إنها العبواتُ وفُوَّهاتُ البنادقِ وصواريخُ الاسناد، التي احالت الاسقفَ السياسيةَ الصهيونيةَ العاليةَ الى رماد، وبات الهدفُ لدى جيشِهم بعدَ اشهرٍ تسعةٍ من القتلِ والتدميرِ استعادةَ المختطفينَ من غزةَ واعادةَ المستوطنينَ الى بيوتِهم على مختلفِ حدودِ الكيانِ معَ شعورِهم بالامان.
هذا ما افصحَ عنه المتحدثُ باسمِ جيشِ الاحتلال دانيال هاغاري امامَ عدساتِ الاعلامِ الاميركيةِ في رسالةٍ من بينِ ركامِ هيبةِ جيشِه التي تَكسرت على ارضِ القطاع.
وفي كلامِ هاغاري رسالةٌ بعدةِ اتجاهات، لعلَ ابرزَها للحكومةِ التي يتقلبُ رئيسُها على حبالِ كَذِبِه المعهود، محاولاً التذاكيَ على صيغةِ صفقةِ التبادلِ المطروحة، ومفتاحُها وقفُ الحربِ وعودةُ النازحين الى مناطقِهم واعادةُ الاعمار..
وما قالَه هاغاري من اهدافٍ تلخصُه الورقةُ الموضوعةُ على طاولةِ المفاوضات، ما يعني تأييدَ الجيشِ العلنيَ للصفقة، بعدَ طولِ كلامٍ مسربٍ عن كبارِ الجنرالات..
وعن كبارِ المحللينَ الصهاينةِ اَنَ حبالَ كَذِبِ بنيامين نتنياهو تتقطعُ الواحدَ تلوَ الآخَر، وانه باتَ محاصراً بعقباتٍ ثلاثٍ داخليةٍ ومِثْلِها خارجية:
مزاجُ الشارعِ الصهيونيِّ المؤيدِ للصفقة، والجيشُ الداعمُ لها بقوة، والصراعاتُ داخلَ الحكومةِ لا سيما معَ وزيرِ الحربِ المتبنِّي لخيارِ وقفِ الحرب.
فيما الطوقُ الخارجيُ يبدأُ من الميدانِ المُطبِقِ على جيشِه كما جبهاتِ الاسناد، وتباينِ المصالحِ معَ الادارةِ الاميركيةِ التي تحتاجُ صفقةً تُنعشُ الرئيسَ الغارقَ في مستنقعِ الانتخابات، وتقلصُ التأييدَ الدوليَ لا سيما في الميدانِ الاوروبي، حيثُ الانتخاباتُ الفرنسيةُ نموذجاً معَ تلك البريطانية التي اَفرزت الى صدارتِها من يريدُ الاعترافَ بالدولةِ الفلسطينية..
وبعرفانٍ للمقاومةِ، وبالتأكيدِ على دعمِها وفقَ السياساتِ الايرانيةِ الاساسية، كانت الرسالةُ الجوابيةُ من الرئيسِ الايراني المنتخبِ مسعود بزكشيان كاولِ رسالةٍ عابرةٍ للحدود، شكرَ خلالَها الامينَ العامَّ لحزبِ الله على تهنئتِه، وأكدَ استمرارَ الدعمِ للمقاومةِ وللقضيةِ الفلسطينية، متمنياً المزيدَ من العزةِ والمجدِ لسماحةِ السيد نصر الله والرخاءَ للشعبِ اللبناني وللمقاومينَ النصرَ الالهي..
المصدر: قناة المنار