الصحافة اليوم: 7-3-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم: 7-3-2024

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 7-3-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

جريدة الاخبارواشنطن تضغط بـ«التفاؤل الكاذب» | المفاوضات عالقة: لا بوادر انفراج

لا يتوقّف الأميركيون عن الترويج بأنهم يمارسون أقصى الضغوط الممكنة لإحراز تقدّم نحو صفقة تبادل للأسرى، وهدنة مؤقّتة، بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي. كذلك، هم يعملون على إشاعة الأجواء الإيجابية، كيفما اتّفق، حول المفاوضات الجارية في القاهرة، وهذا ما أكّده مختلف المسؤولين الأميركيين علناً، وفي الكواليس، إذ بحسب معلومات «الأخبار»، وربطاً بانعكاس تطوّرات الحرب في غزة، على الجبهة اللبنانية الجنوبية مع العدو الإسرائيلي، فإن مبعوث الرئيس الأميركي الرفيع، عاموس هوكشتين، أكّد في لقاءاته التي عقدها في لبنان، على الرغم من المؤشّرات السلبية التي بدأت تلوح في أفق المفاوضات، أن «فرص حصول هدنة في غزة، كبيرة جداً»، طارحاً، انطلاقاً من ذلك، إطلاق مسارٍ تفاوضيٍّ موازٍ بين لبنان والعدو، لتهدئة الجبهة وخفض التصعيد.

لكن، في القاهرة، لا يبدو أن الأمور تسير وفق الأمنيات الأميركية، حيث تتمسّك المقاومة الفلسطينية بموقفها من مختلف القضايا العالقة، وأهمها عودة النازحين إلى شمال غزة بلا شروط، والالتزام بأن تُفضي مراحل الصفقة إلى وقف كامل وشامل للحرب.

كذلك، في المقابل، يعتبر العدو أن ما لديه من طروحات وخيارات قد قدّمه بالفعل، وهو يرفض عودة الرجال من غير الأطفال والمسنّين إلى شمال القطاع، ويرفض أيضاً الالتزام بإنهاء الحرب، ويعاونه الأميركيون في هذا الموقف، حيث يروّجون لكون الكرة في ملعب «حماس».

وبدورها، تؤكّد الحركة أنها «أبدت المرونة المطلوبة بهدف الوصول إلى اتفاق يقضي بوقف شامل للعدوان على شعبنا، غير أن الاحتلال لا يزال يتهرّب من استحقاقات هذا الاتفاق، وخاصة ما يحقّق الوقف الدائم لإطلاق النار وعودة النازحين والانسحاب من القطاع وتوفير احتياجات شعبنا»، وفق بيان لها أمس. كما تؤكّد أنها «ستواصل التفاوض عبر الوسطاء للوصول إلى اتفاق يحقّق مطالب شعبنا ومصالحه».

لكن، رغم ذلك، نقلت قناة «كان» العبرية، عن مصادر في إسرائيل، أن «الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً كبيرة على الوسطاء للتوصل إلى اتفاقات في المفاوضات بشأن صفقة التبادل في الأيام المقبلة»، في حين أكدت الخارجية الأميركية أن «واشنطن تضغط من أجل نهاية ناجحة لمحادثات وقف إطلاق النار في غزة وتعتقد أن التوصّل إلى اتفاق ممكن».

وفي السياق، أشارت مصادر مطّلعة على مسار المفاوضات إلى أن «الأطراف تتحدّث عن مهلة تمتدّ حتى مساء السبت المقبل، كموعد نهائي للمفاوضات».

ناقش عليان، في مصر «كيفية التعامل مع ملف النازحين في منطقة رفح»

وعلى خط موازٍ، وفي سياق المساعي الجانبية التي تجريها الأطراف المعنية، في حال لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق مع «حماس»، وهو احتمال يبدو وارداً بقوة حالياً، زار منسّق حكومة العدو في المناطق غسّان عليان، مصر، بعد زيارة قام بها قبل فترة وجيزة إلى الإمارات.

وقالت مصادر مطّلعة، لـ«الأخبار»، إن عليان «بحث في برنامج إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، في حال لم تُعقد الهدنة، وناقش برنامج تمويل إماراتياً – قطرياً – كويتياً – أميركياً، لعملية شحن مساعدات عبر قبرص إلى شواطئ غزة». كذلك، ناقش عليان، بحسب المصادر، «كيفية التعامل مع ملف النازحين في منطقة رفح»، حيث تقود مصر عملية بناء المخيمات في مناطق الشاطئ، وتأمين نقل مئات الألوف إليها خلال شهر رمضان، على أن «تتولى إسرائيل نقل الشاحنات الموجودة عند معبر رفح، إلى معبر كرم أبو سالم، ليُصار بعدها إلى نقلها عبر الطريق الغربية (شارع الرشيد)، وتوزيعها على مخيمات النازحين الجديدة».

ويدعم هذه المعلومات، ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس»، عن مسؤولين إسرائيليين، من أن «الحكومة ستبدأ بالسماح للمساعدات بالانتقال مباشرة من إسرائيل إلى شمال غزة، كما ستسمح، الجمعة، لما يراوح بين 20 و30 شاحنة بدخول شمال غزة».

وأضاف المسؤولون أن «إسرائيل ستتعاون أيضاً في إنشاء الطريق البحري من قبرص، وستبدأ الأحد بإجراء تفتيش أمني على المساعدات في قبرص قبل نقلها إلى غزة».

وأشاروا إلى أن «نقل المساعدات بحراً، سيكون جزءاً من مشروع لاختبار جدوى الطريق البحري إلى غزة».

وفي السياق نفسه، تتوجّه رئيسة «المفوّضية الأوروبية»، أورسولا فون دير لاين، إلى قبرص، هذا الأسبوع، في إطار جهود «الاتحاد الأوروبي» لإنشاء ممر إنساني بحري إلى القطاع.

وقالت فون دير لاين: «جهودنا تركّز على ضمان قدرتنا على تقديم المساعدة للفلسطينيين، ونأمل جميعاً أن يتمّ فتح هذا الممرّ قريباً جداً».

وفي سياق منفصل، وبعدما أنهى عضو «مجلس الحرب» الإسرائيلي، بيني غانتس، زيارته المثيرة للجدل، للولايات المتحدة، وصل أمس إلى لندن، حيث عقد مجموعة من اللقاءات الرفيعة المستوى، في ظلّ مقاطعة السفارة الإسرائيلية هناك للزيارة، نزولاً عند أوامر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

والتقى غانتس وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، الذي أكد في ختام اللقاء، أن الكيان باعتباره قوة الاحتلال في غزة، «لديه مسؤولية قانونية لضمان توفير المساعدات للمواطنين»، مشيراً إلى أن «هذه المسؤولية لها عواقب». وبشكل مفاجئ، انضمّ رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إلى الاجتماع بين غانتس ومستشار «الأمن القومي» البريطاني، حيث قال للأول: «علينا ضغط هائل من الجمهور والبرلمان!».
وبحسب المراسل في «واللا»، باراك رافيد، فإنه «على الرغم من كل نوبات غضب نتنياهو وتصريحاته وتعليماته بعدم التعامل مع غانتس… فإن اجتماع رئيس الوزراء البريطاني مع غانتس، رسالة مهمة لنتنياهو!».

هواجس إسرائيلية متعاظمة: أميركا تُخرج «البطاقة الحمراء» تدريجياً

بعد وضعها «فيتو» على جميع القرارات التي قُدّمت إلى مجلس الأمن الدولي، ودعت إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قررت الولايات المتحدة، أخيراً، تقديم اقتراح يطالب «بوقفٍ فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وتحرير جميع المختطفين».

وبحسب موقع «واينت»، فإن المسوّدة الأميركية حُضّرت منذ نحو أسبوعين، بموازاة «الفيتو» الذي وُضع آنذاك على اقتراح تقدّمت به الجزائر، ودعت فيه إلى وقفٍ فوريٍ لإطلاق النار.

ويحمل المقترح الأميركي تبدّلاً عن المسوّدة السابقة التي طرحتها الولايات المتحدة، والتي تنص على «هدنة ووقف مؤقت لإطلاق النار»، علماً أن النسخة الثانية تشدّد هي الأخرى على تحرير «المختطفين الإسرائيليين»، وتتضمن إدانة لـ«حماس».

وطبقاً للموقع، فإنّ هذا التبدل يأتي على خلفية المعركة الانتخابية الرئاسية المنتظرة داخل الولايات المتحدة، ورغبة إدارة جو بايدن في أن ينظر إليها الجمهور باعتبارها مبادرة وداعمة لوقف الحرب.

لكن مسؤولين إسرائيليين أظهروا عدم اكتراثهم حيال ذلك، معتبرين أن الخطوة الأميركية الأخيرة «لا تشكل تطوّراً دراماتيكياً في موقف الولايات المتحدة»، رغم أن واشنطن ملّت من النظر إليها باعتبارها شرطي مجلس الأمن الذي «يعيق إصدار القرارات».

وتأتي هذه التطورات غداة زيارة لوزير مجلس الحرب، بيني غانتس، إلى واشنطن، مطلع الأسبوع، خالفت رغبة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وكشفت عما يبدو أنه «مسار سريع للتصادم»، بحسب المحلل العسكري لصحيفة «إسرائيل اليوم»، يوآف ليمور، الذي رأى أنه «من الصعب التقليل من خطورة تداعيات تردي العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة»، لافتاً إلى أن هذه التداعيات «تجد تعبيرها على المستوى السياسي في الخطر المحدق بالفيتو الأميركي التلقائي في مجلس الأمن».

أمّا على المستوى الأمني – العسكري، فقد «يثقل تردي العلاقة على المساعدات، ولاحقاً على أوجه تعاون مختلفة»، كما قد تكون له تعبات على المستوى القانوني حيث «قد تتورط إسرائيل في محافل دولية على خلفية مرسوم رئاسي جديد يقرن كل مساعدة أميركية بطاعة القانون الدولي».

وفي سياق غير بعيد، رأى معلّق الشؤون العسكرية لـ«القناة 13»، ألون بن ديفيد، في مقالة في صحيفة «معاريف» أن «إنجازات الحرب تتبدد»، فيما إسرائيل، في الشهر الخامس للقتال، «عالقة» في الجنوب والشمال. وتبدو كـ«مقامر يصرّ على وضع كل الرقائق (poker chips) كرهان على رقمٍ واحد في لعبة الروليت. غير أن الرقائق آخذة بالنفاد على مستوى العتاد العسكري، ومعنويات القوات الآخذة في التراجع، وكذلك الشرعية الدولية».

وادعى بن ديفيد أنه في بداية الحرب، «نجح الجيش في أقل من شهرين في إخضاع لواءين قويين لحماس في شمال القطاع، واحتلال مدينة غزة التي تُعد أكبر من خان يونس بأربع مرّات»، غير أنه منذ ذلك الحين، «مرت تقريباً ثلاثة أشهر ونصف الشهر والفرقة 98 لا تزال تتابع الحرب على خانيونس.

وبينما أُخضع هناك لواء كامل لحماس، لا تزال تصر الفرقة المذكورة على التركيز على محاولة إخضاع (رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة، يحيى السنوار».

اغتيال السنوار قد يشكل «صورة نهاية» تسمح للقيادة الأمنية بالتنحي بـ«كرامة»

ورأى أن إسرائيل ربما تنجح في اغتيال السنوار وربما لا، لكن في هذه الأثناء «أيّ يوم يمر، تتراجع فيه كفاءات قوات الفرقة العسكرية 98، التي لم يُسرّح أفرادها تقريباً».

غير أن الأسوأ من ذلك بحسبه هو أن «الحبل الطويل الذي منحته الولايات المتحدة لإسرائيل لكي تقضي على حماس أخذ يقصر».

ورأى أنه في حال خسرت إسرائيل الرهان، فستجد نفسها «تعود بخفيّ حنين»، ما يعني «عدم الوصول إلى قادة حماس وعدم إخضاع كل كتائبها وألويتها».

وأشار بن ديفيد إلى أنه منذ البداية، خرجت إسرائيل في حربها على غزة بعقيدة «السور الواقي»، والتي تعني إحقاق السيطرة العملياتية ميدانياً، وذلك بعد سنوات من الاقتحامات والمداهمات الهادفة إلى القضاء على كل البنى التحتيّة للمقاومة.

وزعم أنه في شمال القطاع، «يسير الأمر بشكل ممتاز»، إلا أنه في مرحلة معيّنة يبدو أن «القيادة الأمنية الإسرائيلية انغرمت بفكرة إحراز صورة نصر على شكل رأس السنوار».

وحذر من أن ذلك «قد يكون ممكناً غير أنه لا يحقق كل الجهود. فاغتيال السنوار سيأتي ببديل منه، ولكن إذا أنهينا الحرب فيما لا يزال يتواجد لواء كامل لحماس في رفح وكتيبتان في وسط القطاع، نكون قد خسرنا».

ورأى أن اغتيال السنوار قد يشكل «صورة نهاية» تسمح للقيادة الأمنية بالتنحي بـ«كرامة» بعد وصمها بإخفاق السابع من أكتوبر، وعلى هذا الأساس «تُفهم حماستها للوصول إلى قادة الحركة».

ولكن من جهة ثانية، فإن التركيز على هذه المطاردة «يضر بتحقيق الهدف الأسمى للحرب، وهو القضاء على قوة حماس العسكرية والسلطوية». وإلى جانب ذلك، تركز قيادات الجيش، في هذه الأيام، على التحقيقات التي ستُجرى قريباً، بهدف استخلاص الدروس، وتحديد أولئك المسؤولين والضالعين بشكل شخصي في الإخفاق، بما يفضي إلى تنحيتهم من مناصبهم.

إلا أنه بحسب بن ديفيد، فإن «هذه التحقيقات متأخرة… ومنذ الآن، بدأ انشغال القادة العسكريين ينصب على تنظيف وصمة الفشل في 7 أكتوبر، وهو ما استحال عبئاً على الجيش، الذي يتعين عليه الإعداد لمواصلة القتال في الجنوب والاستعداد لحرب في الشمال».

وخلص إلى أن «عربة الجيش سارت في صعودٍ متواصل، ولكن الآن هي في حالة مستوية. وعندما تبدأ العربة بالسير بشكل مستوٍ، ينبغي البدء بدراسة إمكانية تغيير الخيول التي تقودها».


أوروبا تعمّم التهويل الإسرائيلي: 15 آذار آخر مهلة للمسعى الدبلوماسي

بينَ لبنان ومصر وكيان العدو، توزّعت الأنظار في اليومين الماضييْن لمراقبة المفاوضات المُضنية حول «هدنة رمضان» ومحاولة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين أن تشمل أي تهدئة الجبهة الجنوبية تمهيداً لاتفاق شامل مع لبنان، ورصد الموقف الإسرائيلي المتأرجِح بين الحل السياسي والتصعيد العسكري، الأمر الذي يجعل الجانب الأميركي حذراً من أن يتحول اليوم التالي في الجنوب إلى الفتيل الذي يفجّر المنطقة برمّتها.

ومع أن وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت أبلغَ هوكشتين (خلال زيارة الأخير لتل أبيب) التزام إسرائيل بالجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لتجنّب التصعيد على الحدود مع لبنان، مؤكداً أن بلاده لا تسعى إلى الحرب، علمت «الأخبار» من مصادر دبلوماسية غربية أن «المسار السياسي غير كافٍ للاطمئنان، رغم إصرار الجانب الأميركي على صياغة الأحرف الأولى من الاتفاق بين بيروت وتل أبيب، والذي يتمحور حول تثبيت وقف إطلاق النار وبتّ الخلاف على النقاط المتنازع عليها وإيجاد صيغة لمزارع شبعا وكفرشوبا وصياغة حل مستدام يمنع الاصطدام الكبير»، كاشفة أن الدول الغربية «تبلّغت من إسرائيل أن الأخيرة حدّدت مهلة حتى 15 آذار الجاري موعداً للتوصل إلى تسوية سياسية مع لبنان، وإلا فإنها مستعدة لتصعيد العمليات العسكرية إلى حرب واسعة النطاق».

زادَ هذا الأمر من قلق الدول الغربية التي تعتبر أنه «ينبغي بذل كل الجهود لدعم المساعي المستمرة للولايات المتحدة وفرنسا لتنفيذ القرار 1701 والشروع في تسوية حدودية توفّر الأمن على المدى الطويل وتضمن عودة النازحين على طرفَي الحدود».

وينسحب هذا القلق أيضاً على الداخل اللبناني الذي انقسم في تحليله لوقائع زيارة هوكشتين الأخيرة. ففي مقابل إبداء البعض ارتياحاً للمسار الأميركي الذي يضغط لتجنب التصعيد، هناك رأي آخر لا يزال يبدي تخوفاً من احتمال تدهور الأوضاع ربطاً بما قاله الموفد الأميركي عن أن «هدنة غزة ليست بالضرورة أن تشمل لبنان».

أما التقديرات بشأن الزيارة فقد تقاطعت حول أن «التطورات كلها رهن ما سيحصل في غزة وما سيتم التوصل إليه في المفاوضات الجارية في القاهرة، لأن أي نقاش حول ترتيبات سياسية في لبنان وحلّ لوقف إطلاق النار لن يكون قابلاً للترجمة ما دامَ إطلاق النار مستمراً في القطاع».

وقد باتت هذه المعادلة قناعة عند الجانب الأميركي، بحسب ما نقل مسؤولون غربيون عن هوكشتين نفسه، وفق المصادر الدبلوماسية.

وقالت المصادر إن «هوكشتين بات على قناعة بصعوبة وقف القتال في لبنان قبل توقفه في غزة، وهو مقتنع أيضاً بأن حزب الله لا يريد التصعيد»، مشيرة إلى أن «المبعوث الأميركي يعتبر أن الهدنة في غزة ستكون بمثابة ساعة الصفر التي تنطلق منها مسارات متوازية، أولها العمل على تسوية الخلاف على النقاط الحدودية مع لبنان، من دون أن يشمل الحل مزارع شبعا، بالتوازي مع انتشار قوات من الجيش اللبناني في الجنوب بموافقة الأطراف المعنية».

وتابعت المصادر أن «هناك قناعة أيضاً بأن فترة الـ 45 يوماً للهدنة ستكون فرصة لجمع المساعدات للجيش وحشد الموارد وتأمين المعدات اللوجستية المطلوبة وتأمين الأموال اللازمة».

أما في ما يتعلق بالمساعي الفرنسية، فتقول المصادر إن «الأوروبيين، وتحديداً البريطانيين، يعتبرون أن على فرنسا التنسيق مع الأميركيين بشأن الترتيبات السياسية، لأن الجانب الأميركي ينوي إطلاق المسار ساعة سريان الهدنة في غزة»، مشيرة إلى أن «عملية نشر أبراج المراقبة التي اقترح البريطانيون تشييدها على الحدود الجنوبية ستكون ضمن الإجراءات المتّخذة ويجري التنسيق بشأنها مع الجيش اللبناني والجانب الأميركي».

توقّعات بأن يشهد الميدان «تصعيداً كبيراً» ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها

في سياق متصل، علمت «الأخبار» أن مساعد هوكشتين الذي استبقاه الأخير لمواصلة الاجتماعات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي غادرَ بيروت أمس لارتباطه ببعض الالتزامات.

وعليه، فإن الأيام المقبلة ستكون بيروت في موقع المنتظر لما ستؤول إليه المحادثات المنعقدة في القاهرة، في وقت توقّعت فيه مصادر مطّلعة أن يشهد الميدان «تصعيداً كبيراً»، لكن ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها، خصوصاً أن العدو الإسرائيلي سيحاول الضغط على المقاومة لدفعها للقبول بفصل المسارات السياسية بين الجنوب وغزة.

إلى ذلك، نفت مصادر في الحزب التقدمي الإشتراكي المعلومات التي أفادت أن النائب السابق وليد جنبلاط هو من طلب اللقاء بهوكشتين خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت.

من جهة أخرى، واصل حزب الله تصدّيه للاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، وشنّ عمليات المساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة.
واستهدف أمس موقَعي زبدين ورويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابهما إصابة مباشرة. ‏‏

ورداً ‏على ‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية والمنازل المدنية، ‌‎استهدف ‌‌‌حزب الله ‏مبنى في مستعمرة أفيفيم بـ«الأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة».‏‏

كما شنّ هجوماً جوياً بواسطة مُسيّرة ‏انقضاضية على موقع المطلة «أصابت هدفها بدقّة».

في المقابل، استهدف القصف المدفعي المعادي أطراف بلدة الفرديس وراشيا الفخار والمرتفعات الشمالية لبلدة شبعا.

وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل خالٍ في محيط تلة الحقبان في بلدة ياطر، وبلدات ‎يارون والضهيرة ومروحين، ومنزلاً كان قد استُهدف لأكثر من مرة بقذائف الدبابات في أطراف بلدة طير حرفا.
ونعى حزب الله علي حسن حسين من بلدة حولا الجنوبية.

اللواء:

 

صحيفة اللواءلبنان ينتظر ما سمعه هوكشتاين في إسرائيل حول التهدئة

مواجهة بالبيانات بين مجلس المطارنة والمجلس الشيعي.. ووفد حزب الله إلى الرابية

إنصبَّ اهتمام المسؤولين اللبنانيين على متابعة ما يجري في نيويورك على صعيد مشروع القرار الذي اعدته الولايات المتحدة الاميركية لاعلان وقف نار مؤقت، يسمح بتحرير الاسرى والرهائن، واحتمالات انعكاساته على التهدئة على جبهة الجنوب، والمحكومة ليس فقط بـ«هدنة غزة» بل ايضاً بطبيعة ما يسوّقه الموفد الرئاسي الاميركي كبير خبراء ملف أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين، والذي نقل الى اسرائيل مقترحه، وما سمعه في بيروت من خلال لقاءاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش في ما خص الوضع في الجنوب، والتهدئة المطلوبة، لاعادة المستوطنين الى المستوطنات في الشمال.

وحسب مصادر شبه رسمية فإن اتصالات ستجري مع هوكشتاين لمعرفة الاجوبة الاسرائيلية، والمسار الذي ستسلكه التطورات في حال التوصل الى هدنة في غزة، او لم تتوصل الى اي وقف للنار في القطاع.

وحسب تسريبات مصادر «عبرية» فإن الاساس في المفاوضات اقناع المستوطنين بالعودة الى المستوطنات الشمالية، عبر تكوين شبكة سيطرة في مناطق اطلاق الصواريخ، تتمكن قوة من اليونيفيل، بمؤازرة الجيش اللبناني من بسط سيطرتها عليها.

وحضر الوضع الجنوبي، خلال جولة قائد قوات اليونيفل العاملة في الجنوب اللواء آرولدو لازارو  الذي زار الرئيس بري ثم الرئيس ميقاتي وعرض معهما الوضع في الجنوب والتعاون بين الجيش و»اليونيفيل». وقد اطلع لازارو رئيس الحكومة على مضمون التقرير الدوري لمجلس الامن الدولي بشأن  تطبيق القرار 1701.

الاعتدال في عين التينة السبت

واشارت ‎مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن تكتل الاعتدال الوطني يحاذر الحديث عن فشل مسعاه الرئاسي حتى وإن عكست المعطيات المتعلقة بلقاء التكتل مع كتلة الوفاء للمقاومة مناخا غير مسهل لمسعاه، وقالت إن نواب التكتل ذهبوا إلى القول أنه ينتظر جواب حزب الله مع العلم انه كان في امكانه الإشارة إلى رأيه من هذا المسعى من دون تأخير، معتبرة أن لقاء تكتل الاعتدال مع الرئيس بري مجددا من شأنه تحديد البوصلة.

‎وفهم من المصادر أن زيارة موفد اللجنة الخماسية ليست من شأنها نسف المسعى المحلي، وأكدت أنه مع مرور الوقت بدأ زخم المبادرة يخف حتى وإن قامت محاولات لأحيائه، معربة عن اعتقادها أن الأيام المقبلة تعطي الجواب، علما أنه يكون البلد قد دخل في فترة شهر رمضان المبارك.

وفيما رحبت بكركي بالحراك النيابي من اجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية حطت مبادرة الاعتدال الوطني في السراي الكبير، والتقى الرئيس ميقاتي وفداً من التكتل والنائب السابق هادي حبيش بحضور النائب بلال الحشيمي.

وكشف البعريني ان التكتل سيلتقي الرئيس نبيه بري يوم السبت للتشاور في النتائج التي توصل اليها التكتل خلال لقاءاته.

وشدد التكتل على ان مبادرته مستمرة، واذا حصلت عرقلة لمبادرتنا سيظهر من هو المعرقل.. كاشفاً عن ايجابيات قابلة للتطوير..

السجال السلبي

على ان التطور السلبي تمثل امس، ببروز اشتباك في المواقف بين مجلس المطارنة والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى حول ما يجري في الجنوب.
فقد جدد مجلس المطارنة الموارنة رفضه القاطع زج لبنان في الحرب الاسرائيلية – الفلسطينية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها، وطالب الاطراف المحليين المعنيين (حزب الله) بإبعاد الاذى الذي يعانيه اهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية.

وحذر الآباء من مغضبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسويات تمس سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية، وما يعود اليه من حقوق جغرافية ويلفتون نظر افرقاء الخارج العاملين على هذا الصعيد، ان اي تفاوض لبناني في هذه الشؤون يعود الى رئيس الجمهورية، وان ذلك يخضع لتجميد حتمي حتى انتخابه.

ولم يتأخر الرد الشيعي على بيان مجلس المطارنة، فعقد المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بهئته الشرعية والتنفيذية اجتماعاً، ادان خلاله العدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفسطيني، وحيا المقاوملين الصامدين في غزة.

واعتبر المجلس ان المقاومة اصبحت ضمانة وطنية لحفظ سيادة لبنان وثرواته وردع العدوان عنه، وان التحريض عليها يخدم اهداف العدو الاسرائيلي المتربص شراً بلبنان.

ويزور وفد حزب الله برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الرابية للقاء رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، في اطار مهمة لا ترتبط بالتباينات مع التيار الوطني الحر.

التيار يحذّر

رئاسياً، حذر المجلس السياسي في التيار الوطني الحر من التمادي في كسر الشراكة الوطنية، وقد تنتج عنه ردات فعل ليست في مصلحة وحدة اللبنانيين.
وشدد التيار على انفتاحه الى اقصى الحدود للتشاور وللتحاور في الإستحقاق الرئاسي، مشيراً الى ان الترجمة للفصل بين الاستحقاق الرئاسي وحرب غزة فإنها ستكون بالاسراع في انتخاب رئيس توافقي اصلاحي، وعكس ذلك ضرب للشراكة وسعي لحكم البلد من دون المسيحيين..

وانضم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى الحملة على حزب الله والحكومة وقال ان الرئيس ميقاتي حليف حزب الله ونقول 8 آذار التي سمته لرئاسة الحكومة، وبالتالي رئيس الحكومة جزء من السطو القائم على البلد، وميقاتي يستطيع القيام بأكثر مما يقوم به في ملف الجنوب، فهو رئيس حكومة لبنان.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن حزب الله عن استهداف موقع زبدين في مزارع شبعا بالاسلحة الصاروخية، محققاً اصابات. كما شنت المقاومة الاسلامية هجوماً جوياً بمسيرة انقضاضية على موقع المطلة، واصابت هدفها بدقة.

وليلاً، أغارت الطائرات الاسرائيلية على بلدة يارون الحدودية.

افتتاح القرية الرمضانية في الأسواق

مع اقتراب بدء شهر رمضان المبارك، افتتحت في اسواق بيروت «القرية الرمضانية» بالزينة المعروفة، لإقامة النشاطات في المناسبة، المسائية والسحورية.

شارك في حفل الافتتاح، الذي نظمته شركة «سوليدير» وجمعية «أجيالنا» وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، ومحافظ بيروت مروان عبود ورئيس بلدية بيروت عبد الله درويش ورئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير ورئيسة مؤسسة «أجيالنا» الدكتورة لينا الزعيم الدادا.

البناء:

البناءالبحر الأحمر يشتعل مع صواريخ أنصار الله… وفقدان بحارة… وقصف أميركي

حماس: لا تعامل مع أي مبادرة لا تتضمن وقف الحرب والانسحاب وفك الحصار

ارتباك أميركي إسرائيلي أمام استعصاء التفاوض واقتراب رمضان ولا خطة!

كتب المحرّر السياسيّ

تقترب واشنطن كل يوم أكثر من التوقيت الحرج للانتخابات الرئاسية التي تأخذ اهتمامها إدارة ورأياً عاماً عن اهتمامات أخرى، وتفرض على المتنافسين قياس مواقفهم من العناوين السياسية الداخلية والخارجية بصفتها أصواتاً مع أو ضد تنزل في الصناديق.

وهذا فارق كبير عن النظرة الإسرائيلية المعنية بميدان الصراع واستئخار أي بحث بفك وتركيب المشهد الحكومي، سواء عبر دمج فريق رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو بالمعارضة التي يقودها يائير لبيد، او الذهاب الى انتخابات مبكرة لما بعد نهاية الحرب، تحت شعار مستلزمات النصر كما قال نتنياهو للناخبين، متهماً دعاة الانتخابات المبكرة بدعاة حرب أهلية محمّلاً لهم مسؤولية أي فشل في الحرب مع المقاومة، لكن هذا التفاوت في النظرة لن يتحول الى ضغوط أميركية بالمال والسلاح على نتنياهو.

وهذا ما يلمسه المشاركون في مسار التفاوض من ضعف في المبادرة الأميركية وإمساك فعلي لنتنياهو بهذا الملف.

والمشهد كما يصفه خبير بالشؤون الأميركية هو غياب للاستراتيجية، وتمسك بعنوان دعم «إسرائيل»، ودعوة لتقديم التنازلات لها، وانتظار تحسين الأداء الإسرائيلي بصورة لا تتسبّب لواشنطن بأزمات لا تستطيع إدارتها ولا تملك مقومات حسمها، مثل قضية المسجد الأقصى عشية شهر رمضان.

في البحر الأحمر مزيد من الاستهدافات للسفن المحظورة، وقد اشتعل البحر الأحمر أمس، بصواريخ أنصار الله حيث اشار مصدر ملاحي لـ«رويترز» إلى أن ثلاثة من أفراد طاقم سفينة البضائع السائبة «ترو كونفيدنس» التي ترفع علم بربادوس فقدوا وأصيب أربعة آخرون بحروق شديدة بعد أن لحقت أضرار بالسفينة قبالة سواحل اليمن.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قد ذكرت في وقت سابق أن سفينة تجارية تعرّضت لأضرار في هجوم جنوبي اليمن، وأن قوات التحالف تقدّم الدعم.
وقال مالك السفينة إنها أصيبت بصاروخ يعتقد أنه أطلقه أنصار الله في اليمن.

بينما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن واشنطن ستواصل محاسبة جماعة الحوثي اليمنية على هجماتها على حركة الشحن الدولية، بعد مقتل اثنين من البحارة في هجوم صاروخي.

وأحجم ميلر خلال إفادة صحافية عن تحديد إذا ما كان الهجوم سيؤدي إلى جولة جديدة من الردود الأميركية. وفي وقت سابق، أكد مسؤول أميركي أن اثنين على الأقل من البحارة قُتلا في هجوم شنه الحوثيون على سفينة الشحن ترو كونفيدانس في خليج عدن، وهي أول حالة وفاة يتمّ الإبلاغ عنها منذ أن بدأ أنصار الله بتوجيه الضربات ضد حركة الشحن المحظورة وفق لوائح اليمن.

في غزة مزيد من العمليات الناجحة للمقاومة، ومزيد من أفعال القتل يرتكبها الاحتلال، وكل طرف يفعل ما يتقن فعله.

بينما مسار التفاوض مجمّد بعدما تبين أن الترويج لقرب الاتفاق جزء من محاولة إنتاج مناخ يضغط على المقاومة لتقديم تنازلات عن موقفها المبدئي.

وهو ما ردت عليه حركة حماس بلسان أحد أعضاء مكتبها السياسي أحمد أبو زهري الذي قال إن الحركة أبدت مرونة عالية وروحاً إيجابية في المفاوضات بهدف وقف العدوان على شعبنا، وأكد بأن الحركة مع أي فرصة حقيقية لخلق الراحة والأمان، وتحقيق مطالب شعبنا الفلسطيني.

ولفت أبو زهري في حديث، الى اننا «ندعم أي مشروع قرار بمجلس الأمن يدعو لوقف القتال دون ربطه باشتراطات أخرى، ولا يمكن أن نتعامل مع أي اتفاق لا يضمن وقف العدوان بشكل كامل وانسحاب الاحتلال وعودة النازحين».

وفيما نقل كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة الدولية أموس هوكشتاين للمسؤولين الإسرائيليين نتائج زيارته الى لبنان بشأن الملف الحدودي، لم تشهد الجبهة الجنوبية تراجعاً في حدة المواجهة، إذ واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها على لبنان، فبعد ارتكابها مجزرة في حولا منذ يومين، استهدفت مدفعية جيش الإحتلال بعد منتصف الليل، أطراف بلدة يارون في قضاء بنت جبيل بأكثر من 20 قذيفة من عيار 155 ملم. وأغارت طائرات الاحتلال على بلدة كفرا ما أدّى الى سقوط عدد من الجرحى، عرف منهم الطفلة لين زاهر عبادي ووالدتها مريم عطوي وهي حامل، والفتى محمد زاهر عبادي ونقلوا الى مستشفى تبنين الحكومي. كما أدّت الغارة الى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه. كما أغار طيران العدو على منزل في بلدة الضهيرة.

في المقابل شنّت المقاومة في لبنان هجومًا جويًا بمسيّرة ‏انقضاضية على موقع «المطلّة» وأصابت هدفها بدقة، كما استهدفت ‏موقع «زبدين» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة، واستهدفت أيضًا ‏موقع «رويسات العلم» في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة ‏مباشرة.

وأشارت مصادر في فريق المقاومة لـ«البناء» الى أن «تصعيد الاحتلال العشوائي لا سيما ضد أهداف مدنية يعكس حجم المأزق والإرباك الذي يواجهه على صعيد جبهته الداخلية لا سيما في مستوطنات الشمال، وإن على المستويين العسكري والسياسي، ولذلك يغطي فشله في الميداني في دفع حزب الله لوقف جبهة الإسناد لغزة وكذلك على عجز الاحتلال على توسيع العدوان على لبنان خشية ردة فعل المقاومة ومعادلة الردع القائمة». ولفتت الى أن «التصعيد الإسرائيلي يهدف الى تزويد الوسيط الأميركي بورقة ضغط تفاوضية خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في محاولة لفصل المسارات والجبهات بين الجنوب وغزة».

وشدّدت المصادر على أن «المقاومة في لبنان لن توقف العمليات ضد قوات الاحتلال بل ماضية بتنفيذ العمليات النوعية التي تلحق الخسائر في صفوف جيش العدو ومستوطنيه رداً على الاعتداءات على الجنوب، واي ضغوط وإغراءات أميركية ودولية لن تثني المقاومة في القيام بواجباتها في إسناد غزة والدفاع عن لبنان مهما غلت التضحيات وحتى لو اندلعت الحرب الكبرى».

وفي سياق ذلك، توجّه عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، خلال تشييع «حزب الله» لشهداء مجزرة حولا الحدودية، للإسرائيلي بالقول «عليك أن لا تخطئ في خياراتك، وأن تفكّر ألف مرة ومرة قبل أن ترتكب أي حماقة، لأننا سنزجّ بكل الوسائل والأدوات، ولدينا كل الحق في أن ندافع عن هذا الوطن فيما لو أراد هذا العدو أن يمضي في عدوانه باتجاه هذه الحرب المفتوحة التي يهدّد بها».

وأشار فياض، إلى أن «هذا العدو بإمكانه أن يطلق التهديدات يميناً ويساراً، وبإمكانه ليلا ونهاراً أن يطلق الوعود الفارغة، وهو يستطيع فعل شيء كثير، ولكنه سيبقى عاجزاً عن فعل الشيء الأساسي، ألا وهو الانتصار في هذه الحرب، لأن المقاومة هي التي ستنتصر وهذا العدو هو الذي سينهزم. وقد هزمناه مراراً، في العام 1993 وفي العام 1996، وفي العام 2006، وبإذنه تعالى سنهزمه في العام 2024».

إلى ذلك بقيت أصداء نتائج زيارة الوسيط الأميركي الى لبنان تسيطر على المشهد الداخلي، لا سيما أنها قطعت الطريق على الجهود الفرنسية والمقترح الفرنسي الذي جاء به وزير خارجية فرنسا خلال زيارته الأخيرة الى لبنان، لضبط الحدود وتطبيق القرار 1701، خصوصاً أن السفيرة الأميركية في لبنان أكدت أمام المسؤولين اللبنانيين وفق ما علمت «البناء» رفض بلادها للمبادرة الفرنسية.

وأشارت أوساط مطلعة على جولة هوكشتاين لـ«البناء» الى أن هوكشتاين استفسر من المسؤولين اللبنانيين عن موقف حزب الله من الهدنة في غزة وما بعد الهدنة، وما إذا كان مستعداً لمناقشة أفكار لترتيبات على الحدود تضمن الأمن للطرفين، بحال حصلت هدنة في غزة.

ووفق ما علمت «البناء» فإن الوسيط الأميركي وخلال لقاءاته قدّم عرضاً يقضي بأن تعمل الولايات المتحدة على تسهيل الملف الرئاسي وتقديم مساعدات للجيش اللبناني وإعادة إعمار الجنوب ومساعدات مالية ونقدية بحال تعاونت الحكومة اللبنانية للتوصل الى اتفاق على الحدود يوقف الحرب مع ضمانات بأن لا يعود حزب الله الى الجبهة بمعزل عن مسار الوضع الميداني والتفاوضي والسياسي في غزة.

لكن حزب الله، وفق ما أكدت مصادر معنية لـ«البناء» لم يُجب على الرسائل ولم يعلق على العروض ورفض النقاش بأي طرح أو اقتراحات في الملف الحدودي قبل وقف العدوان على غزة.

وتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرد على طروحات هوكشتاين بالتأكيد على الطلب من «إسرائيل» وقف خروقاتها وعدوانها على الجنوب ولبنان والانسحاب من الأراضي المحتلة، عارضين سجل الاعتداءات الاسرائيلية والخروقات للقرار 1701.

وأكد الرئيس بري أنه لا يمكن الطلب من المقاومة وقف إطلاق النار من دون إجبار «إسرائيل» على وقف عدوانها على لبنان وعلى غزة أيضاً لكون القضية الفلسطينية هي أصل المشكلة ولا يمكن فرض الاستقرار على الحدود مع لبنان أو في المنطقة من دون وقف الحرب على غزة والتوصل الى حل يعيد حقوق الفلسطينيين.

ونقل هوكشتاين وفق معلومات «البناء» استعداد إسرائيل للانسحاب من النقاط المتحفظ عليها من قبل لبنان، ومن الجزء الشمالي من قرية الغجر وإطلاق مفاوضات على بعض النقاط محل نزاع مثل نقطة الـ بـ1، كما لفت الى أن «إسرائيل» لم تعد تطلب تعديل القرار 1701 بل تطبيقه، كما التراجع عن مطلبها بانسحاب حزب الله مسافة 10 كلم والاكتفاء بسحب الصواريخ الثقيلة من الحدود.

وخلصت المصادر الى أن التصريحات الإسرائيلية العالية السقف ضد لبنان ورسائل التهديد الخارجية، تهدف للضغط على لبنان لا أكثر ولا أقل، مشيرة الى أن الحلول الدبلوماسية هي التي تتقدّم على فرص الحرب المستبعدة في الوقت الراهن.

على الصعيد الدبلوماسي والرسمي، جال قائد قوات اليونيفل العاملة في الجنوب اللواء آرولدو لازارو على المسؤولين، حيث زار عين التينة وتابع معه رئيس المجلس المستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة «إسرائيل» عدوانها على قطاع غزة ولبنان.

أيضاً، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجنرال لازارو وعرض معه الوضع في الجنوب والتعاون بين الجيش و«اليونيفيل». وقد أطلع لازارو رئيس الحكومة على مضمون التقرير الدوري لمجلس الامن الدولي بشأن تطبيق القرار 1701.

الى ذلك، أشار ميقاتي خلال لقاء تشاوريّ مع سفراء الدول المانحة في إطار شرح موقف لبنان من أهمية استمرار تمويل «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا»، إلى أنه «لمن دواعي سرورنا أن نرحّب بكم اليوم ونقدر انضمامكم إلينا لمناقشة أمر يمثل أولوية قصوى بالنسبة للحكومة في هذا الوقت، وهو حماية الأونروا من الجهود الخطيرة لقطع تمويلها وتعطيل خدماتها».

وتابع: «إننا نجتمع هنا لنقول إن الدعم للأونروا أمر بالغ الأهمية، وسيكون لوقف تمويل الأونروا تداعيات لا يمكن توقعها، ونحض المجتمع الدولي على الاستمرار في دعم الأونروا للحفاظ على الاستقرار في البلاد».

في المواقف الداخلية، رفض المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري في بكركي، «رفضاً قاطعاً زجّ لبنان في الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها»، وطالبوا «الأطراف المحليين المعنيين بإبعاد الأذى الذي يُعانيه أهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية».

وتابعوا في بيان «يُحذِّر الآباء من مغبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسوياتٍ تمسّ سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية وما يعود إليه من حقوقٍ جغرافية.

ويلفتون نظر أفرقاء الخارج تكرارًا، العاملين على هذا الصعيد، إلى أن أيَّ تفاوضٍ لبناني في هذه الشؤون يعود إلى رئيس الجمهورية، وأن ذلك يخضع لتجميدٍ حتمي حتى انتخابه».

على الخط الرئاسي، واصل نواب «تكتل الاعتدال الوطني» جولتهم على القوى السياسية حاملين مبادرتهم الرئاسية، وزار وفد منهم ضمّ النواب وليد البعريني، احمد الخير واحمد رستم وامين سر التكتل هادي حبيش الرئيس ميقاتي في حضور النائب بلال الحشيمي.

وبعد اللقاء قال البعريني: «زيارتنا الى دولة الرئيس تضمنت موضوعين الأول، يتعلق بالمبادرة التي نقوم بها، ووضعناه في مجمل الأجواء التي رافقت جولاتنا من بدايتها حتى نهايتها، وسنلتقي يوم السبت المقبل الرئيس نبيه بري لنتشاور معه في النتائج التي توصلنا اليها».

ورداً على سؤال عما اذا كانت مبادرة التكتل مستمرة قال: «المبادرة مستمرة ولا يأس مع العمل والحياة، ونحن سنكمل عملنا والرأي العام سيحكم على ما نقوم به، واذا حصلت عرقلة لمبادرتنا سيظهر من هو المعرقل، وحتى الآن الأبواب لا تزال مفتوحة وهناك بعض الإيجابيات التي نعمل على أساسها ونحاول تطويرها وتنميتها ولكن لنتحدث بصراحة فليس «تكتل الاعتدال» وحده من سيأتي برئيس للجمهورية، فالمطلوب هو التعاون بين جميع النواب والمجتمع الداخلي والدولي اضافة الى القوى السياسية ككل لنكون يداً واحدة لنصل الى انتخاب رئيس للجمهورية. الجميع مسؤولون عن هذا الأمر وما نقوم به هو لوضع النقاط على الحروف».

من جهته، اعتبر المجلس السياسي في التيار الوطني الحر بعد اجتماعه الدوري «أن ترجمة الفصل بين الاستحقاق الرئاسي وحرب غزة تكون بالإسراع في انتخاب رئيس توافقي إصلاحي يعكس بشخصه الشراكة المتوازنة ويحظى بدعم وازن من الكتل النيابية، أما عكس ذلك فيطرح علامات استفهام حول وجود نيات فعليّة للبعض بضرب الشراكة وعدم الاستعجال بانتخاب رئيس للجمهورية وحكم البلاد من دونه وبالتالي إقصاء المسيحيين عن الحكم».

وشدد على أن «التيار المنفتح الى اقصى الحدود للتشاور وللتحاور في استحقاق رئاسة الجمهورية يرفض الى الحد الأقصى ممارسات الحكومة المبتورة بضرب الميثاق والدستور والشراكة المتكافئة من خلال الاعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية وعلى صلاحيات الوزراء إفرادياً ومجلس الوزراء مجتمعاً وموقعه في ظل الفراغ الرئاسي.

ويحذّر التيار من أن التمادي في كسر الشراكة الوطنية قد تنتج عنه ردّات فعلٍ ليست في مصلحة وحدة اللبنانيين».

المصدر: صحف