جحيم وعدوان همجي بربري.. آلاف القذائف الصاروخية على منازل كفريا والفوعة.. حصار خانق فرضه قبل أكثر من سنتين إرهابيو أردوغان وبني سعود على الأطفال والنساء والشيوخ.. دمروا المنازل والمدارس والمشافي والنقاط الطبية.. لكنهم لم يحصدوا إلا الريح فأطفال ونساء الفوعة وكفريا صامدون قبل رجالها وشبابها.. قاوموا في جميع الأحيان وفي أحيان أخرى هاجموا بؤر الإرهابيين وكبدوهم أفدح الخسائر.
عشرات الجرحى والمرضى والنساء والأطفال أفلتوا من الحصار.. رووا فصول المعاناة من نقص الغذاء والأدوية وجميع مقومات الحياة.. فضحوا وعروا إجرام مرتزقة الوهابية وإخوان الشيطان.. واليوم أصبحوا في كنف الحكومة السورية التي لم تترك طريقة إلا واتبعتها للتخفيف من معاناتهم وتعزيز صمودهم.. احتضنتهم في حلب واللاذقية وطرطوس ودمشق.. جهزت لهم مراكز تليق بهم كأبطال حقيقيين.. تنفسوا الصعداء لدى وصولهم الى حواجز الجيش العربي السوري بعد أشهر من المعاناة نتيجة إرهاب “جيش الفتح” وإجرامه الذي طال كل مقومات الحياة حيث يكاد لا يخلو منزل من شهيد أو جريح حيث تقول المربية زينب هلال: إن “معاناتها بدأت منذ هروبها من مدينة الرقة حيث كانت تعمل مدرسة عندما هاجم المدينة تنظيم داعش الارهابي وخطف زوجها وهربت وأطفالها من المدينة تاركة خلفها كل ممتلكاتها وأثاث منزلها” وتضيف.. “كل ما رأيته في الفوعة من إجرام يؤكد أن تنظيم جبهة النصرة ومختلف المجموعات الإرهابية التابعة له يؤكد أنها الوجه الاخر لتنظيم داعش”.
وتستذكر هلال وعيناها تفيضان من الدمع ما حملته سنتان في الفوعة من صور الرعب نتيجة القصف الصاروخي الحاقد على البلدة ونقص الدواء والغذاء والمياه الصالحة للشرب وانعدام الخدمات الضرورية لافتة الى أن “إصرار الأهالي وتمسكهم بالحياة دفعهم لابتداع أساليب تمكنهم من التأقلم مع ظروف الحصار ومواصلة العملية التعليمية من خلال تدريس المناهج في المنازل والأقبية المحصنة بعد استهداف الارهابيين للمدارس”.
وزاد خروج مشفى بلدة الفوعة من الخدمة في السادس من الشهر الجاري من معاناة الأهالي المحاصرين نتيجة قصفه من قبل إرهابيي جيش الفتح الذين يمنعون وصول المواد الغذائية والطبية إلى البلدة ويستهدفون المظلات الحاملة للمساعدات الإنسانية بالرشاشات.
وتقول والدة الشهيد فياض العبد الله: إن “بلدتي الفوعة وكفريا كانتا تتعرضان بشكل شبه يومي الى إطلاق ما يعادل 50 صاروخا تطال شظاياها المدنيين من رجال ونساء وأطفال وشيوخ مخلفة أضرارا مادية وبشرية أثرت على جميع مقومات الحياة في وقت يفتش فيه الأهالي عما يسد رمق العيش والاعتماد في مراحل كثيرة على الحشائش التي باتت نادرة فضلا عن محاولة تأمين وسائل التدفئة التي باتت معدومة أيضاً الا من القليل من الحطب والذي لا يكفي لمواجهة البرد القارس والصقيع”.
ولم يسلم مسار رحلة مغادرة أهالي بلدتي الفوعة وكفريا من الترهيب والاستفزاز الذي مارسته المجموعات الإرهابية حيث قامت بإحراق العديد من الحافلات التي تنقلهم على مرأى من المنظمات الإنسانية والعالم كله.
وتشير زينب شحود الحسن والدة طفلين أحدهما مصاب والآخر معوق الى أن “ممارسات التنظيمات الارهابية لم تستطع النيل من عزيمتهم ومواصلة مسير رحلتهم الى حلب” واصفة ” شعورها بالأمن والاطمئنان عندما وصلت إلى كنف الجيش العربي السوري الذي تثق به كغيرها من الاهالي في تخليصهم من معاناتهم وفك الحصار عمن تبقى من المدنيين في البلدتين”.
وعن ظروف الحصار ورحلة الخروج من البلدتين يلفت لؤي شعبان حلاق الذي يعاني من مرض في القلب وهو اب لخمسة اطفال إلى ان ” الارهابيين احتجزوا الحافلات التي كانت تقلهم لنحو ساعة وحاولوا استفزاز الأهالي والنيل من معنوياتهم عبر توجيه الشتائم وإنزال عدد من الشبان والتحقيق معهم فيما احتجزوا الطفل أحمد سعيد 15 عاما ولا يزال مصيره مجهولا حتى الآن”.
وتمتزج مشاعر الفرح والحزن للطفلين الشقيقين محمد وأحمد موسى بلم شملهما مع والدهما بعد فراق اكثر من عامين بسبب الحصار في حين ناشدت “والدتهما الجيش العربي السوري للإسراع بفك الحصار عن البلدتين لرفع المعاناة التي يواجهها الأهالي هناك والتي وصلت الى مرحلة لا تطاق”.
ويتحدث علي ابو الخير عن مدى إرهاب وإجرام إرهابيي “جيش الفتح” وانه خرج على عكازيه مع زوجته وأولاده الثلاثة لإصابته بطلق ناري وحاجته الماسة للعلاج بسبب النقص الشديد في الدواء والغذاء الذي أدى إلى ظهور حالات تأخر بالنمو لدى الكثير من الأطفال في البلدتين وإعاقات شديدة تحتاج إلى علاج سريع لتدارك هذه الحالات والحد من خطورتها على مستقبل هؤلاء الأطفال.
ووصل خلال اليومين الماضيين الى مركز جبرين للإقامة المؤقتة في حلب عدد الحافلات تقل 700 من الجرحى والمرضى ومرافقيهم من اهالي بلدتي كفريا والفوعة قبل أن يتم نقلهم إلى طرطوس واللاذقية ودمشق.
ويبين المعاون الثقافي في مجمع الرسول الأعظم في اللاذقية الشيخ مرتضى المالكي ان “المجمع بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمات المجتمع المدني والسلطات المعنية بالمحافظة استقبلت أهالي بلدتي كفرية والفوعة الخارجين من الحصار والذين يصل عددهم الى نحو ثمانين مواطنا من الرجال والنساء والأطفال والجرحى ووفرت لهم جميع المستلزمات الضرورية التي تحقق لهم الراحة والأمان بعد المعاناة الطويلة التي واجهوها خلال فترة الحصار ولا سيما فيما يتعلق بالإقامة وتوفير الغذاء والرعاية الصحية المناسبة”.
ويؤكد المالكي أن “الأمل الكبير معقود على الجيش العربي السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الاسد وبالحلفاء لرفع المعاناة والحصار عن هاتين البلدتين وإعادة الأمن والاستقرار الى جميع المدن والبلدات والقرى على امتداد الجغرافيا السورية”.
وتحدى أهالي بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب ظروف الحصار الذي يفرضه عليهم إرهابيو “جيش الفتح” منذ أكثر من سنتين بعزيمة قوية وإيمان عميق بانتمائهم للوطن وتصدوا لاعتداءاتهم المتكررة عليهم بالقذائف الصاروخية والهاون وغيرها من أسلحة القتل والإرهاب بدعم من نظامي آل سعود وأردوغان المعاديين للسوريين.
المصدر: وكالة سانا