انه فشلُ الميدانِ الذي يؤكدُه التخبطُ السياسيُ والعسكريُ الصهيونيُ كلَّ يوم، فيعودونَ الى المجازرِ وقتلِ النساءِ والاطفالِ الفلسطينيين ظناً انهم بسفكِ دمائِهم يُطيلونَ بقاءَهم او يَشفونَ وَهْمَ انتصارِهم ..
يومٌ من المجازرِ الصهيونيةِ وصلت حصيلتُها حتى الآنَ الى أكثرَ من مئةِ شهيدٍ ومئاتِ الجرحى في رفح والشاطئِ وغزةَ وغيرِها. مجازرُ لن تغيّرَ بمجرى الاحداث، ولم تُغيّر بصورةِ الجيشِ العالق في رمالِ غزةَ وبينَ عُبُواتِ وقذائفِ مقاوميها، الذين وَثَّقوا اليومَ المزيدَ من عملياتِ اذلالِ جنودِ العدوِ وآلياتِهم بالقذائفِ الموجهةِ والعبواتِ الناسفة ..
انه الاخفاقُ المطلق – كما وصفَهُ الرئيسُ السابقُ لجهازِ الموساد تامير بارود، الذي اتهمَ بنيامين نتنياهو بجرِّ الكيانِ العبريِّ اليه، داعياً الجمهورَ الاسرائيليَ للخروجِ الى الشارعِ لانقاذِ كيانِهم من الكارثة ..
كارثةٌ لن يَقدِروا على تفاديها في ظلِّ السياسةِ الحكوميةِ الحاليةِ الفاقدةِ لايِّ فكرةٍ استراتيجيةٍ بحسَبِ وزيرِ الحربِ السابق موشيه يعلون، الذي وصفَ عملَ قادتِها بالمقتصرِ على تأمينِ البقاءِ بالسلطة .
وبما انَ الامورَ باقيةٌ على هذا الحال، فانَ التطلعَ نحوَ الشمالِ ليس من مصلحةِ أحدٍ بحسَبِ كبارِ الجنرالاتِ والمحللين، وكذلك قادةِ المستوطنينَ الذين شاهدوا اليومَ النيرانَ المشتعلةَ من مباني المطلة بفعلِ صواريخِ المقاومة، وهم يتوجسون من آلافِ الصواريخِ التي ستتساقطُ عليهم بما لم يَعهدوهُ من قبل، عندَ ايِّ تفكيرٍ بحربٍ مفتوحةٍ بالشمال، لذا كانت نصائحُهم لاصحابِ التصريحاتِ والزنودِ المفتولةِ ان يَعُوا خطورةَ المرحلةِ وحالَ جيشِهم المستنزَفِ على مدى اشهرٍ تسعةٍ من القتال ..
والمَقتلةُ التي تَعمي رؤيةَ ايِّ متحدثٍ عن حربٍ شاملةٍ مع لبنان، هي العتمةُ الكهربائيةُ التي ستَعُمُ كيانَهم ولن يَقدِروا على التعاملِ معها بحسَبِ المعنيين بجبهتِهم الداخلية..
وما لم يَستطِع الصهاينةُ ولا اسيادُهم الاميركيون التعاملَ معها، هي جبهةُ الاسنادِ اليمنية، وجديدُها استهدافُ حاملةِ الطائراتِ الاميركيةِ ايزنهاور بصواريخَ باليستيةٍ ومجنحةٍ شمالَ البحرِ الاحمر، واستهدافُ سفينةِ شحنٍ تجاريةٍ في البحرِ العربي كانت متجهةً الى موانئِ العدوِ الصهيوني ..
المصدر: قناة المنار