شدد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، على أن التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس من خلال المفاوضات الجارية عبر الوسطاء لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بات “أقرب من أي وقت مضى”.
جاء ذلك في اجتماع عقده غالانت مع عائلات مجندات إسرائيليات أسيرات لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بحسب ما أوردت القناة 12 الإسرائيلية، في نشرتها المسائية، الإثنين.
وأكد غالانت أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تدعم المقترح المطروح، وأشار إلى إجماع مطلق لدى الجيش والشباباك والموساد على أنه “لا يوجد عقبة أمنية تمنع إتمام الصفقة لا يمكن التغلب عليها بالنسبة لتل أبيب”.
وقال غالانت لعائلات الأسيرات المجندات الإسرائيليات إنه “عندما لم يكن هناك أي احتمال للتوصل إلى اتفاق قلت لكم ذلك، لكن الوضع الآن مختلف، إن التوصل إلى صفقة بأت أقرب من أي وقت مضى”.
وبحسب غالانت، فإن الكرة الآن ليست في ملعب الحكومة الإسرائيلية، وقال إن “المسألة ليست متوقفة عندنا، إن هذه المرحلة تعتبر حرجة، يجي المضي قدما في عملية اتخاذ القرار في الفترة القريبة المقبلة”.
وأضاف “من الضروري والمهم استنفاد التحركات والخطوات في إطار المفاوضات في الأيام المقبلة، قبل زيارة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، المقررة إلى واشنطن، أو أثناء الزيارة”.
واعتبر غالانت أن عدم إتمام الصفقة حتى ذلك الحين “ستعقد الأمور وسيصبح التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة”، كما حث عائلات الأسيرات على الاجتماع مع نتنياهو في محاولة للضغط عليه لدفعه لإتمام الصفقة.
في حين رفض غالانت التعليق عما إذا كان يعتبر أن نتنياهو هو العائق الرئيسي الذي يمنع إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس في إطار جهود الوسطاء، قطر والولايات المتحدة ومصر، للتقدم في اتجاه وقف اطلاق نار وتبادل الأسرى.
مداولات داخل ديوان رئيس الحكومة والأجهزة الأمنية تقول إن المقترح المطروح فرصة لن تتكرر
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية عن مداولات “دراماتيكية وعاصفة” في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية حول مفاوضات تبادل الأسرى، وذكر التقرير أن جميع الأجهزة الأمنية تعتبر أن المقترح المطروح يشكل “فرصة لن تتكرر”.
ونقلت القناة عن مسؤول مطلع على التفاصيل قوله إن “المداولات لدى نتنياهو كانت معمقة وجدية وتطرقت إلى التفاصيل الأمنية وكيفية حل الخلاف حول معبر رفح ومحور فيلادلفيا ومنع عودة المسلحين إلى شمال القطاع”.
وكشفت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء الإثنين، عن خلافات شاسعة في الرأي بين نتنياهو وفريق التفاوض بشأن محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وبعض الشروط التي يصر عليها نتنياهو في إطار الاتفاق المحتمل.
وذكرت “كان 11” أن نتنياهو يصر على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا والإبقاء على قوات الجيش الإسرائيلي منشرة في المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة، وعدم السماح بعودة سكان غزة بحرية إلى شمالي القطاع.
وخلال الاجتماع مع نتنياهو، أوضح فريق التفاوض أن هناك تقدما في المحادثات مع الوسطاء، وشددوا على أن الانسحاب من محور فيلادلفيا وعدم فرض قيود على عودة السكان إلى شمال القطاع مسألتين مركزيتين بالنسبة لحماس.
واعتبرت أجهزة الأمن أنه سيكون “من الممكن التعامل مع عودة سكان غزة إلى الشمال دون قيود”، فيما رفض نتنياهو ذلك، وأمر فريق التفاوض بأن يطلب من الوسطاء التوصل إلى صيغة تضمن عدم عودة مسلحين إلى شمالي القطاع.
تفاهمات بشأن محور فيلادلفيا ومعبر رفح
وبحسب القناة 12، فإن الحل الذي يجري التفاهم حوله بشأن معبر رفح ومحور فيلادلفيا يشمل:
– انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من المواقع المبنية على طول المحور وفقا لمقترح الصفقة.
– تركيب أجهزة استشعار وأدوات تكنولوجية متطورة فوق وتحت الأرض لمنع عمليات التهريب.
– إدارة معبر رفح بواسطة أطراف دولية بمشاركة جهات فلسطينية غير مرتبطة بحركة حماس.
– إجراء عمليات هندسية للتأكد من عدم وجود أنفاق تهريب صالحة للاستخدام.
وأوضحت القناة أنه جرى التفاهم حول هذه البنود في محادثات ثلاثية – أميركية مصرية إسرائيلية – رعتها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في العاصمة المصرية القاهرة، وشارك فيها مبعوث بايدن الخاص ومدير “سي آي إيه” ورئيس الشاباك.
وذكر التقرير أن العمل على وضع وتثبيت وسائل إلكترونية وأجهزة استشعار قريبا لمراقبة الأنفاق، كما سيتم إصلاح التجهيزات الأمنية فوق الأرض لمنع تهريب الأسلحة من كصر إلى قطاع غزة. وأضاف “سيتم فتح معبر رفح وتشغيله من قبل جهات دولية بدعم من جهات فلسطينية لا تنتمي إلى حماس، بموجب قائمة من الأسماء التي ستعدها مصر ويصادق عليها الشاباك”.
وبناء على التفاهمات، “ستسيطر إسرائيل على كافة الوسائل التكنولوجية التي سيتم وضعها في المنطقة”، وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تلبي شروط نتنياهو بالسيطرة على رفح ومحور فيلادلفيا دون الوجود العملي للقوات على الأرض.
وفد إسرائيلي بواصل المحادثات قريبا
ونقلت “كان 11” عن دبلوماسيين مطلعين على محادثات التفاوض أن “الوسطاء ينتظرون ردا إسرائيليا رسميا، من أجل تنسيق الموعد المقبل للمحادثات في الدوحة”.
وبحسب مسؤول سياسي إسرائيلي، فإن “وفدًا إسرائيليًا سيغادر هذا الأسبوع لمواصلة المفاوضات حول الصفقة. هذا على الرغم من أنه لم يتضح بعد ما إذا كان رئيس الموساد، برنياع، سيقود الوفد أم أنه سيكون بمشاركة المستوى المهني”.
كما نقلت القناة 12 عن مسؤول سياسي رفيع قوله إن الوفد الإسرائيلي سيغادر للمشاركة جولة محادثات جديدة مع الوسطاء قريبا، دون تحديد موعد مغادرة الوفد أو الوجهة التي قد يقصدها.
في المقابل، أشار موقع “واللا” إلى أن زيارة رئيس الموساد، دافيد برنياع، التي كانت مقررة خلال الأسبوع الجاري إلى الدوحة، لمواصلة المحادثات في محاولة للتوصل إلى صفقة، أرجأت إلى أجل غير مسمى.
وكشف موقع “واللا” أن الكابينيت السياسي والأمني الإسرائيلي سينعقد يوم غد، الثلاثاء، لبحث التطورات التي طرأت على المفاوضات للتوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في غزة وصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وبحسب المسؤول الذي تحدث للقناة 12، فإن تل أبيب على اتصال دائم بالوسطاء، واعتبر أن “أسلوب الضغط العسكري الذي يتبعه رئيس الحكومة والثبات في المفاوضات يعزز كلا الهدفين: إعادة الرهائن وتحقيق أهداف الحرب الأخرى”.
وتابع “في هذه المرحلة يجب زيادة الضغط العسكري، لأن هذا ما سيمكنا من إعادة المزيد من الرهائن أحياء وبثمن لا يعرض دولة إسرائيل للخطر”.
من جانبها، نقلت القناة 13 عن مسؤول سياسي رفيع (لم تسمه) قوله إن الاتصالات مستمرة مع الوسطاء حتى بعد محاولة اغتيال القائد العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، السبت الماضي.
وتابع المسؤول أن “وفدا إسرائيليا سيغادر لمواصلة المفاوضات، وليس من المؤكد أن يرأسه رئيس الموساد”، وأضاف أن “إسرائيل أبلغت الوسطاء بأنها ستواصل التفاوض”، مشيرا إلى أن “حماس تواصل كذلك المشاركة في المحادثات”.
المصدر: عرب 48 + المنار