اِنّا من المجرمين منتقمون، وايُ انتقام.. فما منَعَتهُم حصونُهم منه، بل عَمِيَت قلوبُهم وابصارُهم عنه، فكانَ “يومُ الاربعين”..
هو يومٌ من ايامِ الله، اعلنَه قائدُ المقاومةِ السيد حسن نصر الله، وصنعَه رجالُ اللهِ الذين ردُّوا على الجريمةِ الصهيونيةِ بالاعتداءِ على الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت واغتيالِ القائدِ الجهاديِّ الكبير السيد فؤاد شكر، فكانت عمليةٌ نوعيةٌ بتوقيتِ المقاومةِ التي اختارت اربعينَ الامامِ الحسينِ عليه السلامُ لاتمامِ المُهمة..
مُهمةٌ انجزَها المقاومون على أكملِ وجهٍ كما اشارَ الامينُ العام لحزب الله كاشفاً بسرديةٍ محكمةٍ مسارَ العمليةِ واهدافَها، بما يُكذِّبُ السرديةَ الصهيونيةَ الواهية..
الى قاعدةِ غاليلوت التابعةِ لشعبةِ الاستخباراتِ التي تُسمى امان، والتي تُوجدُ فيها وحدةُ 8200 في الجيشِ العبري وصلت مُسيراتُ المقاومة، مصيبةً اهدافَها بحسَبِ المعطياتِ والمصادرِ العارفة..
قاعدةٌ واقعةٌ بضواحي تل ابيب، تبعدُ مئةً وعشرةَ كيلومتراتٍ عن الحدودِ اللبنانية. هي هدفٌ عسكريٌ له علاقةٌ بعمليةِ اغتيالِ الشهيد القائد السيد محسن، اَرادتُه المقاومةُ هدفاً غيرَ مدنيٍّ ولا بُنًّى تحتية، ومَهَّدت للوصولِ اليه بثلاثِمئةٍ وعشرينَ صاروخَ كاتيوشا او أكثر، مُهمتُها استهدافُ احدى عشرةَ قاعدةً وموقعاً صهيونياً في الشمال، والهاءُ القُببِ الحديدية، فكانَ ما ارادَ المقاومون، الذين اصابوا ايضاً قاعدةً لسلاحِ الجوِّ الصهيوني في عين شيمرا واَسكتوا دفاعاتِها الجويةَ لتأمينِ وصولِ المسيّراتِ الى غاليلوت..
والنتيجةُ التي وصلَ اليها السيد نصر الله ويعرفُها الصهاينة، هي انَ سرديةَ حكومتِهم كاذبةٌ والحديثَ عن ضربةٍ استباقيةٍ لآلافِ الصواريخِ كاذبة، وضربَ منصاتٍ ومخازنَ لصواريخَ باليستيةٍ ادعاءاتٌ واهية. وان كانت سردياتُهم هذه للتخفيفِ من جنونِهم فلا بأس، لكنها دليلٌ على الفشلِ والضعفِ والوهنِ الذي يعيشونَه، وهي من جملةِ انجازاتِ عمليةِ يومِ الاربعين..
المُهمةُ اُنجزت بحسَبِ الامينِ العام لحزب الله على اكملِ وجه، والمقاومةُ ستتابعُ مصادرَها ومعلوماتِها، فاذا كانت النتيجةُ مُرضيةً وتحققُ الهدفَ المطلوبَ فتَعتبرُ انَ عمليةَ الردِّ قد تمت، وان كانت غيرَ ذلك فتحتفظُ لنفسِنا بتوقيتِ استكمالِ الردِّ في الوقتِ الذي نراهُ مناسبًا. وخاطب السيد نصر الله اللبنانيين لان يرتاحوا ويعودوا الى منازلهم، ولا يلتفتوا لكل التهويل الصهيوني..
وعلى العدو الغادرِ ان يحذرَ جيداً من المتغيراتِ كما اكد السيد نصر الله، فهذه المقاومةُ باتت تملكُ من القدراتِ والصواريخِ الباليستيةِ ما يَحمي لبنانَ ويردعُ عدوَه، وقد يأتي اليوم الذي نجتاح فيه كيانهم بفرقة موسيقية.
المصدر: المنار