تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 21-3-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الأخبار:
بلينكن في المنطقة بـ«بضاعة» قديمة | مفاوضات الدوحة: الفجوة لا تتقلّص
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية “تسلّم الوسطاء ردّ إسرائيل على ردّ حركة «حماس»، على مقترح «باريس 2». وبحسب ما أفاد به القيادي في الحركة، أسامة حمدان، فإن «رد الاحتلال جاء سلبياً، ولا يستجيب لمطالب شعبنا». وأشار حمدان إلى أن «حماس قدّمت رؤيتها في ما يتعلّق بملف تبادل الأسرى وأبدت إيجابية ومرونة عالية»، لكن «الاحتلال يصعّد جرائمه ضد شعبنا مع كل جولة مفاوضات (…) ونتنياهو وحكومته الإرهابية ومن يدعمونه يتحمّلون مسؤولية تعطيل جهود إنقاذ صفقة التبادل». وأكّد أن «الاحتلال تراجع عن موافقات قدّمها للوسطاء سابقاً، إمعاناً في المماطلة، ما قد يوصل المفاوضات إلى طريق مسدود».وعليه، فإن «التوصّل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل ليس وشيكاً، لكن المحادثات تحرز تقدماً بطيئاً»، وفق مصادر مطّلعة تحدثت إلى صحيفة «وول ستريت جورنال». وأفادت هذه المصادر بأن «الاتفاق على إطلاق سراح 40 أسيراً إسرائيلياً مقابل هدنة من 6 أسابيع، حُسم تقريباً، والتفاوض على التفاصيل». وفيما أقرّت بأن «حماس تُبدي مرونة في الاتفاق على الأسماء التي سيتمّ إطلاق سراحها من السجون الإسرائيلية»، فهي أكّدت أن «الحركة تُصرّ على عودة سكان شمال غزة إلى مناطقهم». من جهتها، توضح مصادر مطّلعة على المفاوضات، في حديث إلى «الأخبار»، أن «هنالك خلافاً بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في الأهداف والأولويات، وهذا يظهر في التفاوض بوضوح، حيث يجهد الإسرائيليون في بحث مسألة تبادل الأسرى، ويولونها الاهتمام الأكبر، ويناقشون في الأسماء والتفاصيل الصغيرة في هذا السياق. ولكن حماس تبدو أكثر إصراراً على بحث المسألة الإنسانية في القطاع، وخصوصاً في شماله، وضرورة إيصال المساعدات، وانسحاب العدو من مناطق محددة للسماح بعودة النازحين إلى الشمال، وتضع مسألة الأسرى في المرتبة التالية لهذه المطالب».
وبحسب المصادر نفسها، فإن «العدو لا يزال مصراً على عدم سحب قوّاته من الطرقات الرئيسية، وخصوصاً شارعي الرشيد وصلاح الدين، الواصلين بين الجنوب والشمال»، إذ يعتقد أنه بذلك يخسر واحداً من منجزات الحرب بنظره، وهو تهجير أهالي الشمال، وتحقيق سيطرة كاملة على المداخل والمخارج، ما يمنحه أفضلية أمنيّة واضحة. كما يرفض العدو، وفق المصادر، أن يكون لحركة «حماس» أي دور أو صلة بتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، لأنه يعتقد أن عودة النازحين، واستعادة الحركة سيطرتها المدنية في الشمال، سيعنيان خسارة ما يعتبرها «إنجازات» الحرب. ومن هنا، بحسب ما نقلته «القناة 14» العبرية عن مصادرها، فإن «تعليمات لوفد التفاوض الإسرائيلي، صدرت، بعدم الموافقة على وقف إطلاق نار ضمن صفقة تبادل»، في وقت تظاهر فيه عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين في تل أبيب، وقطعوا طرق أيالون، واحتجّوا أمام منازل الوزراء. وعلى الرغم من كل تلك التعقيدات، يتجنّب طرفا التفاوض، ومعهما الوسطاء، حتى الآن، إعلان انهيار جولة المباحثات الجارية في الدوحة، والتي من المتوقّع أن تستمرّ لمدة تتجاوز الأسبوع الواحد، في حال لم يستجدّ ما يدفع الى انهيارها بسرعة.
وعلى صعيد موازٍ، تحتضن القاهرة، اليوم، الاجتماع الثاني من نوعه خلال أقلّ من شهر، بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزراء خارجية «المجموعة السداسية العربية» (الأردن ومصر والسعودية والإمارات وقطر والسلطة الفلسطينية)، بهدف إجراء مناقشات موسّعة حول مستقبل الوضع في غزة خلال مرحلة ما بعد الحرب، على أن تعقب ذلك سلسلة لقاءات مماثلة على مستويات مختلفة لمناقشة الملف الذي باتت الولايات المتحدة تعدّه مدخلاً أساسياً لوقف الحرب. ويأتي الاجتماع السداسي الذي رُتّب على عجل، بناءً على طلب أميركي، بغرض وضع خطط عملية لـ«اليوم التالي»، الذي يشكّل مصدر قلق أساسي للولايات المتحدة وإسرائيل، حيث يروّج الأميركيون أن «تل أبيب تخشى إيقاف الحرب في الوقت الراهن، كونه سيسمح للفصائل الفلسطينية باستعادة قوتها العسكرية والمدنية، واستعادة القدرة على تهديد إسرائيل».
وبينما قدّمت القاهرة، مع أطراف عربية أخرى، «تصوّرات» قائمة على إتمام «المصالحة الفلسطينية»، وإعادة هيكلة السلطة، بما يسمح باستيعاب الفصائل الأخرى خلال المرحلة الانتقالية، إلى حين إجراء انتخابات، فإن معضلة رئيسيّة تواجه هذا المسار، وهي تفاقم الخلافات بين الفصائل والسلطة في رام الله، وعدم تنفيذ الأخيرة ما يجري الاتفاق عليه، أو عدم استجابتها للنقاشات المطروحة أصلاً. ويتزامن ذلك مع اشتباكات بالأسلحة، وقعت مساء أمس، بين مقاومين في مدينة جنين في الضفة الغربية، وعناصر الأمن التابعين للسلطة، خلال تشييع مقاومين شهداء كان قد قتلهم الجيش الإسرائيلي قبل ساعات.
ومن المقرّر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي، اليوم، الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حيث سيكون محور النقاش العملية العسكرية الإسرائيلية المتوقّعة في رفح، والمخاوف المصرية في هذا الخصوص. وكان بلينكن قد وصل إلى السعودية أمس، وسيزور مصر اليوم، على أن يحطّ غداً في تل أبيب، ضمن جولته الإقليمية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين عدم توقّعهم أن «تسفر الزيارة عن اختراقات كبيرة»، وإعرابهم عن «أملهم بأن تدفع المباحثات إلى الأمام». وفي مقابلة مع قناة «الحدث» السعودية، قال بلينكن «نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة»، مؤكداً أن واشنطن «عرضت على إسرائيل بدائل للعمل في رفح». وأضاف: «سأناقش في جولتي الحالية الحكم في غزة بعد الحرب (…) ولدينا تصوّر عن سلام دائم في المنطقة سنبحثه مع اللجنة السداسية»”.
انتقام متجدّد من «الشفاء»: العدوّ يواصل «حرب المساعدات»
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار “منذ فجر الاثنين الماضي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصار «مجمع الشفاء الطبي» واقتحامه، رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله، بالتوازي مع عمليات إعدام للعشرات من هؤلاء والنازحين، واعتقالات واسعة لآخرين، وقصف لمنازل قريبة، وهو ما يشير إلى سلوك انتقامي إسرائيلي متجدد، ويعبّر عن عجز العدو عن تحقيق إنجاز أمني أو عسكري ذي قيمة عالية. وبالرغم من المناشدات، لا يزال العدو يمتنع عن التنسيق مع جهات دولية كـ«الصليب الأحمر» من أجل السماح لطواقم «الدفاع المدني» بالوصول إلى الجرحى وتقديم المساعدة لهم. وفي الوقت الذي أكّد فيه «الدفاع المدني»، أن ذلك يشير إلى «إمعان (إسرائيلي) في سياسة الإعدام البطيء للمواطنين الأبرياء والجرحى المحاصرين»، أعلن جيش الاحتلال، في بيان، قتله 90 فلسطينياً وصفهم بـ«المخربين»، فضلاً عن التحقيق مع 300 «مشتبه فيهم» في «الشفاء»، فيما اعتقل 160 آخرين ونقلهم إلى الأراضي المحتلة للتحقيق، زاعماً، على جري عادته في حربه ضد المستشفيات، «العثور على وسائل قتالية»، ومدّعياً «تجنب المساس بالمدنيين والمرضى والطواقم الطبية». وفي السياق، تقدّم، أمس، عدد من آليات العدو في اتجاه مفترق حميد شمال المجمع الطبي، بينما لا يزال عدد كبير من العائلات محاصرين في حي الرمال ومحيط «الشفاء»، وسط ظروف مأسوية بسبب القصف العشوائي المستمر على المنطقة.وفي المقابل، وفي ظل صعوبة استخدام المقاومين الأسلحة غير الدقيقة في التصدي لهذا الاقتحام، بسبب وجود جنود العدو بين الغزيين، بثت «كتائب القسام» مشاهد جديدة للمعارك الضارية هناك، والتي أظهرت اقتراب مقاوميها من آليات عسكرية إسرائيلية واستهدافها بقذائف «الياسين 105»، وإصابتها إصابة مباشرة، واندلاع النار فيها. كما تجددت الاشتباكات في محيط حي الرمال ومفترق ضبيط وملعب فلسطين ومحاور أخرى. وفي محيط المنطقة الوسطى، استهدفت «القسام» ناقلة جند صهيونية، وتحديداً في مدينة الزهراء في المنطقة الساقطة نارياً، شمال غرب المحافظة الوسطى، والتي كانت قوات العدو قد توغّلت فيها، بعد إنهاء توغّلها في مدينة حمد شمال خانيونس. من جهتها، استهدفت «ألوية الناصر صلاح الدين» تجمعات لجنود الاحتلال وآلياته غرب «نتساريم» شمال المحافظة الوسطى بوابل من قذائف «الهاون» من العيار الثقيل. أما في محور مدينة خانيونس، وتحديداً في منطقة القرارة في شمال المدينة، فأكد مقاومو «القسام» استهداف ناقلة جند صهيونية بقذيفة «الياسين 105»، بالإضافة إلى تفجير فتحة نفق بقوة إسرائيلية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.
وعلى خط مواز، تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهداف تجمعات اللجان الشعبية التي تساهم في تأمين نقل المساعدات، فضلاً عن ضباط شرطة موكلين بالمهمة نفسها. وصباح أمس، أعلن عن استشهاد مدير «لجنة الطوارئ» غرب غزة، أمجد هتهت، خلال عملية التأمين، بالإضافة إلى استشهاد 30 فلسطينياً على الأقل، في استهداف إسرائيلي لهم على «دوار الكويت»، أول من أمس. ويأتي ذلك في إطار سعي دولة الاحتلال لتكريس سياسة التجويع وتعميق الفوضى، وهو ما يدل عليه ارتكاب جيشها 8 مجازر خلّفت أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى من العاملين في هذا المجال، إضافة إلى المدنيين الساعين للحصول على الإغاثة، خلال أسبوع واحد. وفي السياق، حذرت «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) من «مجاعة وشيكة في غزة»، بينما «يواجه أكثر من مليون فلسطيني مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي».
في هذا الوقت، خلال 24 ساعة، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 10 مجازر ضد العائلات في القطاع، وسط القصف العنيف الذي طاول عدة مناطق، ووصل إلى المستشفيات. من ضحايا تلك المجازر: 104 شهداء و162 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وذلك وفقاً للتقرير الإحصائي اليومي الذي أصدرته وزارة الصحة في غزة، لليوم الـ 166 من العدوان الهمجي على القطاع. وبهذا، ترتفع حصيلة العدوان إلى 31923 شهيداً و74096 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي”.
ذعر أميركي خليجي: الجماعة تعيد المقاومة إلى بيروت
أمر عمليات اميركي – خليجي بحملة ضد الجماعة الاسلامية: خوف من مدّ سنّي معادٍ لـ”إسرائيل”
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار “نذ أن استعادت «قوات الفجر» دورها في العمل العسكري ضد العدو الإسرائيلي وإعادة الجماعة الإسلامية فلسطين قضيّةً مركزيّةً وبوصلةً استراتيجيّةً بمعزل عن الحرب الدائرة في غزّة، كثرت الأسئلة العربيّة والغربيّة عن مدى تصاعد الإسلام السياسي في الشارع السني وقدرته على استمالة المزاج الشعبي تمهيداً للقيام بأدوار سياسية أكبر. الإجابات التي وصلت إلى السفارات العربيّة والأجنبيّة عن التعاطف الشعبي مع حركة «حماس»، وتلقائياً «شقيقتها» اللبنانية، سرّعت في اتخاذ القرار بتسعير الحملة على «إخوان لبنان» وتأليب الشارع السنّي ضدّهم بتهمة «التصاقهم» بحزب الله
لم تشكّل الجماعة الإسلاميّة يوماً خطراً على غيرها من القوى السياسيّة في «الشارع السنيّ». ولطالما نُظر إليها كحالة محصورة في «جيوب» بعض المدن وقرى الأطراف، تقتات من بيئة تنمو على العقيدة الإسلاميّة المتشدّدة نوعاً ما، من دون أن يسجّل لها فوز مدوٍّ في منازلة شعبيّة أمام التيّارات السياسيّة الأكثر انفتاحاً وعلمانيّة.هكذا، بقيت الأصوليّة الدينيّة مصدر أمان بالنسبة إلى القوى السنيّة غير العقائديّة، لمراوحتها مكانها، وخصوصاً أنّ «الأشهر الذهبية» في العقد المنصرم، سرعان ما انتهت بعد سلسلة هزائم مُني بها «الإخوان المسلمون» في المنطقة، تُوّجت بـ«الضربة القاضية» عبر إسقاط نظام الرئيس المصري محمّد مرسي، فيما فضّل نظام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عدم التغلغل في التفاصيل اللبنانيّة مُبقياً على «شعرة معاوية» في التعاطي مع حلفائه. غياب الغطاء الإقليمي وانخفاض المداخيل الدّاخلية أرخيا تدهوراً في أوضاع الجماعة الماليّة ودفعها إلى عصر النفقات وخفض موازنات عدد من مؤسّساتها وقطع الهواء عن إذاعة «الفجر»، الناطقة باسمها، في بعض المناطق.
وعلى المستوى العسكري، لم ينظر المتابعون إلى مواظبة «قوات الفجر» على متابعة مهامها العسكريّة كأمر يستحق التوقّف عنده، وخصوصاً أنّ عناصرها القليلين كانوا يعملون في أغلب الأحيان سراً ومن دون قدرات عسكريّة يُعتدّ بها في ظل أزمة ماليّة وتدقيق أمني، حتى كادت «قوات الفجر» تُمحى من الذاكرة.
التقليل من شأن «الجماعة» كان من شيَم حلفائها وخصومها على حدّ سواء، إذ لم يروا فيها إلا نائباً واحداً لا يصل إلى البرلمان من دون «دفشةٍ» من القوى السياسيّة الأُخرى، وعلى رأسها تيّار المستقبل. لذلك، بقي «القرار السياسي» منسجماً مع «المستقبليين»، حتّى باتت «الجماعة» في بيروت تُصوَّر على أنّها حديقة خلفيّة لبيت الوسط. وهذا كان واحداً من الأسباب التي «شلّعت» تنظيم «أبناء الشيخ حسن البنّا» وأنتج فرقاً تُغني كل منها على هواها في منزل واحد.
استعادة «الجماعة» لأدوارها
اليوم، كلّ هذا اختلف. منذ أن لمع نجم «قوات الفجر» في العمل المقاوم ضد العدو الإسرائيلي أخيراً، بدأت «النقزة» من «الجماعة الإسلاميّة» تكبر، وخصوصاً بعدما استعادت دورها القيادي في القضيّة الفلسطينيّة ما أكسبها جماهيريّة وحيويّة غير تقليديّة داخل مراكزها. فهي الفصيل السني الوحيد عربياً الذي يُساند غزة عسكرياً، ما حوّلها إلى «مغناطيس» لكثيرين من الشبّان اللبنانيين الذين يرون أن فلسطين متروكة من أبناء جلدتهم. ليس مسبوقاً أن يحمل متظاهرون في القرى، من غير المنظمين في الجماعة، راياتها الخضراء، وأن يصدح صوت أمينها العام الشيخ محمّد طقوش من مكبّرات صوت في مناطق لا ثقل للجماعة فيها. فيما يروي مسؤولون عن أعداد كبيرة من الشبان ممّن لديهم اعتراضات على أداء حزب الله داخلياً وفي سوريا، يدقّون أبوابهم للانضمام إلى صفوف الجماعة، بعدما قدّمت «خياراً سنياً بحت» لمقاومة العدو.
مع أن هؤلاء يؤكدون «أن آلية فتح باب الجهاد حساسة في الوقت الحالي، وخصوصاً أنّ الوضع لا يستلزم النفير العام في الجنوب، بل الأصح العمل ضمن مجموعات قليلة»، إلا أنهم يدركون أهميّة استعادة الجماعة لدورها المقاوم، وخصوصاً أنّ هذا أحد أهم البنود التي ركّز عليها طقوش أثناء ترشّحه إلى منصب الأمين العام. وبالتالي، فإن هذا البند كقرارٍ استراتيجي لا يرتبط بالأحداث الداخلية والإقليميّة. وهو ما يقوله نائب الأمين العام الشيخ عمر حيمور، مشدداً على أن «المسجد الأقصى هو قضيّتنا الاستراتيجيّة، وسندرس كيفيّة استخدام كل الوسائل من أجل هذه القضية». وعمّا إذا كانت «قوات الفجر» ستُبقي على دورها المقاوم بعد انتهاء الحرب، يؤكّد «أنّنا أوّل من طالبنا باستراتيجيّة دفاعيّة لحماية لبنان من العدو المتربّص بنا، ونحن نؤمن بالجيش للدفاع عنه، ولكن إذا كان البلد مكشوفاً للعدو، فلمن نُعطي سلاحنا؟».
هجوم محلي – خارجي؟
وإذا كانت عمليّة «طوفان الأقصى» وتأييد «حماس» قد أعادا الوهج إلى الجماعة في لبنان، فإن مسؤوليها لم يسلموا من الانتقاد والهجوم، وآخره من عدد من نواب العاصمة رفضاً لما سمّوه «العراضة العسكريّة» التي رافقت تشييع أحد شهداء «الجماعة» أخيراً. الانتقاد كان تحت الطاولة قبل أن يخرج إلى العلن، بطلب غربي – أميركي تحديداً – على لسان النواب: وضاح الصادق وفؤاد مخزومي وإبراهيم منيمنة ومارك ضو. «صُعق» هؤلاء لسماعهم رشقات رصاص أثناء التشييع في طريق الجديدة، وغاب عنهم أن بيروت هذه شهدت أولى عمليات مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على يد الشهيد البيروتي خالد علوان، لم تكن على مدى تاريخها الإسلامي والعروبي واليساري على الحياد في مقارعة العدو. وأرفق هؤلاء انتقاداتهم بتأليب الشارع على الجماعة واتهامها بأنها ليست سوى «غطاء سني» لعمليات حزب الله العسكريّة.
ويدرج الشيخ حيْمور هذه المواقف ضمن «حملة ممنهجة في سياق الحملات التاريخيّة على التيّار الإسلامي، وخصوصاً أنّ ردّة الفعل على الحرب على غزّة أدت إلى تعاطف شعبي مع الحالة الإسلاميّة». وقال: «إن الاعتراض تجاوز انتقاد الظهور المسلّح في التشييع، وخصوصاً أن هذا الظهور لم يكن مقصوداً بل من قبل مجموعة صغيرة، بل هم أصرّوا على مهاجمة فكر الجماعة وأدائها وسلوكها وحضورها». أما اتهام الجماعة بقربها من المحور الإيراني، فهو «غباء في السياسة، وهدفه دغدغة مشاعر الشارع السني الذي له مآخذ على حزب الله، فإيران هي واحدة من الدول المؤيدة للقضية الفلسطينيّة، لكنهم يريدون منا أن نحدّد خياراً: إما إيران أو العدوّ الإسرائيلي، والأمور ليست على هذا النحو الذي يخدم أجندة العدو الصهيوني».
ما يراه حيمور على أنّه حملة ممنهجة ضد الإسلام السياسي، يربطه متابعون بالحملة المنظّمة التي بدأها أخيراً الإعلام المموّل سعودياً وإماراتياً ضد حركة حماس، هو الاعلام الذي اتهم الحركة بأنها «أخطأت بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، التي بررت جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين». ويرى المتابعون أنّ هذه الحملة تُعبّر عن «خشية من تنامي الإسلام السياسي في المنطقة وتصاعد دور الجماعات الإسلاميّة المقاومة، ولذلك تُراهن هذه الدّول على إحباط تجربة حماس وخسارتها أمام العدو الإسرائيلي، ما يؤدي عملياً إلى تنفيس هذه الحالة إقليمياً، وخصوصاً أنّ التصاق هذه الحالة بالقضية الفلسطينيّة يُكسبها قوّة شعبيّة لا تقوى الأنظمة العربية على فرملتها». لذلك، تأتي حملة الأنظمة العربية، وعلى هامشها حملة نواب بيروت المعروفي الارتباطات، على حماس و«أخواتها»، لاستباق استثمار هذا الفريق في نتائج الحرب ولمنع «تضخّم» التيّار السياسي الإسلامي تحت عنوان المقاومة.
ويؤكد أكثر من مصدر أن هذه الخشية تنسحب على الغرب الذي لا يخشى الجماعات الإسلامية إلا إذا جاهرت بعدائها لإسرائيل. وفي هذا السياق، يؤكد أكثر من مصدر أن سفراء غربيين في بيروت طرحوا أسئلة كثيرة على من يلتقون بهم من لبنانيين حول الجماعة وتصاعد شعبيتها، وعما إذا كان بمقدورها فعلاً غزو الشارع السني مع غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة. ولاستباق «الخطر المحدق»، وجّه السفراء أتباعهم في لبنان بضرورة «التشهير» بالجماعة باعتبارها «الجناح السنّي لحزب الله» و«تابعة» للمحور الإيراني وخارجة عن الإجماع السني.
التأثير الداخلي
وإذا كانت لهذه الحملة مبرّراتها الخارجيّة، فإن الأسباب الدّاخلية لا تقلّ أهميّة بعد توسّع القاعدة الشعبيّة لـ«إخوان لبنان» والخشية من «تقاسم الصحن السني» مع القوى السياسية الأُخرى. وفي رأي المتابعين أن تيّار المستقبل أكبر الخاسرين من زيادة رصيد الجماعة على حساب رصيده، ويضعون تضخيم زيارة الحريري لبيروت الشهر الماضي في هذا الإطار، لافتين إلى أنّ هذا «الاستعراض السياسي» كان بطلبٍ إماراتي ليقدّم الرجل نفسه من جديد إلى السعوديّة بـ«العبارة الذهبيّة» التي قالها: «الإسلام المعتدل»، علّها تصفح عنه تحت سيف خوفها من المد الإسلامي، وإن كانت هذه المُعادلة لم تُجد نفعاً في الديوان الملكي حتّى الآن.
في المقابل، يقلل آخرون يؤكّدون من أثر تمدّد الحركات الإسلاميّة على القوى الحزبيّة غير العقائديّة وأولاها «المستقبل»، باعتبار أن جمهور الجماعة «مُحدّد سلفاً بمناطق وبيوتٍ متديّنة تتلقّى أدلجةً دينيّة مسبقة، ومن دون أن يكون بمقدورها خرق المجموعات الملتزمة دينياً والمنفتحة على مستوى المواقف السياسية والاجتماعيّة»”.
البناء:
بوتين: الفوز الرئاسي نقطة بداية لانتصارات مقبلة تحتاجها روسيا وسوف تنالها
بلينكن: اتفاق غزة على وشك الإنجاز… ولا فرصة لتحييد المدنيين في معركة رفح
المموّلون الكبار لحملة بايدن وبينهم زعماء اليهود يطالبونه بإنهاء حرب غزة للفوز
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية ” تحدّث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الشعب مع إعلان النتائج الرسمية للانتخابات التي أكدت فوزه الكاسح بتفويض شعبي استثنائي، وضمنت صورة سلسة للانتخابات الرئاسية، بينما تعاني أميركا من مخاطر تحول انتخاباتها الرئاسية الى بوابة لحرب أهلية كما حذّر المرشح الرئاسي الرئيس السابق دونالد ترامب. وكما يقول الكثير من الخبراء باحتمال أن لا تنتهي الانتخابات الى رئيس منتخب معترف بشرعيته. وقال بوتين إن الفوز الرئاسي هو نقطة بداية لمجموعة انتصارات تحتاجها روسيا وسوف تنالها، معدداً تحديات ومهام أخذ على عاتقه قيادة روسيا لإنجازها خلال ولايته الرئاسية، منها مواصلة النهوض الاقتصادي كدولة صناعية كبرى، ودخول حقل التقنيات الحديثة والروبوتات بصورة خاصة، ومنها مواصلة بناء القدرة النووية وضمان الموقع الأول عالمياً في السلاح النووي، وضمان إدارة التفوق على جبهة الحرب مع الناتو في أوكرانيا بانتظار أن ينضج الغرب لتسوية تضمن لروسيا تطلعاتها ومصالحها الحيوية.
في تطورات حرب طوفان الأقصى تبدو واشنطن في قلب مأزق استمرار الحرب والحاجة الملحة للخروج منها، حيث تحملت إدارة الرئيس جو بايدن مسؤولية الشريك الكامل في جرائم الإبادة التي ارتكبها جيش الاحتلال، بما وفرته من تمويل وتسليح وحماية قانونية ودبلوماسية، جعلت الشارع الأميركي يصبّ غضبه على بايدن وترشحه الرئاسي، بما يهدد فرصه في الفوز كما قال المموّلون الكبار لحملة بايدن وبينهم الشخصيات اليهودية الرئيسية في أميركا، في دعوتهم بايدن للتحرك العاجل لوقف الحرب في غزة لضمان فرص أفضل للفوز في الانتخابات.
على هذا الطريق تبدو مهمة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في المنطقة، وقد بدأها في السعودية وستشمل كيان الاحتلال، حيث استبق بلينكن لقاءاته بقادة الكيان بالحديث عن أن لا فرصة للجمع بين خوض معركة عسكرية في رفح وتحييد المدنيين من المخاطر، مشيراً الى أن المفاوضات للتوصل الى اتفاق تتقدم وصارت على وشك الإنجاز وبدء التنفيذ، وهو ما لم تؤكده أي مصادر أخرى من الوسطاء او من حركة حماس أو من كيان الاحتلال، بما اعتبره خبراء في العلاقات الأميركية الإسرائيلية رسالة مشفرة لقادة الكيان بوجوب إنجاز صفقة اتفاق سريعاً وتحمّل الثمن المؤلم لهذه الصفقة.
وفيما تشير مصادر المعلومات الآتية من الدوحة الى إيجابية تطغى على المفاوضات بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني على الرغم من المراوغة والمناورة التي تطغى على سياسة الحكومة الإسرائيلية، لا سيما أن استئناف التفاوض أعقبه الإعلان عن زيارة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الموجود في جدة، الى «إسرائيل» يوم غدٍ الجمعة. ووفق المعلومات فإن بلينكن سيجمع وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والأردن والإمارات لإجراء جولة مشاورات حول الوضع في غزة.
ولفتت مصادر مطلعة على الملف التفاوضي لـ«البناء» الى أن عدة مؤشرات إيجابية لاحت في الأفق ما يعكس جدية في التفاوض، لكن هناك معوقات وعقبات عدة أمام إنجاز اتفاق هدنة في غزة لأسباب داخلية إسرائيلية وأسباب أخرى تتعلق بالمقاومة في غزة، إذ أن «إسرائيل» لا تستطيع وقف الحرب بشكل دائم في الوقت الراهن وكذلك الخضوع لشروط حركة حماس، وبدورها الأخيرة لا تستطيع التفريط بالإنجازات التي تحققت في عملية طوفان الأقصى ولا التفريط بصمود المقاومين وبسكان غزة الأسطوري. ولا يمكن أمام هذا الصمود والتضحيات إلا انتزاع أثمان تتعلق بالقضية الفلسطينية وبالحقوق الفلسطينية الطبيعية. ما سيطيل أمد التفاوض لا سيما أنه دخل في التفاصيل انطلاقاً من المقترح الذي قدّمته حركة حماس، وعلى وقع استمرار الحرب في الميدان والعمل العسكري الإسرائيلي لاستغلال الوقت لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات العسكرية والأمنية الوهمية. لكن المصادر ترجّح التوصل الى اتفاق هدنة بدفع أميركي وبالضغط على «إسرائيل» وعلى الوسطاء الذين يتفاوضون مع حركة حماس.
وسجلت الجبهة الجنوبية تراجعاً نسبياً في وتيرة العمليات العسكرية على الحدود، مع تراجع احتمالات توسيع الحرب لأسباب عدة وفق ما يشير مصدر مطلع على الوضعين الميداني والسياسي لـ«البناء» والذي يلفت الى أن لا «إسرائيل» تتحمل توسيع الجبهة مع لبنان في ظل غرقها في وحول حرب الاستنزاف في غزة إضافة الى قوة حزب الله العسكرية والصاروخية والاستخبارية والميدانية والتي أظهر جزءاً بسيطاً منها. وقد وجّه رسائل نوعية عدة تلقفتها «إسرائيل» والتزمت بقرار عدم خوض حرب واسعة النطاق لأن من شأن ذلك إلحاق دمار هائل في كامل أنحاء «إسرائيل» وتعميق الهزيمة الاسرائيلية بعد هزيمة غزة، ولا حزب الله بدوره يريد توسيع الحرب لتجنيب لبنان التداعيات. لكن أي عدوان واسع على لبنان فإن حزب الله سيخوض هذه الحرب بلا أيّ تردد.
وتشير أوساط دبلوماسية مطلعة لـ«البناء» الى أن «إسرائيل أنهِكت خلال شهور الحرب وهي لم تعتدْ على خوض حروب أكثر من 4 أشهر، لذلك وصلت إلى طاقتها القصوى في الحرب ولا تستطيع الاستمرار أكثر، لذلك تريد وقف الحرب لكن بشروط وضمانات وصورة توحي بالعلن على أنّها انتصرت ولم تهزم، أو على الأقل تخفيف حدّة وتداعيات الهزيمة. وكذلك الأمر توسيع الحرب لم يعُد خياراً واقعياً وعملياً. وهذا ما يدركه المسؤولون الإسرائيليون وكذلك الإدارة الأميركية التي تبذل جهوداً كبيرة لمنع توسيع الحرب على الحدود اللبنانية لأنها تدرك عواقبها وتداعياتها على إسرائيل أولاً وعلى معادلات الردع وميزان القوى في المنطقة». واستبعدت الأوساط قيام «إسرائيل» بحرب شاملة على لبنان، مرجحة بقاء الوضع ضمن الوتيرة نفسها، حتى التوصل الى هدنة أو وقف إطلاق النار في غزة، ما ينسحب على جبهة الجنوب.
إلى ذلك واصلت المقاومة عملياتها، وأعلنت في بيانات متلاحقة، استهداف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وقلعة هونين وموقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنه «يتمّ التحقق من سقوط صواريخ في جبل ميرون».
بدورها، زفت حركة أمل في بيان، الشهيد المجاهد محمد علي موسى قميحة «لواء»، مواليد كفرصير : ٨-١-١٩٨٨، الذي استشهد أثناء قيامه بواجبه الوطني والجهادي دفاعاً عن لبنان والجنوب. ولفتت الحركة الى أن «أفواج المقاومة اللبنانية أمل تعاهد الشهيد وجماهيرها بأن تبقى على العهد والقسم للقائد المؤسس وللشهداء بأن نكون فدائيي حدود أرضنا المقدسة مهما غلت التضحيات».
في المقابل أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية الغجر المحتلة رشقات رشاشة وقنابل باتجاه رعاة الماشية شرقي بلدة الوزاني.
على صعيد آخر، وغداة انتهاء المرحلة الأولى من جولة سفراء الخماسي على القيادات اللبنانية، على أن تستأنف اتصالاتهم «الرئاسية» بعد عيد الفطر، حيث تزور اللجنة رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، على أن ترفع تقريراً الى اللجنة الخماسية في الخارج لتقييم الموقف والخطوة التالية، وما إذا كانت هناك حاجة لإرسال الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان، وفق ما علمت «البناء».
واشارت مصادر نيابية لـ«البناء» الى أن «حراك اللجنة الخماسية لن ينتج رئيساً للجمهورية في المدى المنظور، وأعضاء اللجنة عبروا عن هذه القناعة خلال اجتماعاتهم مع القيادات السياسية، كما لن يحلوا مكان القوى السياسية والنيابية والقيام بدورها السياسي والدستوري والوطني، لكن دور اللجنة يتمحور حول تقريب وجهات النظر وتقديم أفكار للتوفيق بين القوى السياسية والبحث عن قواسم مشتركة وآلية للحوار لانتخاب رئيس بالتوافق لا بفرض المرشحين والشروط». ولفتت المصادر الى أن حراك الخماسية وكتلة الاعتدال يهدف لتحضير الساحة الداخلية عبر طاولة حوار أو نقاش وطني حتى انتهاء الحرب في غزة وانطلاق المفاوضات على ترتيبات أمنية على الحدود والشروع بانتخاب رئيس للجمهورية عندما تنضج الظروف الإقليمية والدولية».
وعلمت «البناء» أن أحد النواب المستقلين بدأ بجولة على المرجعيات والأطراف السياسية لعرض مبادرة رئاسية لانتخاب رئيس. كما علمت بأن قنوات التواصل غير مقفلة بل مفتوحة بين حزب الله والتيار الوطني الحر عبر عدد من الحلفاء المشتركين في محاولة لتقريب وجهات النظر حول الملف الرئاسي والبحث عن إمكانية التوصل الى مساحة رئاسية مشتركة تسهل التوافق على مرشح. علماً أن الثنائي حركة أمل وحزب الله وفق معلومات «البناء» لم يدخلا بأي بحث أو نقاش حول مرشحين غير الوزير فرنجية. وأوضحت مصادر الثنائي لـ«البناء» الى أن دعوة الرئيس بري للحوار لا يعني التنازل المسبق عن دعم ترشيح فرنجية للرئاسة، بل الحوار على سلة كاملة من ضمنها رئاسة الجمهورية وبرنامج الرئيس ورئيس الحكومة وتشكيلة الحكومة المقبلة وبرنامج عملها وبعض المناصب الرفيعة في الدولة وذلك تسهيلاً لانتخاب الرئيس وتأليف الحكومة ولإنجاز الملفات الأساسية لاحقاً.
وكشف سفير مصر لدى لبنان علاء موسى عن أن ما لمسته اللجنة الخماسية من رئيس مجلس النواب نبيه بري في اللقاء الأول والثاني هو «موقفه الواحد» وقد أبدى كلّ رغبة في إنجاز الاستحقاق، مشددًا على أن اللجنة لا تتحدّث في الأسماء لأنه ليس من دورها بل تبحث عن أرضية مشتركة بين الفرقاء. وقال في حديث تلفزيوني: «ما تهدف اليه الخماسية هو تطبيق الدستور والبعض لديه مخاوف من الحوار».
ورد موسى على البطريرك الراعي بشكل غير مباشر، بقوله: «لم يتم انتخاب رئيس في أي زمن في لبنان بدون حوار والفارق بين الحوارات السابقة والحالية أنها برئاسة بري ويجب ألا نتحدث عن شكل الحوار». وأشار إلى أن «هناك 3 مراحل: الاولى تتطلّب التواصل مع مختلف الكتل والحصول على التزام منهم في الملف الرئاسيّ والثانية القيام بمشاورات ومداولات والثالثة الذهاب الى مجلس النواب والانتخاب. والأهم بين هذه المراحل هي الاولى». وتابع «سنلتقي الكتل كافة والآن يجري تحديد المواعيد ومِن السفراء مَن سيأخذ إجازة طويلة من منتصف شهر نيسان ولهذا السبب أرجأنا اللقاءات الى بعد عيد الفطر». واعتبر موسى أن «المقاربة الأفضل والأكثر منطقية في الموضوع الرئاسيّ هي بالحصول على «الالتزام» من قبل الكتل كافّة».
وكان الرئيس بري استقبل في عين التينة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع العامة لا سيما السياسية والميدانية منها وشؤوناً تشريعية. وتابع بري أيضاً المستجدات السياسية خلال استقباله الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء: «تطرّق دولته الى الموضوع الرئاسي واعتبره هاجساً وطنياً بل إنه بمثابة همه اليومي، وما دعواته المتكررة للانتخابات إلا من قبيل وضع الجميع امام مسؤولياتهم الدستورية والوطنية، إذ لا يمكن تجاهل هذا الاستحقاق لأنه يأتي في صلب الواجبات المنوطة بالمجلس، مكرراً دعوته جميع الأفرقاء الى التلاقي والتشاور والتفاهم، لأن التشاور وحده كفيل بعدم إقصاء أحد وبإنهاء هذه المراوحة المتحكمة بالملف الرئاسي».
وأكد الرئيس بري بحسب ما نقل عنه الخازن، «أنه متى لاحت بارقة الأمل لن يتوانى عن تجاوز كل العوائق التي تحول دون ذلك، لأنه مصمم في أي وقت ولحظة لعقد الجلسة، وإذا تم التوافق المذكور فلا بد وأن يَلقى من المراجع الدولية والإقليمية كل الدعم المطلوب، وإلا كنا كمن يستدرج العروض على يد الخارج لإلزامنا بخيار بعيد عن المواصفات اللبنانية لاختيار الرئيس المقبل». وأضاف الخازن «وكرر لي الرئيس بري دعمه الكامل وتقديره لحراك سفراء المجموعة الخماسية وتشجيعه كتلة الاعتدال الوطني وكل الخيرين في البلد للمضي في جهودهم الحميدة عسى أن تثمر كل هذه المساعي خيراً للبلاد»”.
المصدر: الصحف اللبنانية