تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 9-5-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
أميركا تبدأ «تقنين» السلاح | إسرائيل تحت الضغط: الاتفاق… أو الاتفاق؟
هل بدأت الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً فعلية على الحكومة الإسرائيلية، لإلزامها بالمضيّ في صفقة التبادل التي ارتضاها الأميركيون، ولو بهامش تعديلات غير جوهرية؟ حتى أيام قليلة مضت، بدا الحديث عن تلك الضغوط أقرب إلى تكهنات وربما أمنيات، إلا أنه مع قبول حركة «حماس» مقترح صفقة التبادل الذي تلقّته من الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة بالطبع، يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، عازمة على تسليط ضغوط جدّية نسبياً، لدفع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وحلفائه في الكيان، إلى قبول الصفقة التي يراها الأميركيون مدخلاً إلى مرحلة جديدة في إسرائيل، وغزة، والشرق الأوسط، مع ما لها من تأثيرات عالمية، خصوصاً داخل الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، وبعد صدور العديد من التسريبات، أعلنت واشنطن تعليق شحنة أسلحة كانت متوجّهة إلى تل أبيب، وهي – بحسب المعلومات – عبارة عن صواريخ دقيقة من الحجم الثقيل، تُستعمل في عمليات التدمير الكبرى، وقد استُعملت في قطاع غزة مرات كثيرة.
ووفق التقارير الإعلامية، فإن الشحنة المعلّقة تحوي 1800 قنبلة، تزن الواحدة منها ألفي رطل (907 كيلوغرامات)، و1700 قنبلة تزن الواحدة منها 500 رطل (226 كيلوغراماً).
وطبقاً لمسؤول أميركي تحدّث إلى وكالة «رويترز»، فإنه «بينما كان الإسرائيليون على وشك اتخاذ قرار بشأن اجتياح رفح، بدأنا بعناية بمراجعة عمليات الإرسال المقترحة لأسلحة معينة إلى إسرائيل قد تُستخدم في رفح».
وتابع المسؤول: «نتيجة لهذه المراجعة أوقفنا شحنة أسلحة الأسبوع الماضي».
وبدوره، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في إحاطة أمام «الكونغرس»، أمس، «(إننا) نراجع حالياً بعض شحنات المساعدات الأمنية لإسرائيل في سياق الأحداث الجارية في رفح»، مستدركاً: «لم نتّخذ قراراً نهائياً بشأن كيفية التعامل مع شحنة الأسلحة المعلّقة (…) ولم نصدر أي قرار حتى الآن بعدم إرسال أسلحة إلى إسرائيل».
كما كرّر أوستن أن «على إسرائيل ألا تشن عملية عسكرية في رفح، من دون خطة تأخذ في الاعتبار أمن وسلامة المدنيين»، مذكّراً بـ«(أننا) لا نزال نعارض أي عملية عسكرية كبرى في رفح».
وفي سياق متصل، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه «يتوقّع تسليم إدارة بايدن تقريرها هذا الأسبوع بشأن التزام إسرائيل بمذكّرة الأمن القومي». أما الخارجية الأميركية، فقد أشارت، في بيان، إلى «العمل على إنهاء التقرير الذي سيُقدّم إلى الكونغرس حول ما إن كانت إسرائيل انتهكت القانون الدولي».
ويُعدّ ذلك بمثابة مستوى آخر من الضغط على إسرائيل؛ إذ في حال أفاد التقرير بأن الأخيرة تخالف مذكّرة الأمن القومي التي وقّعها بايدن، والقانون الدولي، فإن الإدارة سيكون لها «الحقّ» القانوني في وقف صادرات السلاح إلى الكيان.
«حماس» مستعدّة لبحث «المقترح الذي قبلته وليس بحث مقترح جديد»
في المقابل، نقلت قناة «سي إن إن» الأميركية، عن مصدر مطّلع، قوله إن «مسؤولين إسرائيليين أعربوا لمسؤولين أميركيين، عن إحباطهم بشأن توقف شحنات الأسلحة».
وقال هؤلاء إن «هذه الخطوة قد تعرّض مفاوضات صفقة الرهائن للخطر»، وطلبوا من واشنطن أن تمارس ضغطاً «على حماس وليس على إسرائيل».
كما نقل موقع «واللا»، عن مصدر مطّلع، قوله إن «إسرائيل أعربت للولايات المتحدة عن خيبة أملها لا لتعليق إرسال الذخائر فقط، بل لتسريب الأمر للإعلام».
وبدورها، نقلت قناة «إن بي سي» عن مسؤول إسرائيلي إشارته إلى أن «التوتر (بين إسرائيل وأميركا) تصاعد بعد سماح واشنطن بصدمنا من قبول حماس مقترح وقف إطلاق النار».
في غضون ذلك، كان مدير «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية»، وليام بيرنز (الذي عاد إلى العاصمة المصرية مساء أمس)، يلتقي برئيسَي «الموساد» و«الشاباك»، بعد لقائه نتنياهو في وقت سابق، قادماً من جولة المفاوضات في القاهرة، والتي شاركت فيها وفود كل من «حماس» ودولة الاحتلال وقطر والولايات المتحدة.
وبحسب ما نقلت وسائل الإعلام العبرية عن مسؤول إسرائيلي مطّلع على المفاوضات، فإن «إسرائيل لا ترى مؤشرات إلى تقدّم المفاوضات»، في حين أعلن «البيت الأبيض» أن «المحادثات بشأن اتفاق رهائن محتمل في غزة مستمرّة، والفجوة بين الجانبين يمكن جسرها».
وفي المقابل، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي في حركة «حماس»، طاهر النونو، في مقابلة تلفزيونية، إن الحركة مستعدّة لبحث «المقترح الذي قبلته وليس بحث مقترح جديد»، مضيفاً: «ندرك أن الموافقة على المقترح المطروح تصبّ في مصلحة الشعب الفلسطيني». ورأى أن «موقف واشنطن منحاز إلى الاحتلال، وعليها أن تضغط على تل أبيب لتقبل بالمقترح المطروح».
من جهتهم، يحرص المسؤولون المصريون، على إحاطة مداولات جلسات التفاوض في القاهرة، خلال اليومين الماضيين، بدرجة عالية من السرّية.
لكنّ مصدراً مصرياً مشاركاً في المفاوضات قال، لـ«الأخبار»، إن «النقاش في القاهرة تعقّد، ليس فقط على خلفية رفض إسرائيل الانسحاب في نهاية المرحلة الأولى من الصفقة، ورغبتها في تأخير الانسحاب إلى المراحل اللاحقة، إضافة إلى مسألة الأسرى الأحياء والأموات، ولكن أيضاً لهشاشة الضمانات التي يمكن أن تضمن سير الاتفاق في حال الموافقة الإسرائيلية عليه».
وكشف المصدر أن «ثمّة مقترحات مصرية جديدة لحلحلة الأزمة، لكن في مقابل المرونة التي تُبديها المقاومة، نواجه مراوغة وتصعيداً إسرائيلييْن».
وإذ يخشى المصريّون فشل المفاوضات وانفلات التصعيد في رفح، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر كبرى بالنسبة إلى مصر، فقد عُقدت، في سبيل تجنّب هذا السيناريو، في اليومين الماضيين، اجتماعات ومناقشات بين مسؤولين مصريين وأميركيين لعدة ساعات، طالبت خلالها القاهرة بضرورة ممارسة ضغوط جدّية على تل أبيب.
مراوحة في رفح: العدو لا يتقدّم… والمقاومة تتربّص
غزة | في اليوم الثالث للعملية البرّية في شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حافظت الدبابات الإسرائيلية على تمركزها في المناطق التي وصلت إليها، ولم تقم حتى وقت متأخر من ليل أمس، بأي محاولة تقدّم في الأحياء العمرانية المأهولة من مثل الشوكة والجنينة والسلام، حيث بقيت الدبابات متمركزة في محيط معبر رفح البرّي و«محور فيلادلفيا» شرق المدينة.
في المقابل، تمكّنت «كتائب القسام»، خلال اليومين الماضيين، من استهداف دبابة «ميركافا» كانت تتحرك في المناطق المفتوحة التي وصل إليها التوغّل، فيما واصلت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة مشاغلة القوات المتوغّلة، إذ أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها قصفوا بقذائف الهاون من العيار الثقيل جنود العدو وآلياته في محيط منطقة المطار شرق رفح، وأن مقاوميها دكّوا بقذائف الهاون النظامية قواته في منطقة الشوكة، فيما جدّدت «كتائب القسام» قصفها لموقع «كرم أبو سالم» العسكري بمنظومة صواريخ «رجوم» 114 ملم القصيرة المدى.
المستوى الحالي من الاشتباك، والذي لا تحتل فيه القذائف والصواريخ القصيرة المدى الصدارة، يُعزى إلى أن حجم التوغّل محدود، علماً أن نوعية السلاح الذي تستخدمه المقاومة في حرب المدن والأزقة، والمتمثّل في القذائف المضادة للدروع من مثل «الياسين 105» والـ«آر بي جي» و«التاندوم»، ذات مديات قصيرة جداً.
لذا، فإن بقاء العملية البرّية في عمقها وحجمها الحاليين، يمنع استخدام الجزء الأكبر من سلاح المقاومة وتكتيكاتها. لكن تمركز القوات في مساحة معلومة استخبارياً لمدة طويلة، يسمح بتطوير خطط الهجوم والالتفاف والمباغتة.
وبناءً على ذلك، ستحمل تغيّرات الميدان في الساعات المقبلة، الوجهة التي ستمضي فيها هذه الحرب، ما بين تعميق قوات العدو العملية وتوسيعها في رفح، أو القبول بورقة وقف إطلاق النار الحالية.
مستوى الاشتباك الحالي، والذي لا تحتل فيه القذائف القصيرة المدى الصدارة، يُعزى إلى أن التوغّل محدود
وعلى «محور نتساريم» في وسط القطاع، تحوّلت مواقع العدو ونقاطه المستحدثة إلى أهداف تقليدية وسهلة، وأصبح الاستهداف بقذائف الهاون عملاً يومياً.
وبدا واضحاً، أمس، أن القصف صار متاحاً لكلّ الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، ففيما أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها قصفوا قوة مشاة غرب «محور نتساريم» بقذائف الهاون، قالت «سرايا القدس» إن مقاتليها قصفوا الموقع نفسه بوابل من قذائف الهاون.
غير أن اللافت كان دخول الأذرع العسكرية للفصائل الصغيرة على خط العمل في هذا المحور، حيث أعلنت كلٌّ من «كتائب المجاهدين» و«كتائب شهداء الأقصى – لواء العامودي» و«مجموعات الشهيد جهاد جبريل» التابعة لـ«الجبهة الشعبية – القيادة العامة»، أنها تمكّنت من إطلاق رشقات صاروخية ودفعات من قذائف الهاون في اتجاه نقاط العدو المستحدثة في «نتساريم».
ويعكس تمكّن تلك الفصائل من نشر مقاطع مصوّرة لعمليات تربيض الصواريخ والقذائف، ثم الرصد والإطلاق، تحكّماً كاملاً بعناصر الميدان وأريحية في كل تفاصيل العمل.
وفي مقابل ذلك التركيز، لم يجد جيش العدو مساحة للرد على كل ضربة تتعرّض لها قواته، سوى منازل الأهالي في أحياء الزيتون والتفاح والدرج وشرق مخيم جباليا، حيث طاول قصفه مساء أمس منازل مأهولة وأراضيَ فارغة وركاماً لمنازل كان قصفها في وقت سابق.
تثبيت لإسناد غزّة وتعطيل للمناورات السياسية: حزب الله يرفع سقف المواجهة
ما إن غادر وزير الحرب في كيان العدو يوآف غالانت أمس، ثكنة برانيت التابعة لجيش الاحتلال قرب الحدود مع لبنان، حتى استهدف صاروخ من نوع «بركان» مقر قيادة الفرقة 91 في الثكنة، وهي الفرقة التي كان غالانت قد تبجّح للتوّ بأنها «أبعدت حزب الله عن خطوط التماس مسافات كبيرة»، مهدّداً لبنان بـ«صيف حار»، ما دفع بمراسل «يديعوت أحرونوت» إلى التعليق: «نحن بحاجة إلى وزير دفاع لا إلى مذيع أرصاد جوية»، فيما أشارت قناة «كان» العبرية إلى أنه «بينما كان غالانت يطلق تهديداته، دمّر حزب الله اليوم (أمس) 4 منازل بالكامل في الشمال». كما عبّرت وسائل إعلام العدو عن «تعب» المستوطنين من وعود القادة السياسيين وتهديداتهم، ومن تكرار القادة العسكريين الحديث عن تدريبات وجهوزية بانتظار القرار السياسي، ومن وزراء يقومون بزيارات سرية خاطفة إلى الشمال لتفقّد الجنود ومن بقي من المستوطنين، وإطلاق مزيد من التهديدات والوعود.
في المقابل، فإن حزب الله الذي «لم يختفِ» من المنطقة الحدودية وفق غالانت، ثابر خلال الأشهر الماضية على وتيرة تصاعدية في أدائه، وسجّل في الأيام القليلة الماضية تصعيداً كمياً ونوعياً، أقرّ به العدو مع ارتفاع وتيرة اعترافاته بسقوط إصابات بين جنوده، كما أقرّ به غالانت بالقول إن «للحرب تكاليف باهظة على إسرائيل ونسعى إلى عدم الوصول إليها».
وقد حوّل أداء المقاومة الجبهة المفتوحة مع لبنان، بحسب بعض التقديرات في كيان العدو، إلى جبهة رئيسية رغم أنها كانت ولا تزال جبهة إسناد، بالتزامن مع بدء العدو عملية رفح، ومع مساعٍ فرنسية وأميركية تحمل هواجس إسرائيل وتحوّلها إلى مطالب من لبنان لتهدئة الجبهة. لذلك، فإن الضغط الميداني للمقاومة يحمل رسالتين: الأولى، استمرار الجبهة اللبنانية مفتوحة إسناداً للمقاومة في غزة وفي وجه التهديدات الإسرائيلية، والثانية الردّ ميدانياً على محاولات تسويق المطالب الإسرائيلية بقالب تسووي.
وفي هذا الإطار، أشار المسؤول السابق في وحدة الـ504، المقدّم ماركو مورينو، في حديث للقناة 14، إلى أن «هناك شعوراً بتغيّر تكتيكات حزب الله ويمكن أن يحقّق ذلك تغييراً استراتيجياً»، لافتاً إلى أن الأيام الأخيرة شهدت «تكثيفاً لهجماته، وكل يوم تقريباً تقع إصابات في صفوف الجنود»، وهو متغيّر ينطوي على مؤشّرات ورسائل تتصل بمستقبل الوضع على الجبهة، ويفتح الباب أمام مروحة من الأسئلة، وما إذا كان هذا المسار سيتواصل وفق وتيرته الحالية، ما يعني تعاظم الضغوط الميدانية والسياسية على مؤسسة القرار السياسي والأمني، ويُسرِّع عملية اتخاذ القرار في اتجاه محدّد، على عكس السياسات التي اتّبعتها قيادة العدو في الفترة السابقة، وغلب عليها الجمع بين الدفاع والاحتواء والمبادرة المضبوطة.
في هذه الأجواء، برزت أصوات تتمتّع بقدر من الثقل يمثّلها الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست عوفر شيلح الذي رأى أن «على إسرائيل أن تختار أي انتصار سيحقّقه السنوار، فهو حتى لو مات فقد انتصر. كما عليها أن تختار أي هزيمة تريد: الصغرى في مواجهة السنوار، أم الكبرى في مواجهة محور المقاومة؟».
حوّلت المقاومة الجبهة اللبنانية إلى جبهة رئيسية رغم أنها كانت ولا تزال للإسناد
وتواصلت عمليات حزب الله النوعية بكثافة أمس، فأعلن في سلسلة بيانات استهداف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المطلة، ومبنيين مماثلين في مستعمرة شلومي، وآخر في مستعمرة المنارة، واثنين في مستعمرة حانيتا، واثنين آخرَين في مستعمرة أفيفيم، إضافة إلى استهداف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ «بركان» وإصابته «إصابة مباشرة».
كذلك هاجم الحزب موقع الراهب بالصواريخ الموجّهة «بعد رصد ومتابعة لحركة جنود العدو الإسرائيلي في الموقع وعند دخولهم إلى دشمه». كما قصف التجهيزات التجسسية في الموقع. وبالمثل، «بعد رصد ومتابعة لحركة جنود العدو في موقع المالكية، ولدى دخولهم إلى إحدى دشمه استهدفها المقاومون بالصواريخ الموجّهة وأصابوها إصابة مباشرة».
وبالتزامن، دكّ مقاتلو الحزب الموقع بقذائف المدفعية و«أوقعوا أفراد حاميته بين قتيل وجريح. كما استهدفوا تجهيزاته التجسسية ودمّروها».
وشنّ الحزب هجوماً جوياً بمُسيّرات انقضاضية على مقر قيادة اللواء الغربي المستحدث في يعرا، واستهدف موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وإحدى المنظومات الفنية المستحدثة أخيراً في موقع العاصي بمحلّقة هجومية انقضاضيّة. كما قصف الحزب قوة لجنود العدو أثناء تحركها في محيط موقع راميا.
ونعى حزب الله الشهيدين حسن محمد إسماعيل من بلدة كفرفيلا في الجنوب ومصطفى علي عيسى من بلدة الدلّافة في البقاع الغربي، فيما نعت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهداء محمود محمد بلاوني وأحمد محمد حلاوة ومحمد حسين جود من «كتيبة الشهيد علي الأسود – ساحة سوريا»، بعدما «ارتقوا على حدود فلسطين المحتلة في جنوب لبنان ضمن معركة طوفان الأقصى».
المستشفيات الخاصة: لا علاج للفقراء
المرضى رهائن الـ«كارتيل»
بعد أقل من شهر على إعلان وزارة الصحة بدء تطبيق التعريفات الاستشفائية الجديدة، وإعلان الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي عن رزمة «تحسينات» على هذه التعرفة، جاء الردّ من نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة بـ«الاعتذار» عن عدم قبول ما سبق. ورغم أن حلول الوزارة في هذا الملف ترقيعية، إلا أن الاعتذار لم يكن لطيفاً، بل فجاً وصولاً إلى الابتزاز وأخذ المرضى «رهائن». فقد أعلنت نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة، في بيان أول من أمس، «عدم تعاقد بعض المستشفيات مع بعض الجهات الضامنة بسبب التعريفات، ولعدم قدرتها على الانتظار طويلاً لقبض مستحقاتها، وبالتالي عدم استقبال المرضى المعنيين». بكلام آخر، رسالة البيان إلى المرضى الذين يعالجون على نفقة الصناديق الضامنة (باستثناء تعاونية موظفي الدولة)، وجلّهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود، هي «ادفع تُعالَج».المستشفيات برّرت القرار بجملة أسبابٍ، أهمها التعديلات التي لحقت بلوائح أسعار المستلزمات الطبية ورفع الدعم عنها من جهة والزيادات التي لحقت بالرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة التي باتت تستوفى على أساس سعر الدولار في السوق. ووفقاً لنقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان، سليمان هارون، «تدفع المستشفيات ثمن المستلزمات الطبية والخدمات كافة من كلفة كهرباء وصيانة معدات وغيرها على أساس سعر الدولار العادي، فيما أقصى تعرفة معمول بها حالياً مضروبة بخمسين ضعفاً، أي على أساس دولار الـ 75 ألف ليرة». وعلى أساس حسابات ما قبل الأزمة، يلفت هارون إلى أن الكلفة في المستشفيات «صارت أعلى مما كانت عليه عام 2019، إن كان بالنسبة إلى المستلزمات التي ارتفع سعرها أصلاً من بلد المنشأ أو غيرها من الخدمات التي ندفع ثمنها نقداً». لذلك، يشير إلى أنه تبلّغ من عدد من المستشفيات قراراً بالامتناع عن استقبال «مرضى الضمان والوزارة»، ولأن «المستشفيات لا تريد العودة إلى ما أتبعته سابقاً باستيفاء فروقات كبيرة من المواطنين قررت ألا تستقبل مرضى بعض الجهات»!
تعريفات الوزارة والضمان أقصى ما يمكن أن يقدماه
ولكي لا تكرّ السبحة نحو مستشفيات أخرى، قال هارون إنّ النقابة تحضر لتقديم دراسة عن الكلفة الجديدة إلى وزارة الصحة خلال أيام، موضحاً أن الدراسة أظهرت أن التعريفات التي وضعتها بعض الجهات الضامنة، ومنها وزارة الصحة، كانت «عشوائية». وأضاف: «حين سألنا على أي أساس وُضعت بعض التعريفات، كان الرد بأنها استندت إلى ما هو متوافر لدى الوزارة والضمان من أموال، فلم تؤخذ في الحسبان، مثلاً، كلفة المستلزمات وغيرها لمعظم العمليات الجراحية التي زادت أكثر من ضعفين»، مشيراً إلى أن «أقل خدمة طبية زادت بين 20% و30%».
اتخذت المستشفيات الخاصة قرارها، فيما المرضى يتلقّون «العصي»، إذ إن مصيرهم معلّق على حلّ الكباش بين الطرفين.
وبحسب المصادر، فإنّ الحلول مستعصية حتى اللحظة، لأن «هذا أقصى ما تقدر عليه الجهات الضامنة»، فيما الحل الذي اقترحته نقابة أصحاب المستشفيات بأن تعمل «الحكومة على تأمين الأموال اللازمة لتغطية الكلفة الفعلية للطبابة»، ليس بهذه السهولة.
أما مصادر الضمان الاجتماعي فتُشير إلى أن «لدى الصندوق اتفاقيات عقود إفرادية مع كل مستشفى، ومن لا تعجبه التسعيرة ليطلب فسخ العقد، أو يفسخه الضمان في حال المخالفة»، مشيراً إلى أن «الضمان يفعل ما في وسعه لاستعادة زمام الأمور، لا تحدث هذه العودة بالباراشوت».
يبقى أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق وزارة الصحة وسياستها الصحية التي تخلو من إستراتيجية واضحة تضع في الحسبان ترتيب الأولويات «عبر دعم المستشفيات الحكومية». وهذا، بحسب المصادر، «لا يحتاج إلى عبقرية، وإنما ترتيب الأولويات بشفافية وتفعيل القطاع الحكومي، وهو ما لا يبدو أن الوزارة بصدده قريباً» لذلك، «بما أن 60 إلى 70% من الخدمات الطبية للمرضى تجرى في المستشفيات الخاصة، فإن هذه المستشفيات تمسّكنا من اليد التي توجعنا».
لماذا لم يطبّق وزير المال ضريبة الدعم؟ استيراد المحروقات ثابت… بعكس حصص الشركات
لم تطرأ تغيّرات واسعة على استهلاك المشتقات النفطية في السنوات الخمس الأخيرة. حجم الاستهلاك قبل الأزمة يكاد يكون موازياً لما بعدها. ففي عام 2019 استورد لبنان 4.16 ملايين طن من المشتقات، وفي عام 2023 استورد نحو 4.12 ملايين طن. الفروقات قد تظهر في التمييز بين فئات الاستهلاك، أي ارتفاع استهلاك المازوت مقابل تراجع في استهلاك البنزين والغاز وكاز الطيران.
سبب ذلك يعود إلى انحرافات في عادات الاستهلاك وفي حدّة الحاجة الفعلية، ناتجة من مفاعيل الأزمة. إذ إنه في ظل تدنّي التغذية بالكهرباء من مؤسّسة كهرباء لبنان، ازداد الاعتماد على مولّدات الأحياء التي تدور بواسطة المازوت، بينما انخفض الطلب على البنزين للتنقّل بسبب التدهور الحاد في القوّة الشرائية.
اللافت في كل ذلك، أن الشركات قرّرت تصعيد خطواتها نحو الامتناع عن تسليم الكميات في السوق، يوم فرض عليها مجلس النواب تسديد ضريبة إضافية كونها مستفيدة من مبيعات مدعومة الكلفة.
لا ترى هذه الشركات مانعاً في أن تحقّق الأرباح على ظهر الدعم، بينما كان يجب أن تنخفض مبيعاتها انسجاماً مع مفاعيل الأزمة، إذ إنها تحظى بحماية واسعة النطاق من أبرزها أن وزير المال يوسف الخليل يماطل في اتجاه إصدار مذكرة تطبيقية لقانون الموازنة الذي يفرض على الشركات تسديد ضريبة إضافية.
أظهر استهلاك المشتقات النفطية في السوق المحلية مرونة ضعيفة خلال سنوات الأزمة. يعود ذلك، أساساً، إلى دعم استيراد هذه المشتقات من خلال تمويلها بدولارات مصرف لبنان وفق سعر صرف يبلغ 1507.5 ليرة مقابل الدولار الواحد.
ففي 30 أيلول 2019، أي في بداية انهيار النقد اللبناني الذي كان مثبتاً تجاه الدولار منذ 1998، أصدر مصرف لبنان تعميماً بتعلق بـ«الاعتمادات المستندية»، كان بمثابة الإشارة الأولى عن هذا الانهيار، كونه يضمن تمويل استيراد سلّة من السلع التي تعدّ أساسية بدولارات منه يدفع ثمنها وفق سعر صرف يبلغ 1507.5 ليرة مقابل الدولار. كانت المشتقات النفطية أساسية في هذا التعميم الذي أبقى أسعارها بعيدة نسبياً عن تقلّبات سعر الصرف. وانعكس هذا القرار استقراراً في حجم الاستيراد، ولا سيما في الفترة الأولى على تطبيقه. لكن تطبيق سياسة الدعم المباشر لأسعار السلع في ظل فوضى الرقابة، وتعدّد قنوات التوزيع، والفروقات الكبيرة في سعر المبيع بين لبنان وسوريا، خلق بيئة مؤاتية لأمرين: التخزين والتهريب عبر الحدود. وقد ظهر هذا الأمر بوضوح في زيادة حجم الاستيراد في 2021 إلى 4.68 ملايين طن. ثم زادت حدّة الأمر مع الارتفاع شبه اليومي في سعر الدولار مقابل الليرة بما أدّى إلى زيادة في أرباح التخزين والتهريب إلى الخارج، وهو الأمر الذي زاد من الطلب على المحروقات ورفع حجم استيرادها.
كان مصرف لبنان يقنّن الاستيراد بطرق ملتوية، كونه تورّط في عملية التمويل بسعر صرف أدنى من سعر السوق بكثير، وبات صعباً الخروج منها من دون أضرار سياسية واجتماعية ستصيب الحاكم رياض سلامة وفريقه وكل مسؤول في السلطة السياسية، ولا سيما أنه في ذلك الوقت كانت تداعيات حراك 17 تشرين الأولى ما زالت حاضرة في الشارع، وكان المصرف المركزي وأركان السلطة محطّ انتقادات وهجومات شعبية متقطعة. أيّ خطوة في اتجاه رفع الدعم بالتوازي مع ارتفاع سعر الصرف، كانت تعدّ بمثابة انتحار سياسي.
استمرّ هذا الأمر لغاية صيف عام 2021. عمد سلامة إلى تقنين الاستيراد حتى بات الحصول على البنزين أو المازوت مهمة يومية وشاقة. والحاجة إلى هذه المواد كانت ضرورية من أجل التنقل ومن أجل الكهرباء.
هكذا جرى التمهيد لرفع الدعم عن المحروقات. وهو ما أسهم في ارتفاع أسعار المحروقات بشكل كبير بالعملة المحلية من جهة، وفي ارتفاع سعر الصرف من جهة ثانية بسبب الضغط الزائد على الكتلة النقدية بالدولار المتاحة في السوق، بعدما توقف مصرف لبنان عن تزويد مستوردي المحروقات بالدولارات لاستيرادها.
هذا الارتفاع أسهم في توقّف حركة التهريب، التي رفعت حجم الطلب سابقاً، وذلك بسبب اختفاء الفوارق بين أسعار المحروقات في الداخل وأسعارها في الدول المجاورة، كما انخفض الطلب الفردي على المحروقات بسبب ارتفاع سعره مقارنة بالقدرة الشرائية المتراجعة للأسر اللبنانية.
وهذا الأمر أسهم في انخفاض حجم استيراد المحروقات في السنوات التالية، حيث استقرّ في عام 2021 و2022 على نحو 4.3 ملايين طن في السنتين. حتى إنه في عام 2023 انخفض حجم الاستيراد إلى نحو 4.1 ملايين طن.
دعم أسعار المحروقات خلق بيئة مؤاتية للتخزين والتهريب عبر الحدود
خلال سنوات الدعم، كان لافتاً التغيّر في الحصص السوقية. بعض الشركات، ولا سيما الأجنبية قرّرت أن تخفّف مخاطرها في السوق المحلية مثل «توتال» التي قلّصت الاستيراد الذي يعتمد على رأس المال. فالشحنات المستوردة تتطلّب تسديد الثمن، أو ضمانة الثمن، قبل وصول الشحنة إلى المرفأ وتفريغها وتوزيع الكميات.
في المقابل، زادت الحصص السوقية لشركات أخرى مثل شركة مجموعة «كورال – ليكويغاز» التي تصدّرت المبيعات، وفق ما تظهر أرقام وزارة الطاقة والمياه. وفي المحصّلة، تغيّرت هيكلية مستوردي المحروقات في لبنان، إذ أصبحت أكثر تركّزاً عند كبار الشركات، فيما كان دور الدولة يختفي في الاستيراد، وهو ما كانت تقوم به منشآت النفط في لبنان.
ففي عام 2019، كان أكبر مستورد للمحروقات هو شركة «يونيترمينلز» التي استحوذت على 18% من سوق مبيعات المشتقات النفطية. وفي تلك الفترة، كانت شركتا «كورال» و«ليكويغاز» هما في المركز الثاني بحصّة سوقية مجتمعة بلغت 15%، وبعدهما مجموعة «كوجيكو» التي بلغت حصتها 14%. وقد بلغ حجم استيراد منشآت النفط نحو 14% من السوق، وهي حصّة منافسة للقطاع الخاص.
لكن خلال الأزمة، استحوذت شركتا كورال وليكويغاز على حصّة أكبر في السوق، حيث أصبحتا أكبر مستورد للمحروقات بنحو 26% من السوق، وأصبحت شركة «يونيترمينلز» في المركز الثاني بحصة سوقية بلغت نحو 16%، فيما بقيت مجموعة «كوجيكو» في المركز الثالث بحصة سوقية بلغت 12%. أما منشآت النفط، فانخفض حجم حصتها بشكل كبير جداً حتى بلغت نحو 3% وهو ما أضعف دور الدولة في هذا السوق.
اللواء:
القصف يتجاوز «قواعد اللعبة».. وقذائف على غالانت قبل «الصيف الساخن»
النزوح يتقدَّم على الـ1701 وملف الرئاسة.. واتصالات لإبعاد الاتهامات عن جلسة الأربعاء
قبل أن يتنبأ وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت (على طريقة المنجمين) من جبهة الشمال بأن الصيف قد يكون ساخناً في المنطقة، مشيراً الى ان المهمة لم تكتمل شمال اسرائيل في الصراع مع «حزب الله»، كانت صواريخ المقاومة والمسيّرات الانقضاضية، تضرب ثكنة برانيت العسكرية التي كان يعقد فيها غالانت لقاءً مع الضباط والجنود العاملين على الجبهة المقابلة للحدود الجنوبية مع لبنان.
وحسب الخبراء العسكريين فإن يوم امس، الذي تزامن مع جولة الوزير الاسرائيلي، وبدء العملية العسكرية في رفح، كان الاكثر عنفاً والاوسع استهدافاً من قبل حزب الله، الذي اعتبر ان الوقت الآن، لاظهار ان توسع العمليات الحربية في رفح، من شأنه ان يفجر الحرب في مناطق مختلفة، ومن بينها جبهة لبنان.
وحسب معهد الامن القومي الاسرائيلي، فإن حزب الله وايران ليسا مهتمين بعد بحرب واسعة النطاق، ومع ذلك، فإن توسيع الحملة الاسرائيلية ضد لبنان تظل مفتوحة.
وحسب المعهد، فحزب الله يريد ان يمنع اسرائيل من تحقيق اهدافها في الحرب ضد غزة، مع ادخال اسلحة حربية قصيرة المدى والطائرات من دون طيار.
ولاحظ المعهد ان اسرائيل قد تبادر الى تحرك واسع يتجاوز قواعد اللعبة القتالية، من اجل تغيير الواقع الامني وهذا ما بدأ فعلاً.
ومع اعتبار الرد الذي سلَّمه الرئيس نبيه بري باسم حركة امل وحزب الله حول المقترح الفرنسي المتعلق بالقرار 1701، والرامي الى توقيع اتفاق بين اسرائيل وحزب الله يسمح بضمان الهدوء والاستقرار وعودة المهجرين من على طرفي القرى الجنوبية والمستوطنات الاسرائيلية، قد اخرج الملف، حالياً من دائرة النقاش، سواء الدبلوماسي او السياسي المحلي، فإن مصادر مقربة من «الثنائي» عادت وخفضت من وطأة الملاحظات على الورقة الفرنسية، وذكرت هذه المصادر ان الاساس في الموضوع لا خلاف عليه، وهو ان تطبيق القرار 1701 هو مدخل التسوية في الجنوب.
النزوح السوري
وحضر النزوح السوري في لقاء الرئيس نبيه بري مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، الذي عرض امامه الورقة التي اعدها اللقاء حول النزوح السوري، وكيفية اعادة النازحين الى بلادهم.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن دخول بكركي على خط ملف النازحين السوريين من خلال الطاولة التي تستضيفها يعطي لهذا الملف أولوية في المتابعة، مع العلم أن البطريرك الراعي سبق أن أكد أهمية معالجة هذا الملف، في حين أن نقاشات الطاولة ترتدي الطابع التشاوري في حين أن هناك فرضية في إصدار توصيات في سياق الأحاطة بالملف في ضوء الهبة الأوروبية وقراءتها.
وشددت هذه المصادر على أن اجتماعات بين الكتل النيابية انطلقت من أجل عرض الموقف من هذه الهبة في مجلس النواب، وقد تتظهَّر اعتراضات موحدة من الكتل المسيحية أي التيار الوطني الحر وحزبي القوات والكتائب، معتبرة ان انعقاد هذه الجلسة لا يعني أن القرار بشأن مصير الهبة لن يصدر من الحكومة، إلا إذا صدر أمر ما في مجلس النواب.
إلى ذلك، قالت إن الملف الرئاسي في ظل هذه التطورات وبالطبع الواقع الميداني في الجنوب لا يزال يشهد تراجعا في الإهتمامات لكنه قد يشهد حراكا في أي وقت ما.
وكشف مصدر نيابي عن اتصالات تجري لعدم الذهاب الى ما يمكن تسميته بالاتهامات، لئلا يخرج الملف عن الاصول، ويؤدي الى ازمة او مشروع اعتكاف لرئيس الحكومة المستقيلة، مما يؤدي الى شلل واسع في البلاد، يُلحق الضرر بمصالح العباد.
يشار الى ان نائب رئيس حزب الكتائب النائب سليم الصايغ، اعلن مساءً في حوار تلفزيوني (مع الـL.B.C.I) ان على الرئيس ميقاتي لن يدافع عن نفسه مما يشاع عن اقفال ملفاته في اوروبا مقابل ابقاء اللاجئين في لبنان، مطالباً بمحاكمة رئيس الحكومة في حال كان هناك فعلاً رشوة في ملف اللاجئين، لكن اذا تبين في جلسة مجلس النواب ان الهبة ستصرف على الجيش والبنى التحتية فتبقى الارادة السياسية الحية لتدعو الحكومة للقيام بعملها.
يشار الى ان الرئيس ميقاتي هو من طالب بعقد الجلسة.
وفي السياق، يزور وفد من التيار الوطني الحر اليوم كلاً من الرئيس بري والرئيس نجيب ميقاتي للبحث في موضوع النزوح وكيفية معالجته ضمن موقف لبنان واحد موحد رسمياً وسياسياً وشعبياً.
ويحشد التيار الوطني الحر عند الخامسة والنصف من عصر اليوم وقفة احتجاجية في حديقة الاسكوا في بيروت، لاعلان موقف رافض لتصفية النزوح السوري على ارض لبنان.
المعارضة مع ليف في واشنطن
وحضر القرار 1701 بلقاء وفد نواب المعارضة مع مسؤولين في الامم المتحدة، ومع مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بربارا ليف.
واعلن النائب فؤاد مخزومي ان البحث في واشنطن تركز على القرار 1701 وتطبيقه في الجنوب، وكذلك على ملف النازحين السوريين.
لقاء سليم – عون
وفي تطور من شأنه ان ينعكس ايجاباً على تسيير امور المؤسسة العسكرية، لاسيما في ما يخص المساعدات، التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة ، قائد الجيش العماد جوزف عون في زيارة تهنئة لمناسبة عيد الفصح. وتناول اللقاء أوضاع المؤسسة العسكرية والوضع الأمني العام في البلاد، كما تم التطرق الى التطورات في لبنان
.
الوضع الميداني
ميدانياً، بدت سياسة الرد الاسرائيلي، استعادة للمشاهد في غزة، فدأبت بقوة على قصف المنازل الآمنة والمسكونة.
فقد تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال جثث ثلاثة شهداء سقطوا بفعل الغارة التي استهدفت منزلاً في الجبهة الجنوبية الغربية من الخيام.
كما شنت الطائرات الاسرائيلية غارات على بلدة عيتا الشعب واطراف رامية بعدد من الصواريخ.
وقال الجيش الاسرائيلي ان الطائرات الحربية قصفت مناطق لحزب الله في الخيام والعديسة، ومارون الراس وعيتا الشعب.
في الطرف المعادي، تحدث وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت عن صيف ساخن على جبهة الشمال.
وقال: أبعدنا حزب الله عن خطوط التماس الى مسافات بعيدة، لكن لا يعني انه اختفى، مشيراً الى تكاليف الحرب، لكن حسب ما ذكر، اذا كانت الحرب هي الخيار الاخير فسنلجأ الى الحرب.
واعلنت المقاومة الاسلامية انها استهدفت احدى المنظومات الفنية المستحدثة في موقع العاصي بمسيَّرة انقضاضية من نوع «درون» واصابتها ودمرتها.
كما استهدفت مقر قيادة الفرق 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان كما استهدفت موقع الراهب.
وكذلك في حايت والمنارة،ومساءً استهدف حزب الله قوة لجنود العدو في محيط موقع راميا..
ونعت سرايا القدس (الجهاد الاسلامي) 3 شهداء، كما نعى حزب الله شهيدين والشهيدالاول هو حسن محمد اسماعيل (من كفركلا) اما الشهيد الثاني فيدعى مصطفى علي عيسى (من الدلافة في البقاع الغربي).
ونشرت وزارة الصحة تقريراً للخسائر منذ بدء العدوان على الجنوب، فأشارت الى سقوط 351 شهيداً و1413 اصابة.
البناء:
الاحتلال يواصل العدوان على رفح والمقاومة تستهدف تجمعاته وتشتبك مع قواته
واشنطن تكشف عن تعليق شحنة سلاح للكيان احتجاجاً على «معركة غير منسّقة»
تحوّل نوعيّ في جبهة لبنان: تدمير المنازل التي يستخدمها الاحتلال على الحدود
كتب المحرّر السياسيّ
تتواصل الرسائل المعبرة التي تحملها استطلاعات الرأي لجهة الخط البياني الصاعد في تأييد الرأي العام الفلسطيني للمقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، مقابل خط بيانيّ صاعد لصالح تعاظم التيار الضاغط للمطالبة بالتدخل الفاعل لوقف الحرب على غزة بين الأميركيين، وخصوصاً الشباب والطلاب منهم، وبدء ظهور تراجع تيار مساندة الحرب في كيان الاحتلال للمرة الأولى إلى ما دون الـ 50%، حيث أجاب المستطلعة آراؤهم من صحيفة معاريف على سؤال الأولوية بين معركة رفح وقبول صفقة الاتفاق، بعدما وافقت عليه حركة حماس، بنسبة 54% لصالح أولوية إنجاز الصفقة ولو اقتضى ذلك وقف الحرب، بينما سجل 38% تأييدهم لمواصلة الحرب ولو على حساب صفقة تبادل.
هذا المسار الواضح في حركة الرأي العام عبر عن نفسه ثباتاً في أداء المقاومة التي تستند الى قوة التفوق الأخلاقي بموقفها المؤيّد لمقترحات الوسطاء لاتفاق وقف الحرب، بعدما نجحت بإدخال تعديلات تلبّي الحد الأدنى من شروطها عليه، وهي بذلك تذهب الى القتال دفاعاً عن رفح وشعبها معها، بينما واشنطن لا تبدو قادرة على توفير التغطية اللازمة لمعركة الاحتلال في رفح، فتكشف عن تعليق شحنة سلاح وذخيرة إلى الكيان تحت عنوان الذهاب إلى معركة غير منسّقة في رفح، فيما يبدو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عالقا في معسكر الـ 38% الذي يؤيده رئيساً للحكومة، وبات اليوم هو المعسكر المؤيد لمواصلة الحرب، بعدما كان مؤيدو الحرب بعد الطوفان 94% وقبل ثلاثة شهور 74% وقبل شهر 57%.
بينما استمرّت معارك رفح، حيث يتقدم جيش الاحتلال في منطقتي المطار والمعبر، وتتصدّى له وحدات المقاومة، وتقصف تجمعاته بالصواريخ المتعددة الأنواع وقذائف الهاون الثقيلة، كما قالت بيانات كتائب القسام وسرايا القدس، كانت جبهة لبنان تسجل تحوّلاً نوعياً تمثل بما شهدته الجبهة من تدمير منهجي قامت به المقاومة بصواريخها الموجهة وطائراتها المسيرة الانقضاضية، يستهدف إضافة لمواقع الاحتلال وتحصيناته في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، المنازل التي يتمركز فيها جنود الاحتلال داخل المستوطنات الواقعة على الحدود.
تسلّمت السفارة الفرنسية الردّ اللبناني على الورقة الفرنسيّة تحت عنوان «خريطة طريق لتنفيذ القرار 1701 من رئيس مجلس النواب نبيه بري وانطلق من أن تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته هو مدخل الحل في الجنوب مع إضافة بعض التعديلات على بعض النقاط والمصطلحات التي كانت قد وردت في الورقة الفرنسية».
وفيما زار المبعوث الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، مصر، حيث التقى بوزير الخارجية المصري سامح شكري، وتم البحث في الملف اللبناني سيقوم الموفد الأميركي أموس هوكستين بزيارة قريبة الى باريس للاجتماع بلودريان لمتابعة المراحل التي وصل إليها ملف الرئاسة في لبنان. وأعلنت الخارجية الاميركية أنها قلقة من توسّع رقعة الحرب إلى لبنان.
واستمرّ ملفا النزوح السوري وتطبيق القرار 1701 يتفاعلان من بيروت الى عين التينة ومن اليرزة وصولاً إلى واشنطن. وترددت معلومات أن البرلمان الأوروبي وافق على طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتخصيص الأموال لدعم لبنان وبناه التحتية على اعتبار انه يستضيف أكثر من مليون ونصف نازح. واشترط ميقاتي أن يمرّ التمويل عبر الحكومة اللبنانية بعدما كانت مؤتمرات بروكسل توصي بإقرار المساعدات المالية بشكل مباشر إلى اللاجئين.
إلى ذلك تستضيف بكركي اليوم اجتماعاً للمؤسسات المارونية وشخصيات مستقلة بحضور عدد من الوزراء أبرزهم عصام شرف الدين وهكتور حجار لعرض خطة إعادة النازحين.
وبينما بدأت الكتل النيابية بإعداد ملفاتها لجلسة المناقشة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري في الخامس عشر من الجاري، علمت «البناء» أن الكتل النيابية كافة سوف تحضر الجلسة، مشيرة في الوقت نفسه الى ان الجلسة سوف تتخللها مناقشة الاوراق التي اعدتها الاحزاب السياسية في شأن ملف النزوح، ولافتة في الوقت عينه الى أن الجلسة لن تشهد إقرار أي قانون يلزم الحكومة برفض هذه الهبة او قبولها بشروط، انما سوف تنتهي الجلسة بتوصيات حيال كيفية التعاطي مع ملف النزوح والهبة الأوروبية.
وحضرت تطورات الجنوب وملف النزوح عشية الجلسة في عين التينة. فقد زار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط رئيس مجلس النواب نبيه بري، على رأس وفد ضمّ نواب اللقاء الديمقراطي حيث جرى عرض مختلف المستجدات والأوضاع الراهنة. وخلال اللقاء تطرق الوفد إلى ما يجري في فلسطين وكذلك في جنوب لبنان من عدوان إسرائيلي وحشي، وكان تأكيد على ضرورة حصول وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتطبيق القرار الدولي 1701، لإعادة الاستقرار إلى الجنوب ومنع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
كما عرض الوفد مع الرئيس بري الورقة التي أعدّها الحزب التقدمي الإشتراكي في ما يتعلق بملف النازحين السوريين في لبنان، حيث كان تأكيد على أن تتم معالجة هذا الملف برؤية وطنية واحدة ضمن مؤسسات الدولة وبما تقتضيه ضرورة التعامل مع هذه القضية بعيداً عن التحريض والاستغلال، وضمن ما يحفظ هيبة الدولة وكرامة المواطن اللبناني.
وبحث وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا، الأوضاع في الجنوب وأهمية تطبيق القرار 1701، إضافة إلى تداعيات أزمة النازحين السوريين ودور الأمم المتحدة من خلال منظماتها في مساعدة لبنان على تجاوز هذه الأزمة.
كما ناقش بوحبيب مع المديرة العامة لشؤون الأونروا دوروثي كلاوس الصعوبات التي تواجهها الأونروا في عملها لتغطية حاجات اللاجئين الفلسطينيين، بسبب الصعوبات المالية إضافة إلى التطورات العسكرية الحاصلة في غزة والتي تمنع المنظمة من القيام بدورها. هذا وجرى التطرق إلى أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان والدور الذي تلعبه الأونروا في استمرار رعاية اللاجئين الفلسطينيين.
والتقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة، قائد الجيش العماد جوزف عون في زيارة تهنئة لمناسبة عيد الفصح. وتناول اللقاء أوضاع المؤسسة العسكريّة والوضع الأمني العام في البلاد، كما تمّ التطرق الى التطورات في لبنان.
وعشية زيارة للجمهورية القوية الى مفوضية اللاجئين اليوم لتذكيرها أن لبنان بلد عبور لا لجوء، التقى وفد نيابي ضم نواباً من المعارضة الموسعة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري ديكارلو في نيويورك، وجرى البحث في القرار 1701 وكيفية تطبيقه خصوصاً في ظل ما يحدث في جنوب لبنان. كما تم التركيز على ملف النازحين السوريين لجهة إيجاد حلول قريبة تخفف من وطأة الأزمة التي يعيشها لبنان من جراء تداعيات هذا الملف.
الى ذلك، ينظم التيار الوطني الحر في تمام الخامسة والنصف من عصر اليوم وقفة احتجاجية في حديقة الإسكوا في بيروت، تأكيداً للتمسك بلبنان ووجوده، ورفضاً لكل المحاولات الخارجية لتصفية قضية النزوج السوري على أرضه ويلتقي وفد منه اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غداً.
هذا وتخصص جلسة لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية لمتابعة النقاش في موضوع النزوح السوري والإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها بهذا الشأن في حضور وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي.
وشهد الجنوب اللبناني تصعيداً عسكرياً كبيراً، فلم تهدأ الغارات ولا استكانت المدفعية الاسرائيلية متسببة بسقوط عدد من الشهداء كما قضت على الأخضر واليابس في الأحراج المتاخمة للخط الأزرق.
وتخطّت قيمة الأضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات والبنى التحتية جراء القصف الاسرائيلي على جنوب لبنان خلال سبعة أشهر، المليار ونصف المليار دولار، بحسب رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر، الذي بين أن 80 في المئة من هذه الإحصاءات تمكّنا من الوصول إليها عبر فرقنا الموجودة على الأرض.
ولا تشمل هذه التقديرات مجمل الأضرار اللاحقة وفق حيدر بـ«مناطق يصعب الوصول إليها» مع استمرار القصف، خصوصاً القريبة من الحدود.
ونفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت أطراف بلدة عيتا الشعب، والمنطقة الحرجية الواقعة بين عيتا الشعب ورامية. كما سجّلت غارة على الأطراف بين حولا ومركبا، فيما استهدفت مدفعية العدو أطراف الناقورة وكفرشوبا وحلتا وكفرحمام وبلدة يارون. واستهدفت طائرات العدو أيضاً تل نحاس في أطراف بلدة كفركلا، وكذلك تلة الغزلان في عرمتى في جبل الريحان، وعلى بلدة الخيام، حيث دمّرت مبنى ما أدّى إلى سقوط ثلاثة شهداء. وأدّت الغارات إلى اشتعال النار في الأحراج المتاخمة للخط الأزرق، قرب بلدتي رامية وعيتا الشعب.
وادعى جيش العدو الإسرائيلي مساء أمس، أنه قصف موقعًا عسكريًّا لـ»قوة الرضوان» التابعة لحزب الله في «جبل رسلان» جنوبي لبنان.
وأعلن الحزب أيضاً عن استهدافه بصاروخ بركان مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت الإسرائيلية وحقق إصابة مباشرة. فيما أشارت وسائل إعلام العدو إلى أن «حزب الله استهدف قاعدة بيرانيت في الجليل الغربي بصاروخ بركان بعد وقت قصير من مغادرة وزير الحرب يوآف غالانت». كما استهدف حزب الله «موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانيّة المحتلة بالأسلحة الصاروخية»، و»إحدى المنظومات الفنية المستحدثة التي تمّ تثبيتها مؤخرًا في موقع العاصي بمحلّقة هجومية انقضاضيّة «درون» وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها».
وأشارت وسائل إعلام العدو في وقت سابق الى «حادثة على الحدود الشمالية أدّت إلى مقتل جندي احتياط وعدد من الإصابات، وأن حزب الله أطلق أكثر من 50 صاروخاً مضاداً للدروع على شمال «إسرائيل»».
وقال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أثناء تفقده الحدود مع لبنان: «يبدو أن الصيف المقبل سيكون ساخنًا»، لافتاً إلى أن «العمليات في الجبهة الشمالية لم تكتمل».
المصدر: صحف