جدد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وفدا برلمانيا روسيا في دمشق يوم الثلاثاء 12 أبريل/نيسان موقفه الرافض لفدرلة سوريا، معتبرا أن النظام الفدرالي سيدمر بلاده.
اللقاء تناول العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين والأوضاع في سورية والحرب ضد الإرهاب، وأكد خلاله أعضاء الوفد الضيف أن “الحرب الإرهابية الظالمة والحصار الاقتصادي على الشعب السوري هو نتيجة لكونها واحدة من الدول القليلة التي ما تزال متمسكة بسيادتها واستقلالها، ودليل ذلك الزخم الشعبي الكبير الذي يرافق الانتخابات التشريعية.”
وقال الرئيس السوري ان الإنجازات الكبيرة التي تحقّقت على صعيد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين ودحرهم من العديد من المناطق كانت نتيجة لصمود السوريين شعباً وجيشاً، وللدعم الفاعل الذي قدّمه الأصدقاء وفي مقدمتهم روسيا.
كما تحدّث عن الدور الإيجابي الذي تقوم به روسيا سواء في سورية أو على المستوى الدولي، وهو ما أعاد رسم الخريطة السياسية العالمية وأثبت أنها دولة عظمى تتبنى استراتيجية تقوم على التمسّك بالمبادىء والقيم وتطبيق القانون الدولي.
ونقل النائب الروسي ألكسندر يوشينكو، أحد أعضاء الوفد البرلماني الروسي، عن الأسد قوله خلال اللقاء: “اليوم في جنيف يجري نضال من أجل مستقبل سوريا. ويمكنكم أن تسألوا أي مواطن سوري، وهو سيقول لكم إن الفدرالية لن تساهم في توحيد البلاد”.
وتابع يوشينكو وهو نائب عن الحزب الشيوعي الروسي في مجلس الدوما (النواب)، أن الرئيس السوري أكد ضرورة أن يطرح مشروع دستور سوري جديد للنقاش الشعبي، لكي يدعمه الشعب برمته. وتابع الرئيس أن الدستور الجديد يجب أن يحمي الشعب السوري برمته، الأغلبية والأقلية، وتحدث الرئيس أيضا عن ضرورة إصدار قانون حول علمانية الدولة في سوريا.
بدوره قال عضو الوفد السيناتور الروسي دميتري سابلين أن الرئيس السوري تعهد ببذل جهوده القصوى من أجل حماية المسيحيين في سوريا، وحذر من خطر تحول سوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط إلى إمارات متطرفة تهدد العالم برمته، في حال خروج المسيحيين من المنطقة.
أما النائب الروسي سيرغي غافريلوف فقال إن الرئيس السوري أكد خلال اللقاء إنه يؤمن بإمكانية تسوية الأزمة السورية في إطار حوار جنيف.
وقال غافريلوف في تصريحات تناقلتها الدائرة الصحفية التابعة له: “يقيم الرئيس السوري بشار الأسد إيجابيا إمكانية تسوية الوضع في سوريا بالوسائل السلمية في إطار حوار جنيف”. وتابع غافريلوف أن الأسد خلال لقاء عقده مع أعضاء الوفد الروسي الثلاثاء، أعرب عن تقديره لنظيره الروسي فلاديمير بوتين على المساعدة التي قدمتها روسيا في محاربة الإرهاب، بالإضافة إلى دعمها الإنساني والاقتصادي للدولة السورية. وأضاف النائب الروسي أن أعضاء الوفد بحثوا مع الأسد مسائل محاربة الإرهاب والجهود لإعمار سوريا اقتصاديا.
كما تناول الحديث خلال اللقاء الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في سوريا يوم الأربعاء. واعتبر غافريلوف أنه لا توجد أي خلافات طائفية على خلفية الانتخابات المرتقبة. وأضاف أن أعضاء الوفد خلال لقاءات جمعتهم مع مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون، والمطران أرماش نالبنديان مطران الأرمن الأرثوذكس في دمشق، والمطران لوقا الخوري المعاون البطريركي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، “سمعوا كلمات تعرب عن الدعم لقرار الرئيس بشار الأسد بشأن إجراء الانتخابات”.
واعتبر النائب الروسي أن الانتخابات البرلمانية التي سبقها ظهور أحزاب سياسية جديدة في سوريا، ستحول دون نشوب فراغ للسلطة التشريعية وستؤكد استمرارية السلطة الشرعية، وستسهم بقسط كبير في التحضير لحوار جنيف.
المصدر: موقع المنار