن المدينة المنورة كانت غنية بمواردها الزراعية، فلو فرض عليها حصار ما من المشركين، بمقدورها مقاومة هذا الحصار
والسبب الثالث: ان المدينة المنورة كان يكثر فيها الحديث عن بشائر بظهور نبي في المنطقة. إذ كان علماء اليهود والمسيحية هم من يقوم بهذا التبشير استناداً إلى ما أخبرت به التوارة والأنجيل والكتب السماوية الأخرى. فكان اهل المدينة مستعدين للاستجابة للنبي، والأرضية فيها مهيأة لانتشار الدين .
اضافة الى إن عدداً كبيراً من أهل المدينة، من الأوس والخزرج، كانوا قد أسلموا وبايعوا رسول الله (ص) على السمع والطاعة والالتزام بتعاليم الدين وأحكامه، وتحمّل أعباء نشر الإسلام والجهاد. وأصبح كثير من أهل المدينة، إلى ما قبل الهجرة بقليل، مسلمين مؤمنين بالرسول. وهؤلاء المسلمون هم أنفسهم طلبوا من النبي (ص) المهاجرة إليهم، وأبدوا استعدادهم الكامل لمساندته ونصرته، والوقوف إلى جانبه. كما ابدو استعدادهم ليكونو القاعدة القوية الصلبة ليعتمد النبي (ص) عليها في بناء المجتمع والدولة السياسية الإسلامية. فهاجر النبي إليهم واختارهم على من سواهم.
ما نستفيده من هجرة المسلمين هذه، ومن تضحياتهم بكل شيء يملكونه في سبيل الحفاظ على دينهم وعقيدتهم وقتاهاتهم وعدم التخلي عن قضيتهم ايا كانت التضحيات هو أن الانسان المسلم الحقيقي هو الإنسان الذي يكون مستعدا للتضحية بكل ما يملك من متاع الحياة وزخرفها في سبيل الحفاظ على دينه ووطنه واهله عندما يتطلب الواجب منه ذلك . تماماً كما ضحى صهيب الرومي عندما أراد الهجرة إلى المدينة. فقد ذكر المؤرخون أن صهيباً لما اتخذ هذا القرار حاولت قريش منعه عن ذلك. وقالت له :”أتيتنا صعلوكاً لا مال لك فكثر مالك عندنا وبلغت الذي بلغت ثم تريد أن تهاجر بمالك ونفسك؟! .. والله لا يكون ذلك أبداً “. فقال لهم صهيب :”أرايتم إن تركت لكم مالي أتخلون سبيلي؟”. قالوا :”نعم”، فقال لهم :” هو لكم “.
فترك لهم صهيب ماله وهاجر إلى المدينة، ليواجه مستقبلا كان يعرف جيداً أنه مليء بالأحداث الجسام والأخطار والتحديات الصعبة، لكنه كان يعرف ايضا ان هذه التضحية والصبر عليها والثبات في هذه المواجهة نتيجتها لن تكون سوى النصر والغلبة والفوز والعزة والكرامة، لان النصر في المواجهة والحفاظ على الوطن والسيادة والكرامة لا يكون الا بالجهاد والمقاومة وتقديم التضحيات والقدرة على تحمل المصاعب خصوص اذا كان العدو كالعدو الصهيوني متوحشا ولديه اطماع ومشاريع للتوسع والهيمنة والسيطرة والاحتلال.
اليوم العدو الصهيوني لديه اطماع حقيقة في كل فلسطين وفي المنطقة، والحرب التي يشنها على قطاع غزة وعلى الضفة الغربية هدفها الحقيقي والاستراتيجي هي تهجير من تبقى من الفلسطينيين واحكام السيطرة على كل فلسطين التاريخية والمؤشرات السياسية التي تدل على ذلك كثيرة اهمها: قرار الكنيست الاسرائيلي في شهر تموز الماضي بمعارضة اقامة دولة فلسطينية بذريعة انها تشكل خطرا وجوديا على اسرائيل ، والخريطة التي عرضها نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل ايام للدفاع عن تمسكه بمحور فيلادلفيا حيث اظهر فيها الضفة الغربية وكانها جزء من اسرائيل، وايضا ما ذكره ترامب في احد خطابته الانتخابية مؤخرا من ان مساحة اسرائيل تبدو صغيرة على الخارطة ولطالما فكرت كيف يمكن توسيعها
كل هذه المؤشرات تدل على ان مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين الى دولة يهودية وطرد اهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع ولا يبدو انه يريد التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار، بل هو يناور ويماطل ويفرض المزيد من الشروط لكسب الوقت.
والأمريكي شريك مع نتنياهو في كل ما يجري في غزة والضفة ولم يكن في أي يوم وسيطا وجادا في التوصل لوقف إطلاق النار وكل ما يقال من ان الأمريكي يحاول وضع صيغ لاتفاق يرضي الطرفين او انه يمارس ضغوطا على نتنياهو للقبول باتفاق لوقف إطلاق النار هو محض كذب ونفاق وتضليل ، والشيء الوحيد الذي يصدق فيه الأمريكي هو دعمه المطلق للعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والتزامه الراسخ بامن اسرائيل
هذه هي حقيقة الموقف الأمريكي الذي يعلنه ويكرره كل يوم على مسامع العالم بشكل صريح وواضح وكل ما عدا ذلك تضليل.
ولذلك طالما ان الادارة الامريكية تغطي العدوان وتقدم كل اشكال الدعم للكيان لمواصلة عدوانه على غزة وتمنح نتنياهو المزيد من الوقت لتحقيق اطماعه ومشاريعه فان من المستبعد ان يرضخ لاي ضغوط داخلية او خارجية بل سيواصل عدوانه على غزة والضفة ولبنان، وليس امامنا في فلسطين ولبنان ومحور المقاومة سوى مواصلة المعركة والصبر والصمود والتمسك بالارض والحقوق ومواصلة جبهات الاسناد لاستنزاف العدو والضغط عليه في الميدان لانه الطريق الوحيد لايقاف عدوانه وافشال مشاريعه ،ونحن على ثقة ويقين باننا على الحق وبان النصر سيكون حليفنا باذن الله تعالى
المصدر: موقع المنار