عَجَزُوا عن اقناعِ بنيامين نتنياهو بمقترحِ بايدن للحلِّ او فرضِه عليه، فبدَّلوا المقترحَ وفقَ الرغبةِ الصهيونيةِ ليُعطوا نتنياهو صَكَّ براءةٍ ويُزوِّروهُ بمُسمّى “موافقة”..
انه النفاقُ الاميركيُ والشراكةُ بالخداعِ السياسي الى جانبِ الشراكةِ الكاملةِ بحربِ الابادةِ ضدَ الفلسطينيين، ما بلورَ صيغةً جديدةً مختلفةً تماماً عن تلكَ التي قدَّمها بايدن سابقاً ووافقت عليها حماس في الثاني من يوليو – تموزَ الماضي، وهو ما اعتبرتهُ حماس انقلاباً اميركياً على إعلانِ بايدن وقرارِ مجلسِ الأمن، واستجابةً ورضوخاً أمريكياً لشروطِ نتنياهو الجديدة، مجدِدةً التزامَها بإعلانِ بايدن، وداعيةً الوسطاءَ لتحمُّلِ مسؤولياتِهم وإلزامِ الاحتلالِ بقَبولِه..حتى اِنَ الشروطَ الصهيونيةَ المرعيةَ اميركياً لم تَحتمِلْها مصرُ التي اَعلنت رفضَها الكاملَ لشروطِ تل ابيب حولَ مَعبرِ فلاديلفيا..
ومعَ هذا التعنتِ الصهيوني والمكرِ الاميركي فانَ المباحثاتِ حولَ تبادلِ الاسرى ووقفِ اطلاقِ النارِ قد عَبَرَت الى منعطفٍ جديدٍ أكثرَ سوءاً، وانفضَحَت الحِيلُ السخيفةُ وتبادلُ الادوارِ بينَ واشنطن وتل ابيب، ولم يَعُد لاحدٍ في هذا العالمِ حجةٌ بتحميلِ المقاومةِ الفلسطينيةِ المسؤولية، حتى اِنَ بعضَ الصهاينةِ من خبراءَ وسياسيين قد حَمَّلوا شروطَ نتنياهو وكذِبَه المسؤوليةَ عن فشلِ المفاوضاتِ وعمّا ستؤولُ اليه الامورُ من تعريضِ حياةِ اسراهُم ومستقبلِ كيانِهم للخطر – كما قالَ الجنرالُ الصهيونيُ الشهيرُ اسحاق بريك..
اما العارفون بحقيقةِ الصهيوني والاميركي وخدعتِهما لشراءِ الوقت، فقد باعوا جماجِمَهم للهِ واَكملوا المُهمةَ في الميدانِ مكبدينَ الصهيونيَ المزيدَ من الخسائرِ فوقَ رمالِ غزة..
وفوقَ الصخورِ اللبنانيةِ تتكسرُ كلَّ يومٍ امواجُ التهويلِ من وزراءِ حكومةِ نيتنياهو بضربةٍ استباقيةٍ على لبنان، او توسيعِ الحربِ معه، فالحقيقةُ انه لا يمكنُ مواجهةُ حزبِ الله وليس لدى الجيشِ العبري القدرةُ على الحسمِ معه بحسَبِ المحللِ العسكري الصهيوني الون بن دفيد ..
وبحسَبِ رسالةِ المقاومةِ الفلسطينية الى المقاومةِ اللبنانية فانَ الجيشَ العبريَ الغارقَ في وحلِ غزة، كيف له ان يواجِهَ ويقاتلَ في لبنان؟ ومن هذا المشهدِ الممتدِّ على مدى شهورٍ من شراكةِ الجهادِ والتضحيةِ والشموخِ والصبر، فانَ العملَ المشتركَ لتحريرِ كاملِ الترابِ الفلسطيني قد حانَ وقتُه، كما جاءَ في رسالةِ المقاومين الفلسطينيين..
المصدر: المنار