اقتحم مئات المستوطنين، صباح اليوم الأربعاء باحات المسجد الأقصى المبارك قبيل بدء مسيرة الأعلام الإسرائيلية في الذكرى الـ 57 لاحتلال كامل مدينة القدس، بالتزامن مع تحويل قوات الاحتلال الإسرائيلي المدينة وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية.
وأكدت مصادر محلية أن أكثر من مئات المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوساً تلمودية ونفذوا جولات استفزازية.
ويأتي الاقتحام وسط استعدادات المستوطنين لتنفيذ مسيرة الإعلام الاستيطانية، مساء اليوم الأربعاء، فيما حولت قوات الاحتلال المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية، ونشرت الآلاف من عناصرها استعداداً لتلك المسيرة.
واقتحمت مجموعات من المستوطنين في ساعات الفجر البلدة القديمة في القدس المحتلة وبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية. وأفاد مركز معلومات وادي حلوة بأن مستوطنين أدوا طقوسا تلمودية عند باب القطانين بالبلدة القديمة في ظل عرقلة الاحتلال حركة المقدسيين في البلدة.
وأضاف أن مستوطنين أدوا رقصات وأغاني صاخبة بين منازل الفلسطينيين في حي بطن الهوى ببلدة سلوان.
وحولت سلطات الاحتلال مدينة القدس والبلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، بذريعة تأمين “مسيرة الأعلام” الاستفزازية، التي تنوي الجمعيات الاستيطانية تنظيمها اليوم الأربعاء.
ودفعت سلطات الاحتلال بأكثر من 3 آلاف شرطي إلى القدس المحتلة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسة، فيما أعلنت إغلاق محاور رئيسة وتدفع بالمزيد من عناصر شرطتها إلى المدينة، وذلك عشية “مسيرة الأعلام”.
ويشارك في المسيرة الاستفزازية وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي بينهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير.
بالفيديو | لأول مرة منذ احتلاله.. مستوطن يقتحم المسجد الأقصى مرتدياً أداة الصلاة اليهودية “التيفيلين”
وتكمن خطورة هذه الخطوة في محاولة جماعات المعبد وتيارات اليمين الإسرائيلي المتطرف تحويل وجودها في المسجد الأقصى إلى وجود ذي صبغة دينية تعبدية، وتطويع المسلمين على صورة جديدة للأقصى يكون فيها مقدسا مشتركا لليهود والمسلمين.
وهذا يعني نزع الحصرية الإسلامية عن المسجد الأقصى المبارك وتغيير كامل للوضع القائم فيه.
و”التيفيلين” أو تميمة الصلاة اليهودية هي صندوق مصنوع من الجلد، يضعه الرجال فوق 13 عاما من جباهم، ويلفون خيطها على اليد اليسرى.وتحتوي التميمة على نصوص من التوراة، ويلبسها المتدينون عند الصلاة عدا يوم السبت وأيام الأعياد.
وكانت منظمات “الهيكل” قد دعت لمسيرة تهويدية، اليوم الأربعاء، تبدأ من باب الخليل مروراً بحارة الشرف وحائط البراق وصولاً للمسجد الأقصى.
بالفيديو | مستوطنون يؤدون رقصات وأغاني استفزازية في طريق الواد بالبلدة القديمة بالقدس
دعوات إلى التصدي للمستوطنين
في المقابل، تصاعدت الدعوات الفلسطينية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى، للتصدي لتلك المسيرة واعتداءات المستوطنين في ما يسمى بـ”يوم توحيد القدس” عند المستوطنين. وكانت منظمات “الهيكل” قد دعت لمسيرة تهويدية، اليوم الأربعاء، تبدأ من باب الخليل مروراً بحارة الشرف وحائط البراق وصولاً للمسجد الأقصى.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن سماح حكومة الاحتلال الفاشية لقطعان المستوطنين، بتنظيم ما يسمى بمسيرة الأعلام، في شوارع القدس المحتلة، وما يرافقها من اعتداءات وانتهاكات بحق شعبنا ومقدساتنا، وبحماية كاملة من شرطة الاحتلال؛ هو تأكيدٌ لعنجهية هذه الحكومة الفاشية، ونهج الاحتلال الساعي لتهويد المقدسات، وعدوان على مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم.
وحذرت حماس من مغبّة مواصلة هذه السياسات الإجرامية بحقِّ مقدّساتنا، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك، وأكدت أن المقاومة التي تسطّر البطولات في معركة طوفان الأقصى الممتدة على أرضنا الفلسطينية، وتلاحِق الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية؛ ستجد طريقها لإيلام هذا العدو المجرم، بما يضمن لجم قادته من المستوطنين المتطرفين.
ودعت حماس ابناء شعبنا في كل مكان، خصوصاً في الضفة والقدس والداخل المحتل؛ للنفير العام والتصدي لمخططات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى، وجعل اليوم الأربعاء يوم غضب ونصرة لمسرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومواجهة العدوان الصهيوني الرامي لتدنيسه وإحكام السيطرة عليه.
كما دعت جماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، لتصعيد الحراك الجماهيري الضاغط على الاحتلال وداعميه، وفضح جرائمه النازية بحق الأبرياء في قطاع غزة والضفة، وممارساته الفاشية في القدس والمسجد الأقصى.
واعتبرت حركة المجاهدين في بيان أن مسيرة الأعلام الصهيونية المزمع تسييرها اليوم في القدس المحتلة هي بمثابة تذكير جديد للعالم أجمع بحجم العدوان والخطر الذي يتعرض له المسجد الأقصى المبارك منذ احتلاله على أيدي العصابات الصهيونية.
بالفيديو | مستوطنون يتجولون رافعين أعلام الاحتلال في منطقة باب العامود بالقدس
وأكدت الحركة أن القدس والمسجد الأقصى قبلة جهادنا وهي مفتاح الصراع وتبذل من أجلها الغالي والنفيس فهي ما زالت عنوان مقاومة شعبنا المتواصلة ومعركته المستمرة ضد المجرمين الصهاينة.
ودعت “جماهير شعبنا لا سيما في الضفة والداخل لشد الرحال للقدس والمسجد الأقصى وحمايته والذود عنه من تدنيس العصابات الصهيونية ولتكن رسالتنا قوية وواضحة عنوانها المسجد الأقصى المبارك”.
كما دعت “جماهير أمتنا العربية والإسلامية لأخذ دورها في الدفاع عن مسرى النبي الأكرم وكسر قيود العجز والصمت ونصرة مقدسات الأمة وشعبنا المظلوم في غزة الذي يتعرض لمجازر الإبادة الجماعية منذ أكثر من 8 شهور”.
المصدر: مواقع