إنطلقت الإمتحانات الرسمية بعد جدل طويل حول احتمالية إلغائها، مراعاة لما يمر به طلّاب الجنوب اللبناني. التحضيرات الخاصة بهذا العام الإستثنائي أنجزت وصبيحة يوم السبت سيخضع طلاب الثانوي لامتحانات ميزتها الأساسية أنّها تضمن تقييما حقيقيّا لكفايات كل طالب في لبنان.
في حوار خاص للخط الساخن عىلى قناة المنار لفت رئيس دائرة الإمتحانات في مديرية التربية الأستاذ ربيع اللبّان الى أن وزارة التربية تحمل دورا أساسيا هو الإشراف على كل العمليات التربوية وتقييم المستوى التعليمي، لذا كانت الإمتحانات الرسمية التي تضمن للطالب مستوى يتوافق مع ما تحتاجه الدراسة الجامعية. كما أكّد اللبّان على أنّ الوزراة منذ مطلع هذا العام لم تشر أبدا الى احتمالية إعطاء إفادات، وهي إن أخذت هذا القرار في سنوات سابقة فقد كانت مجبرة على ذلك.
أمّا مسؤول العلاقات في التعبئة التربوية في حزب الله الدكتور يوسف بسّام، فقال إن إجراء الإمتحانات الرسمية بكل ظروفها وأشكالها أفضل من الحصول على إفادة، ذلك لعدّة أسباب أولّها أنّه لا يوجد جامعة في الخارج تقبل طالبا يتقدّم إليها بإفادة، وثانيا لأنّ أهل الجنوب اعتادوا على الإعتداءات الإسرائيلية والخروقات الجويّة حتّى من قبل طوفان الأقصى، كما أنّ إمتحانات الشهادة المهنية والطلبات الحرّة إنطلقت منذ أيّام بكامل الإجراءات المطلوبة. لافتا الى أنّ قلق الطالب تجاه الإمتحانات الرسمية أمر طبيعي.
تابع بسّام أنّه منذ الأيّام الأولى لطوفان الأقصى، قامت التعبئة التربوية بافتتاح مكتب لاستقبال الطلّاب النازحين الذين لم يلتحقوا بمدارسهم. وقد تواصلت مع مئات الطلّاب سواء كانوا من مدارس خاصّة أو رسمية، وتم تأمين مدارس لهم، ومساعدات مالية بدل رسوم تسجيل. إضافة الى أنّها ساعدت طلّاب الجامعات الخاصة والرسمية.
أيضا ذكر بسّام أنّ الأستاذ في التعليم الرسمي لا يحصل بالعادة على بدل إنتاجية إن لم يحضر الى المدرسة، وهذه مشكلة واجهت الأساتذة النازحين، فقامت التعبئة التربوية باتّصالات عبر كتلة الوفاء للمقاومة بشخص النائب الدكتور إيهاب حماده، مع رئيس الحكومة، رئيس مجلس النوّاب وأيضا وزير التربية، فوافق مجلس الوزراء على إعطاء بدل إنتاجية للمعلّم النازح.
اللبّان قال إنّ توصيف الإمتحانات الرسمية حُدّد في منتصف العام الدراسي، بعد دراسة أجراها المركز التربوي للبحوث والإنماء، حيث أخذ المركز عيّنات من كل محافظة في الجنوب، لاسيّما المناطق التي تتعرّض لاضطرابات أمنية نتيحة العدوان الصهيوني، كما وتمّ التواصل مع أساتذة الثانوي مباشرة، للوصول الى الشكل المناسب للإمتحانات.
شرح اللبّان كيف يختار الطالب المواد وفق الفرع الذي يدرس فيه. وعن شكل المسابقة ذكر أن المركز التربوي راعى بالتعاون مع المؤسّسات التي تمارس التعليم في الجنوب ولا سيّما في المناطق الحدودية، أن يكون الطالب قادرا على الإجابة عن العدد المطلوب للأسئلة. فالمسابقة تتكوّن من مجموعة من 7 أسئلة وعلى الطالب أن يختار 5 أسئلة منها. وشدّد اللبّان على أنّ الطالب سيحصل على الوقت الكافي لقراءة الأسئلة وفهمها واختيار ما يناسبه.
بالعودة الى دور التعبئة التربوية خلال هذه المرحلة أكّد بسّام على أن الدورات التي نفّذت، تضمّنت دروسا من مرحلة الثالث ثانوي، إضافة الى المراحل السابقة لسد الفجوة الخاصة بالفاقد التعليمي، كما عملت التعبئة على توعية الطلّاب حول كيفية اختيار الأسئلة.
وختم بسّام بالقول إن إبن الجنوب الذي عوّدنا على الصمود والجهاد، عوّدنا أيضا على التميّز في الإمتحانات الرسمية.
في الختام ذكر اللبّان أنّ وزير التربية يتابع كل تفصيل له علاقة بالإمتحانات، بدءا من تركيب كاميرات المراقبة، وصولا الى تجهيز مراكز احتياطية في حال الحاجة لها، مؤكّدا أنّ لدى الوزارة أسماء الطلّاب النازحين وأماكن سكنهم، لتحديد المراكز المناسبة لهم للإلتحاق بها.
المصدر: المنار