لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش الى أنّ مجتمعنا اليوم، وبفعل الإيمان والوعي والبصيرة والثبات والحضور في الميدان والثقة بالمقاومة وقيادتها وقوتها وشجاعتها واجه ولا يزال يواجه كل أشكال الحروب العسكرية والنفسية التي شنّها العدو الصهيوني خلال كل المراحل السابقة والى اليوم بكل ثبات وصلابة، وهو يتحمّل كل هذه الآلام والتضحيات والتهجير والمخاطر من موقع الإيمان والوعي والصبر، إيماناً بقضيته ووعيه لأهداف العدو، ولذلك لم يتأثر في كل المراحل والى اليوم بكل حملات التهويل والتهديد والتشويش والحرب النفسية التي يستخدمها العدو ويسانده فيها بعض الداخل ممّن يتماهى في مواقفه مع العدو”.
ورأى خلال خطبة الجمعة في مجمع السيدة زينب في حارة حريك، أنّ “مجتمعنا تعامل مع كل ما يجري بكل وعي وصبر وبقي حاضرًا في الميدان يحتضن المقاومة ويقدّم التضحيات على طريق القدس، وهو لا يزال يتحمّل من أجل نصرة المظلومين والدفاع عن بلدنا، مضيفًا “. وقال: أهلنا الذين يفخرون عندما يسقط من أبنائهم شهداء، ويعبّرون عن استعدادهم للمزيد من العطاء وتقديم التضحيات لا يمكن لكل التهديدات والتهويلات أن تكسر إرادتهم أو تدفعهم للتراجع عن مواقفهم أو للتخلي عن المقاومة، وموقفهم المشرف اليوم لنصرة المظلومين في غزة، وحضورهم القوي في الميدان، وفي تشييعات الشهداء بالقرى الأمامية، ما يؤكّد ثباتهم وصلابتهم وتمسكهم بأرضهم ومساندتهم بالدم للمظلومين في فلسطين”.
وشدّد على أنّ “هذه البيئة صلبة ولا يمكن لأحد أن يكسر إرادتها، وموقفها هو التمسك بالمقاومة ومواصلة الطريق حتى تحقيق النصر”.
وتابع : “لقد أثبتت المقاومة في عملية يوم الأربعين أنها تفعل ما تقول وأنها لا تخشى تهديدات العدو ولا الأساطيل المساندة له في البحر، وأن كل التهويلات بالحرب لا مكان لها في قاموسها، فوفت بوعدها وردّت على عملية اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر والاعتداء على الضاحية”، موضحًا أنّ” هذه العملية نفذتها المقاومة في عمق الكيان الصهيوني بالرغم من الاستنفار الكبير للعدو الصهيوني والجهوزية والدفاعات الجوية والأساطيل الأميركية، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير للمقاومة، وفشل ذريع للعدو الذي لم يستطع منع وصول مسيّرات المقاومة الى مركز الاستخبارات “الإسرائيلية” في قاعدة غليلوت بتل أبيب، فكل المؤشرات تدل على حدوث انفجارين كبيرين في ضواحي تل أبيب تم التكتم عليهما بشدّة”.
كما شدّد على أنّه “يمكن تأكيد قوة الضربة وتحقيق أهدافها من خلال بعض تعليقات المحلّلين “الإسرائيليين” الذين كشفوا جانبًا من حقيقة ما جرى، فصحيفة “هآرتس” قالت إن ضربة حزب الله أشبه بهزة أرضية صغيرة وأحد المحلّلين “الإسرائيليين” المعروفين واسمه بواب شيترن قال إنّ كثرة الروايات “الإسرائيلية” المتناقضة حول ضربة حزب الله كشفت زيف الرواية “الإسرائيلية” وأكدت أن شيئًا كبيرًا حدث إثر ضربة حزب الله القوية، وعاموس هاريس وهو صحفي مشهور في الكيان قال إنّ التفاؤل الكاذب انتهى وحزب الله قوي للغاية وضربته القوية فعلت فعلتها و”إسرائيل” لا تملك إلا الصمت”.
وختم دعموش مؤكدا أنّ “عملية يوم الأربعين كشفت أن العمق الصهيوني بكل مواقعه الحسّاسة لم يعد بمنأى عن مسيّرات وصواريخ المقاومة، وأن المجتمع الصهيوني وعاصمة الكيان باتا مكشوفين تحت قوة المقاومة، وأن هيبة العدو سقطت، والمعادلة التي حاول فرضها من خلال اغتيال في الضاحية سقطت، وأن يد المقاومة هي العليا في الميدان وأن لا شيء يمكنه أن يمنع المقاومة من تنفيذ إرادتها وتحقيق أهدافها مهما كانت الصعوبات والتضحيات”.
نص الخطبة
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ، الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) آل عمران 172-174.
نعزيكم ونعزي جميع المسلمين بشهادة رسول الله محمد بن عبدالله (ص) في الثامن والعشرين من شهر صفر، هذا الرسول الذي تجلت عظمته وقيادته الحكيمة في مختلف المجالات والساحات والميادين، في الميدان الروحي وهداية الناس، وفي الميدان الاجتماعي، والاخلاقي، والسياسي، وفي ميادين القتال والجهاد والمواجهة.
الآيات التي تلوتها تتحدث عن المجتمع الاسلامي الذي وقف الى جانب رسول الله(ص) واحتضن رسالته ونصرها ونصره، بالرغم من كل الالام والمعاناة والجراح والحروب التي واجهها هذا المجتمع، فلم يضعف هذا المجتمع في المواجهة، ولم يتراجع، ولم يتخلى عن مسؤولياته، ووقف بكل ثبات في مواجهة الاعداء ومكرهم وتحدياتهم والحروب التي فرضوها على المجتمع الاسلامي.
لقد واجه النبي(ص) والمسلمون بكل قوة وصلابة اضافة الى الحروب العسكرية، الحروب النفسية ايضا، وحرب الدعاية وحرب الشائعات التي استخدمها الاعداء ضد النبي(ص) والمجتمع الاسلامي، لضرب المعنويات وشل الإرادات والتشويه وزعزة الثقة بالقيادة والتخويف وبث الرعب والهلع في نفوس الناس وزرع اليأس وروح الاستسلام ، وبالتّالي إضعاف الجبهة الداخلية للمجتمع.
وكان الهدف من هذه الحرب هو بث أبعاده المسلمين عن دينهم ونبيهم وقضاياهم، وتثبيطهم عن القيام بمسؤولياتهم الجهادية والدفاع عن دينهم وارضهم ووطنهم،
ويبدو ان اعداء النبي(ص) لجأوا الى اسلوب الحرب النفسية بعدما عجزوا عن مواجهة منطق النبي(ص) ، حيث انهم وقفوا عاجزين عن مقارعة الفكر بالفكر، والحجة بالحجة، ولم يستطيعوا منع الناس من الدخول في الإسلام، وثنيهم عن التمسك بخيار الاسلام، فقاموا بحرب نفسية قذرة على النبي الاكرم(ص)، واشاعوا بين الناس في مكة بإنه كذاب ومجنون وساحر، وانه يفرق بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجه، وبين المرء وعشيرته، وصاروا يجولون على القبائل المنتشرة في الجزيرة العربية يحذرونهم من التواصل مع النبي(ص) او الاستماع له ، لإنه ساحر ومجنون وكذاب!! وقاد هذه الحملة من التكذيب والاستهزاء والحرب النفسية القذرة شخصيات وزعماء معروفون من قريش كان من أبرزهم الوليد بن المغيرة وابو سفيان وابو جهل، وغيرهم من قادة قريش، وكان الهدف هو تشويه صورة النبي(ص) والتشهير به، وتشكيك الناس برسالته، وضرب مصداقيته، و ممارسة الضغط النفسي على المسلمين، وزعزعة ثقتهم برسول الله(ص) بل وزعزعة ثقة النبي(ص) بنفسه أمام الناس، فكان عندما يمر من امامهم في مكة، يتغامزون يرمقونه بنظرات ساخرة ويوشوشون بعضهم، وقد تحدث القرآن عن ذلك حيث يقول تعالى: ﴿وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾.
ويبدو ان الله اراد ان يثبت المسلمين في مواجهة هذه التصرفات والنظرات والهمز واللمز، ويبين للمسلمين خلفية هذه الحرب، وانها بخلفية شدة عدواة هؤلاء للإسلام، وحقدهم وحسدهم لرسول الله(ص)، وبالتالي فهي حرب معروفة الدوافع والخلفيات، فلا تتأثروا ولا تحزنوا وتغتموا، وثقوا بانفسكم وقدراتكم وواصلوا الطريق.
وايضا هؤلاء لجأوا الى اضطهاد المسلمين، لا سيما الفقراء والضعفاء، في مكة ممن اعتنقوا الإسلام فنكلوا بهم وألحقوا بهم ألواناً من العذاب والإيذاء، والإرهاب، حتى يرعبوا سائر المسلمين، ويوحوا لهم بان هذا هو مصير كل من يعتنق الإسلام. كما تفعل اسرائيل اليوم عندما تهول على اللبنانيين وتهدد لبنان بان مصيره سيكون كمصير غزة، ان شنت المقاومة حربا واسعة على اسرائيل.
ايضا هؤلاء عمدوا هم وزعماء اليهود ورموز المنافقين فيما بعد لتخويف الناس وترهيبهم والتهويل عليهم بالحرب والقتل والسحق والتدمير، وانه لا امل للمسلمين بالنصر في اي مواجهة معهم، لانهم يملكون من القدرات والتحالفات وعناصر القوة ما لا يملكه المسلمون ، وبالتالي فان اي معركة يخوضها المسلمون معهم ستكون خاسرة!
فبعد معركة أحد التي خسر فيها المسلمون، أرسل ابو سفيان للنبي(ص) في طريق العودة إلى مكة جماعة من بني عبد قيس وقيل نعيم بن مسعود، ليخبروا النبي بانهم قرروا العودة للهجوم على المدينة ولكن بقوة اكبر وبحشود اكبر لسحق بقية المسلمين، وذلك من باب الحرب النفسية لتخويف المسلمين ومنعهم من ملاحقته حيث كان النبي عازما على ملاحقتهم، فأخبروه بذلك وكان لا يزال بمنطقة يقال لها حمراء الأسد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “حسبنا الله ونعم الوكيل ” فنزلت هذه الآيات الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ، الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ، بهذه المناسبة لتوضح ملابسات هذه الحادثة.
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ) اي احذروا من مواجهة هؤلاء، فإنه لا طاقة لكم بهم، لا تقدرون عليهم ولا تستطيعون الحاق الهزيمة بهم؟ لكن ماذا كانت نتيجة هذا التخويف؟ (فَزَادَهُمْ إِيمَانًا) اي صار التخويف سببًا لزيادة الإيمان، يعني بدل ان يخافوا ازداددوا ايمانا وشجاعة وبسالة واستعدادا للمواجهة، واصرارا على مواصلة المعركة، وهذا كما في معركة الاحزاب حيث حشد العدو كل امكانته البشرية والتسليحية واقام تحالفات كبيرة في المنطقة وجمع االقبائل المشركة واليهود والمنافقين في هذه المعركة في مواجهة المسلمين والمؤمنين، ولكن كانت النتيجة كما قال تعالى:: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ) رأوا الحشود والتحالفات والحصار وجهوزيته العدو للهجوم ( قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾[الأحزاب:22] حيث وعدهم الله ورسوله ان الضغوط والمصاعب والابتلاءات التي تتعرضون لها سيعقبها النصر والعزة والرفعة والتمكين في الارض والمجد والكرامة في الحياة،وبالتالي فان تهويلات العدو لم تزدهم الا ايمانا وثباتا وصلابة واصرارا على المواجهة ، وقد قال الله تعالى في آيات اخرى الحصول على الجنة وما عد الله به المؤمنين من النصر لا يأتي بالمجان، وانما يحتاج الى عمل وجهاد وفيه الكثير من الابتلاءات والتضحيات والالام والمعاناة أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيب) [البقرة:214].
ويقول تعالى في اية اخرى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (. اي ستتعرضون لخسائر في اموالكم وارزاقكم وانفسكم وستسمعون من اولئك الذين يتماهون مع العدو في مواقفهم مواقف لا تعجبكم بل تؤذيكم ، ستتعرض قراكم وبلداتكم واموالك وبيوتكم ومصالحكم وارزاقكم للتدمير والتخريب وسيقتل منكم افراد كثيرون ويسقط منكم شهداء وتسمعون الكثير من المواقف المثبطة ومن التهويل والاكاذيب والمواقف التي تستخف بجهادكم ومقاومتكم وانجازاتكم، لكن ان تصبروا وتثبتوا وتتقوا الله وتتحملون مسؤولياتكم وفان ذلك من عزم الامور ولن يتمكن احد من ان ينال منكم. في اية اخرى:(وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا) [آل عمران:120] كل عدوانهم وارهابهم ومؤمراتهم لن تنال منكم ولن تضركم شيئا .
لقد واجه المجتمع الاسلامي مع النبي(ص) كل هذه الحروب والبأسا والضراء والحصار والضغوط النفسية والاقتصادية والامنية، بالايمان والصبر والثبات والتحمل وانتصر في نهاية المطاف وهزم المشركين واليهود والمنافقين وسيطر الاسلام والمسلمون على كل المنطقة وامتد الاسلام ووصل الى صوته الى كل العالم .
اليوم مجتمعنا على خطى النبي(ص) وبفعل الايمان والوعي والبصيرة والثبات والحضور في الميدان والثقة بالمقاومة وقيادتها وقوتها وشجاعتها واجه ولا يزال يواجه كل اشكال الحروب العسكرية والنفسية التي شنها العدو الصهيوني خلال كل المراحل السابقة والى اليوم، بكل ثبات وصلابة، وهو يتحمل كل هذه الالام والتضحيات والتهجير والمخاطر من موقع الايمان والوعي والصبر، ايمانه بقضيته ووعيه لاهداف العدو، ولذلك لم يتأثر في كل المراحل والى اليوم بكل حملات التهويل والتهديد والتشويش والحرب النفسية التي يستخدمها العدو ويسانده فيها بعض الداخل ممن يتماهى في مواقفه مع العدو، وتعامل مع كل ما يجري بكل وعي وصبر، وبقي حاضرا في الميدان يحتضن المقاومة ويقدم التضحيات على طريق القدس، وهو لا يزال يتحمل من اجل نصرة المظلومين والدفاع عن بلدنا .
اهلنا الذين يفخرون عندما يسقط من ابنائهم شهداء، ويعبرون عن استعدادهم للمزيد من العطاء وتقديم التضحيات، لا يمكن لكل التهديدات والتهويلات ان تكسر ارادتهم، او ان تدفعهم للتراجع عن مواقفهم، او للتخلي عن المقاومة، وموقفهم المشرف اليوم لنصرة المظلومين في غزة، وحضورهم القوي اليوم في الميدان وفي تشييعات الشهداء في القرى الامامية الحدودية، يؤكد ثباتهم وصلابتهم وتمسكهم بارضهم ومساندتهم بالدم للمظلومين في فلسطين في غزة والضفة، فهذه البيئة صلبة ولا يمكن لاحد ان يكسر ارادتها، وموقفها هو التمسك بالمقاومة ومواصلة الطريق حتى تحقيق النصر.
لقد اثبتت المقاومة في عملية يوم الاربعين انها تفعل ما تقول، وانها لا تخشى تهديدات العدو، ولا الاساطيل المساندة له في البحر، وان كل التهويلات بالحرب لا مكان لها في قاموسها، فوفت بوعدها وردت على عملية اغتيال القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد فؤاد شكر والاعتداء على الضاحية .
هذه العملية نفذتها المقاومة في عمق الكيان الصهيوني بالرغم من الاستنفار الكبير للعدو الصهيوني، والجهوزية والدفاعات الجوية، والاساطيل الامريكية، وهذا بحد ذاته انجاز كبير للمقاومة، وفشل ذريع للعدو، الذي لم يستطع منع وصول مسيرات المقاومة الى مركز الاستخبارات الاسرائيلية في قاعدة غليلوت في تل ابيب ، فكل المؤشرات تدل على حدوث انفجارين كبيرين في ضواحي تل ابيب تم التكتم عليهما بشدة واتعتيم الاعلامي على ما جرى، ويمكن تأكيد قوة الضربة وتحقيق اهدافها من خلال بعض تعليقات المحللين الاسرائيليين الذين كشفوا جانبا من حقيقة ما جرى، فصحيفة هارتس قالت بالحرف الواحد:” ان ضربة حزب الله اشبه بهزة ارضية صغيرة”. واحد المحللين الاسرائيليين المعروفين واسمه بواب شيترن قال: “كثرة الروايات الاسرائيلية المتناقضة حول ضربة حزب الله كشفت زيف الرواية الاسرائيلية واكدت ان شيئا كبيرا حدث على اثر ضربة حزب الله القوية”.
وعاموس هاريس وهو صحفي مشهور في الكيان قال: “التفاؤل الكاذب انتهى وحزب الله قوي للغاية وضربته القوية فعلت فعلتها واسرائيل لا تملك الا الصمت” .
عملية يوم الاربعين كشفت ان العمق الصهيوني بكل مواقعه الحساسة لم يعد بمنأى عن مسيرات وصواريخ المقاومة، وان المجتمع الصهيوني وعاصمة الكيان باتا مكشوفين وتحت رحمة قوة المقاومة، وان هيبة العدو سقطت، وان المعادلة التي حاول فرضها العدو من خلال عملية الاغتيال والاعتداء على الضاحية سقطت ايضا، وان يد المقاومة هي العليا في الميدان، وان لا شيء يمكنه ان يمنع المقاومة من تنفيذ ارادتها وتحقيق اهدافها، مهما كانت الصعوبات والتضحيات.
المصدر: بريد الموقع