سمحت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، للجماعات الاستيطانية المتطرفة بتنظيم مسيرة الأعلام السنوية المقررة يوم غد الأربعاء في مدينة القدس المحتلة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن شرطة الاحتلال أعلنت السماح للمستوطنين بتنظيم مسيرتهم التي يرفعون بها العلم الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها ستسمح بمرورها عبر باب العامود في القدس.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إن أكثر من 3000 شرطي إسرائيلي سينتشرون في القدس استعدادا لتأمين مسيرة الأعلام.
وتنظم جماعات الهيكل الاستيطانية مسيرة الأعلام كل عام، بمشاركة آلاف المستوطنين المتطرفين، حيث تجوب شوارع القدس والبلدة القديمة، وسط اعتداءات وأعمال وممارسات استفزازية بحق المقدسيين، وتحت حراسة حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي.
فما هي “مسيرة الأعلام”؟
تاريخياً، تعود قصة “مسيرة الأعلام” إلى الذكرى السنوية الأولى لاحتلال مدينة القدس عام 1967، حيث نظم مستوطنون من اليمين المتطرف مبادرة فردية مسيرة جابوا فيها شوارع شرق المدينة وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، أخذت المسيرة طابعًا رسميًا لدى الاحتلال، حيث اعتُمد في تاريخ الثامن والعشرين من الشهر الثامن بالسنة العبرية موعدًا لتنظيمها، وهو اليوم الذي أتمت فيه الكيان الإسرائيلي، ما تبقى من مدينة القدس عام 1967، ووافق يومها السابع من حزيران/ يونيو.
ويعد أتباع التيّارات الصهيونيّة اليمينية المتطرفة، هم نواة المسيرة الصلبة الذين يحشدون كل قواهم وامكاناتهم لجلب المستوطنين من مختلف الأماكن الاستيطانية للمشاركة فيها سنويًا، كما تتبع الجمعيات المشرفة على مسارها لذات الفكر.
بينما تشارك جهات إسرائيلية رسمية وحكومية في تمويل المسيرة الاستفزازية والترويج لها، مثل بلدية الاحتلال في القدس، ووزارات المعارف، والإسكان والتعليم.
وتبعًا للمصادر الإسرائيلية، فإن المسيرة التي تُعرف لديهم بـ “رقصة الأعلام” بدأت في السنوات الأولى بعشرات ثم مئات المستوطنين، إلى أن وصلت قبل عدة سنوات إلى حوالي 30 ألف مشارك؛ لإثبات “السيادة” الإسرائيلية الوهمية على القدس.
وفي السنوات الماضية الأخيرة، بدأ المقدسيون بالتصدي لمسيرة “رقصة الأعلام”، عبر الاحتشاد عند مدرجات باب العامود ورفع الكوفية والأعلام الفلسطينية بوجه المستوطنين، وهتاف شعارات تؤكد تمسكهم بالقدس وعروبتها مثل “لا شرقية ولا غربية، هذي القدس عربية”.
وكانت جولة التصعيد العسكرية بين فصائل المقاومة بغزة والاحتلال عام 2021 والتي عُرفت بـ “سيف القدس” من أبرز ملامح الرد الفلسطيني على “مسيرة الأعلام” الاستفزازية، حيث وجهت المقاومة عند الساعة السادسة من مساء يوم 10 مايو ضربة صاروخية للمستوطنات المقاومة في القدس؛ ما تسبب بفشل المسيرة التي اعتاد المتطرفون على تنظيمها سنويا.
تحذيرات من خطورة الحدث
ومن جهتها، حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من خطورة التصعيد الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، عشية إحياء ذكرى احتلال مدينة القدس.
وأشارت الهيئة إلى أن الكنيست الإسرائيلي سيعقد لأول مرة، الثلاثاء جلسة نقاشية تحت عنوان “عودة إسرائيل إلى جبل المعبد” بدعوة من وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير من أجل دراسة خطة “لفرض الطقوس التوراتية” داخل المسجد الأقصى.
وقالت الهيئة إنها تنظر بخطورة شديدة لهذا التصعيد غير المسبوق على المسجد الأقصى ومحاولة فرض وقائع جديدة تقوض الوضع الديني والقانوني القائم، وحملت سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن التداعيات الخطيرة لهذه الانتهاكات.
ودعت الهيئة إلى النفير وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه، والتصدي لأية محاولة من جانب المستوطنين لاقتحامه وإقامة شعائر توراتية داخل المسجد.
وقالت محافظة القدس إن “مسيرة الأعلام” التي تنوي الجمعيات الاستيطانية تسييرها الأربعاء في شوارع القدس هي اعتداء على الوضع القائم في المدينة المحتلة، واستمرار لإجراءات الاحتلال الهادفة إلى تهويدها.
وأضافت أن “إسرائيل تستغل العدوان على قطاع غزة للمضي قدما بتهويد المدينة المقدسة”. وأشارت إلى أن “مشاركة بن غفير ودعواته لاقتحام المسجد الأقصى، استفزاز لمشاعر ملايين المسلمين”.
وتبدأ الشرطة الاسرائيلية إغلاق الطريق من منطقة باب العامود إلى باب الساهرة بعد الساعة الثانية من بعد الظهر، حيث سيكون شارع السلطان سليمان مغلقا كليا، إضافة لمنطقة باب العامود.
ويموّل المسيرة جمعية “عام كالبيا” الدينية الاستيطانية وبلدية القدس ووزارة التربية والتعليم “الإسرائيلية” وشركة تطوير وإعادة تأهيل الحي اليهودي، ووصل حجم التمويل عام 2018 إلى نحو 300 ألف دولار.
المصدر: مواقع