تشهد مدينة رفح جنوب قطاع غزة قصفا غير مسبوق منذ بدء العدوان على القطاع وذلك رغم تكدس المدينة بالنازحين الذين هربوا من قصف الاحتلال واعتداءاته ومجازره في مختلف مدن واحياء قطاع غزة.
وارتكب الجيش الإسرائيلي 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 60 شخصا على الأقل وإصابة 110 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية، وبذلك ترتفع حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 34,904 شهداء و78,514 إصابة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بحسب آخر إحصاء لوزارة الصحة بغزة، يوم الخميس.
اصوات الانفجارات العنيفة لم تهدأ ليلا حيث شن الاحتلال عددا من الغارات الجوية والاحزمة النارية على شرق مدينة رفح. بينما لا يزال سكان المناطق الشرقية ينزحون غربا باتجاه مواصي رفح وخانيونس المكتظة بالنازحين باعتبارها “منطقة آمنة”.
وتحت هدير الطائرات الحربية وأزيز المسيرات، سار الفلسطينيون النازحون على وقع دوي الانفجارات والاشتباكات العنيفة في مشهد ليس بفريد من نوعه بالنسبة اليهم فقد تكرر معهم طيلة اشهر الحرب القاسية.
وأشارت منظمات دولية الى أن 80 الف مواطن فلسطيني نزحوا من مناطق رفح الشرقية الى مناطق اخرى خلال الايام القليلة الماضية مع بدء جيش الاحتلال عمليته البرية في تلك المنطقة.
وينتظر الفلسطينيون اي بارقة امل من المحادثات التي جرت في القاهرة للتوصل الى وقف لاطلاق النار، الا ان الجولة الحالية انتهت من دون التوصل الى اتفاق.
وعلى الرغم من اقتناع العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين في كيان الاحتلال بان احتلال رفح لن يحقق اهداف الحرب. يبدو الاحتلال عازما على تنفيذ خططه في تنفيذ عملية واسعة في المدينة المكتظة بالمدنيين ما ادى الى عرقلة المفاوضات الجارية وتأجيلها الى وقت لاحق.
عناصر الدفاع المدني بغزة.. أعمال بطولية في ظروف قاهرة
بأدوات بسيطة وإرادة صلبة يتابع عناصر الدفاع المدني بغزة عملهم في قطاع غزة، ويجابهون الظروف القاسية في محاولة منهم لإنقاذ أرواح ضحايا قصف الاحتلال الإسرائيلي من تحت الأنقاض.
ورغم تعرضهم للاستهداف الممنهج من قبل الاحتلال، يواصل رجال الدفاع المدني المخاطرة بحياتهم تحت القصف بالحفر بين الركام للوصول الى ضحايا آلة القتل الإسرائيلية المدفونين تحت الأنقاض.
ودمر الاحتلال أكثر من 70% من مقدرات الدفاع المدني عبر استهدافه لآلياته ومعداته في مختلف مناطق قطاع غزة، فيما استشهد 68 وأصيب أكثر من 200 من عناصره بفعل القصف الإسرائيلي.
وبسبب الدمار الكبير الذي حل بالقطاع، يواجه الدفاع المدني في غزة تحديات كبيرة أولها نقص المعدات اللازمة لرفع الأنقاض وانتشال الشهداء والجرحى من تحتها، فيما يعتمدون اليوم على أدوات بدائية لا تلبي الاحتياجات الهائلة في هذا الشق.
شاهد | استمرار البحث عن أطفال مفقودين جراء غارة للاحتلال على محيط التوبة بمخيم جباليا شمال غزة
متمسكين بأداء مهامهم وواجباتهم اتجاه أهالي غزة المنكوبين، يؤكد رجال الدفاع المدني مواصلتهم واستمرارهم في تأدية ما عليهم بكل ما أوتوا من عزم وقوة وبالمعدات المتوفرة، داعين المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لتوفير الحماية لهم وتقديم المساعدة اللازمة لهم.
النازحون يتوافدون الى المواصي المكتظة والمنكوبة وسط استمرار العملية العسكرية في شرق رفح
يواصل النازحون من مدينة رفح التوافد الى منطقة المواصي غرب قطاع غزة هربا من القصف الاسرائيلي والعملية البرية التي ينفذها في شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وعلى الرغم من افتقار منطقة مواصي رفح وخانيونس لابسط مقومات الحياة من خدمات الصرف الصحي والطرقات والارصفة الا ان اهالي القطاع يلجأون اليها باعتبارها المنطقة الاكثر امنا في قطاع غزة بالنسبة الى المناطق الاخرى مع انها تعرضت لعدد من الاعتداءات في اكثر من مناسبة.
وتنتشر الخيام المنصوبة في المناطق المفتوحة من المواصي وتلفحها حرارة الشمس التي تنذر بصيف سيكون صعبا على الغزيين.
وتعد مشكلة النقص في الخيام معضلة تواجه كل من ينزح من شرق رفح، حيث ان هؤلاء كانوا يقطنون في المدارس ومراكز الايواء ولا يمتلكون خيام للاقامة فيها.
وادى اغلاق الاحتلال للمعابر الى تعقيد المشكلة مع منع قوافل المساعدات التي تحمل الخيام كمساعدات الى اهالي غزة من الدخول للقطاع الذي يتعرض لحرب فتاكة منذ 8 اشهر.
المصدر: وكالات