ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني مجزرة رهيبة تضاف الى سلسلة الجرائم التي يواصل ارتكابها لليوم الرابع والثلاثين بعد المئتين لعدوانه على قطاع غزة، حيث شنَّت طائراته الحربية غارات استهدفت مئات النازحين الذي لجأوا الى محيط مخازن الاونروا شمال غرب رفح والتي دَفَعَهم جيشُ الاحتلال الى التوجه نحوها باعتبارها أماكن آمنة.
أكثر من خمسين شهيداً معظمهم من النساء والاطفال قضوا، والعديد منهم تفحَّمت جثثهم، وأُصيب قرابة مئتين آخرين بجروح وحروق بفعل استهدافهم بأكثر من ثمانية صواريخ أطلقتها طائرات اللاحتلال على المخيم، بزعم استهداف مسلحين.
المكتب الاعلامي الحكومي بغزة اعلن عن 190 شهيدا وجريحاً بقصف جيش الاحتلال مراكز الايواء في القطاع خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة.
وأظهرت المشاهد محاولات اطفاء الحرائق وسحب الجرحى والشهداء جراء قصف الاحتلال.
شاهد | لحظات مروعة.. تنفيذ طيران الاحتلال غارات عنيفة بعد استهداف خيام النازحين شمال غرب رفح
ونقلت مصادر محلية بأن الطائرات الحربية للاحتلال قصفت خيام النازحين بثمانية صواريخ على الأقل، ما أدى لاشتعال النيران في خيام النازحين.
بالصور | محاولات طواقم الدفاع المدني إخماد الحريق الكبير إثر استهداف الاحتلال لمخيم النازحين غرب رفح
وأشار المكتب الإعلامي، خلال مؤتمر صحفي، إلى أن الاحتلال استهدف أكثر من 10 مراكز لإيواء النازحين في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، ما أدى لارتقاء 190 شهيدا.
من ناحيته، قال جهاز الدفاع المدني بغزة أن طواقمه نقلت 50 شخصاً بين شهيد وجريح جراء قصف الاحتلال لمخيم النازحين شمال غرب رفح، مبينا أن المنطقة المستهدفة تضم 100 ألف نازح.
من جانبها، قالت لجنة الطوارئ بمحافظة رفح إن القصف الإسرائيلي استهدف خيام النازحين في مناطق ادعى الاحتلال أنها آمنة ودعا السكان إلى التوجه إليها.
وأكدت لجنة الطوارئ، في تصريح صحفي، أن المجزرة المرتكبة تنسف كل ادعاءات الاحتلال بوجود مناطق آمنة في رفح.
وفي غضون ذلك، شن طيران الاحتلال سلسلة غارات غرب رفح، استهدفت عدة مواقع؛ منها مركز للشرطة وسط رفح، وعدة منازل في مخيم يبنا، بالإضافة لمخيم النازحين قرب بركسات الوكالة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة والذي ادى الى استشهاد اكثرب من 35 الف شخص معظمهم من النساء والاطفال.
تنديد فلسطيني واسع بمجزرة الاحتلال في مخيم النازحين برفح
لقيت المجزرة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الأحد باستهداف مخيم للنازحين غربي رفح جنوب قطاع غزة، موجة تنديد فلسطينية واسعة.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، هذه المجزرة التي راح ضحيتها 35 شهيدا وعشرات المصابين.
وقال خلال مؤتمر صحفي إن المجازر المستمرة بحق المدنيين والنازحين، “تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا أمام جريمة الإبادة الجماعية مع سبق الإصرار والترصد”، وأن جيش الاحتلال يتعمد إيقاع أكبر قدر ممكن من الشهداء في صفوف المدنيين والنازحين.
وأضاف أن هذه المجزرة تؤكد رسالة واضحة من الاحتلال “الإسرائيلي” ومن الإدارة الأمريكية موجهة إلى المحكمة الجنائية الدولية وإلى كل المحاكم الدولية وإلى المجتمع الدولي وإلى كل الإنسانية، مفادها بأن المحرقة ضد المدنيين مستمرة وأن المجازر ضد النازحين والأطفال متواصلة، وأن كسر القانون الدولي لن يتوقف.
وحمل المكتب الإعلامي، الاحتلال “الإسرائيلي” والإدارة الأمريكية والدول المنخرطة في جريمة الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن حرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
ودعا المحكمة الجنائية الدولية وكل المحاكم الدولية والمنظمات الحقوقية والقانونية إلى ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وكل مجرمي الحرب الذين يشاركون في قتل عشرات آلاف المدنيين والنازحين والأطفال والنساء.
وفي تصريح صادر عن القوى الوطنية والإسلامية، قالت إن هذه الجريمة “تؤكد فاشية الاحتلال وأنه يعوض فشله عبر ممارسة الإرهاب بالقتل والإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل”.
وأضافت أن هذه الجريمة هي دليل إضافي على جرائم الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال وجيشها بحق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي يزعم ويعلن كذبًا وتضليلًا بأنه يتخذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين.
وتابعت أن هذا الأمر يفرض على كافة دول العالم وهيئاته ومنظماته تطبيق قرارات محكمة العدل الدولية والتحرك العاجل من أجل الوقف الفوري لسفك دماء المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
وأكدت الفصائل أن الإدارة الأمريكية “شريك في قتل الأطفال وإزهاق الأرواح”، لإصرارها على منع وقف الحرب، واستمرارها بتزويد الاحتلال بشتى القذائف الفتاكة والسلاح المدمر والمحرم دوليًا.
وقالت لجنة الطوارئ في محافظة رفح إن المجزرة المرتكبة تنسف كل ادعاءات الاحتلال بوجود مناطق آمنة في رفح.
وأضافت أن ارتكاب المجزرة بحق المدنيين النازحين، يعكس الإصرار الإسرائيلي على استمرار عمليات القتل والتدمير في رفح، وتجاوز لكل المطالبات والقرارات الدولية بضرورة وقف العملية العسكرية وعدم التعرض للمدنيين.
واعتبرت أن عدم اتخاذ المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، أي اجراءات رادعة للاحتلال وتجاهل تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية، هي بمثابة ضوء أخضر للاحتلال لممارسة مزيد من القتل والتدمير في رفح التي تعتبر الملاذ الأخير لمئات آلاف النازحين.
ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية الفاعلة لإجبار الاحتلال على الامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية وعدم الاكتفاء بالبيانات وتسجيل المواقف.
من ناحيتها، قالت حركة “حماس” إن الاحتلال ارتكب جريمة حرب مروعة بحق المواطنين النازحين في الخيام غرب مدينة رفح “في تحدٍ واستهتارٍ تام وتجاهلٍ لقرار محكمة العدل الدولية التي طالبته بوقف عدوانه على رفح”.
وحملت “حماس” في تصريح، الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن بشكلٍ خاص المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة، “والتي لم يكن للكيان الصهيوني أن يرتكبها لولا الدعم الأمريكي والضوء الأخضر له لاجتياح رفح، رغم اكتظاظها بالمواطنين النازحين”.
وطالبت “حماس” بالتطبيق الفوري والعاجل لقرارات محكمة العدل الدولية، والضغط من أجل وقف هذه المجزرة وسفك دماء المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
وأضافت أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة الجهات ذات العلاقة مطالبون بالتحرك العاجل لوقف حرب الإبادة المتواصلة.
ودعت الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرة إلى تكثيف الحراك والفعاليات المنددة بحرب الإبادة، “والضغط لقطع العلاقات مع هذا الكيان المارق الذي يواصل استهتاره بالمجتمع الدولي وبالقرارات الأممية”.
من ناحيتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال شمال غربي رفح هي جريمة حرب تضاف لجرائم حرب الإبادة.
وأضافت “الجهاد الإسلامي” في تصريح تلقته “وكالة سند للأنباء” أن استهداف المدنيين في مخيمات النازحين في رفح “يؤكد عمق الفشل العسكري الذي مني به الاحتلال”، مبينة أن الاحتلال يستهدف المدنيين “للتعويض عن الفشل الذي مني به في الميدان”.
وشددت على أن مواصلة الاحتلال جرائمه في قطاع غزة تأتي نتيجة الغطاء الذي توفره له واشنطن وحكومات أوروبية.
من ناحيته، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن استهداف جيش الاحتلال لخيام النازحين في رفح بشكل متعمد، مجزرة فاقت كل الحدود، وتتطلب تدخلا عاجلا لوقف هذه الجرائم التي تستهدف الشعب الفلسطيني فورا.
وأضاف أبو ردينة، في تصريح صحفي، أن ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة هو تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف مدينة رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن المواقف الأميركية الداعمة للاحتلال ماليا وسياسيا هي السبب الرئيس للمجازر البشعة التي انتهكت خلالها سلطات الاحتلال الإسرائيلي جميع المحرمات، وأن الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية هذه الجرائم.
وأكد أن على العالم التحرك فورا لوقف هذا العدوان الشامل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف جرائمها التي أشعلت المنطقة، وتهدد الاستقرار الدولي.
وقال: “نطالب الإدارة الأميركية بإلزام إسرائيل بوقف هذا الجنون وهذه الإبادة الجماعية التي تقوم بها سواء في رفح التي حذرنا مرارا من اجتياحها، أو في مدن قطاع غزة وإغلاق معابرها من أجل التسبب بمجاعة إنسانية في ظل نقص حاد بالأغذية والأدوية، أو في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، التي تتعرض لعدوان متواصل يستهدف المواطن الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية”.
المصدر: موقع المنار + وكالات فلسطينية