أعلن السيد جعفر فضل الله، في خطبته السياسية من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، أن “هذا العالم الذي يستمر في فعل الجريمة وتغطية ذلك بكل الكلام الديبلوماسي المسرحي، فالاستكبار العالمي يواصل دعم “إسرائيل” بكل أنواع السلاح التي تمارس الإبادة، فيما يعد الفلسطينيين بالمساعدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ومجاعة تتفشى في قطاع غزة، وفي المقابل عشرات المليارات من الدولارات تتدفق على الكيان الصهيوني، فيما ستتلقى غزة 400 مليون دولار مساعدات إنسانية، لا ندري كم سيصل منها”. وتابع “في هذا الوقت تستمر المجازر الصهيونية التي تريد تدمير الحاضنة الشعبية للمقاومة، أو تهجيرها، ولأجل تحرير أربعة أسرى، ترتكب مجزرة مروعة بألف فلسطيني.. ولا تسمع أشلاء هؤلاء كلمة إدانة واحدة؛ بل الموقف هو تهنئة الكيان على تحرريهم، وقد اتضح أن الجميع شركاء في الجريمة”.
وأضاف أنه “بعد أكثر من ثمانية أشهر بوضوح أن العدو لم يستطع أن يحقق أهدافه في غزة، ولذلك بدأ ينزل من سفينة العدو وزير هنا ووزير هناك، لأنها مشرفة على الغرق، وبدأ البحث في المرحلة القادمة، التي يضغط فيها على الدول العربية، أولئك الذين يسميهم الأميركي الشركاء الإقليميين، لكي يكون هناك حكم بديل للمقاومة، لكن رياح المقاومة لا زالت أقوى في مواجهة أشرعة العدو الذي يعيش حرب استنزاف ضارية لن يخرج منها سالماً”.
وأردف “أما المشهد فقد بات واضحاً خلال الأشهر الماضية: الديبلوماسية الأميركية تتحرك نيابة عن “إسرائيل”، في تأكيد مقولة للسيد المرجع فضل الله “ليس هناك سياسة أميركية في المنطقة، بل سياسة إسرائيلية”، والإبادة الإسرائيلية تنوب عن كل النظام العالمي المستكبر بكل أذنابه والمنسحقين أمامه”.
ولفت في السياق، إلى أنه “يجب أن تعي أجيالنا الجديدة أن هذه الحرب تمثل وفي شكل مكثف صورة العدو الصهيوني الحقيقية، والتي حاولت القوى الحليفة المستكبرة للعدو والإعلام وكل أجهزة المخابرات والسياسة على طمسها وتلميعها، وكانوا يحدثون الناس عن أن إسرائيل من خلال التطبيع ستجلب معها السلام والازدهار للمنطقة… وأي خداع وأفخاخ ومستقبل أسود كانوا يصنعونه لنا، وأي سلام مع مثل هذا الوحش الكاسر والمجنون، والذي ينظر إلى الناس على أنهم مجرد حشرات وحيوانات بشرية”.
وسأل “أين كل هؤلاء الذين رفعوا لكم شعارات حقوق الإنسان، من الدول الكبرى ومن المنظمات غير الحكومية الذين يحدثوننا عن الحرية المفقودة في بلادنا، أين هي إنسانيتهم، وأين هي حريتهم؟”.
وتابع “أما في لبنان، فلا ينبغي أن يتصرف اللبنانيون وكأنهم في جزيرة معزولة عما يجري في غزة وفلسطين، وعما يتحرك في أنحاء العالم”، موضحاً أن “الانتخابات أو عملية بناء الدولة أو استثمار الثروات ليس بيد اللبنانيين مع الأسف؛ لأن الإرادة مستلبة من خلال الدولة العميقة الممتدة خيوط التحكم بها في أروقة قوى الهيمنة العالمية”.
وقال “أما اختراق ذلك، فيتطلب روحية مقاومة في السياسة والاقتصاد كما في الأمن، مستعدة لتحمل التبعات الناتجة من مخالفة النظام العالمي الجائر ومصالحه الاستكبارية، وإلا فالفتن الداخلية وحتى سيناريو غزة يمكن أن يمتد إلى لبنان، لولا أن هناك من المقاومين والمستعدين للدفاع حتى الشهادة عن الوطن وعن كل ما أمر به الله من قيم الحق والعدل والخير في هذا العالم، بلا منة على أحد، ولا يطلبون في ذلك جزاء ولا شكورا.. وهم الذين يشكلون صمام الامان وقوة الردع لمنع العدوّ وجبهة الاستكبار معه من تنفيذ تهاويلهم بالحرب الشاملة”.
المصدر: الوكالة الوطنية