أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ثبات موقف بلاده من ضرورة حل الأزمة السورية سلمياً، منبهاً إلى أن “محاولة الحل العسكري دامت قرابة ست سنوات وانتهت إلى طريق مسدود”.
وقال الجعفري في بيان صادر عن مكتبه اليوم الأربعاء ان “موقفنا المبدئيّ الراسخ منذ أن تبلورت المحنة في سوريا هو أننا مع الحلِّ السلمي، ولسنا مع الحل العسكري”، مشيراً إلى “ضرورة البحث عن حل سياسي والابتعاد عن المُمارَسات العسكرية “.
ونقل البيان عن الوزير الجعفري قوله، عقب اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية واجتماع الوزراء العرب ونظرائهم الأوروبيين بمقر الجامعة العربية على مدى اليومين السابقين “نحن نبحث عن مشتركات مع الأمم المتحدة لأنها مظلة دوليّة واسعة، فما دامت اتخذت موقفاً كان يُفترَض أن ننسجم معها حتى نكسب رصيداً أمميّاً على مُستوى واسع نضمُّه إلى جامعة الدول العربيّة”.
ولفت إلى أن “العراق مع سلامة الشعب السوري، ويدين الإرهاب بكل أصنافه من أيّ طرف ينطلق سواء أكان محليّاً ، أم إقليميّاً، أم دوليّاً”.
واضاف الجعفري ان “الحلَّ العسكريّ في سوريا َأخذ حصَّته من الوقت قرابة ست سنوات ، وكانت النتيجة مآسي، ودماء، وتخريب، وانتهت إلى طريق مغلق”.
وحول التطورات الجارية على الساحة العراقية، قال الوزير الجعفري إن “المرحلة الحالية في العراق تحتاج إلى إكمال التعاون الأمنيِّ، وتعاون على مسألة دعم إعادة البنية التحتية للمُدُن المُتضرِّرة”.
وأشار إلى أن ما يحصل في العراق من انتصارات هو مُحصِّلة لمُجمَل حراكات سياسيّة، وأمنيّة، واقتصاديّة رغم الظروف الصعبة، وأنَّنا ننهض بمهمة ليست عراقيَّة-عراقيَّة فقط ، وإنما عراقيَّة – عالميَّة ، وأنَّ الشعب العراقيَّ اكتوى بكلِّ محافظاته بعمليَّات إرهابيَّة، ويدرك خطورة المنظمات الإرهابيّة”.
وبشأن معركة الموصل، أكد وزير الخارجية العراقي أنَّ القوات المسلحة العراقيَّة “تخطو خطوات أسرع ممَّا مُتوقـَّع، إلا أنَّ عصابات داعش تستخدم استراتيجيّة التدرُّع بالمواطنين المدنيِّين ، وبمثل هذه الحالة كان يجب أن نأخذ وقتاً كافياً لحماية المواطنين”.
وتابع “نحن حريصون على تحرير الموصل ، وحريصون أكثر على سلامة المواطنين ، فلا نختزل الزمن على حساب سلامة المواطنين، ودماء الأبرياء”، مضيفا أنَّ “العلاقات العربيَّة – الأوروبيَّة تجلـَّت أكثر من أيِّ وقت آخر، ويُمكِن أن ترتقي أكثر خُصُوصاً أنَّ جذور العلاقات العربيّة مع أوروبا، والعراقية بصورة أخص تعود إلى مئات السنين، وليس قضيَّة طارئة”.