أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “المقاومة عند التزامها الرد على العدوان الذي استهدف الضاحية الجنوبية وعلى ما ارتكبه العدو من جريمة فيها، فإن هذا التزام ثابت، ورد المقاومة آتٍ، ولكن وفق التوقيت الذي تختاره المقاومة، لأن ساعتها لا تعمل وفق حسابات محللين أو ناشطين، فتوقيتها هو على ساعتها، وليس على ساعة الموقّتين أياً كان هؤلاء، وبالتالي، فإن كيفية الرد وتوقيته، وبأي أسلوب، هو عند صاحب القرار، أي عند قيادة هذه المقاومة التي تحدد كيفية تطبيق التزامها، وكيفية الرد بمعزل عن كل ما يكتب ويقال، ومهما طال الوقت أو قصر، فهو التزام قائم”.
كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” للشهيد محمد هاني حيدر (أبو الفضل) في مجمع الإمام المجتبى في السان تيريز، في حضور رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، وعضو الكتلة النائب أمين شري، مسؤول منطقة بيروت في الحزب حسين فضل الله، مسؤول العلاقات العربية والدولية في الحزب السيد عمار الموسوي، عائلة الشهيد، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وأشار النائب فضل الله إلى أن “العدو الإسرائيلي ومن ورائه الإدارة الأميركية، هما في حيرة وضياع، ولو تتبعنا ما يعلن على لسان كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، لسمعنا أنهم يقولون دائماً أن الرد في التوقيت الفلاني، والهدف في المكان الفلاني، واستخباراتهم تبلغهم عن المواعيد، ثم تأتي الأوقات ولا يأتي ما يتوقّعون، وهذا جزء من العقاب والرد، وعلينا أن نتركهم في هذا الضياع، وأن لا نستهين بالحرب النفسية، والحالة التي يعيش فيها العدو رغم تهديداته وتهويلاته، وشعبنا لديه ثقة كاملة بقيادة هذه المقاومة الحكيمة والشجاعة، التي تزين الخطوات بميزان رؤيتها للمصلحة، وبميزان رؤيتها لعزة وكرامة شعبها ومصلحة بلدها، فالمقاومة تضع ذلك كله في رأس الأولويات، وعندما اختارت المواجهة لمساندة الشعب الفلسطيني في غزة وللدفاع عن بلدها، كانت تتطلع إلى مستقبل لبنان والجنوب وشعبها”.
وقال: “أمام التطور المتعلق بالرد على العدوان الصهيوني سواء من لبنان أو من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استنفرت الدبلوماسية الدولية، وتحركت الوفود إلى بلدنا، بهدف ممارسة الضغط على لبنان بذريعة أن الكيان الإسرائيلي سيواجه ويقصف وإلى ما هنالك من تهويلات، ولكن هذه الضغوط يجب أن تتوجه إلى الكيان الإسرائيلي، لأن وقف العدوان في غزة يوقف كل ارتداداته، وهناك من يحاول من خلال التهويل أن يجعل الدفاع عن النفس وكأنه سبب للتصعيد، بينما سبب كل هذا التصعيد هو العدوان الإسرائيلي، ولذلك فإن كل هذه التهويلات والضغوط لن تثني المقاومة عن ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن بلدها، وكل هذه الرسائل في الإعلام وتحت الطاولة وفوقها لا تجدي نفعًا، ولا تصلح، وهي تختار العنوان الخاطئ”.
أضاف: “الآن تجري المفاوضات، وعنوانها المعلن وقف الحرب على غزة، وهو الهدف الذي وضعناه في حركات ومحور المقاومة، ولكن الذي يأخذ القرار هي المقاومة في فلسطين وعلى رأسها حركة حماس، وكل محور المقاومة يساند ويمارس الضغط لدعم الشعب الفلسطيني، ولكن الحرب الأساسية هي في غزة، ومن يقودها هي المقاومة في فلسطين، وعلى رأسها حركة حماس، وما تقبل به في هذه المفاوضات، تقبل به بقية دول وحركات المقاومة”.
وختم متوجّهاً “للأهالي سواء الذين نزحوا من قرانا وبلداتنا أو الذين هم في الضاحية” بالقول: “نحن اليوم في ذكرى الرابع عشر من آب تاريخ انتصارنا في عام 2006، يوم هزمنا العدو وأعدنا الإعمار، ويومها لم تستطع آلة الدمار هزيمة إرادتنا، وفي كل تاريخ مقاومتنا، مررنا بتجارب أصعب بكثير، وبحروب كبيرة، وبتهديدات وتهويلات وحرب نفسية، وكل ذلك عبرناه وتجاوزناه بالثبات والصبر والتحمّل وبالثقة بالله وبالمقاومة قيادةً ومجاهدين، وهذه المرحلة سنعبرها أيضاً أياً تكن المحاولات من الداخل أو الخارج بالتهويل والتخويف”.
وتخلل الاحتفال التكريمي تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم وكلمة لكريمة الشهيد، وعرض لوصية الشهيد، ومجلس عزاء حسيني عن روح الشهيد وكل الشهداء
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام