لم يكن مجرد اختيار، إنما هو قنبلة سياسية في وجه الكيان الصهيوني.. وبالخط العريض “السنوار قائداً لحركة حماس” هذا وحده يُدخل الأمور أمام الكيان وداعميه في تعقيدات لا يمكن حلها بسهولة. أما فلسطينياً فهذا هو الخيار الذي يرونه بعد استشهاد القائد إسماعيل هنية.. فأي مشهد أمام جمهور المؤيّدين لمحور المقاومة وأعدائه؟
وفي سياق حديث المقاومة الفلسطينية عن اختيار أبو إبراهيم يحيى السنوار رئيساً لحركة حماس، أكد رسمي أبو عيسى مسؤول العلاقات العربية في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أهمية ونوعية هذا القرار ضمن حركة المقاومة حماس بشكل خاص، وباقي فصائل المقاومة والمحور ككل.
أما الجانب الأبرز في اختيار حماس لقائد طوفان الأقصى رئيساً من داخل غزة ومن قلب المعركة، أن هذا الأمر يبعث بمجموعة من الرسائل والردود، ويضع الاحتلال الصهيوني أمام تعقيدات كبيرة.
الرسائل التي فصّلها أبو عيسى خلال لقاء خاص مع موقع قناة المنار، تنقسم إلى ثلاث جوانب رئيسية، أولها ما يخص التماسك ضمن حماس في الداخل والخارج، إضافة لما يتعلق بموضوع التفاوض حول الصفقة وعمل الوسطاء. أيضاً رسائل أخرى كثيرة منها ما موجهة إلى من وصفها مسؤول العلاقات العربية لحركة الجهاد الإسلامي بالقنوات المتصهينة حول كيفية تعاطيها مع شكل العلاقة الداخلية لحركة حماس.
الوضع الداخلي لحركة حماس تاريخياً يشهد عليه قيادي من الجهاد الإسلامي الشريك المباشر في المقاومة الفلسطينية، فالتماسك ليس فقط على مستوى العلاقات الداخلية للحركة، إنما أيضاً القدرة على تعويض القادة، خاصة أن تاريخ حركة حماس مر بكثير من الاغتيالات تناولت القادة المؤسسين، وهذا ما جعل المكتب السياسي لحركة حماس يقرر ويختار في وقت قياسي كما يشرح أبو عيسى.
هي عبثية أن يتناول الاحتلال الصهيوني فكرة شطب حماس، فكما يشرح قيادي حركة الجهاد الإسلامي عن أخوته في المقاومة، تتبلور صورة أن حماس متجذرة وهذا ما يفرغ إليه الجميع حتى العقلاء في الكيان. والتبلور تثبت أكثر بعد 10 أشهر من حرب كونية عبثية على قطاع غزة، وبالتالي بات الحديث عن ما يسميه الصهاينة والامريكيون “اليوم التالي” لا معنى له بعد كل هذه الحرب وبعد أن عادت القيادة المركزية لحماس إلى غزة مجدداً.
المطلوب رقم واحد للكيان الصهيوني أصبح اليوم رئيسا للمكتب السياسي لحماس، وهذا يخبر الراعي الأميركي أنه أي محاولة لاغتيال السنوار يضع مفاوضات صفقة الاسرى في طريق مسدود. وهنا يشرح رسمي أبو عيسى معطيات أن يكون المطلوب الأول على قائمة الاغتيالات عند الكيان الصهيوني رئيساً عاماً للحركة، ومصير المفاوضات بوجوده.
بقدر ما هو مفاجئ للكثيرين، كان السياسيون يخشونه، فاختيار قائد حماس في غزة قائداً عاماً للحركة، يجعل مسار الأمور سياسياً في منحى جديد يعقد كل الأمور على قادة العدو وداعميه، فما كان من اغتيال الشهيد إسماعيل هنية إلا أن وضعت تل أبيب نفسها أمام خيارات أصعب وأكثر صلابة.
المصدر: موقع المنار