الحرب النفسية التي يشنها حزب الله ضد الكيان الصهيوني وصلت لمرحلة يصعب على الكيان التعامل معها، ما يجعل هذا الكيان وجمهوره وداعموه محكومون بالانتظار والترقب قبل كل ضربة يتلقونها.
فعملية الرد على اغتيال الشهيد القائد السيد محسن شكر جاءت أقرب دليل لتأكيد هذه الفكرة، دليلٌ متكامل بكل التفاصيل بداية بحالة الرعب من طبيعة رد المقاومة الإسلامية، وصولاً إلى ساعة التنفيذ، وبعدها انتظار خطاب سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لمعرفة ما لم يعترف به العدو من خسائر ألحقتها به عملية يوم الأربعين.
انطلاقاً من هذه العملية وتفاصيلها، أجرى موقع قناة المنار مقابلة تحليلية مع الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية الدكتور اللواء حسن أحمد حسن، لقراءة أبرز هذه التفاصيل، وبعض جوانب خطاب السيد نصر الله والتوضيحات التي قدمها مساء يوم عملية الرد على اغتيال القائد الكبير السيد محسن شكر.
بداية من دلات التسمية أكد اللواء حسن حسن أن هذه التسمية تعطي توضيحاً وبعداً عميقاً لأهميتها مستحضراً في شرحه عبرة انتصار الدم على السيف.
وبالتأكيد على جهوزية المقاومة الإسلامية منذ الاغتيال حتى تنفيذ الرد على الكيان الصهيوني، تابع ضيف الموقع حديثه عن الأسباب الموضوعية للعملية وطبيعتها، مشيراً إلى ما وضحه سماحة السيد الأمين العام، حول نقاط عديدة أبرزها سبب تحييد المدنيين من عملية الرد، إضافة إلى تحديد واختيار طبيعة الهدف.
بتفاصيل نوع الهدف الذي تحدث عنه سماحة الأمين العام والأهمية الاستراتيجية أجرى اللواء حسن دراسته، خصوصاً وأن السيد نصرالله أعطى توضيحاً عن طبيعة الهدف وموقعه بشكل مفصل، إضافة لطريقة تنفيذ الهجوم الصاروخي وبعده إطلاق المسيرات وإصابة الأهداف، ويضاف إلى كل هذه الجوانب أهمية الكفاءة العالية لدى المقاومة في التخطيط والتنفيذ.
يتابع اللواء حسن حسن، حديثه عن كيفية التنفيذ بطريقة تفصيلية، حيث شرح بالاعتماد على العلم العسكري الخطوات الدقيقة التي نفذها المقاومون لنجاح العملية، كما تطرق للحديث عن شرح سماحة السيد نصرالله خلال خطابه أمس، بالتركيز على إخفاء عدد المسيرات التي أطلقت في الرد، وهذا ما يدخل ضمن اتقان الحرب النفسية في الحرب مع العدو الصهيوني.
نحن أمام أداء عالي ميداني أنجح العملية العسكرية للرد على اغتيال السيد محسن، ومن هذه النقطة يأخذنا المتحدث لموقع المنار إلى شرح تفاصيل الحالة داخل الكيان جراء هذه العملية الناجحة والضربة التي تلاقها العدو، كما يشير إلى الإجراءات دخل حكومة الاحتلال فيما يخص التعليق على هذه العملية، وإجبارهم على السكوت بسبب قوة الضربة لهدف له أهميته الكبيرة لدى الجانب الأمني والعسكري للكيان، علاوة على موقع هذا الهدف الجغرافي في عمق الكيان.
برز تساؤل لدى كثيرون حول الدقة الكبيرة الدالة على موقع الهدف في ضواحي تل أبيب، وطريقة سماحة الأمين العام لحزب الله في شرح تفاصيل المكان بهذه الدقة واصفاً الطرقات في تلك المنطقة ما يحيط بها من تفرعات واتجاهات، وهذا ما أجاب عليه اللواء حسن أحمد حسن في حديثه لموقعنا، من خلال تأكيد قدرة وتمكّن المقاومة مما لديها من كفاءات تؤهلها لخوض هذه المعركة والقدرة على مواجهة العدو الصهيوني بكل قوة.
من منطلق نجاح عملية يوم الأربعين، وتحقيق الأهداف الموضوعة، إضافة إلى ترك الاحتمالات اللاحقة مفتوحة، أكدت المقاومة صدقها وقوتها، وقدرتها على ممارسة حقها في الدفاع عن نفسها ومعاقبة العدو الصهيوني على أي عدوان يقوم به، ما يجعل المراقبون يتحدثون عن كبح جماح الكيان أمام تنفيذ أي عدوان مستقبلي ووضعه بالحسبان حجم رد المقاومة والعقاب.
المصدر: المقاومة الاسلامية