أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، أنه “نحن أمام فرصة حقيقية لإنهاء العدوان وصولاً إلى وقف دائم للقتال”. وفي مقابلة مع قناة المنار، لفت حمدان إلى ان “اليوم تحدد صلاحيات الوفد الصهيوني المفاوض وعليه نحدد إمكانية إبرام اتفاق”.
وشدد حمدان على ان “فعل الميدان لم يقتصر على غزة وحدها والعدو وجد أنه يعمل أمام جبهة واسعة”.
وأكد حمدان أن الكيان لا يزال يدرك حجم وعمق الخسارة المدوية التي ضربت امنه الاستراتيجي في العمق، يوم 7 اكتوبر، وشدد على أنه ورغم العدوان والدمار، فإن العدو لم يحقق أيا من أهدافه، فالمقاومة وبعد 163 يوماً، قادرة في الميدان.
وشدد حمدان، على أن المقاومة لا تزال تقاتل في النقاط التي قال الاحتلال إنه سيطر عليها، وانهى قتاله فيها، وهذا ما أحدث أزمة حقيقة، بأن هذا الجيش غير قادر على حسم المعركة. ولفت حمدان إلى أن عامل الصراع الداخلي، يضغط على كيان الإحتلال، مشيراً إلى أن التجاذبات عميقة، وتذهب أبعد مما نراه، وقال إن الكل عينه على الانتخابات القادمة، وبدأ يرتب أوراقه، لمرحلة ما بعد نتنياهو.
وبما خص عملية المفاوضات، أوضح حمدان أن حماس قدمت مرونة في المفاوضات، الأولى تتعلق بموضوع انهاء العدوان على قطاع غزة، وسحب القوات الاسرائيلية. وقال حمدان إن الحركة قبلت أن أن يكون هناك انسحاب قبل أي عملية تبادل جزئي من قطاع غزة، وتابع أنه مع انتهاء المرحلة الاولىويتم الانسحاب في بداية المرحلة الثانية بشكل كامل، مع انهاء العمليات العسكرية بشكل كامل.
وأضاف حمدان انه “وخلال المرحلة الأولى سيكون هناك وقف كامل للعمليات العسكرية، بمعنى لا تحليق لسلاح الطيران، ولا حركة للقوات، يضاف اليها انسحاب من اليوم الأول من بداية تنفيذ الاتفاق، من محور الرشيد، وهو الخط البحري بما يسمح بعودة النازحين إلى مساحة معتبرة من الشمال ومن مدينة غزة.
واوضح حمدان، أنه وبعد 14 يوم، يتم الانسحاب إلى شرق محور صلاح الدين أي اقصى شرق قطاع غزة، وهذا يعني عودة ما بقي من النازحين، وبالتالي فتح الطريق أمام النازحين بالعودة.
أما المرونة الثانية، فهو الحديث عن بعض تفاصيل عملية التبادل، وأوضح حمدان أن حماس كانت تصر على الا تذكر اي عناوين لارقام الاسرى قبل الحصول على التزام بعملية انسحاب، وقال نحن حصلنا على استعداد واضح من الوسطاء لالزام الاسرائيليين بوقف العدوان والانسحاب اذا ما وضعت عملية التبادل على طاولة المفاوضات.
ولفت حمدان إلى أن أنه لم يتم تحديد موعد حاسم للمفاوضات، بمعنى بضع ساعات أو يوم او يومين، ولكن كل البيئة التفاوضية القائمة، أن المدة الزمية لتنفيذ هذه الورقة ليست طويلة، نتكلم أنه خلال أيام يحب أن يكون هذا الأمر قد حسم.
وأشار حمدان إلى أن طبيعة تشكيل الوفد المفاوض، ستكشف، ما اذا ان نتنياهو يريد أن يصل إلى نتيجة أم لا. واعتبر حمدان أن نتنياهو امام احتمال من ثلاثة، الأول ان يقول “لا”، وأن يذهب إلى الحكومة محرضاً بعض الموالين له، فيحصل على هذه النتيجة.
وتابع حمدان، واما ان يقول نتنياهو “نعم”، وهذا لا بد أن يتطلب أن يكون الوفد المفاوض واسع الصلاحيات، أو ان يحاول شراء الوقت، استعداداً لعدوان جديد، خاصة ان جيس الاحتلال يصرح انه بحاجة إلى اسابيع لتنظيم صفوفه.
وأكد حمدان أن وهذا ما سيكشفه طبيعة الوفد المفاوض، ما اذا كان نتنياهو مستعد للوصول إلى تفاهم او أن يحاول شراء الوقت.
ويعقد مجلس الحرب الصهيوني اجتماعا، للبحث في توسيع صلاحيات الوفد في مفاوضات الدوحة حول وقف النار وتبادل الاسرى التي تُعقد الإثنين. ويطالب الوفد المفاوض منذ أسابيع بتوسيع صلاحياته في المفاوضات، لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض ذلك. وخلال الفترة الماضية، عقد مجلس الحرب الإسرائيلي جلستين لبحث الأمر، لكن نتنياهو كان يرفض طلب الوفد بحجة أنّ حركة حماس لم تسلّم ردها مكتوبًا إلى الوساطة القطرية ليعرف مجلس الحرب الصلاحيات التي يجب توسيعها.
وحتى بعدما سلّمت “حماس” ردّها نهاية الأسبوع الماضي، كان من المقرّر أن تُعقد محادثات الجمعة بهذا الخصوص إلا أنّ الأمر تأجّل. وسرّبت وسائل إعلام عبرية معلومات عن أن وزراء مجلس الحرب يوآف غالانت وبني غانتس وغابي آيزنكوت حاولوا التواصل مع نتنياهو خلال ساعات ليل السبت، لتحديد موعد جديد لاجتماع مع الكابينت الأمني، إلا أنّ رئيس الوزراء امتنع عن الرد على اتصالاتهم.
وعقب ذلك، عقد وزير الحرب يوآف غالانت اجتماعًا بديلًا عن الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحرب، بشأن صفقة الأسرى المحتملة مع حركة حماس، على أن يعقد الكابينت اجتماعًا آخر بهذا الخصوص.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أنّ الوزراء في مجلس الحرب عبّروا عن امتعاضهم الشديد، ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إنّ “نتنياهو يضيع الوقت”.
وكان من المقرر أن تنطلق المفاوضات في الدوحة اليوم، إلا أنّها تأجلت لتحديد ما إذا كان الوفد الإسرائيلي سيُشارك فيها أم لا. وقالت وسائل اعلام صهيونية، إنه لا معنى لمشاركة الوفد الصهيوني في مفاوضات الدوحة دون توسيع صلاحياته، من منطلق أنه سيُشارك من موقع المستمع لمقترح حماس وعرض الوسطاء.
وما تزال صلاحيات الوفد الصهيوني محدودة حتى الآن، بينما تأمل عائلات المحتجزين الصهاينة أن تزيد السلطات الاحتلال منها. وعلى خلفية هذه الأزمة، تظاهر عشرات آلاف في أنحاء الكيان، ضدّ حكومة نتنياهو وللمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى.
وتجمع المتظاهرون على شارع كابلان في تل أبيب مساء السبت، كما نُظمت احتجاجات في القدس المحتلة وحيفا وقيسارية، وكفار سابا وبئر السبع.
وأشعل المتظاهرون النار أمام مقر وزارة الحرب في منطقة الكرياه بمدينة تل أبيب، بينما قمعت الشرطة مئات المتظاهرين الذي أغلقوا شارع أيالون الحيوي وسط مدينة تل أبيب، وقامت برشّ المحتجين بالمياه العادمة، كما اعتقلت عددًا من المتظاهرين في مدينتي تل أبيب والقدس، بتهمة إثارة الشغب.
المصدر: موقع المنار