لا شيءَ يفوقُ دخانَ الحرائقِ التي تلتهمُ مستوطناتِ شمالِ فلسطينَ المحتلةِ وتُغطّي سماءَها، الا الضبابُ الذي يسيطرُ على كاملِ الرؤيةِ داخلَ الحكومةِ الصهيونيةِ وسجالُ طاقَمِها..
فكمَن أُعْدِمَ الخياراتِ هو بنيامين نتنياهو وحكومتُه، جيشُهم اعلنَ عبرَ كبارِ جنرالاته انَ الفشلَ سيدُ حربِهم التي استنفدَت اغراضَها في غزة، ومستوطنو الشمالِ استسلموا لواقعِ غيابِ الحكومةِ التامِّ عن نجدتِهم او قدرةِ جيشِهم على حمايتِهم، وسلّموا باحتراقِ قدرةِ الردعِ امامَ المقاومةِ اللبنانية كما قال خبراؤهم الاستراتيجيون ، اما التوازناتُ داخلَ الحكومةِ فهي مفخخةٌ بالاخفاقاتِ الميدانيةِ والسياسية، ومطوقةٌ بمقترحاتِ التهدئة – وان سعى الاميركيُ ليلَ نهارَ لتفصيلِها وفقَ مقاسِ السلطةِ الصهيونيةِ لاستنقاذِها من مأزقِها..
ولا شيءَ يضافُ على هذا المشهدِ العبري ، الا كلامُ الرئيسِ الاميركي جو بايدن الذي اعترفَ بانَ بنيامين نتنياهو يطيلُ امدَ الحربِ في قطاعِ غزةَ من اجلِ الحفاظِ على موقعِه السياسي .
والى ان يُبدّلَ جو بايدن تصريحَه كعادتِه، فلا بديلَ على طاولةِ الصهاينةِ الا الاتفاقُ لاستعادةِ اسراهم، وكلُّ احتيالاتِهم ومماطلاتِهم لن تنفَعَهُم، كما أكدت قياداتُ المقاومةِ الفلسطينية، معَ تثبيتِ مجاهديهم بالحديدِ والنارِ ضِيقَ الخياراتِ العبريةِ على ارضِ غزة، موثّقينَ كلَّ يومٍ ضرباتِهم الصاروخيةَ التي تصطادُ آلياتِ العدوِ وجنودَه على مختلفِ محاورِ القتالِ من جباليا حتى رفح..
وعن القتالِ الدائرِ مع العدوِ على مختلفِ الجبهاتِ خصوصاً غزةَ ولبنان، كان حديثُ الامينِ العامّ لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله معَ وزيرِ الخارجيةِ الايرانية بالوكالة علي باقر كني والوفدِ المرافقِ له، مستعرضينَ الحلولَ المطروحة، والاحتمالاتِ القائمةَ حولَ تطوّرِ الأحداث ..
وابرزُ الاحداثِ على الجبهةِ اللبنانيةِ اليوم، اسرابٌ اضافيةٌ من مُسيّراتِ المقاومةِ الانقضاضيةِ وَصَلت الى ثكنةِ معالي غولاني التابعةِ للواءِ حرمون ثمانِمئة وعشَرَة في الجولانِ السوريِّ المحتل، كما استهدفوا ثكنةَ راميم ومثلثَ الطيحات وكريات شمونا والعديدَ من المواقعِ الاخرى بالصواريخِ المناسبة، محققينَ اصاباتٍ مؤكدة ..
المصدر: المنار