لا تتوقفُ الحربُ ببيانٍ يشاركُ بالتوقيعِ عليهِ ساكنُ البيتِ الابيض، وانما بقرارٍ حاسمٍ منه يُسمعُه لربيبِه الاسرائيلي، بعيداً عن كلِّ هذا النفاقِ الممتدِ لاشهر، والذي اتى على عشراتِ آلافِ الشهداء الفلسطينيين، الذين قضَوا فوقَ البياناتِ الاميركيةِ المدججةِ بعبارةِ ضرورةِ وقفِ الحرب..
فبالتزامنِ مع البيانِ الذي تحدثَ عن ضرورةِ الوقفِ الفوريِ للحربِ على غزة، وصلت الاساطيلُ الاميركيةُ لحمايةِ بنيامين نتنياهو، وسبقَها كلُ انواعِ السلاحِ الاميركي بترسانةٍ تكفي الجيشَ الفاشيَ الذي يخوضُ حربَ ابادةٍ في غزة لاشهرٍ وسنوات..
دموعُ التماسيحِ هذه لم تعد تنتطلي على احد، ولن تُطفئَ النارَ التي اشعلَها بنيامين نتنياهو بالمنطقة، وقد تأتي على كلِّ شيءٍ بما فيها المصالحُ الاميركية. ولمصلحةِ الجميعِ ردعُ جموحِ الوحشِ الاسرائيلي، ووقفُ سيلِ الدمِ الفلسطيني الذي اغرقَ العالم ..
اما الثأرُ لدمِ الشهيدِ القائد اسماعيل هنية فواجبٌ على الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانية، بحَسَبِ قائدِ قوّةِ القدس في حرسِها الثوري العميد اسماعيل قاآني. فالحادثةُ المريرةُ وَقعت في حرمِ الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانية، كما قال في رسالته الى قائدِ حماس المنتخبِ يحيي السنوار، مضيفاً أن دماءَ هذا الشهيدِ العظيمِ ستجعلُ أثرَ العقوبةِ قاسياً على الكيانِ الصهيوني، بيدِ الجمهوريةِ الإسلامية..
وبعينِ الجمهورِ الصهيوني فانَ الافقَ مسدودٌ والواقعَ مُحْبِطٌ والانتظارَ ثقيل، بل اِنَ الذعرَ هو بعضُ الوصفِ لاسبوعٍ من انتظارِ الصواريخِ التي ستأتي من الشمالِ ومن اليمنِ وايران، بحسبِ الخبيرةِ الصهيونية دانا فايس، التي رأت أنَ كيانَها مطوّقٌ بحربِ استنزافٍ ويعاني واقعاً استراتيجياً صعباً..
والاصعبُ على هؤلاءِ عندما يشاهدون حكومتَهم تجتمعُ في مخبئها تحتَ الكريا، ليستخلصوا من هذا المشهدِ حراجةَ المرحلة..
اما الحَرَجُ في الشمالِ فعلى حالِه. ومع رعبِ الردِ الذي يُطبِقُ على المستوطنين هناك، تُذكّرُهم كلَ يومٍ اسرابُ المسيّراتِ الانقضاضيةِ وصلياتُ الصواريخِ المتعددةُ التي تطلقُها المقاومةُ الاسلاميةُ بانَ القِصاصَ آتٍ، ولن يُغيّرَ فيه تمادي العدوِ بطرقِ بوابةِ الجنوبِ صيدا، عبرَ غارةٍ من مُسيّرةٍ على سيارةٍ رباعيةِ الدفع شرقَ المدينة..
المصدر: قناة المنار