تستضيف الدوحة اليوم الخميس مفاوضات حول وقف لإطلاق النار في قطاع غزة في ظل عدوان اسرائيلي مستمرة منذ 10 أشهر، وفي ظل تصعيد إقليمي في الشرق الاوسط.
وعشية المفاوضات، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، جلسة مع الفريق المفاوض في محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس، تقرر فيه انضمام كبار أعضاء الفريق المفاوض للوفد الذي سيتوجه إلى الدوحة، للمشاركة في قمة مباحثات يعقدها اليوم الوسطاء بمشاركة أميركية رفيعة.
ويضم الوفد الإسرائيلي رئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس الشاباك، رونين بار، واللواء نيتسان ألون ممثلًا عن جيش الاحتلال، حيث سيعقد محادثات في قمة تستضيفها الدوحة ويشارك فيها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل.
وفي الاجتماع مع نتنياهو، تم أيضًا تحديد صلاحية الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن المستشار السياسي لرئيس الحكومة، أوفير فليك، سينضم كذلك إلى الوفد المفاوض.
وفي حين أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن نتنياهو قرر توسيع صلاحيات الوفد المفاوض ومنحه “تفويضا معقولا”، بشكل يمكنه من إبداء مرونة بشأن المواقف التي ستعرضها الحكومة، مما يتيح إجراء المفاوضات والتقدم فيها، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه المرونة التي تحدثت عنها التقارير الإسرائيلية، كافية لإتمام الاتفاق.
وخلال سلسلة الاجتماعات التي أجراها نتنياهو بشأن مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي استمرت لأكثر من 5 ساعات، شارك كل من وزير الحرب يوآف غالانت، ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون درمر، وزعيم حزب “شاس” الحريدي، أرييه درعي، وقادة الأجهزة الأمنية.
وذكرت التقارير أن الوفد الإسرائيلي المفاوضت سيسافر الخميس لإجراء محادثات قد تستمر عدة ساعات في الدوحة، وإذا لزم الأمر، سيبقى فريق إسرائيلي مهني في الدوحة لمواصلة المفاوضات؛ وجاء في بيان مقتضب صدر عن مكتب رئيس الحكومة أن “نتنياهو صادق على مغادرة الوفد الإسرائيلي غدًا إلى الدوحة، وعلى صلاحيات الوفد المفاوض”.
وشدد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، في إحاطة أدلى بها لوسائل الإعلام الإسرائيلية للرد على التسريبات التي أوردتها في نشراتها المسائية حول الاجتماعات التي عقدها نتنياهو، على أن “رئيس الحكومة، نتنياهو، يتمسك بمبدأ بقاء الجيش الإسرائيلي فعليًا في محور فيلادلفيا”.
وستعقد في الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في العدوان الدامي التي يسنها جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر، على ما أفادت 3 مصادر مطلعة على المحادثات، تحدثت الأربعاء، لوكالة “فرانس برس”.
وجاء الدفع لاستئناف المحادثات بعدما حمّلت إيران وحلفاؤها الحكومة الإسرائيلية مسؤولية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذي كان مشاركا في المفاوضات لوقف إطلاق النار. وتعهدت إيران الرد على الكيان، فيما أرسل الرئيس جو بايدن تعزيزات إضافية من القوات الأميركية إلى المنطقة، ةانتقد توقيت الاغتيال.
وكان الوسطاء قد بعثوا برسالة إلى تل أبيب الثلاثاء، تفيد بأن ممثلي حركة حماس من المتوقع أن يشاركوا في المحادثات. وبعدما أعربت إيران عن أنها تدرس إرسال وفدها الخاص لمتابعة المفاوضات، صرح مصدر إسرائيلي رفيع بأنه إذا قامت طهران بذلك وبموافقة الوسطاء، فإن الحكومة الاسرائيلية لن تشارك في القمة.
سفراء أميركا وبريطانيا وألمانيا بإسرائيل يدعون لاتفاق مع حماس
وفي سياق متصل، تحدث السفير الأميركي في إسرائيل، جاك لو، في بيان مشترك مع سفراء ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة حول الجهود الدولية المتعلقة بالقمة. وقال لو: “لقد أوضحنا أن أولويتنا الأولى هي إيجاد حل وتحقيق ذلك الآن. باسم الإنسانية، حان الوقت لعودة الأسرى إلى ديارهم”. وأضاف لو أن “الرئيس بايدن لا يدخر جهدًا”.
من جهته، قال السفير الألماني، شتيفان زايبرت، في البيان: “أنا هنا بدافع الأمل والشعور بالإلحاح. آمال الملايين في غزة وإسرائيل معلقة على الصفقة والحصول على المساعدات اللازمة. إن تغيير الواقع في غزة وإعادة الإعمار إلى جانب الصفقة سيفتحان آفاقًا لحل دبلوماسي في الشمال وإعادة سكان إسرائيل إلى منازلهم. يجب أن يبدأ ذلك في أقرب وقت”.
وقال السفراء الثلاثة إن “إسرائيل وحماس يجب أن تتوصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قريبًا، حيث قد لا تكون هناك فرص أخرى”. وشدد السفير الأميركي على أنه “نحن بحاجة أيضًا إلى التوصل إلى حل دبلوماسي في الشمال (على الحدود مع لبنان)، إن الاجتماع الذي سيعقد غدًا مهم للغاية، فهو يحتاج إلى التوصل إلى حل”.
وأضاف “لا يوجد وقت نضيعه، والولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى التوصل إلى اتفاق الآن”؛ بدوره، اعتبر سفير ألمانيا لدى تل أبيب، أن هذا الأسبوع “قد يكون حاسمًا”.
وقال سيبرت في إشارة إلى المفاوضات التي ستستأنف بالدوحة: “أعيُن الملايين معلقة على محادثات الغد، والتي من شأنها أن تفتح إمكانية إيجاد حل سياسي للقتال في الشمال والسماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين بالعودة إلى ديارهم”. من جهته، أشار السفير البريطاني إلى أن بلاده “ترحّب بالجهود الرامية إلى تأمين اتفاق”.
وشدد والترز على أنه “لا يمكن أن يكون هناك مزيد من التأخير”. وأضاف: “15 أغسطس (آب الجاري) هو الوقت المناسب للتوصل إلى صفقة، نحث إيران على الامتناع عن الإضرار بالجهود وسيدفعون الثمن إذا أضرّوا بالعملية”.
“حماس لن تعيد التفاوض حول ما تم الاتفاق عليه”
وبينما لم يتضح بعد موقف حركة حماس من المشاركة في تلك المفاوضات، قالت هيئة البث العبرية إن مصر وقطر ستتولى إجراء الاتصالات مع الحركة الفلسطينية بشأن المفاوضات.
وأوضح مصدر مقرب من حماس تحدث لـ”فرانس برس” أنّ الحركة لن تعيد التفاوض حول ما تم الاتفاق عليه في وقت سابق. وقال إنّ الوفد “لن يغيّر في شيء مما سبق … على (الإسرائيليين) أن يحضروا للموافقة أو لا يأتوا على الإطلاق”.
وقال القيادي في حماس، سامي أبو زهري، إن الحركة “متمسكة بورقة الوسطاء التي قدمت إليها في 2 تموز/ يوليو والتي تستند إلى قرار مجلس الأمن وخطاب بايدن والحركة جاهزة للبدء فورا في البحث في آليات تنفيذها”، وأضاف “أما الذهاب لمفاوضات جديدة فهو يسمح للاحتلال بفرض شروط جديدة وتوظيف متاهة المفاوضات لارتكاب المزيد من المجازر”.
وفي حين ترى إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن أن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار لا يزال ممكنا، تطالب حركة حماس بخطة قابلة للتطبيق لتنفيذ مقترح قبلته بالفعل بدلا من المزيد من المحادثات؛ وذكر موقع “أكسيوس” أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أرجأ زيارة إلى الشرق الأوسط كان من المتوقع أن تبدأ يوم الثلاثاء.
المصدر: مواقع