تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 29-3-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
مصر ترصد تحرّكات أوّلية نحو رفح | نتنياهو يسترضي واشنطن: دعمكم «خيمتنا»
أعلَمَ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وزراءه، أمس، أنه قرّر إعادة إرسال وفد إلى واشنطن، برئاسة كل من وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس «مجلس الأمن القومي» تساحي هنغبي، لإجراء مباحثات حول الهجوم المزمع على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وكان مقرّراً أن يصل هذا الوفد إلى الولايات المتحدة قبل أيام، قبل أن يعلن نتنياهو إلغاء زيارته، رداً على امتناع واشنطن عن استخدام «الفيتو» في «مجلس الأمن»، عند طرح مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق نار فوري في غزة.
وأتى قرار نتنياهو، في ظلّ اعتقاد إسرائيلي عميق بالحاجة إلى «الدعم» الأميركي في أي عملية عسكرية في رفح، حتى وإن حاول رئيس الحكومة وبعض وزراء اليمين المتطرّف الإيحاء والتصريح بعكس ذلك.
وينبع الاعتقاد المتقدّم، من معايير ووقائع مهنيّة لا يمكن تجاوزها إسرائيلياً، وتتمسّك بها المؤسسة الأمنية.
وفي هذا السياق، اعترف مسؤولون في المخابرات الإسرائيلية لصحيفة «التلغراف» البريطانية، قبل يومين، بأن «إسرائيل قد لا تكون قادرةً على تدمير حماس رغم 6 أشهر من القتال العنيف في غزة». وحذّروا من أن «الهدف الرئيسي لاجتياح غزة يواجه الفشل، مع تحوّل الدعم الدولي ضد إسرائيل».
وقال مصدر استخباراتي إسرائيلي للصحيفة: «لو سألتني هذا قبل شهر، لقلتُ بالتأكيد نعم، يمكننا القضاء على حماس، لأنه في ذلك الوقت كان الأميركيون يدعمون إسرائيل».
وأضاف المصدر أن «هذا التقييم تغيّر الآن»، متوقّعاً أن «يتضاءل الدعم لإسرائيل أكثر، عندما تبدأ الحملة الانتخابية الأميركية في الصيف»، مضيفاً: «الولايات المتحدة لا تؤيّد دخول رفح لذا فإن الأوراق ليست جيدة في الوقت الحالي، ما يعني أن إسرائيل بحاجة إلى القيام بشيء دراماتيكي وجذري لتغيير الزخم والمناخ».
وفي سياق متّصل، زار رئيس «الشاباك»، رونين بار، القاهرة، أول من أمس، والتقى رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، الذي استضافه على «إفطار رمضان»، بحسب تقرير لباراك رافيد في موقع «واللا» العبري. وأوضح رافيد أن «هذه الزيارة جاءت في أعقاب تصريحات نتنياهو المتكرّرة عن أن إسرائيل تستعدّ لعملية برية في رفح، وهو الأمر الذي يقلق المصريين كثيراً»، مضيفاً أن «رئيس الشاباك بحث مع نظرائه في القاهرة قضيّة جمود المفاوضات حول صفقة التبادل، والوضع في الضفة الغربية على خلفية شهر رمضان، وقضية معبر رفح، والخطوات الإضافية لتأمين الحدود بين مصر وقطاع غزة بعد الحرب».
وفي هذا السياق، علمت «الأخبار»، من مصادر مصرية مطّلعة، أن «القوات المصرية وأجهزة استخباراتها، رصدت بالفعل تحرّكات إسرائيلية ابتدائية، تشير إلى احتمالية أن يقدم الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في رفح، خلال أسابيع، على الرغم من أن هذه لا تزال إشارات أوّلية».
لكن، في الوقت عينه، أشارت المصادر نفسها، إلى أن «الإسرائيليين أبلغوا المصريين نيّتهم اقتحام رفح، من دون الخوض في تفاصيل العملية المزمعة».
وفي المقابل، «أكّد المسؤولون المصريون أمام نظرائهم الإسرائيليين، أن عملية عسكرية واسعة في رفح، تصل إلى محور فيلاديلفيا، ليست مقبولة مصرياً، وهي ستؤثّر بالتأكيد على معاهدة كامب ديفيد والتزامات مصر بموجبها».
ولكن رغم ذلك، «يعتقد المسؤولون المصريون أن الجيش الإسرائيلي ماضٍ بالفعل في عملية في رفح». أما طريقتها وعمقها، فهذان «رهنٌ بما يتمّ الاتفاق عليه بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية»، وهو ما سيكون موضع البحث الأساسي للوفد الإسرائيلي الذي سيغادر إلى واشنطن خلال وقت قصير.
وأكّدت هذه المصادر، مرة أخرى، ما أوردته «الأخبار» سابقاً، حول «تصوّر أميركي» طرحه الأميركيون مع المصريين، يقضي بتنفيذ إجراءات حدودية صارمة بين مصر والقطاع، من جهة، وعمليات عسكرية إسرائيلية محدودة ودقيقة في رفح، من جهة أخرى. إلا أن المصادر أشارت إلى أن «إسرائيل لم تتفاعل بإيجابية بعد، مع الطرح الأميركي».
التقى نتنياهو، للمرة الأولى، أمس، بعائلات الجنود الأسرى في قطاع غزة
على صعيدٍ موازٍ، التقى نتنياهو، للمرة الأولى، أمس، بعائلات الجنود الأسرى في قطاع غزة.
وقال نتنياهو في مستهلّ اللقاء: «أعلم أن كل يوم تمرّون به هو جحيم، وبما أننا أعدنا 123 من الأسرى سابقاً، فإنني مضطر لإعادة الباقين جميعاً، ولن أترك أحداً»، مضيفاً: «أنا أتعامل مع القضية ليلاً ونهاراً»، مشيراً إلى أن «استمرار الضغط العسكري القوي الذي مارسناه وسنمارسه، وحده هو الذي أعاد وسيعيد الجميع». وفي المقابل، تحدّث أفراد من العائلات عن «الإهمال» الذي لاقوه من الدولة طوال 6 أشهر، حيث جرى التمييز بينهم وبين عائلات الأسرى من غير الجنود.
كما تحدّث بعضهم عن «تهديدات» تلقّوها من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لالتزام الصمت، مشيرين إلى أن «صمتهم كان مريحاً للمسؤولين في الدولة».
وفي سياق متصل، شهد اجتماع «كابينت الحرب»، أول من أمس، لبحث تطورات المفاوضات حول صفقة جديدة لتبادل الأسرى، «توتّرات ومواجهة صعبة، بين الوزيرين بني غانتس وغادي آيزنكوت من جهة، ورئيس الوزراء من جهة أخرى»، بحسب ما كشفته قناة «كان» العبرية، التي أشارت إلى أن أعضاء في المجلس أكّدوا أنه «كان من الممكن أن نكون في منتصف الصفقة لو أظهرنا المبادرة».
ومن جهته، طلب رئيس «الموساد»، ديفيد برنياع، مجدّداً، توسيع صلاحيات الوفد المفاوض، معرباً عن اعتقاده، بحسب «القناة 12»، بـ«إمكان عقد صفقة إذا أبدت إسرائيل مرونة بشأن عودة سكان شمال غزة، رغم ردّ حماس».
وبينما «يدعم غانتس وآيزنكوت موقف رئيس الموساد، يعارضه نتنياهو، ويصرّ على شنّ عملية في رفح»، متهماً «أعضاء في المجلس بقلّة الخبرة في إدارة مفاوضات حازمة».
وعلى خلفية هذه التوتّرات، إضافة إلى انشغال نتنياهو بالمفاوضات والاتصالات حول قانون التجنيد، تمّ إلغاء مناقشة «كابينت الحرب»، الذي كان من المفترض أن يجتمع مساء أمس، في استكمال للاجتماع السابق.
رسائل حزب الله النارية: تدمير المستوطنات أو التزام القواعد
في إطار «بينغ بونغ» الرسائل النارية التي يتبادلها حزب الله مع العدو الإسرائيلي، سُجّل أمس تطور لافت تمثّل بقصف حزب الله المستعمرات الإسرائيلية بصواريخ ثقيلة من طراز «بركان» وغيره، بعدما حصر استخدام هذه الصواريخ في المرحلة السابقة باستهداف المواقع العسكرية لجيش العدو.
أتى ذلك ردّاً على التصعيد الإسرائيلي الأخير، ومفاده التلويح بتطوير الأدوات القتالية وإدخال أدوات جديدة في المعركة، من ضمن مروحة واسعة من الخيارات في جعبة المقاومة، من بينها أيضاً رسائل الأهداف النوعية والعمق الجغرافي، على أن تؤسس طبيعة الرد الإسرائيلي لوقائع المرحلة الجديدة المقبلة، بين مواصلة سياسة التصعيد في وجه التصعيد أو العودة إلى الوضعية التي كانت سائدة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.
يأتي ذلك في رسائل أميركية تشير الى عدم الرغبة بالتصعيد، وهو ما عبّر عنه مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، عقب زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أخيراً الى الولايات المتحدة لطلب تسريع شحنات السلاح الى إسرائيل وتوسيعها، بأن الإدارة الأميركية «معنيّة بشدّة باستعادة الهدوء على الجبهة بين لبنان واسرائيل»، فيما كان لافتاً إعلان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال تشارلز كيو أمس أن إسرائيل «لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبتها».
ميدانياً، استخدم حزب الله أمس، للمرة الأولى، صواريخ ثقيلة في استهداف المستعمرات الإسرائيلية عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة. ورداً على اعتداءات العدو على مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طيرحرفا والطواقم الطبية فيها، أعلن الحزب قصف مستعمرتَي «غورن» و»شلومي» بصواريخ «بركان» عقب قصف المستعمرتين نفسيهما بالأسلحة الصاروخية والمدفعية. كذلك استهدف الحزب مقر قيادة كتيبة «ليمان» المستحدث بالقذائف المدفعية، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية. وكشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن الرشقة الصاروخية التي أطلقها حزب الله الأربعاء على كريات شمونة تضمّنت صواريخ ثقيلة أيضاً.
وكتبت الصحيفة نفسها أنه بعد نصف عام على الحرب، «لا تزال المنطقة الأمنية التي تم إخلاء سكانها في الجليل كما هي، ما يعني أن أحداً في إسرائيل ليس لديه حل جذري لهذه المشكلة».
ولفتت إلى أن «الأضرار التي لحقت بالمستوطنين في الشمال هائلة، ولم يتم الكشف عن حجمها بعد»، مصنّفة هذه الأضرار بـ«أربع طبقات، الأولى، الأذى الجسدي للناس. الثانية، الأضرار المادية التي لحقت بالمنازل والمباني والمصانع. الثالثة، الأضرار المباشرة وغير المباشرة للزراعة.
والرابعة، الضرر الذي لحق بالناس الذين تم إجلاؤهم من منازلهم وتضرروا بكل الطرق الممكنة، في العمل والدراسة والصحة النفسية وتفكك المجتمعات الحضرية والريفية».
ونقلت عن العقيد في الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي كوبي ماروم «باعتباري أحد سكان الشمال، أشعر بأن الحكومة الإسرائيلية فقدت الشمال حرفياً، لقد كنا في حرب استنزاف لمدة ستة أشهر، ولن تؤدي إلى أي نتيجة»، معتبراً «أننا في خطأ استراتيجي واضح، الجيش الإسرائيلي لم ينجح في صدّ حزب الله وخلق شروط عودة السكان».
وفي تحرك يأتي في إطار رفد مستوطني الشمال بجرعات معنوية، أجرى جيش الاحتلال أمس، مناورة مفاجئة للحرب الشاملة في الشمال، تحت إشراف رئيس الأركان.
وشمل التمرين قيادة المنطقة الشمالية بأكملها وجميع الفروع العسكرية ذات الصلة، وهي سلاح الجو، شعبة الاستخبارات واللوجستيات.
وحاكى التمرين المفاجئ جميع السيناريوهات والخطط العملياتية لحرب شاملة في لبنان، بما في ذلك السيناريو الذي يبدأ فيه حزب الله هجوماً، والسيناريو الذي تبدأ فيه إسرائيل الهجوم، بحسب إعلام العدو.
3 مليارات دولار ودائع «فريش» في المصارف
تشير تقديرات مصرفية إلى أن ودائع الفريش في القطاع المصرفي تزيد عن 3 مليارات دولار، علماً أنها كانت أقلّ في الأسابيع الماضية، إذ ورد في إحدى الجلسات التي عقدت بين جمعية المصارف وبين حاكم مصرف لبنان أنها كانت 2.7 مليار دولار.
هذه الودائع تُمثّل نحو 30% من التقديرات المتصلة بحجم اقتصاد الكاش لعام 2022 والبالغ وفقاً للبنك الدولي نحو 9 مليارات دولار، كما أنها تُساوي ثلاثة أضعاف حجم الكتلة النقدية المتداولة بالدولار في السوق، التي يقدّرها البنك بنحو 900 مليون دولار.
بحسب كبير الاقتصاديين في بنك بيبلوس، نسيب غبريل، فإن هذه الودائع «هي عبارة عن أموال للتجّار وحسابات فردية، وتوطين معاشات، وهي ليست ودائع مُجمّدة، لأن الناس لا يوافقون على تجميد أموالهم لدى المصرف من دون فوائد».
فمصرف لبنان اتخذ قراراً في بداية الأزمة قضى بخفض معدّلات الفائدة على الودائع بالعملات الأجنبية حتى أصبحت في شهر كانون الأوّل الماضي نحو 0.03%.
لذا، لا يمكن اعتبار هذا الرقم ثابت في القطاع المصرفي اللبناني، بل قد يكون عبارة عن أموال تخرج، وأخرى تدخل عبر التحويلات إلى الخارج أو إلى الداخل. بمعنى آخر لا يمكن اعتبار هذه الودائع كمؤشّر على عودة القطاع المصرفي إلى التعافي، وخصوصاً أن جزءاً من هذه الودائع «الفريش» يعود إلى بعض أصحاب المصارف التي أودعت قصداً في محاولة لتجميل الميزانيات.
كما أن هذه الأموال لا تُستخدم في القطاع المصرفي بالشكل الذي يتناسب مع دور القطاعات المصرفية الاقتصادات العالمية، أي في الإقراض.
لماذا لا يتم استخدام هذه الأموال في عمليات الإقراض والتسليف في الاقتصاد؟ من المنطقي طرح هذه النقطة وخصوصاً في غياب أي مصدر من مصادر التمويل في الاقتصاد اللبناني بعد الانهيار المصرفي الذي شهده في عام 2019.
يقول غبريل إن «هناك مشكلة أساسية تتعلّق بأن جدولة القروض هي جدولة على المدى الطويل، في المقابل هذه الودائع هي عبارة عن التزامات قصيرة المدى، لأنها ليست ودائع مجمّدة».
القروض تسدّد على سنوات، في حين أن هذه الودائع قد تتحوّل إلى مطلوبات فورية في أي لحظة، وهو ما قد يؤدّي إلى اختلال في جدول الاستحقاقات (maturity mismatch). ويكمل غبريل: «هناك عائق آخر أمام إعادة حركة التسليف إلى عمل القطاع المصرفي يكمن في الخوف من تكرار المشكلة التي حدثت بعد الأزمة وهي أن نحو 80% من القروض بالعملات الأجنبية تم تسديدها بعد الأزمة بقيمة أقل من قيمتها».
يُعبّر هذا الأمر عن جزء كبير من الخسارة، إذ إن قيمة القروض للقطاع الخاص التي سُدّدت عن طريق الشيكات المصرفية أو عبر تسديدها بالليرة على سعر صرف 1500 ليرة للدولار تصل إلى 30 مليار دولار. هذا الأمر يُشكّل هاجساً لدى المصارف، التي تُطالب بأن يكون هناك قانون يحميها من هذه الناحية».
اللافت أن دوران الدولارات في السوق بحسب تقديرات البنك الدولي يصل إلى 10 مرات سنوياً، بمعنى أن الكتلة النقدية المتداولة بالعملة الأجنبية والبالغة 900 مليون دولار تولّد حركة سنوية في السوق تقدّر بنحو 9 مليارات دولار، وهي سرعة أعلى بكثير من سرعة توليد الحركة المالية عبر المصارف، وبالتالي فإنّ وجود كتلة ضخمة تتجاوز 3 مليارات دولار قد تكون قادرة على توليد نشاط أكبر في سوق يعاني من أزمة تمويل بالعملة الأجنبية. المشكلة أن المصارف ومصرف لبنان، ليسا قادرين على أداء هذا الدور الأساسي، لا بل ليسا قادرين على لعب الدور السابق للأزمة، أي تمويل الاستهلاك. العودة إلى ممارسة هذا الدور تتطلب إقرار قانون لتسوية أوضاع المصارف، مع ما يحتاجه الأمر من إجراءات متصلة بتوزيع الخسائر، وتحديد المصارف القابلة للاستمرار وتصنيف من سيخرج من السوق.
هذا هو المسار الوحيد الذي يمكن أن يؤدّي إلى استقرار يُعيد حركة الإيداع إلى القطاع المصرفي ويؤمّن له السيولة اللازمة للعودة إلى دور التمويل، لكن بشكل موجّه نحو قطاعات إنتاجية معينة. وهو ما يحتاج إلى خطة موسّعة من قبل الدولة تستطيع أن تُحدد القطاعات التي يجب استهدافها وكيفية الاستفادة منها بالشكل الأفضل.
البناء:
محكمة العدل الدوليّة تصدر قراراً جديداً بإلزام الاحتلال بوقف التجويع والإبادة
رئيس الأركان الأميركي: لم نسلّم «إسرائيل» كل طلباتها لعدم القدرة أو عدم الاستعداد
عمان: آلاف المتظاهرين يطوّقون السفارة الإسرائيلية طلباً لإقفالها وإلغاء الاتفاقيات
كتب المحرّر السياسيّ
للمرة الثانية أصدرت محكمة العدل الدولية قراراً إجرائياً إلزامياً لكيان الاحتلال، في سياق متابعتها للدعوى المقاومة من جنوب أفريقيا ضد الكيان بتهمة جرائم الإبادة، والقرار الجديد يؤكد على مضمون القرار السابق بالامتناع عن كل ما يتصل بجريمة الإبادة، مضيفاً اعتبار أن خطر مجاعة وشيكة تحدث بسكان قطاع غزة، يفرض على الكيان توفير كل حاجات المدنيين من غذاء وماء ودواء وكهرباء ووقود وسواها من مستلزمات العيش الضرورية.
يأتي القرار بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي تضمّن عملياً إدانة لكيان الاحتلال عبر مطالبته بوقف فوري لإطلاق النار.
وبالرغم من عدم وجود آلية تنفيذية لإلزام كيان الاحتلال بالتقيد بالقرارين، تنظر مصادر قانونية ودبلوماسية للقرارين بصفتهما تعبيراً عن مزيد من العزلة تصيب الكيان، وعن عجز واشنطن عن تقديم المزيد من الحماية.
وتوقعت المصادر أن تطرح الجزائر على مجلس الأمن إصدار قرار يؤكد على قرار المحكمة ويدعو لتنفيذه.
في واشنطن، أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال تشارلز براون، «إننا لم نسلم «إسرائيل» كل ما طلبته من الأسلحة لعدم قدرتنا أو لعدم الاستعداد لذلك الآن».
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن وقع الكلام الأميركي مقلق على المسؤولين الإسرائيليين وسط مخاوف إسرائيلية بشأن حاجات الجيش العسكرية، مع حظر عدد من الدول تصدير الأسلحة لها، خصوصاً كندا، واحتمال انضمام فرنسا وبريطانيا إليها، بينما تزداد المخاوف من أن تكون إدارة الرئيس جو بايدن، التي تشكو من نقص فعلي في بعض الذخائر والأسلحة، قد بدأت تتعامل مع الطلبات الاسرائيلية بخلفية مخاطبة الشارع الأميركي الغاضب من الدعم المفتوح لـ»إسرائيل».
في المنطقة تصدّرت أخبار عمان ومظاهراتها الليلية المشهد، مع حصار يضربه آلاف المتظاهرين حول السفارة الإسرائيلية وهم يهتفون بالدعوة لإقفالها، وإلغاء الاتفاقيات الموقعة بين الأردن وكيان الاحتلال، بما في ذلك اتفاقية وادي عربة والاتفاقات الاقتصادية الخاصة بالمياه والكهرباء والغاز.
وفي إطار الردّ على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبيّة والمنازل المدنية خصوصاً مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طير حرفا والطواقم الطبيّة فيها، قصف حزب الله «مستعمرتي «غورن» و»شلومي» بالأسلحة الصاروخية والمدفعية». واستهدف ايضاً «مقر قيادة كتيبة ليمان المستحدث بالقذائف المدفعية».
وعشية كلمة مرتقبة مساء اليوم للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن «الإسرائيليّ يتّجه لخيار التصعيد العسكري كبديل عن الحرب المفتوحة، وهذا ما تدل عليه مؤشرات الأيام الماضية، والتصعيد بحسب الممارسة الإسرائيلية يعني الاستهداف في العمق، كما حصل في البقاع الغربي وبعلبك أو بضرب مراكز صحيّة وخدميّة مدنيّة، كما حصل في العديسة والهبارية».
وأضاف: «إن أمعن العدو في خيار التصعيد فعليه أن يحسب حساباته جيداً لأن خسائره سترتفع ومشكلة الشمال لديه ستزداد تفاقماً. وبالمحصلة سيزداد مأزقه تعقيداً لأن المعادلة واضحة وبسيطة. فالمقاومة ستواجه التصعيد بالتصعيد وردودها ستصبح أقسى كماً ونوعاً وعمقاً وأهدافاً».
على خط آخر، بعد فرار الموقوف داني الرشيد من أحد سجون أمن الدولة في محلّة ساعة العبد وتواريه عن الأنظار، قامت المديريّة العامّة لأمن الدولة وبمتابعة مباشرة من قيادتها، بحملة تقصٍّ ومتابعة، تمكّنت خلالها من تحديد مكان تخفّي الرشيد داخل الأراضي السوريّة، وبعد تنسيق مشترك بين المديريّة والجهات السوريّة الأمنيّة المعنيّة، نفّذت قوّة من أمن الدولة عمليّة أمنيّة مشتركة داخل الأراضي السوريّة أفضت إلى توقيفه، وسُلّم إلى المديريّة العامّة للأمن العامّ اللبنانيّ للقيام بالإجراءات القانونيّة المطلوبة، على أن يُحال مجدّداً على المديريّة العامّة لأمن الدولة صباح اليوم الجمعة، لإجراء المقتضى القانونيّ بحقّه تحت إشراف القضاء المختصّ.
بينما أكدت مصادر أخرى، أن الرشيد اصبح في عهدة الامن العام وسيتم التحقيق معه بإشراف القاضي فادي عقيقي قبل تسليمه الى أمن الدولة. وأفادت مصادر قضائية بأن عدد العناصر في أمن الدولة الذين يخضعون للتحقيق أمام القضاء العسكري سيرتفع الى ثلاثة.
وكان المحامي العام العسكري القاضي رولان شرتوني باشر تحقيقاته منذ ليل أمس، في قضية فرار داني الرشيد واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى. ولا تزال التحقيقات مستمرة.
وعُلم أن المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار طلب فتح تحقيق في مديرية أمن الدولة لضبط المتورّطين في تسهيل عملية هروب الرشيد.
اللواء:
جبهة الجنوب على حافة الحرب المتوسِّعة.. و«اليونيفيل» لإجتماع ثلاثي لإحتواء الإنهيار
تشدُّد رئاسي بين «العيدين» والتباعد سيد الموقف.. وكلمة نصر الله اليوم مراجعة لحرب الـ6 أشهر
خلافاً لما كان يُرسم في الدوائر الأميركية والغربية من أن قرار مجلس الأمن الدولي، الهادف الى وقف اطلاق النار في غزة، وفتح المجال امام المساعدات الانسانية، ومواصلة جهود المفاوضات لإطلاق الاسرى والمحتجزين، فإن الوضع المتفجر في القطاع أخذ في التزايد، مما يعني أن جولات العنف والقتل والإبادة، لم تشفِ غليل مجرم الحرب في إسرائيل بنيامين نتنياهو، ومجلس حربه، الذي ألغى جلسة له امس، كانت ستتطرق إلى ملف الرهائن، ليعود ويترأس اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغّر في القدس.
وسط ذلك، ومع اطلالة، للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم، لمناسبة يوم القدس، اتجهت الأنظار في الـ48 ساعة الماضية، الى تطورات الوضع الجنوبي الحدودي، في ضوء خروج جيش الاحتلال عن «قواعد الاشتباك» والانصراف الى قصف السيارات والمقاهي والمنازل التي يتواجد فيها المدنيون، ليسقطوا شهداء من اجل توتير الاوضاع، وجرّ البلاد الى حرب متوسِّعة.
المشهد الرئاسي الغائب
في المشهد الرئاسي، أوضحت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن اعادة تعويم مبادرة تكتل الاعتدال الوطني حول الملف الرئاسي مطروحة في الفترة المقبلة لاسيما أنها لم تنته، وإشارت إلى إمكانية تكاملها بطريقة مضمونة أكثر مع حراك اللجنة الخماسية بعد عيد الفطر، لافتة إلى أن كلام المعارضة بشأن المرشح الثالث ليس قادرا وحده على إجراء أي تبديل في المشهد الرئاسي الذي تحكمه عوامل عدة أولها وليس آخرها موضوع الحوار الذي لن يتخلى عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري وفريق الممانعة، نافية استئناف تسويق اسم مرشح جديد من قبله، معتبرة أن مقاطعة المردة لاجتماع بكركي والوثيقة التي قد تصدر عنه تدفع إلى التشدد في دعم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية أكثر من أي وقت مضى.
جعجع على تصعيده
ولليوم الثاني على التوالي يبعث رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بمواقف تصاعدية، وتصادمية، فقال امس لنقابة المحررين لسنا بوارد السير برئيس «صورة ع الحيطان» ونريد رئيساً للجمهورية بكل ما للكلمة من معنى..
ورأى ان «التركيبة اللبنانية تحتاج الى اعادة نظر لتستقيم الأمور، ولكن قبل البحث عن التركيبة علينا إجراء انتخابات رئاسية».
واشار الى ان الاوضاع متفجرة، ومتدحرجة، ولا احد يعلم الى اين ستصل، والوضع خطير جداً.
واشار الى انه بالنسبة للحوار حول رئاسة الجمهورية، اننا اول من تواصل مع معظم الكتل النيابية، ومع كتلة الرئيس نبيه بري، وتوصلنا الى قواسم مشتركة لحوار جدي، لكنهم أقفلوا الابواب كلها واصروا على مرشحهم او الشغور. الرئيس بري بدأ مع فرنجية وتوقف عنده. مضيفاً: الحوار الذي يدعونا اليه رئيس المجلس هو السؤال: ماذا تريدون للسير بسليمان فرنجية، معتبرا ان محور الممانعة هو من يعطل الانتخابات.
الوضع الميداني
وعلى الأرض، استمرت الغارات الاسرائيلية والاعتداءات، كذلك تصويبات وصليات المقاومة على المستوطنات القريبة والبعيد. فقد تعرضت مستوطنة شلومي لهجوم صاروخي عند الإفطار من نوع «بركان»، وصولاً الى صفد مع مسيَّرات للمقاومة.
وودعت بلدة الناقورة وحركة «امل» وحزب الله الأربعة الذين استهدفتهم طائرة معادية في مقهى، وهم: علي احمد مهدي، علي عباس يزبك، حسن احمد جهير، وعصام هاشم جهير.
المصدر: صحف