شدد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم على أنه “لو لم نقم بعملية استباقية ضد العدو الإسرائيلي في الثامن من تشرين الأول الماضي، لكان الإسرائيلي سيوجّه ضربة غادرة في لبنان بنفس اللحظة التي سيضرب بها غزة، مستفيداً من تغطية دولية في الأيام الأولى ومن مجيء البوارج إلى المنطقة، لا سيما وأن لديه بنك أهداف مدوّنا، فإسرائيل منذ العام 2006 إلى الآن، قامت بحوالي 37000 خرق بري وبحري وجوي، وهؤلاء بعلم العسكر هم بنوك أهداف، وعندما يكون لدى العدو هذه البنوك، يعني أنه ينتظر اللحظة المناسبة لكي يضرب ضربته ويحقق أهدافه بضربة غادرة ومفاجئة، فيقوم بقصف كل المنازل والمناطق والبنى التحتية والقيادات في الوقت نفسه، وقد تأكد هذا الأمر بعد مرور ثلاثة أسابيع من بدء عملية طوفان الأقصى، عندما اعترف كبار قادة الاحتلال أنهم قدموا للمجلس الوزاري المصغر اقتراحات وخطط عملية جاهزة تقول: فلنوجّه ضربة موازية مع غزة إلى كل لبنان، وعندها نقضي على حزب الله وحركة حماس سوية”.
كلام بيرم جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لـ”الشهيد السعيد على طريق القدس” بلال وجيه علاء الدين في حسينية بلدة مجدل سلم، بحضور عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في “حزب الله” عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وقال: “إن أبناءنا وإخواننا المجاهدين وكل الشهداء والبلدات المجاهدة بادروا لضرب العدو الإسرائيلي ليقولوا له إننا أسقطنا نيّة غدرك، وسحبنا من يدك ورقة المبادرة والمفاجأة، وفرضنا عليك أسلوباً قتالياً، وفدينا ببعض قرانا كل قرانا ومدننا، وفدينا ببعض إخواننا كل إخواننا ومدنيينا، وفرضنا إيقاع المعركة، علماً أنه إذا كنّا في السابق قد “عطسنا” بوجه إسرائيل، كانت تحتلنا وتصل إلى بيروت، ولكننا اليوم نُذلها بعمليات تكتيكية واستراتيجية تدل على بُعد استخباري واستعلامي وضربات فيها الشجاعة والإيمان، ومن نفس المناطق التي تُقصف على مدى ثمانية أشهر، وهذا أسلوب إعجازي”.
وختم: “ما تقوم به المقاومة في لبنان مهمٌّ جداً، بحيث إن ضرباتها ستترك الأثر النفسي في المستوطنين، الذين لم يعتادوا على مثل هذه الضربات وعلى ترك مستوطناتهم فضلاً عن تدميرها، وإنما اعتادوا أن يصوّروا صواريخهم وهي تضرب منازلنا، وأن يوثقوا كيف كانت طائراتهم تصوّر قبل الغارة وبعدها، ولكن أتى اليوم الذي بتنا نصوّر فيه صواريخنا وهي تقصف منازلهم، ونوثُق العمليات قبل وبعد تنفيذها، وكيف نصيبهم في المقتل، وكيف أن الصاروخ يصل مع الكميرا إليهم، وهذا يصنع تراكم استراتيجي مهم جداً، وفي هذه الحالة يحسب لدولتنا ووطننا واسم بلدنا لبنان ألف حساب، ويحوّلنا إلى دولة مقتدرة، لأننا في زمن لا يحترمون فيه الضعفاء”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام