كجدارِ الصوتِ الذي تَخرِقُ به طائراتُ العدو اسماعَ اللبنانيينَ في سماءِ الجنوب، هي تهديداتُ قادتِهم من على ارضِ مستوطناتِهم المحترقةِ في شمالِ فلسطينَ المحتلة..
وقد كفى المستوطنونَ الصهاينةُ اللبنانيينَ عناءَ الجواب، فردُّوا على رئيسِ حكومتِهم المتسللِ الى كريات شمونا متفقداً ما تبقى منها، بأنْ اذهبْ وأوجِدْ حلاً بدلاً من تلك العنترياتِ المنبرية، التي لا محلَّ لها على ارضِ الواقع. والواقعُ انَ الحلَّ معروف – وقفُ الحربِ على غزة، اما الذهابُ الى حربٍ جديدةٍ مع لبنان فهي من افلامِ الخيالِ التي لا يَستسيغُها جنودُهم قبلَ مستوطنيهم، فاسنادُ غزةَ اَحرقَ الشمال، فكيف اذا ما تورطوا بحربٍ حقيقيةٍ على لبنان؟
سؤالٌ يعرفُ اجابتَه القادةُ الصهاينةُ المكابرون، قبلَ قادةِ جيشِهم المكبلين، ومستوطنيهم المحاصرين، وما اعلانُ اليومِ عن طلبِ الاحتياطِ لرفح وليس للشمال الا دليلٌ على حجمِ الوحولِ التي يتخبطُ بها الجيشُ المفككُ وحكومتُه المتفجرة.
فخلافاتُ الجنرالاتِ تَخرِقُ عميقاً ببنيةِ القيادة، والاقتتالُ السياسيُ داخلَ الحكومةِ يُعمِّقُ الجرحَ الصهيونيَ النازف.
فالحدثُ القاسي والصعبُ عنوانٌ يوميٌ يتبادلُه جيشُهم بينَ غزةَ والشمال،واصعَبُهُ اليوم بقاعدةٍ عسكريةٍ مستحدثةٍ في مستوطن إلكوش مقابل بلدة عيتا اللبنانية، حيث انهالت المسيراتُ الانقضاضيةُ على تجمعٍ للجنود، ما اوقعَ العديدَ منهم بين قتيل وجريح، بحسب اعترافات قيادة الجبهة الشمالية..
فيما الجباهُ المرفوعةُ تواصلُ انجازاتِها الميدانيةَ واِتقانَ معركتِها السياسية، حيثُ حجمُ الضغوطِ على المقاومةِ باعلى المستويات، فيما قرارُ قادتِها الموجودينَ في مصر اليومَ كما في الميدان، الّا تراجعَ عن الثوابتِ التي توقفُ الحربَ وتعيدُ المواطنينَ الفلسطينيينَ الى بيوتِهم وترفعُ الحصار..
اما الكيانُ المحاصرُ بامواجِ الفشلِ من كلِّ اتجاه، فهو باتَ كسفينةِ الـ”تيتنك” كما شبَّهَهُ الجنرالُ الصهيونيُ الشهيرُ اسحاق بريك، والجبلُ الجليديُ الذي سترتطمُ به هي جبهةُ الشمالِ اِن فُتِحَتْ حربُها ..
المصدر: موقع المنار