وفي اليوم الـ150 للعدوان على غزة، يواصل الاحتلال الاسرائيلي قصفه المتواصل والعنيف على مختلف مناطق القطاع، مكثفاً غاراته على مناطق سبق أن أعلن أنها “آمنة” مطالباً أهل قطاع غزة بالنزوح إليها.
وفي السياق، تعرضت منطقة رفح على الحدود بين مصر والقطاع، والتي نزح إليها أكثر من مليون ونصف نازح، لقصف عنيف خلّف شهداء وجرحى.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة ارتكاب الاحتلال 13 مجزرة في القطاع راح ضحيتها 124 شهيداً و210 مصابين في يوم واحد، مضيفة أنه بذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 30 ألفاً و534 شهيداً و71 ألفاً و920 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
سياسياً، ذكرت وسائل إعلام مصرية أن اجتماعات بغرض تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ستستأنف في القاهرة اليوم الاثنين بعد انتهاء اليوم الأول أمس الأحد بمشاركة قطر ومصر والولايات المتحدة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فيما لم يرسل العدو وفداً من قبله. وفي هذا السياق، أكدت المقاومة أن “واشنطن تخشى توسع الصراع في المنطقة، وتسعى إلى هدنة لإخراج الأسرى، وليس لإيقاف المعارك”، لافتة إلى أنه “حتى لو مرّت صفقة التهدئة في غزة، فإن المعركة لن تتوقف”، وأن “ما لم يؤخذ بالميدان لن يؤخذ بمكائد السياسة”.
يأتي ذلك وسط تصاعد المؤشرات على احتدام الخلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي، حيث بعث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو توجيهات إلى سفارة كيانه في واشنطن، بعدم تقديم خدمات إلى عضو مجلس الحرب بيني غانتس أو مرافقته في زيارته التي بدأها أمس للولايات المتحدة للقاء مسؤولين أميركيين. هذه الخلافات تأتي في وقت أفادت فيه القناة الـ12 الإسرائيلية بأن أهالي المحتجزين في قطاع غزة يتظاهرون في أروقة الكنيست، مطالبين بإطلاق سراحهم جميعا فوراً.
هذا وزعمت هيئة البث الإسرائيلية أن السبب خلف إلغاء اجتماع كان من المفترض أن يناقش مساء اليوم الاستعدادات الأمنية في شهر رمضان، “مرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، حسب زعمها. وكان من المخطط أن يجري نتنياهو نقاشاً حول مسألة القيود في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، بمشاركة ما يسمى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ومسؤولين في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) والجيش.
حماس: نتحلى بالمرونة في التفاوض حرصاً على شعبنا، ومستعدون للدفاع الكامل عنه
الجهاد الإسلامي: “إسرائيل” فشلت في سحق المقاومة
في المقابل، أعلن محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن العدو “فشل في سحق المقاومة، ولم ينجح في استعادة أي أسير”. وتابع أنه “من المفارقة أن تعطي أميركا السلاح لإسرائيل، وتلقي فتات الطعام للفلسطينيين”، مشيراً إلى أن الأخيرة أي واشنطن “تخشى توسع الصراع في المنطقة، وتسعى إلى هدنة لإخراج الأسرى، وليس لإيقاف المعارك”.
وهنا أكد الهندي أنه “حتى لو مرت صفقة التهدئة في غزة، فإن المعركة لن تتوقف”، مشيراً إلى أنه “في نهاية هذه الجولة سيتقلص وزن “إسرائيل” في المنطقة والعالم”، وأن “هذه المواجهة ستزيد الشعب الفلسطيني صلابة وقوة وقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية”. وقال الهندي إن “من يتجنب مواجهة “إسرائيل” في المنطقة سيعيش عبدا لها وللولايات المتحدة”.
الإبادة مستمرة
مصادر إعلامية أفادت باستشهاد فلسطيني وسقوط عدد من الجرحى في قصف مدفعي للعدو على بلدة القرارة في خان يونس جنوبي القطاع. كما استشهد 12 فلسطينياً، بينهم أطفال، في غارات إسرائيلية على منزلين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة الليلة الماضية. وشنت مقاتلات العدو غارات عدة على مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، دون ورود أنباء أولية عن عدد الشهداء والمصابين جراء تلك الغارات.
هذا واستشهد فلسطينيين اثنين وأصيب آخرين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والذي تعرض لغارات إسرائيلية كثيفة منذ فجر اليوم.
هذا واستشهد الطفل يزن الكفارنة في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح جنوبي القطاع بسبب سوء التغذية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس الأحد استشهاد 15 طفلاً نتيجة سوء التغذية والجفاف في مستشفى كمال عدوان بقطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل 5 أشهر.
وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر طبية بغزة أن عدد الشهداء من الأطفال ارتفع إلى 13 ألفا و430، والنساء إلى 8 آلاف و900 منذ بداية العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. وبذلك يكون عدد الشهداء من الأطفال والنساء بلغ أكثر من نصف حصيلة الشهداء التي بلغت 30 ألفا و534 شهيدا.
جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بنسف مربع سكني في خان يونس، حيث كثف عدوانه خلال الأسابيع الماضية، وسط اشتباكات مع مقاتلي المقاومة الذي أوقعوا بصفوف قواته خسائر فادحة. وحسبما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية، فإن جيش الاحتلال اعتقل عشرات الفلسطينيين في مدينة حمد بخان يونس، وذلك بعد أن حاصرت آلياته أمس الأحد المدينة وأطلقت النار على من حاولوا الإجلاء.
صحة غزة: رصدنا نحو مليون إصابة بأمراض معدية في القطاع
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال قتل 364 من الكوادر الصحية واعتقل 269 -بينهم مديرو مستشفيات- خلال 150 يوما من العدوان على القطاع، مشيرة إلى أنها رصدت نحو مليون إصابة بأمراض معدية.
وأضافت الوزارة في بيان أن الاحتلال دمر 155 مؤسسة صحية وأخرج 32 مستشفى و53 مركزا صحيا من الخدمة واستهدف 126 سيارة إسعاف، مشيرة أيضا إلى أنه دمر البنى التحتية لمستشفيات خان يونس وشمال غزة.
ووصفت صحة غزة الوضع الصحي في قطاع غزة بالكارثي للغاية نتيجة عدم إدخال المساعدات الطبية اللازمة، مشيرة إلى أن الاحتلال تعمد إحداث كارثة إنسانية وصحية لا توصف، مما ساهم في انتشار الأوبئة والأمراض المعدية. وأكدت أن سكان شمال القطاع يصارعون الموت نتيجة المجاعة التي فاقت المستويات العالمية بسبب شح المياه والطعام. ولفتت الوزارة إلى أنها رصدت نحو مليون إصابة بأمراض معدية، دون أن تتوفر لديها الإمكانيات الطبية اللازمة لمعالجتها.
بلجيكا وإسبانيا تطالبان أوروبا بإجراءات موحدة بشأن كارثة غزة
وأكدت نائبتا رئيسي وزراء بلجيكا وإسبانيا أن على أوروبا أن تتخذ إجراءات موحدة بشأن الكارثة الإنسانية في غزة. وقالتا إن على أوروبا استخدام جميع أدواتها للضغط على العدو لتحقيق وقف إطلاق النار. ورأت النائبتان أن “انقسام أوروبا بشأن الصراع في الشرق الأوسط يؤدي إلى تآكل مصداقيتها عالمياً”، ودعتا الكيان إلى “تنفيذ التدابير المؤقتة التي فرضتها محكمة العدل الدولية”.
المصدر: موقع المنار