تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة9-8-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
أميركا تعود إلى «الخداع البنّاء»: ثلاثة مسارات لحماية العدو
تكثّف الولايات المتحدة جهودها في محاولة «إنقاذ» إسرائيل من المأزق الذي وجدت نفسها في ظلّه هدفاً لهجمات عنيفة محتملة، من قبل إيران و«حزب الله» و«أنصار الله»، وقوى أخرى في محور المقاومة. وتشتغل واشنطن، في هذا الإطار، على مسارات ثلاثة: الأول؛ محاولة الدفع باتصالات صفقة التبادل المصحوبة بالهدنة المؤقتة، على أنها جزء من مسار إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسحب الذريعة من قوى المقاومة وإيران بخصوص ردّها على الاغتيالات، والإيحاء بأن الردود – في حال وقعت – ستتسبّب بتعطيل هذا المسار وحرمان غزة من فرصة وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب ومعاناة المدنيين. والثاني؛ تكثيف الاتصالات الدبلوماسية مع إيران وقوى المقاومة، عبر أطراف وسيطة، واعتماد كثير من الترهيب وقليل من الترغيب، ومحاولة إقناع تلك القوى بعدم الردّ على اعتداءات العدو، أو الاكتفاء بردود رمزية ومحدودة. والثالث؛ حشد تحالف عسكري يضمّ إسرائيل وحلفاء غربيين و«شركاء» في المنطقة من الدول العربية وغيرها، ووضع خطط للتعامل مع هجمات مكثفة من قبل إيران وقوى المقاومة، تقوم في أساسها على جهود الكشف والاعتراض، مبدئياً، مع استعداد – ولو نظرياً – لتحوّل المهمة إلى الإحباط المبكر والمسبق، ما يعني تنفيذ هجمات ضدّ أحد أطراف محور المقاومة أو حتى إيران، مع استبعاد مهاجمة الأخيرة في المدى المنظور.وفي السياق الأول، ومع احتمالية توسع الحرب نحو مواجهة إقليمية، وربطاً بالردود المرتقبة من إيران واليمن و«حزب الله»، وتحت ضغط التوتر القائم، يبدو أن الأطراف المعنية بالوساطة، أي الولايات المتحدة ومصر وقطر، قد وجدت أنه يمكن إيجاد «مخرج» من خلال المسارعة إلى إنجاز صفقة تقود إلى وقف لإطلاق النار، ما يفتح الباب أمام محاولة إقناع محور المقاومة بعدم الردّ، وإفساح المجال أمام محاولة أخيرة للتوصّل إلى حلّ يفضي إلى وقف الحرب. والواضح، ربطاً بمعطيات الأيام القليلة الماضية، أن الجانب الأميركي سمع كلاماً من قطر بأنها لم تعد قادرة على ممارسة أي نوع من الضغوط على «حماس»، بعد اغتيال إسرائيل، رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، في طهران. كما كرّر المصريون الموقف نفسه في ضوء انتخاب يحيى السنوار رئيساً للحركة، وإبلاغ إسرائيل، مصر، رفضها التخلّي عن معبر رفح الحدودي. وتقوم «المبادرة الجديدة»، الأميركية – المصرية – القطرية، على قناعة باتت راسخة لدى جميع الأطراف، بأن وقف الحرب في غزة، هو مدخل إلزامي لوقف التوتر واحتواء احتمال توسّع الحرب في المنطقة. كما أنها تستبطن محاولة «استرضاء» لقوى محور المقاومة، وطلب فرصة لوقف الحرب، واعتبار ذلك ثمناً مناسباً بدلاً من الرد على اغتيال القائدين الشهيدين، إسماعيل هنية وفؤاد شكر. وأصدرت الدول الثلاث الوسيطة، بياناً مشتركاً أمس، اعتبرت فيه أنه «حان الوقت لوضع حدّ وبصورة فورية للمعاناة المستمرّة لسكان قطاع غزة وللرهائن وعائلاتهم وللانتهاء من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمحتجزين». وقالت: «لقد سعينا لأشهر للتوصّل إلى اتفاق، وهو الآن على الطاولة ولا ينقصه سوى تفاصيل التنفيذ ويجب عدم إضاعة مزيد من الوقت، وألا تكون هناك أعذار من أي طرف لمزيد من التأجيل». وأضافت: «نحن كوسطاء مستعدّون إذا اقتضت الضرورة لطرح مقترح نهائي لتسوية الأمور المتعلّقة بالتنفيذ». وأشار البيان الى دعوة الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، إلى «استئناف المحادثات في 15 آب/ أغسطس في الدوحة أو القاهرة لسدّ الثغرات المتبقية»، متابعاً أن «الاتفاق يستند إلى المبادئ التي طرحها بايدن في 31 أيار/ مايو ودعمها قرار مجلس الأمن 2735».
تقوم «المبادرة الجديدة» على قناعة بأن وقف الحرب في غزة مدخل إلزامي لمنع توسّع الحرب
وفي سياق الاتصالات الدبلوماسية والرسائل السياسية، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن حذّرت طهران من أنها «قد تتعرّض لضربة مدمّرة إذا شنّت هجوماً كبيراً على إسرائيل». وأضاف المسؤول الأميركي أن «رسالتنا إلى طهران لم تتضمّن تهديداً بتنفيذ ضربة أميركية ضد أهداف في إيران، وإنما عواقب على اقتصادها واستقرار حكومتها». وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية بعثت برسالة إلى إيران بأن «هناك خطراً بحدوث تصعيد إذا شنّت هجوماً انتقامياً كبيراً»، رداً على اغتيال هنية في طهران. ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن «وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يخفّف التوترات في المنطقة بشكل كبير». ولفتت إلى أن «واشنطن تركّز على محاولة إقناع جميع الأطراف في المنطقة بعدم اتخاذ مزيد من الخطوات لتصعيد الصراع». ونبّهت، هي الأخرى، إلى أن «تصعيد الصراع قد يؤدّي إلى الإضرار بالاقتصاد الإيراني»، مؤكدة «مواصلة الضغط على إيران عبر تحرّكات دبلوماسية في المنطقة من أجل خفض التصعيد».
ومن الواضح أن الأميركيين يهدّدون بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران، في حال نفّذت الجمهورية الإسلامية وعيدها بالردّ على اغتيال هنيّة. وهذا الموقف يحمل رسائل مزدوجة، منها ما هو موجّه إلى الرئيس مسعود بزشكيان، حول «ثمن» أي هجوم على إسرائيل، على صعيد اقتصاد إيران و«استقرار حكومتها»، بحسب التعبير الأميركي، وأخرى موجّهة إلى بنيامين نتنياهو وحكومته، بأن واشنطن لا تفكّر حالياً في الانخراط في حرب إقليمية، حتى لو شنّت إيران هجوماً كبيراً على الكيان، وأن سقف ما يجب على الإسرائيليين توقّعه من الأميركيين، هو جهود الدفاع عبر الكشف والاعتراض، والدعم السياسي والدولي، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية على طهران.
أما على صعيد حشد التحالف العسكري، فيجري «البنتاغون» اتصالات مع دول المنطقة، من الأردن ومصر ودول الخليج وصولاً إلى قبرص، للمشاركة في ما يسمّيه «التحالف الدفاعي»، دفاعاً عن إسرائيل في حال تعرّضها لهجوم من إيران بشكل خاص. وفي هذا السياق، أجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اتصالاً بنظيره المصري عبد المجيد صقر، «بحثا فيه آخر التطورات في المنطقة». وقال بيان صادر عن الأول إن «الجانبين أكّدا التزامهما المشترك بالاستقرار الإقليمي وخفض التصعيد»، في حين قالت «القيادة الأميركية الوسطى» إن طائرات مقاتلة من طراز «إف-22»، وصلت إلى المنطقة «كجزء من التعزيزات العسكرية الأميركية لمواجهة تهديدات إيران ووكلائها لإسرائيل». وفي السياق نفسه، زار قائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل، للمرة الثانية خلال أسبوع، بهدف «تعزيز التنسيق تحسّباً لهجوم محتمل من قبل حزب الله وإيران»، فيما عُقد اجتماع لـ«الكابينت» الإسرائيلي، مساء أمس، في غرفة عمليات قيادة الأركان تحت الأرض بشكل استثنائي، بحضور الجنرال الأميركي. وهو المشهد نفسه الذي ظهر عشية الردّ الإيراني على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، في نيسان/ أبريل الفائت.
قبرص ترضخ لأميركا: الجزيرة منصّة اعتراض ضد إيران وحزب الله: عتاد عسكري أميركي «غير مسبوق» وجسر جوي بين لارنكا وبافوس وتل أبيب
ابراهيم الأمين
تنشط الولايات المتحدة لتوسيع التحالف العسكري المكلّف بحماية الكيان من ردود محور المقاومة. وتجاوز النشاط حشد القطع العسكرية، إلى خلق وقائع ميدانية تجعل من بعض دول المنطقة، ولا سيما الأردن وقبرص واليونان، «منصات اعتراض لتهديدات إيران وجماعاتها ضد إسرائيل».
البارز في الحراك الأردني رغبة الملك عبدالله الثاني في عدم الظهور بصورة المدافع عن إسرائيل، خصوصاً أن الردود المرتقبة ضد العدو ليست عمليات تتعلق بـ«حرب بين أطراف خارجية»، كما عندما ردّت إيران على قصف العدو لقنصليتها في دمشق، إذ برّر أركان النظام موقفهم يومها بأنه لمنع توريط الأردن في صراع بين إيران وإسرائيل. لكنّ عمان، رغم أنها لا تقف كثيراً على خاطر شعبها ولا تهتم لغضب الشارع الفلسطيني، تواجه اليوم بعض الإحراج، إذ إن ما يطلبه الأميركيون منها هو توفير مظلة الحماية نفسها التي وفّرتها في ليلة المُسيّرات في 13 نيسان الماضي، فيما الأمر يتعلق اليوم بردّ على اغتيال قائد فلسطيني بارز هو الشهيد إسماعيل هنية، وعلى عدوان استهدف منشآت مدنية في اليمن، علماً أن الأردن لا يعتبر نفسه معنياً بردّ حزب الله، كونه ليس مضطراً لاستخدام الأجواء الأردنية.
كل ما قامت به حكومة الملك عبدالله هو تكرار معزوفة السيادة الوطنية وعدم السماح لأي خرق لأجوائها، مع إضافة بأنها لن تكون جزءاً من أي تحالف، مصحوبة برسائل مكثّفة إلى محور المقاومة، مفادها أن القواعد الغربية في الأردن تتصرف وفق آليات لا تقف بالضرورة عند موقف الحكومة، وأن عمان لم تكن مرتاحة إلى إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيسان الماضي عن وجود قاعدة عسكرية لسلاح الجو الفرنسي في الأردن، لعبت دوراً في التصدي للمُسيّرات والصواريخ الإيرانية.
لكنّ أحداً لا يصدق كل التبريرات الأردنية، ويُنظَر إلى دور عمان كشريك في العدوان مع إسرائيل والولايات المتحدة، تماماً كما هو دور قبرص في هذه المواجهة. ففيما حاولت حكومة الجزيرة تقديم صورة مختلفة لموقعها من الصراع، في ضوء التحذير الذي وجّهه إليها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حزيران الماضي، ينشط المسؤولون البارزون في الجزيرة، هذه الأيام لتبرير ما يجري على أراضيها من تحركات واستعدادات. وهنا أيضاً، ما من أحد يصدّق التبريرات التي يقدّمها المسؤولون القبارصة عبر وسائل مختلفة، إذ ثمة قناعة بأن حكومة الجزيرة انتقلت فعلياً إلى موقع الشراكة في العدوان مع الأميركيين والإسرائيليين والبريطانيين في حربهم المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني وقوى محور المقاومة.
ووصل إلى قبرص في الأيام القليلة الماضية وفد عسكري أميركي كبير، عقد اجتماعات عاجلة مع المسؤولين في وزارة الدفاع القبرصية وفي جهاز الاستخبارات. ورافقت الوفد قوة لوجستية وعسكرية وأمنية حملت معها كمية كبيرة من المعدات والأسلحة ومنظومات الدفاع الجوي الحديثة، إضافة إلى مروحيات تمّ نقلها على عجل. ونُقل عن مسؤولين قبارصة أنه لم يسبق لهم أن شاهدوا مثل هذه الكميات والأنواع من الأسلحة. وأقروا بأن الأميركيين أبلغوهم بأن الغرض منها يتعلق بالتوتر القائم في المنطقة، وبأن الجزيرة ستكون إحدى منصات الاعتراض ضد هجمات متوقعة من إيران واليمن وحزب الله. كذلك أقرّ المسؤولون القبارصة بأن البريطانيين عزّزوا قواعدهم في الجزيرة، ونقلوا إليها خبراء ومعدات تتعلق بمنظومات الدفاع الجوي. كما تواصل الجانب الألماني مع السلطات القبرصية لإرسال قوات تعمل في البحر، قالت برلين إنها ستكون معنية بالمساعدة في عمليات الإجلاء في حال نشوب حرب واسعة.
لكن ما زاد في إرباك السلطات القبرصية هو مبادرة الجانب الأميركي إلى طلب المباشرة في إجراء مناورات مشتركة مع القوات الأميركية على أرض الجزيرة وفي بحرها. ومردّ الإرباك أن أي مناورات لا تتم بصورة مفاجئة، بل تحتاج إلى وضع برنامج يُعدّ قبل سنة على الأقل، وليس قبل 48 ساعة.
وحرص مسؤولون قبارصة على التواصل مع جهات لديها علاقات مع قوى ودول محور المقاومة، وخصوصاً مع حزب الله، لإيصال رسالة مفادها أن ما يجري «يتم خلافاً لإرادتهم، وأنهم لا يريدون توريط بلادهم في أي حرب»، وأعربوا عن خشيتهم من أن تصبح الجزيرة مسرحاً لمواجهة مع إيران وحزب الله وحتى مع «أنصار الله».
غير أن هذه الرسائل لا تغيّر شيئاً في ظل زيادة وتيرة التنسيق المباشر بين سلطات الجزيرة وكيان الاحتلال، بعد موافقة قبرص على فتح الأجواء أمام الطيران المدني الإسرائيلي لنقل عشرات الألوف من المسافرين إلى العالم عبر الجزيرة، بذريعة أن شركات طيران عالمية أوقفت رحلاتها إلى تل أبيب، وأن شركة «العال» الإسرائيلية وشركات طيران خاصة، تسيّر رحلات إلى قبرص كمحطة ترانزيت يستخدمها المسافرون في طريقهم إلى وجهاتهم النهائية. وفي هذا السياق، زاد عدد الرحلات بين مطارات كيان الاحتلال ومطاري لارنكا وبافوس إلى نحو عشرين رحلة يومياً، علماً أن بعض القادمين على متن هذه الرحلات لا يغادرون الجزيرة، بل ينتقلون للإقامة في تجمعات سكنية، وبعضهم نقل أعماله إلى الجزيرة، وأسّس شركات فيها، علماً أن الإسرائيليين سبق أن أسّسوا خلال الأشهر العشرة الماضية قاعدة أعمال في الجزيرة، واستأجروا عدداً كبيراً من العقارات للسكن والعمل، قبل أن يعمدوا أخيراً إلى شراء منازل ومكاتب للشركات، وتضاعف عدد الإسرائيليين في الجزيرة عدة مرات.
وإلى الحضور المدني، يؤكد سكان الجزيرة، خصوصاً في بافوس، أنه «صارت هناك تجمعات خاصة لليهود»، حيث لا يخالطون أحداً، وقد عقدوا تفاهمات مع السلطات المحلية لاعتماد مرجعية إسرائيلية لمعالجة أي مشاكل مع السكان المحليين أو الشرطة. ولا ينفي مسؤولون في الجزيرة احتمال وجود أمنيين وعسكريين بين هؤلاء.
اليونان مسرحاً لتدريبات سلاح الجو الإسرائيلي والأردن لا يجد مبرراً لتكرار فعلته «ليلة المُسيّرات»
وتلقّت السلطات القبرصية أخيراً طلباً رسمياً من وزارة النقل الإسرائيلية برفع مستوى التعاون والتنسيق بين الجانبين، وعرضاً لإقامة منصة مشتركة في مطار لارنكا لإدارة عمليات إخلاء طارئة في حالة الحرب. وفيما لم تقدّم الحكومة القبرصية جواباً رسمياً بعد، قال المتحدث باسم الحكومة كونستنتينوس ليتيمبيوتيس الإثنين الماضي إن تصريحات وزارة النقل الإسرائيلية لا تتعلق بنقل مواطني إسرائيل إلى قبرص، بل بنقلهم إلى بلادهم.
وكانت تل أبيب أعلنت رسمياً في نيسان الماضي، أن سلاح الجو الإسرائيلي «أجرى مناورات جوية في الأجواء القبرصية مع نظيره القبرصي يحاكي هجوماً إسرائيلياً على إيران». وأفادت القناة الـ12 يومها بأن «المناورات جاءت في إطار الاستعدادات للردّ على هجوم إيراني محتمل».
الاستعدادات الحربية الأميركية لا تقتصر على قبرص، إذ يجري الحديث عن تدريبات قام بها سابقاً سلاح الجو الإسرائيلي ويقوم بها حالياً في اليونان. ويبرر العدو الحاجة إلى أراضي اليونان كونها «جبلية وتضم العديد من الجزر، وتُعد تضاريسها مثالية للتدريب على الهجوم على إيران».
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمر بنشر طائرات مقاتلة إضافية للدفاع عن إسرائيل. وأعلن أن حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» ستحل محل «يو إس إس ثيودور روزفلت» في المنطقة. كما توجّهت 12 مقاتلة من طراز F / A-18 وطائرة استطلاع من طراز E-2D Hawkeye من خليج عُمان إلى قواعد عسكرية في الشرق الأوسط (الأردن وقبرص واليونان). ويجري الحديث عن نشر طائرات تابعة لسلاح البحرية على الأرض، بانتظار وصول طائرات F-22 من محطتها الرئيسية في ألاسكا.
لا سيناريو أميركياً واضحٌ عن «اليوم التالي» للضربات المتبادلة
اللقاءات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية الغربية في لبنان لبحث مستقبل الوضع اللبناني في ظل التهديدات الإسرائيلية تفضي إلى نتيجة واحدة: ثمة قراءة موحّدة حول مستوى الخطر الذي يواجه لبنان، وحول رفع مستوى التأهب الغربي، لكن من دون التوصل إلى احتمالات واقعية حيال ما سينتج عن هذه التطورات.هذا الكلام في اللقاءات اللبنانية – الغربية، يستكمل ما يقال أميركياً، بأن لا سيناريو واضحٌ حول اليوم التالي لرد حزب الله والرد الإيراني على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وهو ما تتفق على توصيفه دوائر أميركية، عسكرية وسياسية، وعلى عدم وجود خريطة واضحة لما قد يحصل، ليس في لبنان فحسب، إنما في المنطقة كلها.
ثمة أسئلة تراوح بين الحدود الدنيا والقصوى للاحتمالات المطروحة، بدءاً من السؤال الأول حول حقيقة ما تريده واشنطن، وهل تسعى من وراء حجم الضغط الذي تمارسه إلى تقزيم الدور الإيراني وتقليص نفوذه فحسب، أم المسّ بالنظام الإيراني؟ الثابت حتى الآن أن الخيار الأول أكثر واقعية، بدليل الاتصالات القائمة، وتحديد واشنطن ثوابت لا تقبل التراجع عنها في إطار ترتيب الوضع الإقليمي، تتعلق بدور إيران في دول المنطقة. لكن وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، عسكرياً وسياسياً في الرد على أي ضربة إيرانية، يزيد من عوامل الترقب لبلورة رؤية الولايات المتحدة للمنطقة في حال توسّعت الحرب، بما يشمل كل الساحات التي تعمل فيها إيران، ويثير أسئلة عن إمكان تبدل النظرة الأميركية إلى واقع النظام الإيراني من دون المس به، بعد التغيّرات التي شهدها عقب انتخاب الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، ولكنها بـ «تشذيبه» عبر فرض خطوط حمر على حلفائه. والسؤال الأكثر حساسية وقلقاً: كيف ستتصرف الولايات المتحدة مع أي ضربة متوقّعة؟ وإذا كانت في المرة الأولى، في نيسان الفائت، حشدت حلفاء لها ولإسرائيل خلف الرد الإسرائيلي في وجه الضربة الإيرانية وجعلت إيران تنكفئ قليلاً، فكيف الحال اليوم، مع السؤال الاستطرادي الناتج عن نقاشات أميركية: هل يشمل رد الولايات المتحدة أو أي حلفاء لها للدفاع عن إسرائيل رد حزب الله على عملية اغتيال شكر؟ وهنا ينتقل لبنان والمنطقة إلى مستوى مختلف من الصراع.
السؤال الثاني: كيف سيتبلور دور روسيا بعد حركتها تجاه إيران، ليس بوقوفها إلى جانب طهران، إنما في النصائح التي يمكن أن تعطيها في إطار تخفيف الأثقال والأضرار التي قد تنجم عن تحول سريع في الوضع في المنطقة وتضرر إيران والدول المجاورة منه؟ والدور الروسي، كما هو واضح، لا ينحصر في تقديم الدعم وهو محدود في نظر الغرب، إنما في إعطاء نظرة أشمل، من جانب حليف لإيران، عن كيفية إدارة الصراع في المنطقة، بما لا يؤدي إلى خطوات ناقصة تشعل فتيل التفجير الواسع. والنصائح الروسية تأخذ في الاعتبار الصورة الأشمل من واشنطن إلى تل أبيب، واستطراداً التعامل بجدية مع المحاذير المطروحة والضغط الإسرائيلي لنقل المعركة من مرتبة إلى أخرى.
ترقب لكيفية «دوزنة» الرد واحتساب كل ما يستتبعه لأن إيران كذلك لا تملك سيناريو اليوم التالي
السؤال الثالث يتعلق بمصلحة إيران أولاً وحزب الله ثانياً في التعامل مع التطور العسكري عبر الموازنة بين صدقية وعودهما بالرد، وعدم التماهي مع الرغبة الإسرائيلية في الانجرار إلى حرب واسعة في ظل الحشد الغربي الحالي، وما بينهما درس دقيق لموازين الربح والخسارة مع تأمين خلفية إقليمية غير معادية وقت اندلاع المواجهة، ولا سيما في الدول المجاورة لإسرائيل، ما يجعل الترقب قائماً لكيفية «دوزنة» الرد مع احتساب كل ما يستتبعه، لأن إيران كذلك لا تملك سيناريو اليوم التالي، ولا سيما أن عامل الثقة بأن واشنطن وإن كانت لا تريد «إعلامياً» الحرب الواسعة، لكنها حتى الآن تغطي مفاعيلها المرتقبة من دون تمييز بين ديمقراطيين وجمهوريين.
في هذه الصورة، يبقى الحديث الأميركي والأوروبي كذلك، عن الأخطاء التي يمكن أن تشعل حرباً بغضّ النظر عن أي توازنات وتحركات مدروسة للجم توسّع الحرب، لأن أي رد عسكري، من أي جانب، يحمل في طياته مفاتيح فشل أو نجاح، وثغرات يمكن أن تتحول في لحظة إلى أخطاء قاتلة. وهنا يكمن القلق من تدحرج الضربات المتبادلة في شكل دراماتيكي من دون أن تنجح أي دولة فاعلة في لجمها.
الصواريخ غير المنفجرة مصدراً للعبوات: المقاومة تصنّع السلاح… في عزّ الحرب
غزة | تقصّد «الإعلام العسكري» التابع لـ»كتائب القسّام» الإشارة إلى أن العبوة المضادّة للأفراد، المستخدمة في كمين «الفراحين 2» الذي نُشرت مشاهد منه، أول من أمس، هي من صنع مقاومي «لواء خانيونس». وأشار مصدر في «القسّام» إلى أن العبوة التي تحمل اسم «سجّيل»، صُنعت من مخلفات القنابل الإسرائيلية التي لم تنفجر، وتحتوي على 750 شظية، علماً أن تلك هي المرة الثالثة التي تنشر فيها المقاومة خلال الحرب المستمرة على القطاع معلومات تؤكد استمرار مسار تصنيع السلاح والعبوات الناسفة. وفي المرتين السابقتين، أظهرت مشاهد لـ»القسام» تصنيع المقاومين عدداً كبيراً من عبوات «العمل الفدائي». كما نشر «الإعلام الحربي» التابع لـ»سرايا القدس» مشاهد مماثلة، تضمّنت تصنيع عبوات من نوع «ثاقب».العبوة المستخدمة في الكمين الذي تسبّب بمقتل وإصابة نحو 5 جنود إسرائيليين، زُرعت في منطقة متطرّفة أعلنها جيش العدو منطقة عازلة، وبدأ منذ أربعة أشهر التعاطي معها على أنها آمنة لجنوده. على أن المقاومة قدّمت في المشاهد التي عرضتها ملخّصاً لشاكلة من الصراع لا يمكن أن تتأثّر بطول مدة الحرب. فماذا في كمين الفراحين؟ يقوم الكمين النوعي على ثلاثة عناصر، الأول هو القائد الذي يخطّط له جيداً ويتوقّع خطوة العدوّ التالية، والثاني هو المقاتل الذي لديه ما يكفي من الجرأة للتقدم إلى أكثر المناطق خطورة لزرع عبوة ناسفة، والثالث هو الأداة المستخدمة، وتلك لم تكن سوى عبوة شديدة البساطة، مصنوعة كما يبدو من هياكل معدنية لمعلبات طعام فارغة، ومواد متفجرة، حصل عليها المقاومون من قنبلة إسرائيلية لم تنفجر، وكميات كبيرة من الشظايا المعدنية. وهكذا، تريد المقاومة أن تقول إن العناصر التي يحتاج إليها استمرار العمل المقاوم في القطاع لا يمكن أن تنفد مع تقادم مدة الحرب، وإن الرهان على وصولها إلى مرحلة النضوب اللوجستي دونه قدر هائل من الديناميكية والخبرة في الاستفادة من أقل الإمكانات المتاحة، في تنفيذ عمليات جريئة ومؤلمة على صعيد الخسائر البشرية.
عبوة كمين «الفراحين 2» من صنع مقاومي «لواء خانيونس»
والجدير بالذكر، هنا، أن الإحصائيات التي نشرها الإعلام الإسرائيلي أفادت بأنه منذ بداية الحرب، قُصفت غزة بنحو 100 ألف طن من المتفجرات، 5% من مجموع تلك الذخائر لم تنفجر، ما يعني أن خمسة آلاف طن من المواد المتفجرة لا تزال موجودة في القطاع، وقد وصل جزء كبير منها إلى أيادي المقاومين. وإذا كانت صناعة عبوة أفراد أو قذيفة «الياسين 105» أو عبوة «العمل الفدائي»، لا تحتاج إلى أكثر من 5 كيلوغرامات من المواد المتفجرة، فإن السيطرة على صاروخ واحد زنة 500 كيلوغرام، تكفي لإنتاج 100 قذيفة أو عبوة ناسفة، هذا إذا كانت مخازن المقاومة التي استمر تزويدها بالأسلحة لنحو 15 عاماً من العمل الدؤوب نفد ما فيها من سلاح أصلاً.
اللواء:
تصاعد الهجمات والضربات.. وانتظار ثقيل في المنطقة
لبنان يؤكد للسفراء تمسُّكه بالقرار 1701.. واتصالات لتطويق الحساسيات في الجبل
بين جبهة النار المتصاعدة، والمكثفة أحياناً في الجنوب وامتداداته الميدانية إلى ما وراء النهر وصولاً الى البقاع، فضلاً عن امتداد الحرب والذعر الى ما وراء مستوطنات الشمال الاسرائيلي البعيدة عن الشريط الحدودي مع لبنان، والحركة الدبلوماسية اللبنانية وسواها الرامية إلى التأثير سلباً لمنع الحرب المتوسعة أو لمتوحشة، لاحظ سياح مغادرون ولبنانيون لم يتمكنوا من تعديل مواعيد سفرهم لجهة تقريبها خوفاً من «الردّ والرد على الرد المتبادلين بين حزب الله واسرائيل»، ان اللبنانيين يعيشون حياة عادية على الرغم من ثقل الانتظار والمخاوف من ردود صاعقة، تأتي على الأخضر واليابس اكثر مما أتت.
وحسب موقع «Euro News» فإنه في بيروت تفتح المحلات التجارية ابوابها وتشهد حركة المرور ازدحاماً شديداً.. ووصف الموقع هذه المشاهد «بالسريالية» في منطقة تتأرجح على حافة حرب شاملة. والشوارع تعج بالحركة امتدادا الى الضاحية الجنوبية لبيروت.
رسمياً، عقد الرئيس نجيب ميقاتي، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب اجتماعاً في السراي امس مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهم سفراء كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا، وممثلي الدول الاعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سوريا وكوريا الجنوبية.
وخلال الاجتماع، شرح الرئيس ميقاتي والوزير بوحبيب ثوابت الموقف اللبناني في ما يتعلق بالاعتداءات الاسرائيلية، وأولوية الالتزام بالقرارات الدولية لاسيما القرار 1701.
وفي اطار الجهوزية لمواجهة الاوضاع الصعبة في حال تردي الاوضاع الامنية والعسكرية، التقى ميقاتي وفدا من نقابة «مستوردي الغذائية»، اذ شدّد النقيب هاني البحصلي على عدم اغلاق المرفأ، او حصول حظر على الحركة اللوجستية وحالياً لا مشكلة بالنسبة للتموين.
المعارضة ضد الحرب
وفي اطار اظهار المواقف، ابلغ وفد من نواب المعارضة المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت انهم يرفضون ادخال لبنان بالحرب الدائرة، مؤكدين التمسك بالقرار 1701 على جانبي الحدود، واستمع الوفد الذي ضم النواب: مارك ضو، غسان حاصباني، اشرف ريفي، جورج عقيص وأديب عبد المسيح الى الجهود الدبلوماسية الجارية لخفض التصعيد.
وفي السياق، اشار النائب فواد مخزومي الى انه: لا يرى ما يراه السيد نصر الله من هذه الحرب، ولا يمكننا ان نخاطر ونأخذ لبنان الى حرب «خسرانة خسرانة».
وفي حوار مع الـ «L.B.C» ليلاً قال مخزومي: نحن ككتلة مستعدون لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن هناك طرف رافض لبناء دولة.
توعد اسرائيلي
وفي التهديدات اليومية المعادية، توعد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت اللبنانيين بحرب مدمرة، اذا ما استمر حزب الله باطلاق الصواريخ.
اتصالات لاحتواء الحساسيات
وفي سياق احتواء ما كشف عبر مواقع التواصل والفيديوات بين نازحين من الجنوب وأشخاص من قرى درزية إلتجأ اليها هؤلاء، جرت اتصالات عاجلة لمعالجة الموقف، واحتواء الحساسات، منعاً لتفاقمها.
وكانت انتشرت على المواقع ان بلدية دير قوبل ألغت عقد ايجار لإمرأة جنوبية وعائلتها وطالبتها بمغادرة البلدة، وكذلك انتشر فيديو عن اخراج امرأة واولادها من بلدة غريفة من قبل شبان.
ولاقت هذه الفيديوات ردود فعل مختلفة لدى المتابعين، وأقرباء السيدتين، وناشطين جنوبيين.
وكان رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السباق وئام وهاب دعا الدروز الى الاقتداء بسلطان باشا الاطرش، الذي استضاف أدهم خنجر (الثائر الجنوبي ضد الفرنسيين)، مؤكدا ان بيوت الدروز في الجبل مفتوحة لأهل الجنوب
الوضع الميداني
ميدانياً، عدا عن استهدافات مدفعية العدو بلدتي عيتا الشعب ورميش، وصولاً الى عيترون ويارين والجبين، قصفت المقاومة الاسلامية تجمعا لجنود العدو في موقع المرج بمسيَّرة انقضاضية، أصيب إصابة مباشرة، كما استهدفت موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.
وليلاً، استهدف حزب الله ثكنة راميم بالاسلحة الصاروخية.
واستهدف حزب الله منصات القبة الحديدية ومرابض مدفعية العدو وانتشار آلياته في خربة منوت في الجليل الاعلى.
البناء:
مناورة أميركية في الربع الأخير من الساعة لإجهاض ردّ إيران وقوى المقاومة
إعلان أميركي مصري قطري عن مشروع للتفاوض بعد أسبوع لإنجاز اتفاق غزة
محور المقاومة ملتزم بما تقرّره المقاومة الفلسطينية حول أيّ مفاوضات أو اتفاق
كتب المحرر السياسي
بعدما فشلت كلّ التهديدات الأميركية بدفع إيران وقوى المقاومة الى التراجع عن قرار الردّ الموجع والمناسب على الاعتداءات والجرائم التي ارتكبها كيان الاحتلال، ووصلت مناورات إرسال الوسطاء للنصح بخطورة الذهاب الى المواجهة مع الكيان ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو، ومنحه حرباً يريد توريط واشنطن بخوضها معه، بينما واشنطن تحشد كلّ ما عندها من سلاح وجيوش لإسناده وهي تتحدّث عن التوريط، ظهر فجأة بيان أميركي مصري قطري، يعلن عن إنجاز مسودة اتفاق حول غزة قال انه لا ينقصها إلا بعض تفاصيل التنفيذ داعياً الطرفين الفلسطيني و”الإسرائيلي” الى مفاوضات بعد أسبوع في 15 آب الحالي للبحث عن كيفية التفاهم حولها.
المصادر المتابعة للموقف في المنطقة وما يدور حول اتفاق غزة، قالت إنّ التوقيع المصري والقطري على البيان لا ينفي أنه بيان أميركي، وإنّ ما نحن أمامه هو مبادرة أميركية، وتساءلت هل هي مبادرة أم مناورة، وأجابت أنّ مجيئها في ربع الساعة الأخير عشية التداول بمواعيد مفترضة لبدء الردّ المتوقع من إيران وقوى المقاومة من جهة، وتحديد موعد أول للتفاوض بعد أسبوع من جهة ثانية، ما يؤكد انّ الهدف هو شراء الوقت وإجهاض الردّ، فمن يستشعر خطورة الموقف لا يتحدث عن مفاوضات بعد أسبوع بل يدعو غداً لمفاوضات مستمرة ليومين يعلن بعدها الوسطاء سحب يدهم وتحميل المعرقل مسؤولية الفشل، ومن هو الذي يحدّد سقفاً زمنياً للتفاوض، الذي يبدأ بعد اسبوع كما هي المفاوضات مستمرة منذ عشرة شهور وقد تستمر عشرة أخرى.
تؤكد المصادر المتابعة أنّ إيران وقوى المقاومة لم تربط يوماً بين الردّ ومسار التفاوض حول غزة، الذي بقي مرتبطاً بدور جبهات الإسناد والاستعداد لوقفها فور التوصل إلى اتفاق، وموقف إيران وقوى المقاومة كان ولا يزال أنّ الجهة الوحيدة المعنية بالتفاوض وإعلان التوصل الى اتفاق هي المقاومة في غزة، ومحور المقاومة يقف وراءها في أيّ موقف تراه محققاً مطالبها، ويفترض بأصحاب البيان إنْ كانوا جادين بالتوصل إلى اتفاق أن يعرضوا مسودّتهم على المقاومة ويسمعوا موقفها، وقد سبق للمقاومة أن أعلنت قبول عرض مشابه ورفضه نتنياهو وماذا كانت النتيجة سوى الصمت، وما الذي سوف يختلف الآن، ونتنياهو يشعر بأنه شن عدواناً كبيراً على عاصمتين ولم يلق عقاباً ولا رداً بل جاءت القوات الأميركية لتكون في خدمته، فإما سوف يجري تفصيل اتفاق على مقاسه وتحميل المقاومة مسؤولية الفشل واما سوف يعيد الكرة ويعيد الوسطاء الكرة بالصمت، ولا يكون من نتيجة إلا شراء الوقت لنتنياهو وإجهاض ردّ إيران وقوى المقاومة أو تأخيره، وما هو السبب الذي يجب أن يدفع أحد لتصديق انّ واشنطن سوف تضغط على نتنياهو وقيادة الكيان لقبول اتفاق يلبي شروط المقاومة وقد سبق ورفضها ولم يقل أحد كلمة واحدة إنّ الكرة في مرماه، بل طالما قيل للمقاومة إنّ الكرة في ملعبها، وإنّ هناك عرضاً “إسرائيلياً” سخياً عليها قبوله، ولم يكن المعروض إلا ما يناسب شروط الاحتلال.
لليوم التاسع على التوالي يعيش الكيان الصهيوني ثقل انتظار رد حزب الله وإيران ومحور المقاومة على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية وطهران بموازاة استمرار الرسائل الأميركية الى طهران وبيروت تعرض على حزب الله وإيران عدم الردّ أو تخفيف حجمه مقابل تسريع المفاوضات للتوصل الى وقف لإطلاق النار مقابل تحذيرات غربية ودولية وصلت إلى «تل ابيب» تحذر من مخاطر كارثية لأي حرب تندلع على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
وكشف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال حديث مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه «إذا اندلعت حرب عند الخط الأزرق بين لبنان و»إسرائيل» ستكون نتائجها مدمّرة».
وفيما حاولت وسائل إعلام عربية ومحلية تدور في الفلك الأميركي الإسرائيلي تصوير أن هناك تقدماً في المفاوضات الأميركية – الإيرانية سيجمّد الرد، اكدت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ»البناء» أن الرد سيحصل ولن يتأثر بأي مفاوضات او رسائل تهديد وضغوط على محور المقاومة، موضحة ان التأخير في الرد لا علاقة له بالمفاوضات اكانت تحصل ام لا بل لأسباب تكتيكية تتعلق بالميدان وبانتظار فرصة صيد ثمين يؤلم العدو ويشكل معادلة ردع جديدة. مؤكدة أن القرار اتخذ بالردّ والأمر مرهون بالميدان ومتروك للايام والليالي، كما قال السيد حسن نصرالله. كما شددت المصادر على أن المقاومة استعدت لرد إسرائيلي محتمل على الرد وستكون بالمرصاد للدفاع عن لبنان ضد أي عدوان إسرائيلي محتمل وموسّع.
ووفق ما علمت «البناء» فإن الرسائل الأميركية والأوروبية والعربية لم تتوقف وتحمل رسائل تحذير للبنان من «إسرائيل» ومن تداعيات ردّ حزب الله المنتظر، لكن الموقف الرسمي اللبناني الذي يعبر عنه الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية يؤكدون لحاملي الرسائل بأن «إسرائيل» هي التي اعتدت على لبنان ووسّعت عدوانها خارقة الخطوط الحمر، ولبنان في موقع الدفاع عن النفس وحريص على إعادة الهدوء وتطبيق القرار 1701 لكن العدوان الأخير على الضاحية خرق كل المحرمات وقواعد الاشتباك. وهذا ما سبق وحذر منه المسؤولون اللبنانيون بأن يذهب العدو الى توسيع عدوانه لاستدراج لبنان للحرب الموسعة والمنطقة الى الحرب الشاملة.
ومساء أمس، أشارت وزارة الخارجية الأميركية الى اننا لا نتواصل بشكل مباشر مع حزب الله، لكن هناك شركاء لنا في المنطقة يتحدّثون مع الحزب.
واعتبرت الخارجية الأميركية بأن تصعيد الصراع قد يؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد الإيراني، ونحن نستمرّ في التوضيح لإيران بأنه لا ينبغي لها تصعيد الصراع.
وفيما حفل الإعلام والصحافة في كيان الاحتلال بالحديث عن واقع الذعر والإرباك في كامل مفاصل الكيان واصلت الحكومة الإسرائيلية إرسال رسائل التهديد في محاولة لرفع معنويات الجبهة الداخلية المنهارة. وزعم وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنه «إذا استمرّ حزب الله في عدوانه حاربته «إسرائيل» حرباً شديدة للغاية»، وفيما يعكس الخوف من رد حزب الله حاول غالانت تحريض اللبنانيّين على الحزب وتخويفهم بالحرب لكي يضغطوا على الحزب لمنع الرد وادّعى بالقول: «اذكروا ندامة حسن نصر الله على المغامرة الخطيرة غير المحسوبة التي خاضها في شهر آب 2006، فاعتبروا لكي لا تخوضوا مغامرة بدون روية». إلا أن غالانت نسي وفق مصادر سياسية لـ»البناء» هزيمة العدو في حرب تموز ٢٠٠٦ وإذلال جيشه في قرى الجنوب الأمامية لا سيما مجزرة الدبابات في وادي الحجير مذكرة بتقرير «فينو غراد» الذي أقرّ بالهزيمة.
وفي ذلك بقيت الجبهة الجنوبية على سخونتها، فهاجم مجاهدو المقاومة تجمعًا لجنود العدو في موقع المرج بمسيّرة انقضاضية وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا فيهم إصابات مؤكدة. كما استهدفوا موقع المالكية بقذائف المدفعية وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية والتجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.
وردًا على اعتداء العدو على بلدة الدوير، قصف مجاهدو المقاومة بصليات من صواريخ الكاتيوشا منصات القبة الحديدية ومرابض مدفعية العدو وانتشار آلياته في منطقة «خربة منوت» في الجليل الغربي المحتل.
وردًا على اعتداء العدو على بلدة مجدل زون، قصف مجاهدو المقاومة ثكنة «زرعيت» (مقر قيادة الكتيبة التابعة للواء الغربي) بصواريخ بركان.
وقصفوا ثكنة «برانيت» بصواريخ بركان مما أدى لتدمير جزء منها واشتعال النيران فيها.
في المقابل شنّت مسيّرة إسرائيلية غارة مستهدفة سيارة على الطريق التي تربط بلدة يارين ببلدة الجبين في القطاع الغربي. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن الغارة أدّت في حصيلة أولية إلى جرح ثلاثة أشخاص. وأغار طيران العدو على أطراف بلدة المنصوري في قضاء صور، ما أدّى الى أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والبنى التحتية. كما أطلق القنابل المضيئة فوق القرى والبلدات في القطاعين الغربي والأوسط.
رسمياً، واصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاته في السراي، في إطار مراجعة جهوزية الوزارات والإدارات اللبنانية والمؤسسات المعنية في حال حصول أي طارئ. وفي هذا الإطار، استقبل وفداً من «نقابة مستوردي المواد الغذائية» في لبنان برئاسة هاني بحصلي الذي قال: «اجتمعنا مع دولة الرئيس ميقاتي كنقابة مستوردي المواد الغذائية لوضعه في صورة أوضاعنا، وأكدنا له ان ليس هناك من تهافت على الاصناف والبضاعة متوافرة للجميع، من ناحيته أكد لنا دولة رئيس الحكومة استمرار الجهود الديبلوماسية لعدم اتساع الحرب».
اشارت وزارة الأشغال العامة والنقل في لبنان في بيان، الى ان «ما تم تداوله اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، من فيديو يُظهر بوارج وحاملات عسكرية ترسو عند أحد المرافئ اللبنانية، هو خبر عار من الصحة تماماً.»
واستقبل الرئيس ميقاتي رئيس لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد الذي قال بعد اللقاء: «أطلعني ميقاتي على الاستعدادات التي تقوم بها الحكومة لمواجهة التحديات في المواجهة المفتوحة مع العدو الإسرائيلي، ولديّ ملء الثقة بما يقوم به دولة الرئيس مع الحكومة مجتمعة لمواجهة هذه التحديات في الشق السياسي، كما أنه لديّ أيضاً الثقة الكاملة بما تقوم به المقاومة لمواجهة العدوان الإسرائيلي. لا شك في أن الوضع حساس ودقيق والعدوان يجب أن يتوقف والطريقة الوحيدة لإيقاف الأمر هو ان يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، اما خارج هذا الموضوع فالمواجهة مفتوحة مع العدو الصهيونى، وان شاء الله أن تكون الخواتيم في مصلحة لبنان والأمة العربية ومحور المقاومة والممانعة».
بدوره استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، حيث اطلع منه على الإجراءات والخطوات التي اتخذتها الوزارة وأجهزتها لتأمين استمرار العمل في المرافق العامة لا سيما مطار بيروت والمرافئ البحرية والبرية.
المصدر: صحف