نقلت شبكة “سي إن إن” عن مصدر لدى كيان العدو مطلع على المحادثات حول وقف اطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، أن مطالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هي المسؤولة عن وفاة الأسرى الإسرائيليين، وأن الأخير وضع العقبات قبل شهرين، وقال “لا للصفقة”.
أهداف الحرب تمرّ من “فيلادلفيا”!
وفي هذا السياق جاء كلام نتنياهو في كلمته خلال مؤتمر صحفي أمس، إذ أكد أن الجيش الإسرائيلي “لن يغادر محور فيلادلفيا”، زاعماً أنه “إذا خرجنا منه فلن نتمكن من العودة إليه.”
وزعم أن “فيلادلفيا أصبح عند خروج الجيش الإسرائيلي من غزة عام 2005 مجالاً لتهريب الأسلحة المقدمة من إيران”، معتبرا أن “مصر لم تنجح في منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر المحور”، على حد تعبيره.
وأضاف أنه “يجب فهم الموقع المركزي لمحور فيلادلفيا بالنسبة لتسليح حماس مما أدى إلى مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول”، وفق زعمه، مشددا على أن سيطرة “إسرائيل” على المحور “أمر أساسي في تحقيق أهداف الحرب”.
وأكد نتنياهو أن هدفه من هذه الحرب هو “تحرير الأسرى وتدمير قدرات حماس بحيث لا تشكل تهديدا، وقال مرة أخرى إن هذا يتم بالسيطرة على محور فيلادلفيا”، وذلك بعد قرابة عام على انطلاق الحرب، التي لم تتحقق خلالها أي من هذه الأهداف.
هذا الإعلان الصريح بتعنت نتنياهو وعدم ابداء أي مرونة من شأنها تحقيق أي خرق على مستوى المفاوضات، لا زال يقابل بنوع من الإنكار لدى الولايات المتحدة الأميركية التي لا تزال تحرص على ضخّ جرعات من التفاؤل أو الايجابية وفقاً لمقاييسها طبعاً، في ما يتعلق بالمسار التفاوضي، وذلك لكي لا تكون الغلبة بشكل كامل لكفة النار والحرب (توافقاً مع مصالحها طبعاً وليس حرصاً على الفلسطينيين).
وفي هذا الاطار، صرّح مسؤول أميركي كبير لـ “رويترز” أن “مسودة اتفاق جديدة قد تصدر الأسبوع المقبل أو قبل ذلك”، زاعماً أن “الاقتراح الجديد بشأن صفقة التبادل يهدف إلى حل نقاط الخلاف الرئيسية”.
وفي التفاصيل، قال المسؤول نفسه إن “المفاوضين يحاولون حلّ عقبتي محور فيلادلفيا والأفراد المشمولين بصفقة التبادل”.
وقال إن “وفداً إسرائيلياً أكد استعداد “إسرائيل” للانسحاب من فيلادلفيا بعد مرحلة أولى تستمر 42 يوماً”، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن “تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا وضعت الأطراف الوسيطة في موقف صعب”.
يأتي ذلك في وقت قال فيه مسؤولون أميركيون لـ “نيويورك تايمز” إن “نتنياهو كان مخادعا، وسعى إلى إضاعة الوقت حتى الانتخابات الأميركية”، وأنه “من غير المرجح أن يتعرض نتنياهو لضغوط كبيرة من واشنطن إذا انتُخب دونالد ترامب رئيساً”.
لكن في المقابل نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه “سيأتي وقت يصبح فيه الضغط الأميركي مستحيلاً ولا خيار سوى قبول الصفقة”، على حد تعبيرهم.
وقال مسؤول الأميركي إن “مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، المفاوض الرئيسي عن الولايات المتحدة يرأس مجموعة صغيرة من كبار المسؤولين الأميركيين الذين يعملون على صياغة مسودة المقترح”. وتضم المجموعة منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكجورك، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.
لكن وفي بيان صادر على صفحتها الرسمية على تيليغرام، أكدت حركة حماس أمس “لسنا بحاجة إلى مقترحات جديدة، والمطلوب الآن هو الضغط على نتنياهو وحكومته وإلزامهم بما تم التوافق عليه”، في اشارة مقترح الوسطاء، المدعوم من الرئيس الأميركي جو بايدن، والذي وافقت عليه الحركة، ورفضه نتنياهو، محاولاً فرض تعديلات مفخخة.
وحذّرت حركة حماس من الوقوع في شرك نتنياهو وألاعيبه، والذي يستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على الشعب الفلسطيني.
واعتبرت حماس، أنّ “قرار نتنياهو بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، يهدف لإفشال التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار”.
ووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وعدم الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا وسط وجنوب القطاع، في حين تتمسك حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بإنهاء الحرب بشكل دائم وعودة النازحين وانسحاب الاحتلال الاسرائيلي من كامل القطاع.
وتوضح وقائع المفاوضات حتى اللحظة التي دارت خلال الفترة الماضية، إضافة إلى التصريحات الواضحة والصريحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي وغالبية وزراء حكومته، أن تل أبيب انقلبت على المقترح الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أيار/ مايو الفائت، والذي أعلنت المقاومة الموافقة عليه كورقة للتفاوض. وقد حدث الانقلاب الاسرائيلي عبر وثيقة “إيضاحات المرحلة الأولى من تطبيق مسوّدة اتفاق 27/5″، أو ما سُمي بـ “مسوّدة نتنياهو”، والتي سلّمها فريق العدو التفاوضي إلى الوسطاء، في 27 تموز/ يوليو الفائت.
محور فيلادلفيا وإدارة الحرب
كما أظهر الاستطلاع أن 53% من الإسرائيليين يدعمون الانسحاب من محور فيلادلفيا للوصول إلى صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، فيما يعتقد 29% من المشاركين أنه ينبغي الإبقاء على قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا حتى لو أدى ذلك إلى فشل الصفقة.
وقال 18% من المشاركين في الاستطلاع إنهم لم يحسموا موقفهم بشأن ضرورة بقاء قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة، مقابل إتمام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وقال 61% من المستطلعة آراؤهم إنهم لا يثقون بإدارة نتنياهو للحرب على غزة، فيما أكد 32% من المشاركين أنهم يثقون في نتنياهو لإدارة الحرب، في حين قال 7% إنهم لم يحددوا موقفهم تجاه هذه المسألة.
وفي ما يتعلق بوزير الأمن، يوآف غالانت، قال نصف المستطلعين إنهم لا يثقون به في إدارة الحرب (50%)، مقابل 37% قالوا إنهم يثقون به؛ في حين قال 13% إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.
المصدر: مواقع إخبارية