الصحافة اليوم: 1-7-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم: 1-7-2024

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين  1-7-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

 

الاخبار:

جريدة الاخبارأميركا وإسرائيل تبلوران مخرجاً: نحو حرب «لا نهائية» في غزة

توشك الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أن تنهي مرحلة القتال المكثّف، لتنتقل إلى ما بات يعرف بـ«المرحلة الثالثة»، الأمر الذي يقرّب تلقائياً الجانب الإسرائيلي من إعلان «انتصار» وإن موهوم، ومن ثم يسهّل عملية التوصّل إلى اتفاق على التهدئة، تحت مسمّى «صفقة الرهائن»، التي أُعيد إحياء الحديث عنها من جديد، خلال الأيام القليلة الماضية. وعلى رغم أن رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، قال إنه «لا تغيير في موقف إسرائيل في ما يتعلّق باقتراح صفقة الرهائن التي أعلن عنها الرئيس (الأميركي جو) بايدن»، وشدّد على أن «إطلاق سراح الأسرى سيكون عبر خليط من الضغط السياسي والعسكري»، إلا أن في تصريحه قبولاً ضمنياً بالتسوية والاتفاق اللذين كانا مرفوضين لديه، وإن جرى تغليفهما الآن بعبارات الشدّة والاقتدار والتصميم.ويبدو أن العملية البرية في منطقة رفح تضغط على إسرائيل أكثر مما تضغط على المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي يدفع الأولى إلى تجزئتها ما أمكن، وخاصة بعدما سيطرت على المعبر البري مع مصر، وفصلت بين الفلسطينيين والحدود المصرية. ويعني ذلك أن الاستمرار في العملية نحو وسط مدينة رفح لم يعد ذا جدوى تستأهل المتابعة، وخصوصاً في ظل وجود خطورة كبيرة على الجنود، في حين أن الإبقاء على المدينة خارج سيطرة الجيش الإسرائيلي يسمح باستخدام التهويل والتهديد بالدخول إليها عسكرياً، ويشكّل بالتالي رافعة ضغط مساندة للمفاوض الأميركي، في المفاوضات التي أُعيد إطلاق عجلتها قبل أيام.
وتأمل إسرائيل، كما الولايات المتحدة، أن يساعد الإعلان عن الانتقال إلى «المرحلة الثالثة» من الحرب، بالتوازي مع ضغوط سياسية هائلة يجري تفعيلها من قبل عرب الاعتدال على قادة حركة «حماس»، تهويلاً وإغراء، في تغيير موقف الحركة ودفعها إلى قبول هذه المرحلة، على أنها نوع من إعلان وقف الحرب، وفق ما تطالب به. لكن هذا العرض لا يعني أكثر من وقف مؤقت للقتال، الذي سينتقل من مستوى إلى آخر، وفقاً للقرار الإسرائيلي ومتطلّبات استكمال المواجهة بأدوات وخيارات عسكرية وأمنية أقلّ وطأة وكثافة؛ إذ إنه من الأساس لن يكون هناك محلّ للقتال المكثّف في مرحلة ما بعد رفح.

العملية البرية في رفح تضغط على إسرائيل أكثر ممّا تضغط على المقاومة الفلسطينية

هكذا، تأمل تل أبيب أن تتوصل إلى اتفاق تحرّر بموجبه أسراها، ويحرّرها بالتالي من التزام كان يثقل على قرارها منذ أن بدأت الحرب، على أن تكون حرّة لاحقاً في اتخاذ قرار العمليات العسكرية والأمنية المصغّرة نسبياً في كل أرجاء القطاع، وإن مع انسحابات وازنة بموجب اتفاق تبادل أسرى، لزوم منع حركة «حماس» والفصائل المقاومة من استعادة السيطرة على الأرض، في اليوم الذي يلي الحرب. وفي هذا الإطار، تشير تقديرات للجيش الإسرائيلي تدّعي أن إمكانيّة عودة «حماس» للسيطرة على القطاع، مثلما كان عليه الوضع قبل 7 أكتوبر، ستستغرق مدة طويلة، يمكن لإسرائيل أن تنشغل خلالها في تأمين جهة أو خليط جهات، دولية وعربية ومحلية، يُناط بها تسيير الشؤون المدنية والحياتية لفلسطينيّي القطاع، ومنع «حماس» من إعادة إحياء أذرعها العسكرية والأمنية وترميمها.
بالنتيجة، تعمل إسرائيل والولايات المتحدة على بلورة اتفاق، يمكن تفسيره على أنه اتفاق وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب من جهة الفلسطينيين، لكنه يتيح لإسرائيل استئناف القتال وإن غير المكثّف متى وجد الجيش الإسرائيلي مصلحة في ذلك، ما يمنع رفع «السيف» عن رقاب المقاومين ويدفعهم إلى الانشغال بالموقف الدفاعي الذي لا يسمح لهم بترميم القدرات.

ومن المتوقّع أن يواجه نتنياهو معارضة شديدة من أحزاب اليمين المتطرف في حكومته على خلفيّة خيار كهذا، فيما لا يُستبعد أن تعمد هذه الأحزاب إلى ما من شأنه إسقاط الحكومة نفسها، وخاصة أن الفاشيين غير معنيّين بأيّ اتفاق مع الجانب الفلسطيني، ما لم يكن اتفاق استسلام كامل، يسمح بالسيطرة الصهيونية الدائمة على القطاع، كما الاستيطان فيه وضمّه إلى الأراضي المحتلة، ليتساوى تماماً مع أراضي عام 1948.

أيّ إسناد تحتاج إليه غزة اليوم؟

ابراهيم الأمين

بعد أسبوع ينتهي الشهر التاسع من أطول حرب مع العدو. الكارثة الماثلة للعيان في غزة بفعل حرب الإبادة، تُبقي المسألة الفلسطينية عالقة في مكانها. فإسرائيل لم تجد حلاً لما تعتبره معضلة أمنية، في مقابل عالم ليس في وارد الاستفاقة من سباته. ويلتفت كثيرون إلى الخلف خشية انتقال موجة الدمار صوب لبنان، فيما لا يملك جيش الاحتلال الوصفة السحرية للتخلص من «مرض الشمال».لنعد إلى الوراء قليلاً. بعد 7 أكتوبر، لم يكن أحد في العالم في وارد سؤال إسرائيل عمّا تريد فعله. لكن، قبل بدء العملية البرية نهاية تشرين الأول الماضي، حصل نقاش مهني في غرف القيادة العسكرية والأمنية في إسرائيل. المداولات التي سُرِّب القليل عنها في حينه، بدأت تظهر بشكل أكثر تفصيلاً هذه الأيام. وكان بين الحاضرين فريق من مستشاري وزارة الدفاع الأميركية، حضروا للاطّلاع على حاجات جيش الاحتلال من الدعم الأمني والاستخباراتي والذخائر. لكن كان بينهم من حاول «تصويب» وجهة العمل، ربطاً بتقييم سابق يفيد بأن جيش العدو ليس جاهزاً كفاية للانتصار.

اليوم، يقرّ جنرالات كبار في البنتاغون بأن القيادات العسكرية والأمنية والسياسية في إسرائيل رفضت النصائح الخاصة بالحرب. وتظهر التسريبات الجديدة أن الأميركيين نصحوا تل أبيب بعدم خوض حرب تدميرية شاملة. صحيح أنهم وافقوا على حملة جوية كثيفة لـ«تأديب الفلسطينيين»، لكنهم أبلغوا قادة العدو بأن الأفضل لهم الإطباق على القطاع وهو اللجوء إلى الحصار الكامل، والإطباق على القطاع، والضغط الميداني من خلال تقطيعه إلى مربعات، وتنفيذ عمليات جراحية موضعية، بموازاة رفع مستوى الضغط السياسي على الفلسطينيين، و«سيكون العالم كله معكم. وعندها ستصلون إلى نتائج ممكنة بإطلاق الأسرى بثمن بخس، وبتغيير الوضع في داخل القطاع».

لكنّ الأميركيين فهموا سريعاً أن قادة العدو يفكرون بعلاج من نوع مختلف. لم يستمع الأميركيون يومها جيداً لمسؤول إسرائيلي كبير قال لهم: «هل تعرفون لماذا لم تُطلق الصواريخ من عسقلان؟ فقط لأنه لا وجود للفلسطينيين هناك. وإذا كنا نريد تجنب تكرار 7 أكتوبر، وضمان عدم إطلاق صواريخ من غزة تجاهنا، فهذا يعني أن علينا طرد الفلسطينيين من القطاع».

يومها، سمع الأميركيون أيضاً، ومعهم مسؤولون كبار في الأمم المتحدة ومصر والأردن، كلاماً واضحاً عن التهجير القسري لأبناء غزة نحو سيناء. قامت الدنيا، لكن ما أفشل المهمة ليس الخوف أو الرفض المصري أو الأردني (ولو أنه لا يمكن تجاهل موقف البلدين)، بل إن ما منع النكبة الجديدة، والذي لم يكن في حسبان أحد، أن المقاومة في غزة كانت قد استعدّت جيداً للمعركة، وما حصل مذَّاك مذهل، ويحتاج إلى عقود من البحث والكتابة لتفسير سر هذا الصمود الأسطوري لأبناء غزة.

اليوم، بعد تسعة أشهر على الحرب، اكتشف العالم كله أن إسرائيل غير قادرة على إنجاز المهمة، وأن أي دعم إضافي لجيش الاحتلال لن يحقّق تقدماً أكبر، رغم الجريمة الهائلة التي ارتكبها العدو في القطاع والتي لن تُمحى من الذاكرة بسهولة.

واليوم يواصل قادة العدو التصرف بصبيانية سياسية واستعلاء إضافي. وهم وجدوا، بعد تسعة أشهر من التدمير، أن عليهم الأخذ بنصيحة الجيش الأميركي، فاستضافوا جنرال الإرهاب الأميركي في العراق، ديفيد بترايوس، واستمعوا لمجرم الحرب الأميركي بانتباه، وهو يحدّثهم عن تجارب جيشه في الفلوجة والموصل وأفغانستان. ربما لم يسأله أحد عن نتيجة ما قام به. لكنّ نظراءه من الإسرائيليين كانوا يريدون منه تغطيته لخطوة سيقولون لاحقاً إنهم التزموا بها نزولاً عند رغبة واشنطن والحلفاء الغربيين. والنتيجة ما نشهده الآن في ما يطلقون عليه «المرحلة الثالثة» من الحرب.

خطة بترايوس التي قرّر العدو العمل بها هي نفسها ما اقترحه جنرالات البنتاغون على قادة العدو في اجتماعات ما بعد 7 أكتوبر. وتقوم على فكرة الحصار الشامل، وهو أمر حاصل بعد احتلال كل الخط الحدودي بين رفح والأراضي المصرية، ورفع مستوى الضغط بحيث لا يمكن إدخال علبة طعام من دون موافقة جيش الاحتلال، وتنفيذ برنامج أمني – عسكري على شاكلة ما يحصل في وسط القطاع أو شماله، لجهة تدمير كل البنية التحتية للخدمات. لتكون الحصيلة الفعلية إطلاق معركة تجويع القطاع. وما يريده العدو من الآن وصاعداً ابتزاز أبناء غزة ومقاومتها، بالرغيف وحبة الدواء، لتحصيل ما عجز عن تحقيقه في الحرب المدمّرة. ويتكل الإسرائيليون على مصر والأردن والإمارات وبعض الأطراف الفلسطينية لبناء شبكة من «المتعاونين المحليين» من أبناء غزة، وتقديمهم كـ«أهل للثقة لتسلّم المساعدات وتوزيعها على العائلات»… وكل ذلك بالتزامن مع موجة ضغوط من حكومات الغرب، ودول «الوساطة العربية»، لمطالبة المقاومة بالتنازل رأفة بالشعب الجائع.

رسائل غزة تؤكد جاهزية المقاومة للصمود طويلاً ولإفشال مشروع السلطة البديلة باسم إدارة ملف الإغاثة والمساعدات

هذا من جانب العدو وحلفائه، فماذا عن المقاومة ومحورها وقواها؟

في آخر الرسائل الواردة من قيادة كتائب عز الدين القسام، ثمة إشارات واضحة إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال تسعة أشهر لم تحقق أي نتائج قريبة من هدف سحق المقاومة، وأن سقوط آلاف الشهداء من مقاومي حماس والجهاد الإسلامي وبقية فصائل المقاومة، لم يمنع إعادة تشكيل القطع العسكرية بطريقة جديدة، تأخذ في الاعتبار جملة من الأمور، أساسها حاجة الميدان لناحية عدد المقاتلين وطبيعة انتشارهم ونوعية اختصاصاتهم، مع الإشارة إلى أن العدو قد لا يفهم على الإطلاق أن وحشيته دفعت بآلاف من الشباب الفلسطيني إلى طلب الالتحاق بصفوف الكتائب المقاتلة. وإذا كانت طبيعة العمليات تحتاج إلى عناصر مدربين ولديهم القدرة على العمل تحت الضغط، فإن عملية تعبئة الطاقات جارية بما يخدم البيئة التي تعمل فيها المقاومة. وسبق أن وصلت رسالة قبل نحو 40 يوماً إلى غرفة العمليات المشتركة لقوى محور المقاومة، تؤكد أن المقاومة في فلسطين مستمرة في تصنيع حاجاتها من القذائف المضادة للدروع والتحصينات والأفراد، وأنها أخرجت كمية كبيرة من المدافع التي تحتاج إليها لقصف نقاط تمركز قوات الاحتلال. لكنّ رسائل المقاومة تشدد على ما هو أهم، لجهة أنها باتت جاهزة للدخول في معركة ملاحقة جنود العدو حيث ينتشرون، وتنفيذ الكمائن القاتلة لقواته المتوغّلة.

وعلى الجبهة المدنية، فإن مجريات كثيرة لا تخرج إلى العلن، تؤكد أن حماس ومعها فصائل المقاومة قادرة أيضاً على وضع الضوابط الضرورية لإدارة الشأن الإنساني في القطاع. صحيح أن أحداً لا يريد الاستئثار بالإدارة كما يفترض العدو، لكن الأكثر صحة، هو أن المقاومة لن تقبل بأي محاولة لفرض سلطة بديلة، سواء باسم توزيع المساعدات، أو باسم إعادة الإغاثة والإعمار. وقد تلقّت الجهات الراغبة بالتعاون مع الاحتلال الرسائل اللازمة حول هذا الأمر، وهو ما يزيد مشكلة العدو وداعميه.

أما على صعيد جبهات الإسناد، فقد أقرّ الأميركيون بفشل خطتهم لاحتواء «أنصار الله» في البحريْن العربي والأحمر، وهم على قاب قوس أو أدنى من استئناف الضغط لمنع رفع المقاومة العراقية من مستوى مشاركتها في العمليات العسكرية. والجميع يراقب مستوى التهديدات بشن العدو حرباً شاملة على المقاومة في لبنان، وهي تهديدات لا يجب حصرها بما يصدر من مواقف وتسريبات، بل ينبغي التدقيق في مقدّماتها الميدانية، كونها أكثر فعالية من المقدّمات السياسية.

وتشير المعطيات الواردة من العاصمة الأميركية إلى أن البحث يتركز حول كيفية استغلال ما يسميه العدو «تقليص العمليات العسكرية الكثيفة» في غزة، لإقناع حزب الله بتخفيف عملياته العسكرية، وهو ما تريده واشنطن مدخلاً لوساطة تعتقد أنها تؤمّن وقفاً تدريجياً لإطلاق النار على الجبهة اللبنانية، وصولاً إلى تسوية كاملة عند توقف الحرب في غزة.

النقاش بين قوى محور المقاومة يتعلق بكيفية التعامل مع المرحلة الجديدة من الحرب الإسرائيلية القائمة على الحصار والتجويع

وإذا كانت الحافزية السياسية لا تكفي وحدَها لشن الحرب، فإن تحذيرات الغرب لإسرائيل ليست كافية، هي الأخرى، لإقناع العدو بعدم المغامرة في لبنان، خصوصاً أن إسرائيل تحمّل حزب الله مسؤولية العمل ليلَ نهارَ على تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى الضفة الغربية، وباستخدام الحدود السورية والعراقية مع الأردن لهذا الغرض، وأنه يرسل مُسيّرات تنقل بعض العتاد إلى المقاومين في الضفة. كما تتهم إسرائيل الحزب بأنه يمدّ كتائب المقاومة في غزة بمعطيات يومية ذات طابع استخباراتي، لمساعدة مقاومي غزة في توجيه بعض ضرباتهم الصاروخية، عدا المخاوف من أن حزب الله يقود برنامج عمل خاصاً بدعم «أنصار الله» في اليمن، وعملية تجنيد لمقاتلين يريدون الوصول إلى حدود الضفة وغزة.

المقاومة في غزة تسأل الحلفاء ليس عن الإمداد العسكري أو المادي أو حتى البشري، بل تناقش معهم آفاق عمل جبهات الإسناد، في ضوء المرحلة الجديدة من القتال مع العدو. وهو نقاش قائم على مستوى القيادات السياسية والعسكرية لقوى محور المقاومة، من فلسطين إلى لبنان وسوريا والعراق وصولاً إلى اليمن وإيران. والنقاش ينطلق من تقييم جديد لدور جبهات الإسناد، أساسه أن أداء المرحلة الماضية عكس فهماً سياسياً متقدّماً لناحية تقدير الموقف الأدقّ، واتخاذ القرار الأنسب، كما لناحية التدرّج في مستوى العمل العسكري.

السؤال المطروح اليوم: أي إسناد تحتاج إليه غزة لمواجهة خطة القتل بالتجويع والحصار؟

المقاومة العراقية: سنضرب الأميركيين إذا ضُرب لبنان

هدّدت فصائل المقاومة العراقية بضرب المصالح الأميركية في العراق في حال صعّد العدو من حربه على لبنان. وصدر أمس بيان عن «تنسيقية المقاومة العراقية»، جاء فيه أنه على «إثر تهديدات العدو الصهيو-أميركي بشن حرب شاملة على لبنان ومقاومته الباسلة، قرّرت التنسيقية أنه إذا ما نفّذ الصهاينة تهديدهم، فإن وتيرة ونوعية العمليات سوف تتصاعدان ضدهم، وستكون مصالح العدو الأميركي في العراق والمنطقة أهدافاً مشروعة لرجال المقاومة».

الحوثيون يتوسّعون تجاه السودان ومصر والمغرب

نقلت قناة «i24NEWS» الإسرائيلية أمس أن الرقابة العسكرية سمحت بنشر خبر يفيد بأن «أنصار الله» بدأوا «بتوسيع نفوذهم في منطقة شمال أفريقيا بغرض استهداف إسرائيل، وأن مؤشرات وردت عن أنشطة لهم في السودان ومصر والمغرب، وأنهم يريدون العمل من هذه المناطق ضد إسرائيل، ويتوقع أن ينقلوا مقاتلين بالإضافة إلى تعاونهم مع مجموعات عراقية».

التيار يعيد ترتيب أولوياته: أربع ركائز لمواجهة جعجع

أخيراً، بدأ السؤال عن أسباب توسّع حزب القوات اللبنانية وتضاعف شعبية رئيسه سمير جعجع يأخذ مدى جدياً في أوساط التيار الوطني الحر، بعيداً عن الانفعالات التي تتبع الاستحقاقات عادة، وتتلاشى تداعياتها قبل أن ينتج منها أي شيء جديّ. وعاد المعنيّون بمستقبل التيار للانتباه إلى أن خصوم التيار كثرٌ فعلاً، لكن من ينافسه على التمثيل السياسي في المقاعد النيابية وغيره اليوم هي القوات اللبنانية حصراً.ففي وقت كان فيه التيار يقاتل سياسياً على كل الجبهات: جبهة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وكل ما يتفرع منه من مؤسسات، وجبهة رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي وكل ما يملكه من نفوذ في إدارات الدولة، وجبهة رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحلفائه على مستوى البيوتات السياسية، وجبهة 17 تشرين بثواره وجمعياته وإعلامه… كانت القوات تركز نيرانها في المقابل على التيار حصراً، ولا تسمح بأن يشغلها عنه أي شيء آخر. في جزين، مثلاً، وصل التيار إلى الانتخابات النيابية الأخيرة مرهقاً وعاجزاً عن عقد التحالفات بعدما دخل صراعاً مع كل من الحريرية والثنائي والبيوتات السياسية والثوار المفترضين، فيما حصدت القوات التي كانت تتفرج مقعدين بعدما حاصر التيار نفسه بنفسه.

في مرحلة سابقة، كان خصوم التيار يحظون بحماية أو دعم الرئيس سعد الحريري (في زمن مسيحيّي 14 آذار) والرئيس نبيه بري (البيوتات السياسية)، أما اليوم فباتت القوات هي المنافس الحقيقي الوحيد لكل من التيار وخصومه السابقين، بل بات تفاهمه معهم (الكتائب و17 تشرين ضمناً) ضرورياً لوقف القوات. تجدر الإشارة إلى أنه فور إعلان نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، قال جعجع أمام دبلوماسي عربي إنه «أنهى التيار» ويمكنه الانتقال من «همّ التيار» إلى «همّ الحزب»، معمّماً على مسؤولي حزبه بضرورة التصرف على كل المستويات بوصفهم الممثلين الوحيدين للمسيحيين باعتبار أن التيار انتهى تماماً. وهذا ما يفسّر رفض جعجع الصارم المشاركة في أيّ حوار أو جلسة أو لقاء يشارك فيه باسيل، باعتبار أن ذلك يمثّل اعترافاً ضمنياً بتمثيل باسيل المسيحي أو بندّيته له، سواء على طاولة الفاتيكان أو بكركي أو الرئيس بري.

مع ذلك، فإن السؤال العوني عن أسباب تقدم القوات يجب أن يسلك اليوم طرقاً علمية هادئة بكل ما يتطلبه ذلك من دراسات وإحصاءات للوصول إلى نتائج إيجابية، بدل تبسيط الأمور كالقول، مثلاً، إنها لعنة السلطة عند المسيحيين التي لم يخرج أحد منها بالقوة نفسها التي دخل اليها فيها، أو اتهام المال السياسي لأن إدارة المال الانتخابي أهم بكثير من المال نفسه، أو إلقاء اللوم على الإعلام لأن تجارب كثيرة تؤكد أن مواقع التواصل توفر إعلاماً بديلاً لو كانت هناك نية للمواجهة الإعلامية، أو ما يتردد أخيراً عن إحالة أسباب تقدّم القوات إلى «الهجوم الشيعي» على جعجع، من منطلق أن المسيحيين يلتفّون حول أي سياسي بمجرد أن يهاجمه جمهور أو قيادات طائفة أخرى, فلو كان ذلك صحيحاً، لكان التيار ورئيسه الأكثر شعبية مسيحياً من دون منازع بعد كل التعبئة ضدهما في البيئتين السنّية والدرزية.

وعليه، يمكن أن تكون كل هذه الأسباب مجتمعة، أو ربما غيرها، ما أدى إلى التقدم القواتي. لكن ما يحدد ذلك هو دراسة علمية هادئة تقارب هذا الملف بمسؤولية. مع الأخذ في الحسبان أن الشعبية تعلو وتهبط، ولا يفترض بالعمل السياسي أن يكون على غرار «ما يطلبه المستمعون» لأن القائد السياسي هو من يقود الرأي العام لا العكس. وهو ما فعله سمير جعجع نفسه حين التزم بتموضعه الاستراتيجي وتحالفاته السياسية، حتى حين لم تكن تؤيده الأكثرية الشعبية المسيحية ولا تؤمن له حضوراً نيابياً أو وزارياً وازناً أو رئاسة جمهورية؛ يومها، لم يعد جعجع النظر بكل خياراته لإرضاء الناخب، بل ثبّت تموضعه وراهن على الوقت. مع التأكيد أن المنطق المسيحي العام السائد الذي يحمّل «الشيعة» المسؤولية عن كل صغيرة وكبيرة يعزّز موقع جعجع وصدقيّته بتأكيد العونيين قبل القوات أنه كان على حق منذ البداية، ويضعف موقف التيار مهما كان ما يقوله اليوم. والأمر مشابه تماماً لما يحصل في ملف النزوح السوري، حيث يربح التيار ويخسر جعجع مهما كان ما يقوله الأخير. ففي التعبئة المسيحية العامة ضد النازحين السوريين، يقول الرأي العام المسيحي: إذاً، كان العونيون على حق. وفي التعبئة المسيحية العامة ضد حزب الله، يقول الرأي العام المسيحي: إذاً، كانت القوات على حق. مع العلم أن تقييم نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة الذي أجرته ماكينة التيار بعد الانتخابات خلص إلى أن العدد الأكبر من ناخبي التيار عام 2018 الذين لم يقترعوا للتيار عام 2022 صوّتوا للمرشح جاد غصن في المتن، والنائب مارك ضو في عاليه، والمرشَحَين على لائحة نعمة افرام في جبيل. واللافت أن أحداً من المعنيين، وخصوصاً النواب، لم يدقّق في النتائج ويتصل مثلاً بمن أحجموا عن الاقتراع للتيار لسؤالهم عن السبب، رغم سهولة ذلك.
وعليه، فإن مزاحمة جعجع لا تكون عبر منافسته في الخطاب السياسي، وإنما عبر تحديد علمي لأسباب تقدمه من أجل إيجاد وسائل لوقفه، والتركيز في موازاة ذلك على أربع نقاط ضعف قواتية رئيسية يفترض بالعونيين الانتقال بواسطتها من الدفاع إلى الهجوم كما فعلت القوات في ما يخصّ نقطة ضعف التيار الرئيسية المتمثلة بأدائه في السلطة:

أولاً، وضع الرأي العام المسيحي في شكل واضح وجازم وحاسم أمام خيارين لا ثالث لهما، ومن دون لفّ و«مُستحى» ودوران:

– خيار التصادم والتعبئة والتحشيد والتحريض الذي يرفع جعجع لواءه، ويريد للمسيحيين بموجبه أن يكونوا «عشرين ألفاً»، وأن «يقسم الجيش»… وغيرها من وصفات الانتحار.

– خيار التفاهمات التي يرفع التيار لواءها، وقد ترجم ذلك في نصوص مكتوبة مع كل من القوات والتنظيم الناصري والحزب الشيوعي وحزب الله، ونصوص غير مكتوبة مع سعد الحريري، وبقي بعد كل الحملات عليه ينصّ الأوراق ويجوب على التغييريين والكتائب وأمل والاشتراكي لإقناعهم بالاتفاق على مواصفات للرئيس تارة، وبعض القوانين التشريعية طوراً.

وبدل إضاعة الوقت في مزايدات لا تنفع، يفترض سؤال الرأي العام المسيحي، يومياً، وعلى جميع المستويات في الكنيسة والقرية والبلدة والمدرسة والجامعة والنقابة والمدينة، أيّ نموذج أو خيار يريد: التصادم الذي يوصل إلى حرب أهلية أو الحوار والتفاهمات التي تؤمّن الاستقرار؟ الازدهار أو التقهقر؟ نموذج البترون وإهدن اللذين تقصدهما العائلات الطرابلسية أولاً وكل لبنان ثانياً أم نموذج بشري متصادم مع جواره من زغرتا إلى الضنية إلى بعلبك التي لا يوجد فيها صاحب فندق واحد فخور باستثماره؟ خيار جعجع الذي يهلّل للحصار الاقتصادي على البلد حتى لو دفع أبناء بشري ثمن مقاطعة الخليج للمنتوجات الزراعية، أو خيار باسيل الذي استحدث في الخارجية، حين كان وزيراً، عشرات الملحقين الاقتصاديين في السفارات لتوسيع آفاق الصادرات اللبنانية؟ الخيار الذي يسعى لتأمين فرص العمل، سواء عبر النفط أو غيره أو خيار من يفاخر بنيّته إعادتهم بالتوابيت؟ الخيار الذي ينسجم مع التفاهمات الإقليمية والدولية أو الخيار الذي يعتقد أن بوسعه وضع العصيّ في دواليب التفاهمات؟ الخيار الذي يقاتل من أجل شراكة حقيقية كاملة ناجزة حتى لو أدى ذلك إلى توتر كبير في علاقته مع أوثق حلفائه، أو الخيار الذي لا يهمّه التمثيل ولا الشراكة ولا المناصفة وإنما إرضاء مراكز الدراسات التي قال جعجع بفخر شديد إنها تعتبر «المسيحيين بفضله رأس حربة في مواجهة الشيعة»؟

وثمة ورقة في غاية الأهمية، وهي الأساس في التموضع الاستراتيجي لكل من القوات والتيار، تعيد القوات إلى نقطة الصفر التي انطلق منها التيار في أواخر الثمانينيات، لكن التيار يتعامل معها بخجل ولا يعيرها الاهتمام اللازم رغم أن النقاش السياسي يجب أن يبدأ وينتهي عندها، تاركاً للرأي العام أن يختار ما يريد. مع ضرورة توضيح التيار أن خياره الاستراتيجي هو «التفاهمات» لا التفاهم مع حزب الله حصراً، فيما خيار القوات الاستراتيجي هو الصدام، وعليه فإن من يختار بينهما لا يختار «التفاهم مع حزب الله أو عدمه»، وإنما منطق التفاهم عموماً أو عدمه.

ثانياً، فضح كذب القوات لسنوات في ما يخص الحريات وحق الشعوب في تقرير المصير، إذ يدعو جعجع ونواب كتلته ومسؤولو حزبه شعباً محتلاً يقتل كل يوم في الضفة (قبل الحرب في غزة وخلالها) ويؤسر ويهان إلى القبول بالعيش في السجن الكبير من دون مقاومة أو أية ردة فعل، في تناقض كبير مع كل ما سوّقه جعجع عن نفسه في لبنان والعالم كأسير سياسي سابق مناصر للحريات في هذا العالم. وهو ما يمنح العونيين فرصة استثنائية لتدمير كل الصورة الجديدة التي رسمها جعجع لنفسه، سواء خلال وجوده في السجن أو بعد خروجه منه. إذ كان يفترض أن تربط مواقف مسؤوليه بصور أشلاء الأطفال في المستشفيات وشرعة حقوق الإنسان التي تستذكر القوات اللبنانية شارل مالك بوصفه أحد كاتبيها في المواسم الانتخابية، ثم تتناساها حين يبدأ حليف حلفائها الإقليميين مسلسلات القتل، وتتحول «الكرامة والحرية والمساواة» التي ينصّ عليها البند الأول في «الإعلان» إلى «شعارات ممانعة خشبية تافهة» كما يقول مسؤول «جهاز التواصل» في القوات شارل جبور. ومن يراقب اليوم القواتيين على مواقع التواصل الاجتماعي، يلاحظ تسخيفهم كل من يتحدث عن الكرامة الوطنية أو السيادة أو الاستقلال، حيث المطلوب تبعية عمياء وجوفاء للغرب دون «ولكن». ولعل العونيين لا يعلمون هنا أن منظمات كبرى تواجه مشاكل جدية مع ناشطيها في لبنان – كما حصل في الكثير من الجامعات الأوروبية والأميركية – لأنهم صدّقوا الأكاذيب الغربية في ما يخص الحرية وحقوق الإنسان. وعليه، يمكن التيار أن لا يستقطب في هذه اللحظة، لكن بوسعه أن يمنع القوات من الاستقطاب أقلّه في أوساط من يؤمنون فعلاً بالحرية والحريات ويرفضون القتل وانتهاك الكرامات.

مزاحمة جعجع ليست بمنافسته في الخطاب السياسي بل في تحديد علمي لأسباب تقدّمه من أجل إيجاد وسائل لوقفه

ثالثاً، لعب لعبة القوات مع التيار لجهة تأجيج الخلافات التي تطرأ بينه وبين الأفرقاء الآخرين في سياق سعيها الدائم لعزل التيار. ففي ظل التباعد السياسي الكبير بين القوات والحزب الاشتراكي، والذي بلغ حدّ تطاول جبور بشكل فوقي مقزّز على النائب السابق وليد جنبلاط، هل استنفر التيار ماكينة ما لتوسيع الهوّة بين الحليفين المفترضين كما كانت القوات لتفعل لو قلبت الأدوار؟ طبعاً لا. ومشكلة الجمهور العوني هنا أنه لا يعتبر نفسه معنياً بالهجوم أو «الشيطنة» على هذا السياسي أو ذاك الإعلامي، إلا حين يرتبط الأمر بهجوم مباشر على التيار، فيظهرون بمظهر المدافعين والمبررين لا شيء آخر. مع العلم أن تطوير التفاهم السياسي بين التيار والاشتراكي إلى تحالف انتخابي كفيل بقلب الكثير من الأوزان السياسية. في المقابل، تستنفر القوات ماكينة هائلة لتضخيم أيّ تباين بين التيار وحركة أمل، فيما يجلس التيار متفرجاً على الخلاف بين أمل والقوات، أو يسخّفه ويضعه في خانة التمثيل وتبادل الأدوار بدل الاستثمار فيه وتوسيعه. وبالعودة إلى غزة، لولا النائب السابق خالد ضاهر لما اقتربت القوات من الحاصل الانتخابي الذي لم تصل إليه في عكار، ولولا طرابلس لما حصلت على النائب الثامن عشر في كتلتها، ولولا الناخب السني في زحلة لما ضمنت المقعد الثاني وغيره الكثير ممّا يمكن حرمان القوات منه في حال إتقان التيار التصويب على مواقف القوات اليومية، وإعادة تظهير تموضعه السياسي بشكل واضح، مستثمراً أكثر فأكثر في علاقته مع الجماعة الإسلامية التي جمعته بها علاقة جيدة حين كانت العلاقة معها لزوم ما لا يلزم. وهو ما يقود إلى القول إن التيار يندفع نحو التفاهمات حين تكون مضرّة به، وينفر منها حين تكون مفيدة له؛ وهو ما يحتاج إلى علاج مركزي جدي. مع التأكيد هنا أنها لحظة لا تتكرر لجهة إمكانية إقفال الأبواب السنّية في وجه جعجع وجعل حركته هناك (الضرورية انتخابياً بالنسبة إليه) صعبة جداً. لكنّ هذا يتطلب من التيار قراراً معجّلاً مكرّراً وخريطة طريق واتصالات سياسية واقتناعاً بأن محاصرة الخصم أهمّ من أي شيء آخر، كما تؤكد تجربة التيار نفسها.

رابعاً، ثمة سؤال يومي يفترض بالتيار أن ينتقل بمجرد طرحه من الدفاع إلى الهجوم، يرتبط بما حققته القوات للناخبين على جميع المستويات نتيجة مشاركتها في السلطة أو معارضتها منذ عام 2005، مع إعادة تحديد للمفاهيم بعيداً عن الشعبوية لجهة أن المعارضة للمعارضة لا تفيد الرأي العام بشيء، أما المعارضة الهادفة إلى التصحيح أو التغيير، فيمكن أن تفيد. وبناءً على ذلك، يفترض بالتيار الخروج من الزاوية التي تحشره فيها القوات بوسائلها المختلفة منذ عشر سنوات بشأن أدائه في هذه الوزارة أو تلك للمقارنة على جميع المستويات الإنمائية والتشريعية بين نوابه ونواب القوات في جبيل وكسروان والمتن والبترون وبشري والكورة؟ فرغم كل الملاحظات السلبية التي يمكن تسجيلها على أداء النواب العونيين، لا مجال للمقارنة أبداً بنواب القوات الذين لم يفعلوا أيّ شيء إنمائي أو تشريعي يذكر غير التعقيب السلبي على العونيين.

أخيراً، إعادة الاعتبار للخصومة مع رئيس حزب القوات اللبنانية سواء على المستوى السياسي أو البلدي أو النقابي أو الطلابي هي الأساس. فمن لا يعتبر جعجع خصمه الحقيقي وينشغل عنه ٣٦٤ يوماً في السنة بخصومات ثانية وثالثة ورابعة لن ينجح في مزاحمته. مع جعجع، لا بدّ من المعاملة بالمثل: لا بدّ من التركيز المكثّف عليه، تماماً كما فعل هو، من دون أيّ معارك جانبية لإعادته إلى حجمه الطبيعي، ثمّ الالتفات بعد ذلك إلى كل الجبهات الأخرى.

اللواء:

صحيفة اللواءدفاعات الاحتلال تفشل أمام المسيَّرات.. وضربة موجعة في الجولان

انطباعات إيجابية لزيارة ميقاتي الجنوبية.. والملف الرئاسي إلى الواجهة من عين التينة إلى باريس

مع بداية شهر تموز، تمضي عجلة الحياة في البلد، دون تقاطعات قوية بين اللبنانيين، في وقت تسعى فيه سلطة حكومة تصريف الاعمال الى تطويق ما يجب تطويقه، وتمضية الخلافات بالتي هي أحسن، عبر متابعة الوزراء لعمل وزاراتهم، ليس بالمعنى الضيِّق لتصريف الاعمال، بل بالمعنى الأكثر من متوسع، ويسجّل الرئيس نجيب ميقاتي هدفاً لصالح الوحدة الداخلية، عبر تصريحاته، التي قرئت في الأوساط الجنوبية والشعبية بالايجابية.

وكشف الرئيس ميقاتي، خلال لقاءاته انه ابلغ الرئيس نبيه بري بأنه سيزور الجنوب، معتبرا ان الزيارة ليست للتضامن، فنحن متضامنون معهم بالكامل، ونتابع اوضاعهم دائماً، نحن الى جانب اهلنا، المقاومة تقوم بواجبها، والحكومة اللبنانية تقوم بواجبها، وهدفنا ان نحمي البلد بكل ما للكلمة من معنى.

فللمرة، الاولى منذ 7 تشرين، زار ميقاتي الجنوب، متنقلا بين مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش، وغرفة الطوارئ الصحية في مركز إتحاد بلديات صور.. وأكد في المناسبة أن «الجيش هو السند ودرع الوطن وسياجه»، مشدداً «على تمسك لبنان بالقرار 1701»، آملاً «عدم توسُّع الحرب في جنوب لبنان»، وقال:«نتمنى في هذا الظرف الصعب أن تمر الأمور بخير على هذا البلد وأن يبتسم الجنوب وكل لبنان. نحنُ دعاة سلم، وعلى اسرائيل أن توقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وتوقف الحرب في غزة وأن يُطبِّق الجميع القرار الدولي الرقم 2735».

أضاف: «التهديدات التي نشهدها هي نوع من الحرب النفسية، والسؤال الذي يتردد على كل الالسن هل هناك حرب؟ نعم نحن في حالة حرب وهناك عدد كبير من الشهداء من مدنيين وغير مدنيين والعديد من القرى المدمّرة بسبب العدوان الإسرائيلي»…

وقال ميقاتي خلال تفقده يرافقه وزير التربية عباس الحلبي ، مراكز الإمتحانات الرسمية في صور، والتي انطلقت متأخرة صباح السبت:«عندما بدأت الامتحانات الرسمية للتعليم المهني، وصلتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات بقصف مراكز الامتحانات، وأظهرت التحقيقات التي قامت بها مديرية المخابرات انه ربما يقف خلف هذه التهديدات طلاب متضررون».

على أن الأخطر، وفقاً لهذا المشهد، اصرار رئيس حكومة اسرائيل على الحرب، سواء في غزة او جبهة الشمال (الحدود مع لبنان) تحت شعارات زائفة، لا إمكان لرؤية اي منها على أرض الواقع.

وعليه، تحدث تقرير لصحيفة «جيروزاليم بوست» عن ان كتيبة |النمر» في الجيش الاسرائيلي، التي تختبئ وراء الاشجار، وأن الجنود ينامون في العراء بالقرب من المدفعية، يستعدون للهجوم على الجنوب، عبر استخدام نوع من المدفعية يدعى «روم».

الملف الرئاسي

رئاسياً، من المتوقع معاودة البحث بهذا الملف، خلال الاسبوع الطالع، سواء عبر المشاورات المفتوحة بين الرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، او عبر المشاورات الأميركية – الفرنسية في باريس، على هامش زيارة سياحية عائلية للوسيط آموس هوكشتاين الى باريس.

وفيما لم يُعرف موعد تحريك ملف الرئاسة من جديد، مع الاشارة الى ان الامر وارد في اي لحظة،لم تشأ مصادر في التيار الوطني الحر التأكيد لـ«اللواء» أن اجتماعا يُعقد اليوم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، مشيرة إلى أن اللقاء مع الرئيس بري على جدول الحركة المقبلة لباسيل في سياق ملف الرئاسة، معتبرة أنه في اللقاء الأخير بينهما كانت وجهات النظر متطابقة في ملف التشاور أو الحوار الذي من شأنه تسهيل طريق الرئاسة.

إلى ذلك رأت مصادر نيابية معارضة أن مواقف باسيل امس عكست دليلا قاطعا على انصهاره أكثر فأكثر مع قوى الممانعة وأشارت إلى أن لباسيل حسابات محددة يراهن عليها.
ويبحث هوكشتاين مع نظيره الفرنسي جان- ايف لودريان في الوضع الحدودي بين لبنان واسرائيل، فضلا عن الملف الرئاسي، الذي ما يزال عالقاً دون حدوث أي تقدم.

ومن عكار، طالب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اللبنانيين بالتلاقي لإنقاذ بلدهم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والشروع بالاصلاحات الملحة التي طال انتظاره.

الخازن ينقل عن الراعي: حزب الله ليس إرهاباً

وعلى خط تنقية، العلاقات بين بكركي والثنائي الشيعي، تحرك النائب فريد هيكل الخازن لرأب الصدع، ونقل عن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي انه رفض في لقاء مع السفراء اتهام حزب الله بالارهاب.

ولفت إلى أن الراعي كان أكّد له أن «سفراء إحدى الدول العظمى قد طلب من الراعي أن يصف حزب الله بالإرهابي وهذا ما رفضه البطريرك رفضا مطلقا، مشيرا إلى أن هذا فريق لبناني وهو بعيد كل البعد عن الإرهاب، والراعي طلب من السفير أن يتم تطبيق القرارات الدولية وهذا ما قد يساهم بالحدّ من حمل حزب الله لسلاحه».

الوضع الميداني

ميدانياً، أعلن حزب الله في بيان له عن استهداف من مرابض مدفعية العدو في خربة ماعر بعد ظهر امس، بالاسلحة الصاروخية، كما استهدف الحزب موقع رويسة القرن في مزارع شبعا، وكذلك موقع السماقة في تلال كفرشوبا.

وكشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الدفاعات الجوية الاسرائيلية لم تنجح امس في اعتراض الطائرات المسيَّرة التي اطلقها حزب الله في لبنان.

وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان 8 جنود من الجيش الاسرائيلي اصيبوا نتيجة انفجار طائرة مسيَّرة في الجولان اطلقها حزب الله 3 منهم بحالة خطرة.

كما اعلن الحزب انه رداً على اعتداءات العدو الاسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، وخصوصا في كفركلا، استهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة يرؤون بالاسلحة المناسبة وحقق اصابات.

وشنت الطائرات الاسرائيلية غارة على بلدة عيتا الشعب.. كما قصفت مدفعية الاحتلال اطراف بلدة كفرشوبا.

البناء:

صحيفة البناءالانتخابات الفرنسية تطوي صفحة ماكرون وتفتح طريق اليمين نحو روسيا وسورية

الإجماع العربي للتقرّب من المقاومة بعد تصحيح خطأ صفقة القرن بتصنيفها إرهاباً

الاحتلال يعترف بالفشل العسكري وعشرات القتلى والجرحى في غزة وجبهة لبنان

كتب المحرّر السياسيّ

قال الناخبون الفرنسيون كلمتهم، وسوف يواصلون تثبيتها نهاية الأسبوع المقبل في الدورة الانتخابية الثانية، بإقصاء حزب الرئيس إيمانويل ماكرون عن مركز التحكّم بالقرار الفرنسي، بحيث يرجح أن يكمل اليمين الفرنسي السيطرة على الغالبية النيابية، والنجاح بتشكيل حكومة منفرداً، يُجبر ماكرون على التساكن معها كبطة عرجاء قبل أن يخرج ومعه حزبه الطارئ على المشهد السياسي الى متحف اللوفر، ويفتح طريق الماليزية أمام خيارات جديدة.

التبعيّة العمياء للسياسات الأميركيّة أسقطت فرص تشكيل قطب أوروبيّ موازٍ ومستقل مقابل الاستقطاب الأميركيّ الروسيّ الصينيّ، وفقد مع ذلك الشعور بالمكانة والمهابة، لكن الاقتصاد فقد موارد المستعمرات في زمن التراجع الغربي، ودفعت فرنسا الحصة الكبرى من هذا التراجع في أفريقيا، وفقد هذا الاقتصاد ومعه المستهلك الفرنسي فرص الحصول على الوقود والطاقة بسعر رخيص بسبب حال العداء والقطيعة والعقوبات التي فرضت على روسيا في ظلال حرب أوكرانيا.

وبالتوازي وقفت فرنسا كتلميذ مطيع وراء أميركا في حرب غزة داعم بلا شروط لكيان الاحتلال، بينما خرج الشعب غاضباً يعلن تضامنه مع غزة وفلسطين، فتوزع الناخبون بين الوطنية الفجة التي يمثلها اليمين، وبيده وعود الانفتاح على روسيا وإعادة ضخ النفط والغاز من موسكو الى دول أوروبا، ورفض إرسال القوات الفرنسية لمساندة أوكرانيا والدعوة لمصالحة روسيا والناتو بعد وقف الحرب، وبين اليسار التقدمي الذي قاد الشارع المساند لفلسطين وغزة، والمعترض بقوة على سياسات التبعية اقتصادياً لتوجّهات الليبرالية المتوحشة، واعداً بسياسات ضريبية تعيد تنشيط الطبقة الوسطى وتقدم الرعاية للطبقات الفقيرة.

نال اليمين 33% في الدورة الأولى أمس، وينتظر أن يكمل نيل الأغلبية الأحد المقبل، وبينما يَعِد بسياسات قاسية في ملف المهاجرين، يتبنى اليمين موقفاً مسانداً للدولة السورية باعتبار هذا الانفتاح وحده يقدم حلولاً لمواجهة الإرهاب وخطر تهديده لأوروبا، كما يقدم حلولاً لملف الهجرة عبر فتح طريق العودة الآمنة الى البلد الأصليّ ورفع العقوبات عنه ومساعدته على النهوض.

في المنطقة حمل الموقف الذي أعلنه معاون الأمين العام للجامعة العربية حسام زكي، خلال زيارته لبيروت، حول إزالة اسم حزب الله عن لوائح الإرهاب بقرار من الإجماع العربي كما قال، ترجمة لمسار معاكس لما بدأه العرب مع اتخاذ القرار بتصنيف حزب الله إرهابياً عام 2016، في سياق الأوهام التي انتشرت حول تصاعد المشروع الأميركي، وما سُمّي بالفرص الواعدة لصفقة القرن والتطبيع، ومثلما تراجع العرب عن قرار مقاطعة سورية ومصادرة مقعدها وقرروا عودتها الى القمم العربية، يتراجعون اليوم بسبب سقوط الأوهام وثبات قوة قوى المقاومة وتفوّقها على وهم القوة الإسرائيلية، وظهور القضية الفلسطينية عنواناً لن يسهل جعله هامشياً، بعدما عادت فلسطين تتوهّج على جدول أعمال الشعوب والدول، وعادت المقاومة رقماً إقليمياً صعباً.

في جبهات القتال اعترف جيش الاحتلال بسقوط 33 من جنوده بين قتيل وجريح، منهم 22 في عمليّات غزة، و11 في عمليات شمال فلسطين، بينما قال مستشفى صفد إنه استقبل 18 مصاباً بضربة جويّة واحدة للمقاومة في جنوب لبنان.

تواصل «إسرائيل» اعتداءاتها فاستهدفت غارة إسرائيلية منزلاً في بلدة حولا، مخلّفة دمارًا كبيرًا، ما أدّى إلى سقوط 3 شهداء، هم: نصرات حسين شقير من بلدة الصوانة، وجلال ضاهر من بلدة حولا، وحسين محمد سويدان من بلدة عدشيت القصير. وقد سبق ذلك قصفٌ مدفعي استهدف البلدة.

وأعلن حزب الله أنه استهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة يرؤون بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابةً مباشرة، ومقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان ثقيل، فَأُصيبت إصابةً مباشرة ودُمّر جزءٌ منها، ومقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل بصاروخ “فلق”، فَأُصيبت إصابةً مباشرة ودُمر جزءٌ منها، ووقعت فيها إصابات مؤكدة، واستهدف الحزب “مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة”، كما أعلن تنفيذه “هجوما جوياً بِسربٍ من المسيرات الانقضاضية على مقر كتائب المدرعات التابعة للواء 188 في ثكنة راوية، مُستهدفةً مبنى القيادة فيها وأماكن تموضع ضباطها وجنودها وأصابها إصابةً مباشرة، مما أدى إلى اندلاع النيران فيها وأوقع فيها إصابات مؤكدة”.

واستهدف “المشغل العسكري التابع لِثكنة بيت هلل بصاروخ “فلق”، فأُصيب إصابةً مباشرة ودُمر جزءٌ منه، مُحققاً فيه إصابات مؤكدة”، و”مرابض مدفعية العدو الإسرائيلي في خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية، وموقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابةً مباشرة”.

وشكّك رئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في جامعة تل أبيب اللواء احتياط تامير هيمان والرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) – في جدوى توسيع “إسرائيل” الحرب في لبنان، قائلا إن “التحرك في الشمال قبل حسم الحرب في غزة أمر غير مرغوب، وقد يؤدي إلى تشتيت الجهود وإلى حرب استنزاف طويلة”.

وأضاف هيمان أن حزب الله لديه البنية التحتية والقدرات العسكرية لخوض حرب طويلة جداً ربما تستمر عدة أشهر، يُلحق خلالها أضراراً جسيمة ب”إسرائيل”، الأمر الذي سيؤثر على استمرارية العمل والاقتصاد وقدرة أي إسرائيلي على القيام بعمل ما.

وفي حال أصرّت الحكومة الإسرائيلية على الدخول في حرب شاملة مع حزب الله، قال هيمان إن “عليها أن تحدّد بشكل واضح كيف ستنتهي، وأن تتعلم من دروس الحرب في غزة، والتي تم التخطيط لها باعتبارها حرباً طويلة، وهذا يتعارض مع مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي”.

وأردف قائلاً “أما إذا اندلعت حرب شاملة ضد حزب الله، فمن الأفضل ل”إسرائيل” أن تخوضها وتصمّمها، بحيث تكون قصيرة ومحدودة إقليمياً بقدر الإمكان، على أمل أن تتسبب بأقل قدر من الضرر المادي والمعنوي بالجبهة الداخلية الإسرائيلية”.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “الرسالة التي بعثت بها إيران في ما يتعلق بشنّ “حرب إبادة” في حالة تنفيذ “إسرائيل” عملاً عسكرياً واسع النطاق في لبنان تجعلها تستحق التدمير”. وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، إنه إذا شرعت “إسرائيل” في “عدوان عسكري شامل” في لبنان، فإن “حرب إبادة ستندلع”.

إلى ذلك تتجه الأنظار إلى لقاء سيجمع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بالموفد الفرنسي جان إيف لودريان الأسبوع المقبل في باريس، حيث سيتم البحث بين الطرفين في ملف لبنان بشقيه الرئاسي والأمني العسكري، في وقت تستعد اللجنة الخماسية لاستئناف تحركها الاسبوع الثاني من الشهر الحالي في شأن الانتخابات الرئاسية بالتوازي مع زيارة الموفد القطري أبو فهد بيروت قريباً للبحث في الملف الرئاسي وما يمكن القيام به لإحداث خرق جدي في هذا الشأن، والعمل من أجل تفادي اتساع رقعة الحرب، علماً أن الدوحة ستستضيف وفداً قواتياً يوم غد الثلاثاء في سياق اهتمامها بالشأن اللبناني واستقبالها الكتل النيابية.

إلى ذلك لا يزال كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي الأحد الماضي محل متابعة سياسية واهتمام من قبل العاملين على خط ترتيب العلاقة بين بكركي وحزب الله. وقال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أمس، إنه على مدى كل العلاقة مع بكركي، حزب الله كان حريصاً على علاقة واحترام متبادل مع الصرح البطريركي فهناك قنوات مفتوحة وحوار دائم. ولفت فياض إلى أن الأب عبدو ابو كسم قام بخطوة إيجابية وكانت في الاتجاه الصحيح. وما قام به النائب فريد الخازن قُرئ جيداً من قبلنا، ولكن برأينا الامر يحتاج الى خطوات اضافية وحبذا لو ان البطريرك الماروني بشارة الراعي يوضح الأمر.

واعلن فياض أن حزب الله ارسل الى بكركي ان المقاومة مزعوجة جداً من الموقف الذي صدر وما حصل جرحنا في الصميم وكلمة الإرهاب هي لغة تصادم ومواجهة وليست لغة اختلاف سياسي، قائلاً: حتى لو لم تكن هناك غزة فنحن نقاتل عدو لا يزال يحتل ارضنا ونواجهه، وبالتالي نفتش عن اللحظة المناسبة لاستكمال العمليات ضده؛ وهذا حق المقاومة.

وشدّد فياض على أن حزب الله يدرك خصوصية موقع بكركي ودوره ونريد أن تبقى قنوات الحوار مفتوحة وما حصل يحتاج الى احتواء ومعالجة والخطوات التي حصلت إيجابية، ولكن يجب ان تستكمل بالمزيد منها.

وكان النائب فريد هيكل الخازن زار يوم السبت بكركي، ونقل عن الراعي قوله “نعم هناك “مشكل” مع حزب الله، هناك فريق معه سلاح وآخر ليس معه سلاح، وهذا الموضوع يحدث إشكالية ونقاشاً كبيراً، لكنه لا يصل الى حدود ان نتهمه بالإرهاب”.

كما نقل الخارن عن البطريرك الماروني “أن أحد سفراء دولة عظمى طلب منه تسمية حزب الله بالإرهاب، الا انه رد عليه بأن هذا الحزب هو فريق لبناني ولا نتهمه بالإرهاب، وهو بعيد عن الإرهاب”.

وقال الخازن بعد اللقاء إنه “يرفض وصف اي فريق لبناني بالإرهاب”، واعتبر”ان ما حصل غيمة ولازم تمرق”.

وتمنى البطريرك بشارة الراعي لو أنّ الذين يتعاطون الشأن السياسيّ العام عندنا، يدركون أنّهم مدعوّون ليتقدّسوا في عملهم السياسيّ، لأنّه بالأساس موجّه لخدمة الشخص البشريّ في دعوته وحقوقه الأساسيّة، وإنمائه بكلّ أبعاده الروحيّة والإنسانيّة والثقافيّة والاقتصاديّة؛ وموجّه لتوفير العدالة والسلام والاستقرار الأمنيّ بواسطة مؤسّسات الدولة النظاميّة والأمنيّة؛ كما أنّه موجّه للاعتناء بقضيّة المسنّ والمهمَل، والعامل المظلوم، والفقير والجائع.

فإذا اعتنوا بجميع هذه الحالات، نالوا أجرًا عند الله، وسارعوا إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة وفقًا للدستور الواضح والصريح، من شأنه أن يعيد ثقة المواطنين بشخص الرئيس وبمؤسّسات الدولة الدستوريّة.

ويزور رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اليوم رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة لاطلاعه على نتائج لقاءاته القوى السياسية وأهمية الذهاب الى حوار يعقبه عد جلسات متتالية لانتخاب رئيس لا سيما وأن هناك 86 نائباً يبدون استعداداً للمشاركة في الحوار.

وشدّد باسيل أمس، خلال جولة قام بها أمس على قرى وبلدات عكارية على أننا “اليوم مهدّدون بسبب اسرائيل وجميعنا نسأل السؤال نفسه حول حدوث الحرب”، مؤكداً “اننا ضد أي سياسة تأتي بالحرب”.

وأضاف: “صحيح نعمل لمنع الحرب عن لبنان، ولكن هذا لا يعني الاستسلام، وسواء وقعت الحرب أم لا لبنان سيخرج منها منتصراً ولو بكلفة مرتفعة”، معتبراً أن “الحرب هي فشل للإنسان، ونتيجة الحرب ستكون انتصاراً للبنان”. ولفت الى ان “الخوف هو من الحروب الأخرى لتغيير الهوية وغيرها، وهذا الأمر ليس فيه عنصرية ولا عدائية”.

وقال المكتب الإعلامي للرئيس فؤاد السنيورة، في بيان: “حزب الله ممثل في الحكومة وفي مجلس النواب، وفي لبنان ليس لدينا موقف كهذا، والأيام ستثبت وحسب التجربة اذا ما كان هذا القرار للجامعة العربية متسرّعاً او صحيحاً. هذا التصنيف ليس تصنيفاً لبنانياً، حزب الله مشارك في الحكومة وفي مجلس النواب”.

وأضاف: “على صعيد الجامعة العربية، اذا كان هناك من توافق للتوصل الى هذا الموقف، فمن الأجدر التحقق من المنفعة خلف الأمر للبنان وحزب الله لان هذا الكلام ينعكس إيجاباً على حزب الله وينعكس إيجاباً على لبنان، اذا كان هناك توافق على ذلك لقاء أشياء محددة”.

 

المصدر: صحف