إنه اليوم الـ 154 للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. ومع تعثر المفاوضات في القاهرة لإرساء وقف لاطلاق النار شكّل أحد شروط المقاومة الرئيسية، في حين أرادت الولايات المتحدة تطبيق هدنة مؤقتة مع بداية شهر رمضان المبارك، مع تعثرها واصلت طائرات العدو قصفها مختلف مناطق قطاع غزة مخلفة العشرات من الشهداء ومئات الجرحى، بينما يهدد الجوع مئات آلاف المحاصرين شمال غزة.
وفي السياق، أفادت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 8 مجازر ضد العائلات بقطاع غزة راح ضحيتها 78 شهيدا و104 مصابين خلال الـ24 ساعة الماضية. وبذلك ارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 30 ألفا و878 شهيدا، و72 ألفا و402 مصاب. وكأن كل ذلك لا يكفي أهل القطاع، إذ استحالت المساعدات المتساقطة من السماء ايضاً سبباً لسقوط المزيد من الشهداء بدل أن تكون وسيلة للدعم والإنقاذ.
وأكدت الوزارة أن 72% من ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع المحاصر هم من النساء والأطفال. كما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) -في يوم المرأة العالمي- إن نساء قطاع غزة ما زلن يتحملن عواقب الحرب الوحشية. وذكرت أن 63 امرأة يُقتلن يومياً في غزة، منهن 37 أمًّا يتركن عائلات ورائهن.
يُذكر أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه” وليام بيرنز وصل إلى قطر لعقد اجتماع مع الوسطاء في محاولة لإرساء هدنة مؤقتة وليس وقفاً للحرب التي تريد واشنطن استمرارها. الأمر الذي أكده استخدام الأخيرة للفيتو في مجلس الأمن لإسقاط أي قرار لوقف اطلاق النار في القطاع. يأتي ذلك في وقت يحاول فيه الرئيس الأميركي جو بايدن امتصاص الغضب العام في ما يتعلق بالمجاعة في شمال غزة وسقوط المزيد من الوفيات جراء ذلك، بالاعلان عن “عزم بلاده إنشاء ميناء مؤقت على ساحل غزة لاستقبال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر”، وقد مضى معه في ذلك الغرب المتواطئ مع العدو في إبادة أهل القطاع كوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون.
مزيدٌ من القتل
واستشهد شخصان وأصيب آخرون بجروح في قصف على منزل في حي التفاح شرق مدينة غزة. هذا وسقط ثمانية شهداء ومصابون في قصف للعدو على منطقة القرارة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، والتي يحاصرها جيش الاحتلال منذ أيام. وارتفع عدد الضحايا جراء استهداف الاحتلال فجر اليوم دواري الكويت والنابلسي في قطاع غزة إلى 9 شهداء و58 مصاباً. وتشهد بلدة القرارة غارات إسرائيلية مستمرة منذ فجر اليوم.
وأدّى سقوط صناديق المساعدات الجوية على المواطنين قرب أبراج الفيروز غربي غزة إلى استشهاد خمسة مواطنين على الأقل.
كما سبق أن استشهد شاب واصيب عدد كبير من الفلسطينيين بعد استهداف سيارة مدنية في منطقة العطار جنوب خان يونس. وأضافت مصادر إعلامية أن عدداً كبيرا من المصابين وصلوا إلى مستشفى غزة الأوروبي بعد تعرض السيارة للقصف.
مستشفى شهداء الأقصى يواجه نقصا حادا في الأدوية
المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران أعلن أن المستشفى “تواجه نقصاً في الأدوية اللازمة للحوامل والأطفال الرضع”، مشيراً إلى أن “ما يصلنا من المساعدات الإنسانية لا يتجاوز 3% من الاحتياجات”. وقال الدقران إن “معظم المصابين الذين يصلون إلى المستشفى من الأطفال والنساء”، مضيفاً أن “جميع محافظات قطاع غزة تتعرض لقصف شرس من قوات الاحتلال”.
مقررة أممية: وضع المرأة الفلسطينية امتحان فشل فيه المجتمع الدولي
قالت المقررة الأممية للعنف ضد المرأة ريم سالم في مقابلة مع “الجزيرة” إن وضع المرأة الفلسطينية هو الامتحان الذي فشل فيه المجتمع الدولي، مؤكدة أن النساء في قطاع غزة يعشن ظروفا غير إنسانية في ظل نقص المساعدات الحاد.
وشددت على ضرورة وقف القتال وإدخال المساعدات، مشيرة إلى أن العدو “يتحمل باعتباره قوة محتلة مسؤولية ما تعيشه النساء في القطاع”.
الأمم المتحدة: لا يمكن السماح بشنّ هجوم على رفح
من جهته، أكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه “لا يمكن السماح بحدوث هجوم إسرائيلي على رفح المكتظة بالنازحين، لما سيسببه من خسارة هائلة في الأرواح”. وطالبت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان العدو بالامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي. ولا تزال قوات الاحتلال تهدد بشن عملية برية في مدينة رفح الحدودية مع مصر.
بعد موافقة واشنطن… بريطانيا وقبرص والاتحاد الأوروبي يستذكرون معاناة الشعب الفلسطيني
إلى ذلك قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون -عبر منصة إكس- إن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين على فتح ممر بحري مباشر يصل إلى غزة. وحثّ كاميرون العدو على السماح بدخول مزيد من شحنات المساعدات إلى غزة. ولم يذكر وزير الخارجية البريطاني الشركاء الآخرين الذين اتفقت بلاده معهم.
من جهته، قال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس إن ممر قبرص البحري “يهدف إلى تسريع نقل المساعدات إلى قطاع غزة وتخفيف الضغط عن الطرق البرية”، مضيفاً أن بلاده تهدف لجعل الممر البحري مستداماً ومساهماً رئيسياً في رفع المعاناة عن المدنيين في غزة”.
ومن غير المعروف حتى الآن من الجهة التي ستكون مسؤولة عن استقبال المساعدات القادمة إلى غزة عبر الممر البحري المنطلق من قبرص، وما إذا كان سينطلق بالتنسيق مع العدو.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعلنت اقتراب فتح ممر إنساني بحري من قبرص إلى قطاع غزة، مؤكدة أن العمل التجريبي يبدأ اليوم. وقالت دير لاين إنه “من المتوقع أن يبدأ تشغيل ممر المساعدات الإنسانية من قبرص إلى غزة غدا السبت أو بعد غد الأحد”، وأكدت أن الكارثة الإنسانية ما زالت تتكشف في غزة.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية وصلت إلى قبرص اليوم لتفقّد المرافق في ميناء لارنكا، حيث من المخطط أن تغادر مجموعة من سفن المساعدات إلى غزة.
وشددت الأمم المتحدة على أن عمليات التسليم عن طريق البحر ليست بديلا عن الشحنات البرية، والتي يمكن أن تجلب المزيد من المساعدات بسرعة أكبر إلى سكان غزة الذين يتعرضون لخطر المجاعة المتزايد.
المصدر: موقع المنار