تشكلت المقاومة الوطنية السورية من تفاعل قوى سياسية عربية وكردية مؤيدة للحكومة السورية ومعارضة لها وتضم عشائر من المناطق الشمالية والشمالية الشرقية ضمن مشروع واحد يحمل أهداف ثلاث وضعت لضرب المشاريع التي تستهدف وحدة سوريا وحريتها.
ويوضح رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية السورية الأهداف التي وضعت ويؤكد أن الأولوية تكون لمحاربة الاحتلال التركي للأراضي السورية في الشمال، إضافة إلى إمكانية التعاون على كامل الأراضي السوري لمحاربة الإرهاب وداعميه مشددا على أن التعاون والتنسيق لا يكون إلا مع السوريين رافضا أي تدخل خارجي أو اتباع أجندة خارجية، ومعلنا موقفه من حلفاء سوريا وأعدائها، ومطالبا الفرقاء السياسيين العودة إلى طاولة الحوار لإعلان حل سوري سوري.
وأكد رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية السورية ريزان حدو في مقابلة خاصة مع وكالة يونيوز للأخبار أن المقاومة تشكلت للتصدي للمشروع التركي والذي يراد منه إعادة العثمانية ولكن بزي جديد.
وأوضح حدو أن مشروع المقاومة الذي رأى النور في 6 أيلول سبتمبر يعتبر أو تشكيل عسكري سياسي مؤلف من معارضين ومؤيدين للحكومة السورية، مبينا أن هذه الخطوة تعتبر جيدة ونوعية من ناحية ترسيخ مبدأ المقاومة الذي حاول العامل التركي بدخوله إلى الأراضي السورية ضربه، مضيفا أن الدخول التركي لم يأت بهدف ضرب حزب لوحده أو جهة واحدة وإنما لضرب مفهوم المقاومة، لإن العقل الذي يدير هذه الحرب على سوريا، كما أوضح، يريد من الشعب السوري أن يكون منوم مغناطيسيا وهو ما فشل بتحقيقه عبر هذا التحالف. وقال إن مفهوم المقاومة تجلت في معارك الباب، وتحديدا على محور مدرسة المشاة وتل شعير والنيربية والشعالة جنبا إلى جنب مع الجيش السوري.
وبين حدو أهداف المقاومة المؤلفة من خليط كردي عربي متمثلة بثلاث نقاط أولها حل الخلاف بين المكونات السورية السورية للوصول إلى بلد ديمقراطي موحد ومقاوم، وثاني الأهداف مقاومة الاحتلال التركي والعمل على إفشال المشروع الذي يعتبر عثماني ولكن بزي جديد، فيما يعتبر الهدف الثالث العمل مع كافة القوى الوطنية على تحرير كل شبر من الأراضي السورية.
وأضاف رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية السورية أنه وعندما تم الإعلان عن المقاومة السورية لم يكن هناك تنسيق مع الحكومة السورية أو أي جهة خارجية موضحا: “شعرنا بالخطر المحدق فقمنا بهذه المبادرة و أعلنا في البيان التأسيسي أننا منفتحون على السوريين تحديدا، ورفضنا أي دعم خارجي لنا رغم أن هناك عروض أتت من الخارج ومن عدة جهات، وأكدنا أننا نريد الحفاظ على مفهوم المقاومة، ولا نريد أن نصبح تابعين لسفارات أو جهات”.
وشدد رئيس المكتب السياسي “أننا كمقاومة وطنية لا نسعى إلى أن يكون لهم دور مستقبليا في حكومة سوريا قد تأتي وإنما هدفهنا أن نكون وسطاء بين مكونات الشعب السوري لإعلان مؤتمرات حوارية تُخرج البلاد من الحرب الدائرة موضحا: “ونحن كسياسيين وعسكريين لا نطلب أكثر من لقب مقاومون”. ونوه حدو إلى أن المقاومة تملك علاقة مع الحكومة السورية وجهات معارضة أخرى تشاركهم نفس الأهداف.
وحول الأكراد ومتطلباتهم الأخيرة أكد حدو أنهم لم يسمعوا من أي حزب كردي طلبات بالانفصال عن الدولة السورية مبينا: “سنقاوم أي مشروع تقسيمي يهدد سوريا إن كان عربيا أو كرديا ولم نسمع من أي حزب كردي أي مشروع تقسيمي، ونحن فيما يتعلق بشكل الدولة السورية لا يعنينا كثيرا فما يهمنا الحفاظ على الأراضي السوري ودورنا دعم الحوار الذي يعتبر الأساس في تحديد شكل الدولة إن كان مركزيا أو فيدراليا”.
وفيما يتعلق بالفيدرالية التي أعلنتها أحزاب كردية في الشمال الشرقي لسوريا أوضح حدو موقف المقاومة بقوله: “كلمة فيدرالية لها وقع سيء وتقارب مع التجربة العراقية، ولكنها بالمعنى الحقيقي شكل من أشكال الديمقراطية، ولكن من شكل الفيدرالية في الرميلان أخطأوا عبر إعلانهم بهذه الطريقة، ولم يقوموا بشرح مبتغاهم بشكل جيد ونحن ندعم الحوار السوري وممنوع أي مشروع تقسيمي وسنتصدى له بغض النظر عن الجهة”.
وبالبقاء في الموضوع الكردي أوضح رئيس المكتب السياسي: “هناك قسم كبير من الكرد يملكون حلم دولة كردستان ونحن ضد هذا الطرح لأن عصر القومية انتهى وأكبر دليل على ذلك ما فعلته الجامعة العربية بالجمهورية العربية السورية ونسعى لتشكيل أمة عظيمة تتصدى للمشاريع الغربية وأقصد الأمة العربية وليس سوريا فقط”.
وفي الشأن العسكري بين حدو أن هدف المقاومة هو تحرير كامل الأراضي السورية وسيكونون في أي شبر يحتاج الى تطهير مبينا أنهم أعلنوا عن مشاركتهم في معركة الباب ولكنهم سيكونون في أي بقعة من الأراضي السوري من الباب إلى الرقة إلى الجولان ولواء اسكندرون موضحا أنهم حاليا متواجدين في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي.
وركز حدو على الاحتلال التركي كثيرا كما وصفه لأنه كما قال: ” نظرتنا تقول بأن لا فرق بين تركيا وإسرائيل وكلاهما يريد خلق مؤامرات على الوطن السوري والحالة العدائية التركية ضد سوريا قديمة منذ عام 1939 ودائما كانت تركيا خنجر في الخاصرة السورية ولعبت دورا كبيرا في الأزمة السورية من ناحية دعم المسلحين”.
وتابع حدو: “تركيا تآمرت على مدينة حلب بالموضوع الاقتصادي ما أدى إلى ضرب الطبقة الوسطى وحاولت افتعال الكثير من الأزمات الاقتصادية، وتطور الوضع التركي 2011 عندما أوعزت لحلفاءها من الاخوان المسلمين ومنذ بدأ الحراك في سوريا إلى إطلاق هتافات تهدف إلى توريط حزب الله اللبناني بهدف خلق فتنة طائفية”.
وأضاف حدو: “تركيا لديها مشكلة مع حلب وصرح أردوغان عنها عندما قال أنه يريد العودة إلى الميثاق الملي والذي ينص على أن حلب والموصل تتبعان للدولة التركية وهو ما ترجم على أرض الواقع عندما بدأت معركة تحرير الموصل، حيث حاولت تركيا افتعال المشاكل مع الحكومة العراقية وصلت لحد خروج الساسة الأتراك عن اللباقة السياسية وتعاملوا بشكل خارج مع الآداب السياسية مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. تركيا مشروعها يكون في حلب ولكنها تتحجج بالأكراد وبداعش. والوصول إلى الباب هو لتطويق مدينة حلب التي ستصبح بين فكي كماشة، من الشمال والشرق درع الفرات والجيش التركي ومن جهة الجنوب والغرب جيش الفتح الذي يتبع للحكومة التركية، والهدف الأساسي هو ضم حلب إلى إدلب.
وأكد حدو أن ثاني أهداف تركيا هو مسعاها إذا فشلت بضم حلب، إلى خلق مزيد من المشاكل للإمساك بورقة للتفاوض، لإن تركيا كما أضاف تدرك بعد أكثر من خمس سنوات من الأزمة السورية أن هذه الأزمة إذا ما انتهت سترتد عليها.
وحول مشروع المقاومة أكد حدو أنهم يعتمدون على التمويل الذاتي ولديهم إمكانيات جيدة ولكن فيما يتعلق بالأسلحة الثقيلة فإن التعاون يكون مع الجيش السوري متمنيا أن تمدهم الحكومة السورية بالدعم المطلوب لمواجهة الاحتلال التركي.
وأكد حدو أن المقاومة مستمرة إلى حين خروج آخر جندي تركي وآخر مسلح تدعمه تركيا من الأراضي السورية معتبرا أن كل المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة أو الجيش التركي محتلة ومبينا أنهم سيذهبون إلى أي مكان يدعمهم فيه في الشعب السوري.
المصدر: وكالة يونيوز