يتفقُ معظمُ المحللين في الكيان الصهيوني على أنَّ مصيرَ الاسرى هو الموتُ بغيرِ التفاوضِ والصفقة، خصوصاً بعدَ معادلةِ المقاومةِ الجديدة التي تقومُ على تعليماتٍ جديدة، بموتِ الاسرى حالَ اقترابِ قواتِ الاحتلالِ من مكانِ اسرِهم.
ولم يكن ينقص نتنياهو، إلا لعب دور محلل خرائط، بعد أن فقد خريطة اسراه في قطاع غزة، وتاه في أنفاقه ليس بحثاً عن الاسرى، بل عن مآرب سياسية – شخصية، صارت مكشوفة أمام كيانه، ومستوطنيه، وأهالي أسراه.
الان، تعقد المشهد أكثر أمام نتنياهو بعد مقتل الاسرى الستة في أحد أنفاق رفح، وبعد أن أرست المقاومة قاعدة جديدة في التعامل مع الاسرى الصهاينة.. الاقتراب منهم يعني موتهم، وهو ما يحمل نتنياهو مصير من تبقى منهم أحياء، ويعدم إمكانية استعادتهم أحياء إلا بالتفاوض، والصفقة.
يكابر نتنياهو، ويراهن على متغييرات وحسابات، لكن الخطير اليوم ، أنه بات يتسابق مع غرقه في بقعة رمال داخلية، بدأت تهز حكمه، وتعنته.
القسّام تبثُّ الرسالة الأخيرة لأسيرٍ “إسرائيلي” قبل مقتله
نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الثلاثاء، رسالة الأسير الإسرائيلي القتيل “أوري دانينو”. وهاجم دانينو، في رسالةٍ قبيل مقتله: حكومة إسرائيل والمجلس الأمني فشلوا في حمايتنا واليوم يحاولون قتلنا الواحد تلو الآخر”.
وتابع دانينو متسائلًا: أين كانت حكومة نتنياهو عندما كنا وحدنا ولم نعرف أين نهرب؟ ووجّه رسالته لكافة المستوطنين، ” افعلوا كل شيء لإعادتنا إلى بيوتنا، اعملوا كل شيء لنخرج أحياء من هنا”.
وأكد أنه لو لم يتم عقد الصفقة في ظل تواصل القصف الإسرائيلي الذي يطال أماكن تواجدهم، فلن يستطيع أحد من الأسرى العودة حيًا.
وعرضت القسام في بداية مقطع الفيديو كلمة سابقة للناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام أبو عبيدة، قال فيها: “الثمن الذي سنأخذه في مقابل 5 أو 10 أسرى أحياء هو الثمن نفسه، الذي كنّا سنأخذه في مقابل جميع الأسرى، لو لم تقتلهم عمليات قصف العدو”.
وأمس الإثنين، نشرت القسام رسالة الأسيرة القتيلة، عيدان يروشلمي” وهي تناشد نتنياهو لعقد صفقة تبادل قبل فوات الأوان. وقالت يروشلمي، في رسالةٍ قبيل مقتلها: القصف هنا لا يتوقف ونحن خائفون من الموت”.
ووجّهت رسالةً لنتنياهو قائلةً: “أتوجه إليك نتنياهو وأنت الذي حررت أكثر من ألف أسير في صفقة تبادل شاليط، والآن حماس تطلب 250 فقط”.
وطالبت الأسيرة القتيلة من جميع المستوطنين، الخروج إلى الشارع والتظاهر لعقد صفقة تبادل وعودة جميع الأسرى المحتجزين في قطاع غزة. وأضافت، أن “كل ما حدث بسبب فشل “اسرائيل” والأجهزة الأمنية في السابع من أكتوبر”.
وعبّرت الأسيرة القتيلة في ختام رسالتها عن شوقها لعائلتها.
وبثت كتائب القسام، مشاهد لأسرى الاحتلال الستة، الذين عثر الجيش على جثثهم، كما زعم داخل أحد أنفاق غزة، والذين كان من المفترض أن تشتمل المرحلة الأولى من صفقة التبادل في حال أبرمت على عدد منهم ضمن الأحياء.
ويُظهر الفيديو الذي بثته “القسام”، لقطات موجزة يعرّف خلالها الأسرى الإسرائيليين الستة -الذين لقوا حتفهم بغزة- عن أنفسهم، ويختم بعبارة “انتظرونا”.
وعرضت كتائب القسام، يوم الأحد الماضي، صور الأسرى “الإسرائيليين” الستة، وقالت “اختار نتنياهو محور فيلادلفيا على تحرير أسراكم، لقد أصبحوا من الماضي، نتنياهو يصنع العشرات من رون أراد”. ووجّهت القسّام رسالةً لعائلات الجنود الأسرى، قائلة: “الوقت ينفد وحكومتكم تكذب”.
المصدر: المنار + مواقع