تنعقد، اليوم الأربعاء، في الدوحة، اجتماعات رباعية تضمّ، إلى جانب المسؤولين القطريين، وفداً مصرياً برئاسة رئيس المخابرات عباس كامل، وآخر إسرائيلياً برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع، وثالثاً أميركياً برئاسة مدير المخابرات المركزية وليام بيرنز.
وبالتزامن صدرت تصريحات عن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط بيرت ماكغورك، عكست تعنتاً من الأخير الذي تحدّث عن “خطوط حمراء” (ذكرها في بيانه أول أمس)، تخالف ثوابت المقاومة، وبالتالي تعني إفشال وعرقلة العملية التفاوضية.
ومن المقرر أن يتوجه رئيسا الموساد والشاباك ومسؤول ملف الرهائن في جيش الاحتلال للدوحة للمشاركة في المفاوضات، وفي السياق، قال وزير الثقافة في حكومة العدو إنهم “مستعدون لتقديم تنازلات من أجل إبرام صفقة”، وفق زعمه.
جريدة الأخبار اللبنانية نقلت عن مصادر، لم يخفِ الوفد الإسرائيلي «عدم قدرته على حسم بعض التفاصيل التي تتعلّق بمعبر رفح، من دون الرجوع إلى قيادته»، رغم تسلّم تل أبيب – في وقت سابق – مقترحاً مصرياً متكاملاً بشأن المعبر وآلية العمل فيه، في ظلّ استمرار رفض القاهرة لأي مقترحات حول السماح بحركة عبور الفلسطينيين من خلال معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي.
وتشير المصادر المطّلعة على مسار المفاوضات ، للصحيفة ، إلى أن “القاهرة لم تبدِ اعتراضاً واضحاً على مقترح يقضي بإنشاء جدار أمني على الشريط الحدودي لمنع عمليات التهريب التي تدّعي إسرائيل حصولها”، بل “أكدت أن تلك قضية يمكن مناقشتها بشكل أكثر تفصيلاً في وقت لاحق، وفي مرحلة تلي الانسحاب الإسرائيلي من محور فلادليفيا بشكل كامل، أو على الأقل إعادة التمركز التي تحدّث عنها الإسرائيليون عدة مرات”. وفيما أبدت مصر، أمام الأميركيين والإسرائيليين، رغبةً في التعاون بشأن “ضبط الحدود”، اشترطت أن يكون ذلك في إطار أوسع من “الشراكة الثنائية” مع تل أبيب، فيما وعد المسؤولون المصريون بأن تكون لديهم “صياغة واضحة لتفاصيل تصوّر بلادهم بهذا الخصوص، خلال الأيام المقبلة”.
وتضيف المصادر، أن “الوفد الإسرائيلي أشار إلى أهداف عسكرية لم تتحقّق بعد في رفح، واعتبر أن مسار المفاوضات لا يعني بالضرورة التوقّف عن العمل لتحقيق هذه الأهداف”، وهو ما رأت فيه القاهرة تماهياً مع التصعيد الحاصل على الأرض في غزة حالياً، والذي يمكن أن يتطور خلال الأيام المقبلة، ويهدّد بانهيار المفاوضات، وفق ما كانت حذّرت منه حركة «حماس» بوضوح قبل يومين، في اتصالاتها مع الوسطاء.
وفي المحصّلة، ينتظر المفاوضون من كيان الاحتلال إجابتين واضحتين ومباشرتين ولا لبس فيهما، حول مسألتين أساسيتين: مصير معبر رفح ربطاً بالانسحاب منه وفتحه أمام المساعدات وآلية تشغيله؛ وضمان استمرار وقف إطلاق النار خلال الانتقال بين مراحل الصفقة (تطالب المقاومة بعدم قيام العدو بأي نوع من العمليات العسكرية، بما فيها الاغتيالات، خلال التفاوض).
كيان العدو: محاولة إشاعة أجواء “ايجابية” تجاه المفاوضات
في هذا الاطار، أكّدت تقارير إسرائيلية، صدرت مساء أمس الثلاثاء، مجدّدا، أن هناك “فرصة حقيقية” للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل أسرى، غير أنها شدّدت على أن المفاوضات “المعقّدة” لا تزال تتطلّب أسابيع أُخرى.
وأوردت هيئة البثّ الإسرائيلية العامّة “كان 11″، نقلاً عن مسؤولين مطّلعين على المفاوضات أن قضايا مهمة، قد أحرزت تقدّماً بعد يومين من المناقشات في القاهرة.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيليّ، الأجواء نفسها، مشيراً إلى “بذل جهد من أجل تحقيق خرق” في المفاوضات.
وأوردت صحيفة “هآرتس”، نقلا عن مسؤول إسرائيليّ وصفته برفيع المستوى كذلك، أن “الشعور السائد هو أن الأطراف تريد التوصل إلى اتفاق، لكن هناك فجوات كبيرة. هذه مفاوضات صعبة ومعقّدة”.
وبحسب المصدر ذاته، فإن آخر التقارير “قد تعطي آمالاً كاذبة لدى أهالي المختطفين (المحتجزين في غزة)، بأن الصفقة أصبحت قريبة، فيما لا تزال التفاهمات بين الطرفين بعيدة”.
وأشار دبلوماسيّ أجنبيّ إلى أن نقطة الخلاف في المفاوضات، كانت ولا تزال مسألة وقف إطلاق النار الدائم، مضيفاً أنه “من المشكوك فيه أن يكون من الممكن إطلاق سراح المختطَفين، فيما يكون الجانبان متشددين في مواقفهما بشأن هذه القضية”.
وفي وقت سابق، قال مصدر أجنبي مطلع على الاتصالات بشأن الصفقة إن الشرط الذي وضعه رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، في بيان أصدره أول من أمس، بأن “”إسرائيل” لا تلتزم بوقف إطلاق نار وانسحاب كامل من قطاع غزة”، يعرقل إمكانية التقدم نحو صفقة، وفق ما نقلت عنه صحيفة “هآرتس”.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر أجنبية، أن الولايات المتحدة والوسطاء يولون “أهمية حاسمة” للقاء اليوم.
وتتناقض شروط نتنياهو مع مطالب المقاومة الأساسية من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى. وبرر مصدر إسرائيلي شروط نتنياهو، التي تعني إحباط الصفقة، بأن “وقف الحرب سيؤدي إلى سقوط حكومته”. وقال إن “المشكلة لا تكمن في القدرة على التوصل إلى صفقة متفق عليها الآن. بالنسبة لنتنياهو، المشكلة هي أنه لن تكون لديه حكومة إذا وافق على الصفقة. وهذا قرار سياسي يتعين عليه اتخاذه”، وفق ما نقلت عنه الصحيفة.
المقاومة: جرائم العدو ستعيد العملية التفاوضية إلى نقطة الصفر
من جهتها، تهمت حركة حماس رئيس حكومة العدو بوضع المزيد من العقبات أمام المفاوضات.
وأضافت أن رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، أجرى اتصالات مع الوسطاء “وحذر من التداعيات الكارثية لما يجري (من هجوم شديد) في غزة كما في رفح وغيرها”، منوهًا إلى أن من شأن ذلك أن يعيد العملية التفاوضية إلى نقطة الصفر”. وأكد هنية أن “نتنياهو وجيشه يتحملون المسؤولية الكاملة عن انهيار هذا المسار”.
المصدر: جريدة الأخبار+عرب 48