تزامناً مع تصريحات اسرائيلية باقتراب انتهاء عملية الإجتياح البري لرفح، والتهديدات الإسرائيلية المستمرة بتدمير لبنان سيما مع إدخال المقاومة اللبنانية لأسلحة وتكتيكات نوعية ومستجدة في الميدان على رأسها الخرق الأمني الإستخباراتي للكيان عبر مسيّرة “هدهد”.
وتتصاعد في المقابل حرب إعلامية نفسية يقودها الإعلام الغربي والإسرائيلي على حد سواء وتتردد أصداؤها في المنصات العربية المطبعة، تتركز على بث الشائعات وتضليل الوقائع وإعلاء منسوب التهديدات الإسرائيلية بتحويل لبنان الى غزة ثانية، وفبركة الأحداث للتمهيد لهذه الحرب الإسرائيلية التدميرية. تصاعد في الحرب النفسية مطلوب من قبل الإسرائيليين لمحاولة تهدئة جبهتهم ومواجهة ما تعدّه المقاومة لهم.
البداية مع جوجلة على ابرز حملات التهويل الإعلامية، مع تقرير نشرته “الأخبار” اللبنانية يوم الإثنين الماضي بعنوان :”الغرب يقود حملة تهويل في لبنان”.في المضمون تركيز على تسريب الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين أميركيين كبار تعهدوا لمسؤولين اسرائيليين زاروا واشنطن بنية إدارة بايدن تزويد الكيان بالمساعدات الأمنية التي يحتاجها، الى جانب سيل الشائعات التي طفت في بيروت في الأيام الأخيرة عن دعوة دول عربية رعاياها الى المغادرة ليتبين أن هذا الأمر عار عن الصحة.
وصولاً الى صحيفة “تليغراف” البريطانية التي ادعت بأن «حزب الله يخزّن كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في المطار المدني الرئيسي في بيروت» ومشاركة وسائل إعلام عربية ومحلية بهذه الحملة الإعلامية المنظمة.
بدورها “الجزيرة” أضاءت على هذه الحرب الإعلامية ضمن تقرير موسع نشر أخيراً بعنوان “لبنان في مواجهة حرب إعلامية على وقع تصعيد الجنوب”. في مضمونه تعداد لعناصر هذه الحرب التي من ضمنها كلام منسوب لوزيرة الخارجية الكندية بدعوة رعاياها الى مغادرة لبنان، ونفي هذا الكلام في اتصال مع مراسل الشبكة القطرية.
وايضاً وقوف على هذه الحرب النفسية والإعلامية المتصاعدة هذه الأيام، والتي بدأت منذ “طوفان الأقصى” ومحاولة فصل الساحات المقاومة، مروراً بالضغوط الديبلوماسية والسياسية والإعلامية على لبنان، وصولاً الى تصاعدها اليوم والقول بأن “الحرب باتت على الأبواب وأن” لبنان سيدمر مثلما دمرت غزة اذا لم تتراجع المقاومة”.مقابل قيام الأخيرة بحملة إعلامية وحرب نفسية على العدو الذي يوازي العمل العسكري على رأسها فيديو “الهديد” الذي “حقق هدفه داخل الأوساط الإسرائيلية”.
استضافة شخصيات اسرائيلية بهدف بث التهويل والتهديد
لا يكف الإعلام الإسرائيلي عن بث التهديدات للبنان منذ الثامن من أكتوبر الماضي. اليوم تتصاعد هذه اللهجة مع تسجيل المقاومة لعمليات نوعية خرقت المنظومة الأمنية للإحتلال. منصات عربية مطبعة دخلت هذه اللعبة منذ ذاك التاريخ، وكانت الصدى الإعلامي للإحتلال.
يمكن التوقف عند المقابلة المتلفزة التي أجرتها شبكة “العربية” السعودية أخيراً، مع الناطق باسم الإحتلال دانيال هاغاري الذي استغل الشاشة العربية (اكثر من 12 د) ليوجه تهديداته للبنانيين ويحاول فصلهم عن المقاومة، ويعلن استعداد جيش الإحتلال لشن عدوان شامل على لبنان.
صحيفة “تليغراف” البريطانية
استطاع مقال صحيفة “تليغراف” البريطانية الفارغ من مضمونه المهني أن يحدث ضجة وينضم الى جوقة هذه الحملات الإعلامية المشبوهة. المقال الذي ينقل عن عمال في مطار بيروت بأن المقاومة تقوم بتخزين كميات هائلة من الاسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية، من ضمنها صواريخ “فلق” المصنعة محلياً وأخرى بالستية تصل الى مدى 321 كليومتراً، ونقلها عن احد العمال بأن هناك “صناديق كبيرة غامضة تصل على متن رحلات ايرانية: تدل على “أن الامور أصبحت أسوأ”. الامر لا يوقف هنا بل على استكمال هذه الحملات المشبوهة عبر الإعلام العربي الذي برّر استهداف الإحتلال للمطارات المدنية كما حدث في المدن السورية.
المصدر: المنار