وصل التخبط في مكتب رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، إلى أن يحاول إعادة ما صنعه سابقاً من شق الصف السياسي الفلسطيني، لكن هذه المرة في صف المقاومة العسكرية التي أنهكت جيش الاحتلال داخل قطاع غزة، والنتيجة أتت بفشل محاولة نتنياهو راعي الانقسامات الفلسطينية في محاولته كما يفشل جيشه في الميدان.
وفي حديث خاص للقيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رسمي أبو عيسى، وهو مسؤول العلاقات العربية في الحركة، شرح لموقع قناة المنار التفاصيل المتعلقة في سياق العرض الصهيوني المقدم لحركة الجهاد من مكتب نتنياهو عبر وسطاء دوليين.
وأكد أبو عيسى أن من الطبيعي أن ترفض حركة الجهاد الإسلامي هكذا عرض، وقد بلغت من الوعي الوطني والجهادي ما يجعلها تدرك جميع نوايا العدو الصهيوني وسلوكه السياسي التقسيمي والإحتلالي، كما أدركت وخبرت سلوكه الإجرامي.
ولكن ثمة سؤال في الوسط “هل من الطبيعي أن يصل الحد بالمجرم نتنياهو أن يطرق باب حركة الجهاد الإسلامي بهذه الصورة في ظل معركة طوفان الأقصى !!، هذه المعركة التي جعلت الترنح في جميع قطاعات الكيان السياسية والعسكرية أوضحَ من أي وقت مضى.
وأعاد أبو عيسى التذكير، بأن حركة الجهاد لن تكون بديلاً لأي طرف من المقاومة التي هي أساساً طرفاً واحداً ولن تسمح بأي شق لصفوف المقاومة ووحدتها، كما أن الصورة التي نشرتها قيادة المقاومة لكل من رأسي الهرم في حركتي الجهاد الإسلامي وحركة حماس مجتمعين هي رد واضح على وحدة صف المقاومة وتأتي في سياق الإجابة الواضحة القاطعة الرافضة للعرض الصهيوني.
حركة الجهاد كانت واضحة ووصفت على لسان مسؤول علاقاتها العربية محاولة نتنياهو “بالخبل والجنون” حيث أن الحركة كانت منذ البداية لا تحتكم إلا إلى صناديق الذخيرة في ظل وجود الاحتلال، إذ أنها رفضت سابقاً الدخول في السلطة والانتخابات.
الحديث عن موضوع العرض الصهيوني المرفوض من قبل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، يأخذ الأنظار إلى موضوع الصفقة والعرض غير الواضح الذي قدمه بايدن حيال ما طرحه وتم الحديث عنه مطولاً وجاء رد المقاومة عليه.
ويوضح مسؤول العلاقات العربية في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطيني أن نتنياهو يريد عرقلة الصفقة كما فعل أكثر من مرة، أو أنه يريد أخذ أسراه في صفقة ومتابعة المحرقة في قطاع غزة في حق الشعب الفلسطيني، وبالتالي إكمال حرب الإبادة الجماعية التي بدأت منذ 9 أشهر؛ وهذا صار واضحاً للجميع.
وتؤكد المقاومة أن فهناك نقاط أساسية مترابطة لن تتنازل عنها، وهذه النقاط قيلت بوضوح، لكنها لم تأتِ واضحة في حديث الأمريكيين، إذ أن وقف العدوان على قطاع غزة بشكل كامل، إضافة لانسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة، بنود تعتبر مفتاح الدخول في أي تفاوض من أجل عقد صفقة، فإن أقرتا بشكل واضح وخطي ولا لبس فيه، حينها يبدأ التفاوض وتوضع التفاصيل التي يمكن النقاش عليها.
وبات نتنياهو هزيلاً أمام الإعلام الصهيوني، بعد جميع الإخفاقات التي وقع فيها، وآخرها ما جاء في صحف العدو عن سخرية بحقه، بعد أن رفضت الجهاد الإسلامي عرضه بالتواصل معها بشكل منفرد. هذا الرفض القاطع أتى بالمباشر من أمين عام الجهاد الاسلامي زياد النخالة، فالمقاومة الفلسطينية لن تقبل أي انقسامات في صفوفها خاصة في أوج الانتصارات الميدانية، وهي لم تقبل سابقاً، ولن يكون لاحقاً، فمن الواضح أن نتنياهو يريد الهرب إلى الأمام من خلال وضع هكذا منحى فاشل في سياق سير معركة طوفان الأقصى لتبقى أمواج المقاومة تلاطم به في كل الاتجاهات.
المصدر: موقع المنار