مجدداً يعمد جيش الاحتلال الاسرائيلي إلى تكرار سيناريو مجمع الشفاء الطبي. في المرة الأولى تحديداً في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، زعم الأخير أن في المجمع بعضاً من قيادات المقاومة الفلسطينية “حماس” وأن الأخير يستخدم كقاعدة للحركة. كلها مزاعم هزيلة دُحضت منذ الساعات الأولى لاقتحام العدو المجمع.
أمّا اليوم، فقد قام العدو بالتعاون مع ما يُسمى جهاز “الشاباك” بما أسماه “عملية محدودة لملاحقة مجموعة من المسلحين” دون تقديم أي “مسوغات” سلفاً، وما الحاجة إليها في وقت يرى فيه أنه يملك الحق بتجويع مئات الآلاف والتخطيط لدخول مدينة رفح التي باتت الملاذ لمليون ونص المليون نازح، دون أي مساءلة من أحد؟
قام العدو بما قام به من قصف عنيف للمجمع الذي يحوي أطباء وجرحى ومرضى، ومن ثم اقتحامه من أجل تحقيق انجاز وهمي تمثل باغتيال من قالوا إنه “رئيس مديرية العمليات بجهاز الأمن الداخلي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)” العميد فايق المبحوح، وهو أي المبحوح في الحقيقة مسؤول عمليات الشرطة في قطاع غزة، والذي “تولى مؤخراً التنسيق مع العشائر والأونروا لإدخال وتأمين المساعدات شمال قطاع غزة”. الشهيد الذي استبسل في مقاومة جنود الاحتلال حتى الرمق الأخير، مقاتلاً بسلاحه وموقعاً قتيل وجريحين، أكدت مصادر فلسطينية أن الهدف من اغتياله هو “التأثير على مسار حماية المساعدات وتعزيزاً للفوضى التي يسعى إليها العدو”. ومما لا شك فيه أن السيطرة على مسار المساعدات والتجويع والقتل هي ما تبقى من أدوات لعدو جبان خسر الميدان، إذ إنه لم ينه وجود المقاومة في أي بقعة منه.
تطوارت العدوان في يومه الـ 164
وفي التفاصيل، فقد دمرت قوات الاحتلال سيارات البث التابعة للطواقم الصحفية في مستشفى الشفاء بغزة، وأطلقت النار باتجاه المبنى وحذرت الموجودين فيه من الاقتراب من النوافذ. وفي السياق، اعتقل جيش الاحتلال مراسل الجزيرة إسماعيل الغول من داخل مجمع الشفاء، واعتدت القوات عليه بالضرب المبرح قبل اعتقاله. وقال أحد الصحفيين من داخل مجمع الشفاء إن قوات الاحتلال اعتقلت الغول وعدة زملاء صحفيين آخرين، بعد الاعتداء عليهم.
⭕عاجل ..
نزوح عدد كبير من الأهالي من داخل مجمع الشفاء الطبي تزامناً مع توغل آليات الاحتلال وإطلاق النار والقذائف بمحيط المجمع. pic.twitter.com/MeMZShGzjU— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 18, 2024
من جهة ثانية، أفادت مصادر إعلامية باستشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في شارع الجلاء بمدينة غزة.
وكانت وزارة الصحة في غزة قالت إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 8 مجازر في القطاع خلال الساعات 24 الماضية راح ضحيتها 81 شهيدا و116 مصاباً. وبذلك يرتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر إلى 31 ألفا و726 شهيدا، و73 ألفا و792 مصابا منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
هذا وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان والنازحين في حي الرمال ومستشفى الشفاء شمال قطاع غزة بالمغادرة فوراً إلى جنوب القطاع، الذي يتعرض لقصف متواصل من قبله إضافة إلى عمليات برية.
هذا وشنّت طائرات الاحتلال غارة جوية استهدفت منزلاً في شارع أبو حصيرة غربي مدينة غزة. وسقط شهيد وأصيب 4 آخرون برصاص قوات الاحتلال في شارع الرشيد قبالة مدينة الزهراء وسط قطاع غزة.
ودمّر طيران الاحتلال منازل فوق رؤوس ساكنيها في شارع الجلاء في غزة.
ونقل مصابون إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة بعد إطلاق قوات الاحتلال النار تجاه مواطنين على شارع الرشيد. كما قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشمالية الغربية للمحافظة الوسطى في قطاع غزة.
وارتقى 9 شهداء وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة أبو حجير في مخيم النصيرات.
1.1 مليون يواجهون مستوى كارثياً من الجوع في غزة
وأكد تقرير تدعمه الأمم المتحدة أن عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى “كارثيا من الجوع” في جميع أنحاء قطاع غزة ارتفع إلى 1.1 مليون، بما يمثل حوالي نصف السكان.
وأضاف أن “المجاعة الآن متوقعة ووشيكة في محافظتي شمال غزة وغزة، ومن المتوقع أن تصبح واقعا جليا خلال الفترة من منتصف مارس/آذار إلى مايو/أيار 2024.
من جهته، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أنه “نجري تحقيقاً في ادعاءات بشأن مشاركة 12 من موظفي الوكالة في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول”.
وكشف عن أن “عدداً من موظفي الوكالة في قطاع غزة تعرضوا للاحتجاز والتحقيق”، مطالباً بالتحقيق في تعرض موظفو الوكالة الذين احتجزهم العدو لانتهاكات”.
وقال إن “أكثر من 150 من منشآت الوكالة في قطاع غزة تم تدميرها بالكامل”، مشيراً إلى أن “المجاعة في قطاع غزة ستطال جميع سكانه”.
كلام لازاريني جاء في وقت أعلنت فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أن 28% من الأطفال دون سن الثانية في خان يونس ووسط قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، وأوضحت أن أكثر من 10% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من الهزال الشديد في تلك المناطق.
وأشارت المنظمة إلى أن سلطات العدو لم تسهل دخول إلا 25% من المساعدات المقررة إلى شمال القطاع حتى الآن.
بوريل: “إسرائيل” تستخدم التجويع سلاحاً حربياً بقطاع غزة
مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أعلن أن “قطاع غزة تحول إلى مكان بلا نظام مما يضع سكانه أمام خيار المغادرة أو العنف”.
وقال “نشهد مجاعة في غزة تؤثر على آلاف الأشخاص ولا يمكننا الوقوف متفرجين بينما يجوّع الفلسطينيون”، موضحاً أن العدو “يخلق مجاعة في غزة وما يحدث صنيعة من يمنع دخول المساعدات إلى القطاع ومن يتحكم في الحدود”.
وتابع “لنكن صريحين ولِنقلْها علناً إن “إسرائيل” تستخدم المجاعة سلاحا في الحرب على غزة”، لافتأً إلى ارسال الدعم الجوي “بينما المساعدات تنتظر على الحدود على بعد ساعة من المكان الذي تلقى فيه المساعدات الجوية”.
المصدر: موقع المنار