كيومِ الحسينِ الشهيدِ عليهِ السلامُ – الخالدِ على مَرِّ الازمان، كانَ وفاءُ المحبينَ على امتدادِ العالم، يُجسّدونَ الحقَّ ويَحفظونَ العنوان: هيهاتَ منّا الذِلة.. وهيهاتَ ان يَخذِلَ اهلُ الحسينِ حقّاً، او اَن يَنصروا باطلاً، ولو اَحرقتهُم التضحياتُ ما تركوا الحسينَ ونهجَه، وما اَعطَوْا بايديهم اعطاءَ الذليل، وما اَقروا لظالمٍ اقرارَ العبيد..
وللقريبِ والبعيدِ كانتَ رسائلُ عاشوراءَ هادرةً هذا العام، من مدينة كربلاءَ الى كلِّ اصقاعِ الارضِ حيثُ زُرِعَت تعاليمُ الفداء، فكانت ثابتةَ الجموعِ المليونيةِ انَ كربلاءَ تُجسّدُها غزةُ بصبرِها واهلِها واطفالِها الشهداء..
وفي لبنانَ جموعٌ مَهيبةٌ لبت بالدموعِ والدماء، وجميلِ الصبرِ وجزيلِ العطاء، سارَت على طريقِ القدس باسم كربلاء، ومعَ حفيدِ الحسينِ كانَ تجديدُ البيعةِ والنداءِ من الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت – أنْ هيهاتَ مِنّا الذلةَ هيهات..
ولمن يعنيهم الامرُ اوضحُ الكلامِ من الامينِ العامّ لحزبِ الله سماحةِ السيد حسن نصر الله: ننتصرُ لغزةَ والضفةِ واهلِنا المظلومين في لبنان، وجبهةُ اسنادِنا لن تتوقفَ ما دام العدوانُ مستمراً على غزةَ واهلِها ومقاومتِها بالاَشكالِ المختلفة..
اما استمرارُ العدو بالتمادي واستهدافِ المدنيينَ في لبنانَ، فسيدفعُ المقاومةَ الى استهدافِ مستعمراتٍ جديدةٍ لم يتمَ استهدافُها من قبل كما أكد السيد نصر الله ..
وعلى اساسِ النصرِ القادمِ لمحورِ المقاومةِ سيُحَدَّدُ الوضعُ في جنوبِ لبنان، على أنَ ايَّ تفاوضٍ هو على عاتقِ الدولةِ اللبنانية، وما يشاعُ عن اتفاقٍ جاهزٍ للوضعِ عندَ الحدودِ الجنوبيةِ غيرُ صحيح، بحسَبِ السيد نصر الله..
وبحسَبِ العارفينَ بواقعِ الحالِ في تل ابيب فانهم على شفَا الخرابِ الثالثِ كما يَخشَونَ هذه الايام، وهُمُ المعترفونَ بخسائرَ بشريةٍ بينَ جنودِهم وضباطِهم طالما تَستروا عليها لاشهرٍ من القتال، واَقرُّوا بالنقصِ الحادِّ بالدباباتِ نتيجةَ خسائرِهم في غزةَ والشمال، اما اذا قَرروا الدخولَ الى لبنانَ فلن يُعانُوا من النقصِ، بل لن تبقى لهم دبابات، كما حسمَ السيد نصر الله ..
وللباقين على صبرهم وعهدهم من القرى الجنوبية الصامدة، التي واسوت الحسين عليه السلام بدماء ابنائها وبيوتها المهدمة، وعدٌ من السيد نصر الله انها ستعود اجمل مما كانت، وهي الجميلة باهلها على الدوام..
المصدر: المنار