شجاعٌ بعدَ شجاع، يَسقي الصهاينةَ كأسَ المُرِّ والقلق، من طولكرم الى جنين وغداً قلقيليا وبعدَها الكثيرُ الكثيرُ من ساحاتِ الضفةِ المنتفضةِ بوجهِ المحتلِّ الصهيوني ..
فرقٌ ومدرعاتٌ احالت ساحاتِ الضفةِ الى ميدانِ حربٍ حقيقية، استخدمَ فيها المحتلُّ صواريخَ وطائراتٍ، ومكراً وعملاءَ لاغتيالِ ابطالٍ فلسطينيين، كقائدِ كتيبةِ نور شمس في طولكرم محمد جابر – ابو شجاع – الذي اغتالَه الصهاينةُ معَ اربعةٍ من رفاقِه المجاهدين، مُحتفِينَ بانجازٍ على ما يدَّعُون، متناسينَ انَ له ابناءً واِخوةً شجعانا، يرابطون في كلِّ ميدانٍ على طريقِ القدس حتى الوصولِ الى اليومِ الموعود، اليومِ الذي يفرحُ فيه المؤمنونَ بنصرِ الله..
وفيما حروبُ بنيامين نتنياهو المسعورةُ تَشتعلُ على عدةِ جبهات، فانَ رأيَ الخبراءِ الصهاينةِ كانَ واضحاً من انَ حربَ الضفةِ لن تكونَ تعويضاً عن الضياعِ في غزة، واَنَ الحلَّ لا يكونُ باشعالِ نيرانٍ جديدةٍ وانما بالذهابِ الى اتفاقٍ لوقفِ اطلاقِ النارِ واستعادةِ الاسرى..
والاسرى الصهاينةُ ليسوا فقط اولائكَ الذين اسَرَتْهُمُ المقاومةُ الفلسطينيةُ في غزة، بل الذين تَحتجزُهم حكومتُهم في مراكزِ الايواءِ برفضِها الموافقةَ على وقفِ اطلاقِ النار، وهم يرفعون الصوتَ من ضِيقِ الحال،مؤكدينَ انه لا يوجدُ مكانٌ آمنٌ في كيانِهم من شمالِه الى الجنوبِ وحتى الوسط، وباتوا يفكرون بالهجرةِ للبدءِ بحياةٍ اخرى اكثرَ امناً كما يقولُ مستوطِنو الشمالِ الهاربونَ من مجاورةِ مقراتِ جيشهم خوفاً من صواريخ ومسيراتِ حزب الله – كما افصحوا امام شاشاتِ الاعلام..
وعلى تلك الشاشاتِ يُكثِرُ الخبراءُ الصهاينةُ من الكلامِ الذي يُعبِّرُ عن الضياعِ الاستراتيجي لدى قادتِهم، ومكابرتِه الميدانية، فيجيبُ عضوُ الكنيست والباحثُ في معهدِ دراساتِ الأمنِ القومي في جامعة تل أبيب عوفر شيلح على الجنرالات والسياسيين الذين يتحدثون عن تحقيقِ انجازات، فيقول: صحيحٌ أنَ محورَ المقاومةِ يتكّبدُ خسائر، لكنه يُعزِّزُ موقفَه إستراتيجياً. والأهمُّ أنَ جنودَنا يسقطون صرعى، وسكانَ الشمالِ يفقدون الأمل، وما تبقَّى من أسرى على قيدِ الحياة، يواصلون التعفّنَ في الأسر – بحَسَبِ شيلح..
المصدر: قناة المنار